قصة قوم لوط بالكامل، من هم قوم لوط؟ وبماذا عذبهم الله تعالى؟

من هم قوم لوط؟ وما الفاحشة التي عرفوا بارتكابها؟ وكيف عذهم الله تعالى؟ هذه الأسئلة وغيرها تجد إجاباتها في هذا المقال الذي يتحدث عن قصة قوم لوط بالكامل.

إن تاريخ البشرية زاخر بالحضارات والأمم والشعوب التي تعاقبت عليه، منها ما علمنا بها ومنها ما لم نعلم به حتى الآن، ومما دلنا على وجود هذه الأمم إما الأبحاث والأعمال التنقيبية في المناطق التي كانوا يسكنون بها، أو ورد ذكرهم في الكتب المقدسة وكتب التاريخ.

وقد جاء القرآن الكريم بذكر العديد من الأمم والشعوب التي أرسل الله تعالى فيهم أنبياءه لهدايتهم ودعوتهم لعبادة الواحد الأحد، ومنهم قوم لوط. فمن هو نبيهم؟ ومن هم قوم لوط؟ ولماذا عاقبهم الله تعالى وكيف؟ سنجيب بالتفصيل عن هذه الأسئلة في هذا المقال آملين الإفادة.

من هم قوم لوط؟ وأين تقع أرضهم؟ وما هي أفعالهم؟

قصة قوم لوط

هم قوم كانوا يعيشون في مدينة سدوم جنوب البحر الميت على الحدود الفاصلة بين فلسطين والأردن، وهم القوم الذين بعث الله تعالى فيهم نبيه لوط عليه السلام ليرشدهم إلى طريق الحق طريق الله تعالى لعبادته وحده ونبذ عبادة الأصنام، ولنهيهم عن ارتكاب الفاحشة التي كانوا يقومون بها دونًا عن جميع البشر، والتي لم يسبق لأحد من الأمم أن ارتكبتها وهي إتيان الرجال للرجال دون النساء خلافًا للفطرة التي خلق الله تعالى عليها البشر، وهو ما يسمى بالشذوذ أو ما يطلق عليه في زمننا هذا بفعل (اللواطة) نسبة إلى قوم لوط الذين عرفوا بارتكابهم لهذه الفاحشة.

وقد دلنا على ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ”
ولكنهم لم يستجيبوا لأوامر الله تعالى وتمادوا في ارتكاب الفاحشة إلا قوم قليل من أهل بيته آمنوا معه ما عدا امرأته لم تؤمن، حتى أنزل الله تعالى عليهم عذابه وغضبه.

قال الله تعالى في رفض قوم لوط الاستجابة لنبيهم ولتهديدهم له بإخراجه من قريتهم: “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”

إرسال الله تعالى الملائكة لسيدنا لوط عليه السلام

بعد أن تمادى قوم لوط في عصيانهم وارتكابهم الفاحشة أرسل الله تعالى إليهم الملائكة على هيئة بشر جميلي المنظر لتنفيذ العقاب الذي وعدهم الله به، وقبل ذلك ذهبت الملائكة إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام (عم النبي لوط عليه السلام) لتبشره بابنه إسحاق كما أخبرته أنها في طريقها لتعذيب قوم لوط، فقلق لذلك لكن الملائكة طمأنته لنجاة النبي لوط ومن آمن معه.

جاءت الملائكة إلى سيدنا لوط عليه السلام لتنبيهه للخروج من القرية هو وأهله الذين آمنوا معه باستثناء زوجته التي لم تؤمن معهم ليلًا قبل وقوع العذاب في الصباح وألا ينظروا إلى الخلف أبدًا عند خروجهم من القرية.  وفي ذلك قال الله تعالى في محكم آياته: “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ”.

فذهبت زوجة سيدنا لوط إلى القوم تخبرهم بوجود رجال جميلي الشكل  (الذين هم ملائكة) باستضافة سيدنا لوط، فطلب القوم من سيدنا لوط أن يأتي بهم ليفعلوا فيهم الفاحشة، لكن سيدنا لوط عليه السلام رفض ذلك، وأمرهم بإتيان النساء بدلًا من الرجال. قال تعالى في ذلك: “وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ* قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ”

عذاب الله تعالى لقوم لوط

وفي الصباح بدأ عذاب الله تعالى لهم فاقتلعت الملائكة القرية على رؤوسهم وقلبها الملك جبريل عليه السلام بجناحه فجعل عاليها سافلها، ثم أرسل الله تعالى عليهم صيحة من السماء وحجارة من سجيل منضود فلم يبق منهم أحد، وهو ما دلت عليه حملات التنقيب في المنطقة حيث وجدت فيها بقايا حمم بركانية وحجارة بازلتية ناتجة عن انفجار بركاني، الذي هو عذاب الله تعالى لقوم لوط.

وفي عذاب قوم لوط قال الله تعالى في القرآن الكريم: “فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ” وتحدث الله تعالى عن عذابهم في سورة الحجر: “فأخذتهم الصيحة مشرقين” وعن نجاة سيدنا لوط عليه السلام ومن آمن معه: “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ”

وفي النهاية لا بد من الإشارة لعظيم العبر التي تحملها قصة قوم لوط من النهي عن ارتكاب الفواحش والامتثال لأوامر الله تعالى لتجنب غضبه وعقابه والفوز برضاه وجنته.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله