ما هي أعراض وأسباب و علاج الحزن الشديد ؟ وكيف يمكن تفريقه عن الحزن العادي؟

متى يكون حزنك حزن شديد ومتى يكون طبيعي واكتئاب؟ ما هي الأعراض والأسباب والمضاعفات؟ وكيف يمكن علاج الحزن الشديد والتخلص منه بشكل نهائي وسريع؟

كل شخص مر أو يمر في حال الحزن والتي يمكن أن تكون شديدة أشبه بدوامة تأخذه معها، فيحاول هذا الشخص الخروج منها إلا أنه يشعرك كما لو كان عالق يحاول ويحاول علاج الحزن الشديد ولكن بدون فائدة، ونحن هنا لنعرفك أكثر على هذه الحالة ومتى بالفعل يكون الشخص فيها.

فما هي حالة الحزن الشديد وما فرقها عن الحزن العادي أو الاكتئاب؟ ما هي الأعراض التي ترافقها وأسبابها ومضاعفاتها؟ وكيف يمكن علاج الحزن الشديد بشكل نهائي والخروج من هذه الدوامة؟ إليك كل ذلك فيما يلي.

ما هي حالة الحزن الشديد؟

ما هي أعراض وأسباب و علاج الحزن الشديد ؟ وكيف يمكن تفريقه عن الحزن العادي؟

عندما يتعرض الشخص لصدمة ما أو خيبة أمل، عندما يفقد شخص عزيز مقرب أو شيء غالي مهم وغيرها من الأسباب يكون هناك رد فعل طبيعي ألا وهو الشعور بالحزن، باختصار فهو شعور طبيعي اختبره الجميع.

تختلف درجة الحزن باختلاف السبب وباختلاف الشخص وقابليته للغرق في نوبات الحزن، ولكنه يتحول إلى درجة أكبر عندما يكون السبب خلفه بالفعل كبير، ويكون الحزن شديد عندما يمتد لمدة طويلة ولا يكون الشخص قادر على الخروج من هذه الحالة التي تؤثر بشكل سلبي عليه.

الفرق بين حالة الحزن العادي والحزن الشديد

الحزن ككل هو الحالة النفسية التي يمر بها الشخص بعد تعرضه لصدمة ما أو مصيبة أو فقدان شيء أو شخص عزيز أو خسارة وغيرها من الأمور، والشعور بالحزن الخفيف والمتوسط والشديد أمر طبيعي تمامًا وتتوقف حدة هذا الشعور على السبب الذي كان خلفها.

إذن لنتفق على أن الحزن أمر طبيعي ولكن يصبح شديد وغير طبيعي عندما يمتد لفترة زمنية طويلة أكثر من أسبوع أو أسبوعين وعندما يؤثر بشكل مباشر على حياة الشخص بحيث لا يمكنه القيام بالأعمال اليومية والحياتية العادية فإنتاجيته تنخفض كثيرًا بالإضافة إلى أنه عاجز عن تغير هذه الحالة النفسية كما لو كان عالق فيها تمامًا.

الفرق بين الحزن والاكتئاب

الفرق بين الحزن والاكتئاب

الحزن الطبيعي والحزن الشديد يحدث بعد التعرض لمحفزة أدى إلى الدخل في هذا الحالة وعلى الرغم من أنه يشبه إلى حد كبير الاكتئاب وإلى جانب أن الحزن الشديد يمكن أن يتحول إلى اكتئاب أو أن يكون من أعراض الاكتئاب إلا أن هنا فرق.

فالاكتئاب مرض حقيقي يؤثر على كيمياء الدماغ والهرمونات والحالة النفسية ويحتاج إلى علاج ومتابعة من قبل مختص في معظم الأحيان، ويتميز عن الحزن بأن حالة الاكتئاب أو نوبة الاكتئاب ليست بحاجة لمحفز حتى يدخل الشخص فيها كما أن الاكتئاب يمتد لفترات طويلة جدًا تتراوح بين الأسبوعين حتى السنتين وأكثر من ذلك (حسب نوع الاكتئاب).

قد يعجبك: رحب بالسعادة من جديد مع علاج الاكتئاب بدون دواء وبشكل نهائي

أعراض الحزن الشديد

في الحقيقة الشخص الحزين يعرف ذلك تمامًا يعرف أنه يمر بحالة نفسية سيئة مؤلمة إلى حد بعيد، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الحالة تترافق مع مجموعة من الأعراض، أهمها:

  • عدم القدرة على التواصل الاجتماعي بمختلف أشكاله إن كان التواصل على أرض الواقع أو في صفحات ومواقع التواصل الإلكترونية.
  • الشعور بالوحدة والفراغ على الرغم من وجود أشخاص في المحيط إلا أن هذا الشعور ما يزال موجود.
  • محاولة الخروج من هذه الحالة مع عدم القدرة على ذلك كما لو كان الشخص عالق تمامًا.
  • اضطرابات في الشهية يمكن أن تكون على شكل إفراط في تناول الطعام أو نقص حاد في الشهية.
  • اضطرابات النوم وأيضًا يمكن أن تكون على شكل فرط أو أرق وعدم القدرة على النوم أو نوم متقطع.
  • عدم القدرة على القيام بالأعمال والنشاطات اليومية الأمر الذي يترك تبعات سلبية على حياة الشخص الاقتصادية والصحية.
  • فقدان التركيز وتراجع في الذاكرة.

ما هي الأسباب خلف حالة الحزن الشديد؟

ما هي الأسباب خلف حالة الحزن الشديد؟

توجد الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الدخول في حالة الحزن العادي كخسارة شيء ما أو التعرض لصدمة أو مشكلة وغيرها من الأمور، وبناءً على درجة هذا السبب يمكن أن تختلف درجة الحزن ويتحول إلى حزن شديد ويستمر مدة طويلة بدون قدرة الشخص على الخروج منه، كخسارة شخص عزيز جدًا أو الإصابة بمرض ما أو فقدان الكثير من الأشياء.

كما أن هناك بعض الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم للدخول في حالة الحزن الشديد وذلك تبعًا للعوامل الوراثية والنفسية للشخص، بالإضافة إلى تربيته كتعرضه للعنف النفسي أو الجسدي خلال طفولته بالإضافة إلى دور المجتمع المحيط وغيرها.

مضاعفات حالة الحزن الشديد

لا يجب أبدًا التهاون مع حالات الحزن والاكتئاب من قبل الشخص الذي يمر بهذه الحالة، ومن قبل الأشخاص المحيطين به، فالأمر يحتاج إلى الكثير من الوعي لأن هناك العديد من المضاعفات والتبعات التي تترافق معه والتي تزداد في الحدة في حال تم إهمال علاج الحزن الشديد ، وأهمها:

  • التأثير السلبي على حياة الشخص الاجتماعية والاقتصادية.
  • فقدان الثقة بالنفس والشعور بالإحباط الدائم.
  • عدم المبالاة بالواقع ورفضه.
  • يمكن أن يصل الشخص إلى محاولة الانتحار.
  • أمراض جسدية تنعكس بسبب الحالة النفسية.
  • اكتئاب شديد أو اكتئاب مستمر.

علاج الحزن الشديد

علاج الحزن الشديد

وصلنا إلى الجزء الأكثر أهمية وهو علاج الحزن الشديد والطريقة التي يمكن من خلالها الخروج من هذا الشعور ومنع سيطرته عليك، والأمر يعتمد على شيئين: الأول العلاج من قبل الطبيب المختص، والثاني من خلال 7 أمور تضمن التحسن في الحالة النفسية.

استشارة الطبيب

متى يكون من الضروري استشارة الطبيب المختص للتعامل مع هذه الحالة و علاج الحزن الشديد ؟ ذلك يكون ضروري عندما تستمر الأعراض لمدة أطول من 10 أيام أو أسبوعين، أو في حال كانت الأعراض شديدة وحادة تؤثر بشكل كبير على حياة المريض.

كيف يتم التشخيص؟ يتم من خلال متابعة حالة المريض والحصول على معلومات منه ومن الأشخاص القريبين حول مدة حالة الحزن الشديد ومتى بدأت وطبيعة الأعراض والسبب الذي كان خلفها بالإضافة إلى التاريخ العائلي فيما يخص الاكتئاب والحزن، كما أنه يقوم بمتابعة جلسات العلاج ووصف الدواء المناسب.

علاج الحزن الشديد

لا يمكن الاستغناء عن متابعة الطبيب المختص في علاج الحزن الشديد ولكن يمكن للأمور الـ 7 التالية أن تحدث فرق كبير في الحالة النفسية بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض المزعجة، كما أنها طريق للوقاية من حالات حزن شديد أخرى.

1 – ابحث عن السعادة لديك

عندما يكون الشعور بالسعادة بالنسبة لك شيء متعلق بالآخرين أو بشيء معين وعندما تربط راحتك بشخص ما أو أمر ما فتأكد من أن حالتك النفسية ليست بأمان لأن احتمال خسارة الأشخاص والأشياء بالإضافة إلى التعرض لخيبة الأمل منهم هو احتمال وارد، وبهذا أنت تعرض نفسك للحزن الشديد.

لذا عليك أن تمنح كل شيء وكل شخص مكانه المناسب في قلبك وعقلك ولكن السعادة والراحة هي موجودة داخلك أنت تعتمد عليك أنت، ابحث عنها ستجدها وتأكد من أنك لن تلتقي بها ما دمت تبحث عنها في الخارج.

قد يعجبك: 17 طريقة لـ شحن نفسك بالطاقة الإيجابية

2 – لا بد من التعامل مع السبب

لأن هذه الحالة ليست كالاكتئاب فالشخص يمر بها نتيجة سبب ما يكون علاج الحزن الشديد الأكثر فاعلية هو من خلال التعامل مع السبب، ولكن كيف؟

عندما يكون السبب بسيط يمكن تغيره أو السيطرة عليه فأمر العلاج يكون بمنتهى السهولة، ولكن عندما يكون السبب هو موت أو خسارة كبيرة وغيرها، فهنا العلاج يكون من خلال تقبل السبب والشعور بالرضى اتجاهه ومن ثم محالة استعادة الحالة النفسية التي كنت عليها، ولكن هذه المرة مع الحذر من التعلق وربط سعاتك بأي شيء آخر إلا بداخلك.

3 – فهم الحزن الشديد والحالة التي تمر بها

فهم هذه الحالة يعني أنك على وعي بها وبالأعراض التي تعاني منها، وهو الخطوة الأولى والأهم في العلاج، أما عن الفهم فبالدرجة الأهم عليك فهم السبب والتعامل معه كما في الخطوة السابقة.

قد تعتقد أن فهم الأعراض لن يكون بهذه الأهمية ولكنه فعال للغاية للتغلب عليها ومنعها من السيطرة عليك وخاصة تلك التي تؤثر على حياتك بشكل كبير، فسيكون من السهل تخطيها كلها.

4 – علاج الحزن الشديد بالبكاء

البكاء يمكن أن يكون بلا فائدة أو ذو نتائج سلبية على الحالة النفسية، ولكن يمكن أن يكون علاج الحزن الشديد وعلاج بغاية الفاعلية، متى يكون كذلك؟ يكون علاج عندما تبكي لتفريغ كل الغضب والانزعاج والمشاعر السلبية.

وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ هذا ممكن من خلال الجلوس في مكان وحدك، ومن ثم التفكير بالأشياء التي تسبب لك هذا الحزن، والبكاء مع الإحساس بأنك تفرغها كلها وتخرج كل ما يزعجك مع هذا البكاء، وستشعر بالكثير من الراحة فيما بعد.

قد يعجبك: أضرار و فوائد البكاء … سأدفعك لإعادة النظر في أمر البكاء

5 – القيام بالنشاطات المختلفة

من أهم أعراض الحزن هو عدم قدرة الشخص على القيام بالأعمال والأنشطة العادية والمختلفة، ولكن علاج الحزن الشديد يكون بالقيام بها، بحيث تنسى قليلًا الحزن وتشغل نفسك، بالإضافة إلى الأهم وهو التغلب على الحزن.

ستجد في البداية بعض الصعوبات ولكن سرعان وما ستشعر بالتحسن وبأنك أفضل وقادر على السيطرة على الأمور، ابدأ بالأعمال والنشاطات التي تحبها ومن ثم إلى تلك التي تعود عليك بالنفع وتزيد من خبرتك بحيث تشعر بأنك حصلت على المزيد من المعرفة والخبرة.

6 – تقديم المساعدة للآخرين

السعادة من الأشياء التي تزداد بمشاركتها ونحصل عليها عندما نقدمها، وبالتالي يمكنك الحصول على الكثير منها بما يفوق شعورك بالحزن من خلال تقديم المساعدة للأخرين أو التطوع والقيام بالأعمال المختلفة للطفال أو كبار السن على سبيل المثال.

إلى جانب الشعور بالسعادة والراحة، هناك شعور رائع ستختبره وهو الرضى وبأن قيمتك أمام نفسك قد ازدادت، لذا يمكنك تخصيص يوم أو أكثر في الأسبوع لتقديم المساعدة، والمساعدة ليست دائمًا بالأعمال التطوعية، فيمكن مساعدة زملائك أو الأصدقاء بمختلف الأشياء أن تمنحك شعور جيد.

7 – التحدث إلى شخص تثق به

عندما تتحدث إلى شخص ما تثق به ستشعر بالفرق الكبير كما لو كان الحزن الشديد عبارة عن جبل على صدرك يخنقن ومن ثم قد انزاح، من جهة أخرى يمكن لهذا الشخص أن يكون لديه من وجهة نظره حل لم تكن لتصل إليه، أو يمكن أن يقدم لك المساعدة ويعاونك حتى تتغلب على هذا الحزن.

قد تكون بالفعل بحثت كثيرًا تريد أن تجد الحل لهذه الحالة وتريد علاج الحزن الشديد بشكل تام وسريع، في الحقيقة إن مجرد بحثك عن العلاج يعني أنك تخطيت أهم مراحله ويعني أنك بالفعل قد اقتربت من التخلص من هذه الحالة.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله