لماذا يجب عليك استخدام معجون أسنان بدون فلورايد؟

البعض يستخدم معجون أسنان ولا يعلم ما هي مكوناته، والبعض الآخر يعتقد أن معجون الأسنان الخاص بهم يجب أن يحتوي على الفلورايد ليقدم نتيجة مرضية. قام أشهر أطباء الأسنان في العالم بدراسة معمقة عن الفلورايد وما هي أضراره وفوائده المحتملة، وحتى يومنا هذا، هناك بعض الأطباء ينصحون باستخدام معجون أسنان بدون فلورايد، في حين ينصح بعضهم الآخر العكس.

سنناقش كلا الحالتين ونقيم الفوائد والأضرار المحتملة لعنصر الفلورايد في معاجين الأسنان حتى نعرف ما هو الأفضل بالنسبة لنا.

ما هو عنصر الفلورايد؟

الفلورايد معدن طبيعي يتواجد في العديد من الأطعمة كما يتواجد في الأنهار والبحيرات وبعض المحيطات. أثبت الفلورايد مقاومته لتسوس الأسنان ومكافحة نخر الأسنان، وذلك يؤكد سبب وجوده في تمديدات المياه العامة، وبسبب قوة الفلورايد في حماية الأسنان ذلك ما دفع العديد من المصنعين من تصنيع معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، هذا ما يجعلنا أن نتساءل هل هناك ضرورة ملحة في استخدامه أم لا.

هل من الضروري وجود الفلورايد في معجون الأسنان؟

كما ذكرنا أعلاه، الفلورايد يساعد في مقاومة تسوس الأسنان لكنه لا يعالج التسوس، والعديد من الدراسات التي أجريت أظهرت أن الفلورايد يساهم بشكل كبير في إعادة بناء المينا لأنه يقوم بجذب المعادن إلى أسنانك. على الرغم من ذلك لا يشترط الحصول على أسنان نظيفة استخدام المعجون الذي يحتوي على الفلورايد، حيث يمكن من خلال تنظيف الأسنان بشكل يومي واستخدام معاجين لا تحتوي على الفلورايد الحفاظ على أسنان نظيفة.

كما ذكرنا سابقًا أيضًا أن الفلورايد يتواجد في إمدادات المياه العامة للشرب بسبب مكافحته للتجويف وهذا ما يقودنا إلى أننا نحصل على الفلورايد بشكل طبيعي من خلال مياه الشرب ومعظم الطعام أيضًا ولكن بكميات قليلة، ذلك سيجعلك تفكر هل زيادة كمية الفلورايد تسبب ضرر أم لا.

ما هي أضرار الفلورايد؟

يسبب التعرض الكبير للفلورايد إلى العديد من الأضرار، إليك ما يلي:

أضرار الفلورايد على الأطفال

خلال فترة الطفولة قد يسبب الفلورايد تسمم الأسنان وما يسمى بتسمم الفلورايد الخفيف والذي يظهر كبقع بيضاء صغيرة في ميناء الأسنان، في البداية لا تؤثر هذه البقع صحيًا لكن ظهورها يكون واضحًا، وفي حال عدم علاجها ومتابعتها ستتطور وتصبح هذه البقع بنية اللون.

يجب تجنب استخدام الفلورايد للأطفال الذين يقل عمرهم عن 6 سنوات، ومراجعة الطبيب المختص لفحص ما هو مناسب لاستخدامه.

مشاكل في الهيكل العظمي

استخدام الفلورايد في جرعات كبيرة يسبب مشاكل في الهيكل العظمي وهو ما يسمى بتسمم الفلور الهيكلي، هذا النوع من المرض يظهر على المدى الطويل، تشمل أعراضه تلف وألم في العظام، ذلك ما يجعل العظام أكثر تعرضًا للكسور وفي الحلات الشديدة منه يؤدي إلى إعاقة الحركة.

مشاكل في الغدد جارات الدرقية

في حالات نادرة الحدوث قد يسبب زيادة كميات الفلورايد إلى فرط في الافراز الغير المتوازن للغدد جارات الدرق، أي يزداد تركيز الكالسيوم في الدم وتخفيضه في العظام وهذا ما يجعل العظام أقل مرونة وأكثر عرضه للكسور.

مشاكل في الأعصاب

نشرت دراسة أجريت في عام 2017 أن التعرض للفلوريد خلال فترة الحمل قد يعرض المولود لمشاكل عصبية في المستقبل، وفي هذا البحث تم قياس نسبة الفلورايد لدى 299 امرأة حامل وأطفالهم الذين يبلغون من العمر 6 إلى 12 عامًا، حيث قد انخفضت درجاتهم في اختبارات الذكاء والذي يعرف ب (IQ).

في دراسة أجريت في عام 2014، تبين أن الفلوريد هو سم عصبي قد يؤثر بشكل خطير على نمو الأطفال وذلك إذا تم استخدامه مع مواد صناعية أخرى بما فيها:

  • التولوين
  • ميثيل الزئبق
  • الرصاص

مشاكل صحية متعددة

وفقا ل (IAOMT) الجمعية الدولية لعلم السموم وطب الفم، هذه الجمعية تحارب بعدم استخدام الفلورايد، وذلك بسبب ما يلي:

رغم كل ما ذكرناه، هناك العديد من الأطباء توصي باستخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد ولكن بكميات قليلة من أجل تجنب الأعراض التي ذكرناها.

ستجد استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي الفلورايد قد يعرضك للعديد من المشاكل في حال تم استخدامه بكميات مرتفعة، بالإضافة إلى أننا نحصل عليه من خلال الطعام والمياه، هذا ما يجعلك تتساءل ماذا يمكن أن يتواجد في معجون الأسنان الخالي من الفلورايد، حيث يلجأ العديد من المصنعين باستبدال الفلورايد بعدة مكونات صودا الخبز والفحم.

ماهي المكونات الضرورية في معجون الأسنان الخالي من الفلورايد؟

معظم معاجين الأسنان تتكون من عدة مكونات بما فيها الفلورايد، في حال كنت تفضل معجون أسنان خالي من الفلورايد ويلبي الغرض المطلوب للحفاظ على نظافة الأسنان وحمايتها فأحرص على تواجد عدة مكونات، وهي:

  • تريكلوسان واختصاره (TCS)، وهو عنصر مضاد للميكروبات والجراثيم ويساعد في تقليل التهاب اللثة والجير.
  • نترات البوتاسيوم (KNO3)، وهو عامل مزيل للحساسية ويساعد الأشخاص الذين يعانون من حساسية الأسنان.
  • سترات الزنك (Zinc stearate)، وهو مضاد للجراثيم ويعمل مع التريكلوسان من أجل الحماية من الجير.
  • الكبريتات، وهي عوامل الرغوة ويشمل ساركوزينات لورويل الصوديوم و (SLS) كبريتات لوريل الصوديوم.
  • المواد الكاشطة، مثل: هلام السيليكا المجفف، كربونات الكالسيوم، كربونات المغنيسيوم، أكاسيد الألومنيوم المائية، السيليكات، أملاح الفوسفات، وهذه المواد تساعد في إزالة البكتيريا من الأسنان، وتعمل أيضًا على تبييض الأسنان وذلك من خلال إزالة البقع السطحية.

في حال حدوث أي حساسية بسبب استخدام معجون الأسنان الذي يحتوي على المكونات المذكورة أعلاه، فعلى الأرجح يعود ذلك بسبب (SLS)، لكن هذه الحساسية تكون في حالات نادرة.

الخلاصة

الفلورايد عنصر مهم يدخل في تركيب معظم معاجين الأسنان الموجودة في الأسواق، إلا أن العناية الجيدة بالفم والأسنان واستخدام معاجين خالية من الفلورايد ستفي بالغرض للحفاظ على أسنان نظيفة وقوية، واختيار معجون الأسنان الخاص بك يعود لعدة عوامل ومنها:

  • الرغبة الشخصية
  • رأي طبيبك الخاص
  • استجابة أسنانك للفلورايد
  • ما يسببه الفلورايد من اعراض جانبية
  • الحساسية أو ما شابه

نحتاج للمزيد من الدراسات العلمية لمقارنة المعاجين الحاوية على الفلورايد مع الخالية منه وذلك بسبب الجدل والخلاف المستمر بين العلماء حول أهمية هذه المادة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله