كل ما يخص حساسية الجلد من الشمس

قد تعتقد أن الحساسية فقط تختص بما يتناوله الإنسان إما طعام أو شراب أو دواء، لكن أنت على خطأ فالحساسية تتجاوز هذا بمراحل ويمكن أن تكون بسبب عوامل أكثر اختلاف وغرابة، لذا كان من الضروري الحديث عن حساسية الجلد من الشمس

قصدت صديقتي الطبيبة لأسألها عن حساسية الجلد من الشمس، بعد أن كانت زميلة لي تعاني من الإزعاج الشديد فور تعرضها لأشعة الشمس، بالإضافة إلى أن هذه الحالة لم تكن موجودة لديها، وكان هذا المقال هو ملخص حديث طويل مع الطبيبة.

حساسية الجلد من الشمس

حساسية الجلد من الشمس

تحدث الحساسية بشكل عام نتيجة تفاعل وتعامل الجهاز المناعي لمحاربة عامل ما مسبب، ونتيجة تلك التفاعلات تظهر الحساسية، أما الحساسية من الشمس فهي تظهر فور تعرض الجلد لأشعة الشمس، ولنفس السبب السابق.

أعراض حساسية الجلد من الشمس

حساسية الجلد اتجاه الشمس تتميز بأعراض تترافق مع التعرض للشمس، وتظهر في غضون 30 ثانية إلى 2 يوم. أما عن الأعراض التي تترافق مع هذه الحساسية فهي تشبه غيرها، إلا أنها قد تختلف من شخص لأخر، وهذه أشهرها:

  • احمرار يصيب الجلد.
  • حكة في الجلد أو إزعاج أو وخز.
  • بثور صغيرة تظهر في منطقة التعرض للشمس أو مناطق أخرى من الجسم.
  • بقع قد تنتشر على الجلد وتشبه شكل خلية النحل.
  • انتفاخ الجلد وتشكل طيات دقيقة يمكن أن تشعر بها.
  • تقشر في الجلد وجفاف ملحوظ.

آثار حساسية الشمس على الجلد

قد لا تترك هذه الحساسية أي أثار تذكر، وقد يحصل العكس، وهذه مجمل أنواع الأثار المحتملة:

  • آثار تتلخص في الأعراض التي تزول مع زوال الحساسية.
  • آثار يمكن التخلص منها وعلاجها بسهولة كالتقشر أو الجفاف.
  • آثار قد تحتاج إلى تعامل كالجروح التي قد تنتج عن حك الجلد بشكل مفرط، وبالتالي يجب تعقيمها.
  • آثار دائمة كشيخوخة الجلد المبكرة، وظهور التجاعيد.
  • آثار نفسية فقد يصاب الشخص بخوف من الشمس (رهاب التعرض لأشعة الشمس).

أنواع حساسية الجلد من الشمس

يوجد 3 أنواع رئيسية من الحساسية من الشمس، وتختلف تبعًا لسبب هذه الحساسية، وهذه هي:

1 – حساسية الشمس

نوع منتشر بشكل كبير فهو يحدث بسبب وجود مادة كيميائية ما على الجلد، كأنواع مستحضرات التجميل أو مراهم وكريمات علاج مشاكل الجلد، أو مواد الترطيب والعناية بالبشرة، وفي بعض الأحيان يكون كريم الحماية من الشمس هو سبب أيضًا.

في هذا النوع يتفاعل الجهاز المناعي ضد المركب الجديد الذي ينتح عن تفاعل المستحضر مع الأشعة فوق البنفسجية، وتظهر هذه الحساسية بشكل بقع أو حبوب وبثور أو بشكل قروح جلدية بعد دقائق أو ساعات من التعرض للشمس، لا تشتمل أعراض هذه الحساسية على منطقة التعرض للشمس فقط، بل قد تصل إلى أنحاء مختلفة من الجلد.

2 – التسمم الشمسي

يمكن اعتباره الأول من حيث الانتشار فهو لا يحدث بسبب وجود مادة ما على الجلد تؤدي إلى محاربة الجهاز المناعي لها، بل يكون السبب فيها هو مواد وعناصر معينة تم تناولها بالفم، كبعض أصناف الطعام أو الشراب وغيرها.

فوجود بعض أنواع الغذاء يعمل على امتصاص أشعة الشمس وتفاعل الجهاز المناعي معها ومن ثم الحساسية، تظهر هذه الحساسية غالبًا في منطقة الجلد المعرضة للأشعة الشمس وبشكل تلف أو ضعف يصيب الخلايا الجلدية، وفي معظم الحالات تحدث الأعراض بعد بضع دقائق من التعرض للشمس أو بضع ساعات ونادرًا ما تظهر بعد أيام.

المواد التي تسبب التسمم الشمسي

الأغذية التي قد تسبب التسمم الشمسي
  • قشر الليمون.
  • بقدونس.
  • بعض أنواع الجزر كالأبيض منها.
  • بعض أنواع محليات الطعام الصناعية.
  • بعض أنواع الأعشاب.
  • بعض أنواع العطور الطبيعية كاللافندر بالإضافة إلى المسك.
  • بعض أنواع الزيوت العطرية كزيت خشب الصندل.
الأدوية التي تسبب التسمم الشمسي
  • الأدوية التي تختص بعلاج حب الشباب من كريمات أو أدوية يتم تناولها عن طريق الفم.
  • الأدوية المضادة لمادة الهيستامين.
  • أدوية مخصصة لعلاج حالات نزلات البرد.
  • بعض أنواع المضادات الحيوية مثل (Tetracyclines).
  • أدوية علاج التهاب القولون.
  • المسكنات ومضادات التهاب يتم بيعها بدون وصفة طبية من الطبيب مثل الـ ibuprofen.
  • بعض الأنواع من علاجات السرطان الكيميائية.

3 – حساسية العيون

في هذا النوع يتعرض الشخص لألم من متوسط إلى شديد وإزعاج في العين عند التعرض لأشعة الشمس.

أسباب حساسية الجلد من الشمس

تتعدد الأسباب التي تحرض تفاعل الجهاز المناعي، ومن ثم تعرض الجسم للحساسية من الشمس، وهذه بعضها:

  • استخدام كريمات ليلية عن طريق الخطأ في أثناء النهار.
  • تناول بعض الأدوية التي تحفز الجهاز المناعي.
  • العامل الوراثي ووجود مثل هذه الحالات في التاريخ العائلي.
  • الإفراط في التعرض لأشعة الشمس في وقت الذروة أي بين الساعة 10 – 16.
  • جفاف الجسم بسبب عدم الاهتمام بشرب الماء وفوائد ذلك.
  • عدم الاهتمام بتطبيق كريم الحماية من الشمس.
  • تناول الأغذية التي تحفز التسمم الشمسي.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها

يتفاوت احتمال الإصابة بالحساسية من شخص لأخر، وهذه بعض العوامل التي تزيد فرصة التعرض لها.

أصحاب المناعة الضعيفة

لأن الحساسية هي نتيجة المركبات الكيميائية التي ينتجها تفاعل الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي، يمكن القول إن أصحاب المناعة الضعيفة هم من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمختلف أنواع الحساسية وليس حساسية الشمس وفقط.

أصحاب البشرة البيضاء

إن الصباغ الذي يعطي البشرة لونها هو صباغ الميلانين وكميته وطريقة توزعه تحدد درجة لون البشرة:

  • البشرة السمراء:

يكون توزع الميلانين بكمية كبيرة وبشكل منتشر في الجلد.

  • البشرة البيضاء:

يكون توزع الميلانين بكمية أقل، وبشكل مركز في الجلد.

ولأن وظيفة الميلانين هي حماية الجلد وخاصة من الشمس، يجعل أصحاب البشرة البيضاء أكثر تعرض للحساسية.

أصحاب العيون الملونة

لنفس السبب الذي يجعل الأشخاص ذوي البشرة البيضاء أكثر عرضة للحساسية يجعل العيون الملونة معرضة لذلك، فعدد طبقات الميلانين وطريقة توضعها هو ما يحدد لون العيون، وهو ما يحدد مدى حماية العين ضد أشعة الشمس.

الأشخاص الأكثر تعرض لأشعة الشمس

العلاقة بين حساسية الجلد للشمس ومدة التعرض لها علاقة طردية، ومع زيادة التعرض لها يمكن أن تزداد فرصة التعرض لحساسيتها، كما أن التعرض المفرط للشمس يمكن أن يكون السبب في الإصابة بسرطان الجلد أو التهابه.

الطبيب والحساسية من الشمس

يجب استشارة الطبيب في حال كانت أعراض الحساسية شديدة وأكثر ألمًا، واستمرارًا، وتسبب لك الكثير من الإزعاج، كما أن الطبيب هو الشخص الذي يمكنه تحديد فيما إذا كنت تعاني من الحساسية الشمسية في حال كانت حالة جديدة.

سيكون التشخيص عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي تصف حالتك، وهذه بعضها:

  • متى تعرضت لهذه الحساسية؟
  • هل ترافقت مع التعرض للشمس، أم بعد ذلك؟
  • ما أنواع المستحضرات التي قمت بتطبيقها على البشرة؟
  • هل نوع العطر الذي استخدمته كان جديد نسبيًا؟
  • هل سبق حالة الحساسية تناول طعام أو دواء معين؟
  • هل يوجد أحد من أفراد عائلتك يعاني من الحساسية من الشمس؟

وبالإضافة إلى ذلك يقوم الطبيب بفحص رد فعل جسمك اتجاه تطبيق مادة معينة على الجلد، وتعريضه لضوء قوي، ويمكن أن يجري فحص دم مخبري، وقد يصف لك دواء يتناسب مع حالة الحساسية وطبيعة جسدك وتعامله مع الأدوية.

علاج حساسية الجلد من الشمس

علاج حساسية الجلد من الشمس

علاج الحساسية من الشمس يعتمد وبشكل أساسي على نوع هذه الحساسية وطبيعة استجابة جسمك لها. وفي معظم الأحيان تزول هذه الحساسية بشكل كلي بعد 4 – 5 أعوام، أي بعد أن يتأقلم الجهاز المناعي ويتوقف عن التفاعل عند التعرض لأشعة الشمس، وتوجد مراكز علاج تعتمد على تعريضك للعامل المسبب للحساسية بشكل منظم ومراق، بعيدًا عن عوامل الخطر، وهذا بدوره يسرع من تأقلم جسدك.

ويتلخص علاج هذه الحالات من الحساسية بالنقاط التالية:

  • في حال كانت الحساسية خفيفة فيكون تجنب التعرض لأشعة الشمس لبعض الوقت كافي.
  • تناول الأدوية المضادة للحساسية وذلك تبعًا لوصفة الطبيب.
  • استخدام غسول الجلد المهدئ والذي يعمل على تخفيف الحساسية.

علاج آثار الحساسية من الشمس

كما وسيق ذكره فيوجد أثار لهذه الحساسية تزول من تلقاء نفسها، ويوجد آثار دائمة، ويجب التعامل معها، وهذه بعض الطرق:

  • استخدام النشاء على اعتباره مادة أمنة لا بسبب الحساسية ويضمن شد البشرة وتبيضها.
  • التقشير المنتظم للبشرة، ما يضمن تجدد خلايا الجلد.
  • التدليك المستمر والذي يضمن تنشيط الدورة الدموية في الجلد.
  • استشارة الطبيب المختص للحصول على أفضل أنواع المراهم والأدوية التي تعالج أثار الحروق والندوب.

الوقاية من حساسية الجلد من الشمس

لحسن الحظ يوجد مجموعة من الخطوات التي تمكننا من تجنب الحساسية من الشمس، والوقاية منها، وهي:

تجنب أشعة الشمس الحادة

يمكن الحد من أثار الحساسية من الشمس عن طريق تجنب التعرض لأشعتها الفوق بنفسجية، وذلك من خلال تجنب الخروج في وقت ذروتها. ولا تغرك الغيوم فهي ليست حاجز أبدًا ضد الأشعة فوق البنفسجية، كما أن ضوء تسمير البشرة (البرونزاج)، يمكن أن يكون أحد أهم العوامل المسببة للحساسية لذا لا بد من تجنبه.

الحماية من أشعة الشمس

لا يمكن التوقف عن التعرض لأشعة الشمس، فهذا أشبه بالمستحيل بالإضافة إلى أهميتها للحصول على فيتامين دال. ولكن يمكن الحماية منها من خلال النقاط التالية:

  • تطبيق كريم الحماية من الشمس بعامل حماية مرتفع قبل التعرض لأشعتها بنصف ساعة وتجديده كل ساعتين.
  • اختيار الملابس الخفيفة والفاتحة التي تعكس أشعة الشمس ولا تمتصها.
  • اختيار نظارات الشمس بعدسات جيدة وواسعة حتى تحجب أكبر قدر ممكن من الشمس عن الوجه.
  • شرب الكثير والكثير من الماء بشكل دائم ومستمر لتجنب أي أثار للشمس.

التأكد من كل المستحضرات والأدوية

لأن استجابة كل شخص اتجاه المستحضرات والأدوية تكون مختلفة، كان لا بد من اتباع النقاط التالية:

  • مناقشة الأدوية مع الطبيب والتأكد من أنك لا تعاني الحساسية اتجاهها.
  • التزام الوصفة وكمية الجرعة المطلوبة من الدواء.
  • عدم تناول أي دواء من دون استشارة الطبيب وخاصة لو كانت بشرتك بيضاء أو يوجد عامل وراثي للحساسية.
  • قراءة محتوى مستحضرات التجميل، والتأكد من مدة الصلاحية وكونها أمنة من الشمس.
  • التزام بتطبيق أي نوع من الكريمات على البشرة ليلًا في حال كان لا يحتوي أي عامل حماية.

هذا كان كل ما يخص حساسية الجلد من الشمس، وطريقة التعامل معها، وكل ما نرجوه هو تقديم الفائدة لك، ولا تتردد في ذكر قصتك في تعليق، أما عن صديقتي فقد تعافت من الآثار ولحسن الحظ كان نوع حساسيتها خفيف.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله