تمزق عضلات الكتف الأعراض وطرق العلاج للوصول لمرحلة التعافي الكلي

تعد عضلات الكتف من أكثر عضلات الجسم تعرضًا للإصابات والمشاكل وذلك كونها من أكثر عضلات الجسم التي تتحرك فهي التي تؤمن حركة الذراعين والذراعين نستخدمهما للقيام بمعظم أعمالنا وحركاتنا الإرادية واللاإرادية، ومعظم المهن والوظائف تتطلب حركة الذراعين بما في ذلك استخدام الكمبيوتر مثلًا أو الرسم، وكذلك في معظم الرياضات وخاصة كرة السلة والتنس حيث تعتمد على حركة الذراعين بشكل كلي وهذا ما يزيد من احتمالية تمزق عضلات الكتف لدى الشخص.

تمزق عضلات الكتف قد يحتاج 12 شهر للوصول لمرحلة التعافي الكلي

عضلات الكتف تتكون بشكل أساسي من أربعة عضلات وأوتار تساعد في استقرار أربطة الكتف وضمان حركة الذراع في المواقف المختلفة، سواء عند رفع يدك لالتقاط غرض ما من الرف العلوي أو عند تسريح شعرك أو خلال السباحة، ومثل كل هذه المواقف تتطلب حركة من عضلات الكتف حتى تتحرك الذراعين وتنجز المهمة.

مما تكون عضلات الكتف؟

كما ذكرنا فأن عضلات الكتف هي أربعة عضلات وكل واحدة من هذه العضلات لها وظيفتها الخاصة بها:

  • عضلة فوق الشوكية وظيفتها تثبيت عظم العضد وأعلى الذراع، وبواسطتها يمكن رفع الذراع.
  • عضلة تحت الشوكية وهي العضلة الرئيسية التي يمكن بواسطتها تحريك الكتفين.
  • العضلة المدورة الصغيرة وتساعد في تحريك الذراعين بشتى الاتجاهات.
  • عضلة تحت الكتف وهي مرتبطة بالعظام في أعلى الذراع وبواسطتها يمكن إدارة الذراع في كل الاتجاهات أيضًا.

تمزق عضلات الكتف

يعد تمزق عضلات الكتف من أكثر الإصابات التي تحصل لعضلات هذه المنطقة كونها من أكثر العضلات استخدامًا كما أسلفنا، ويمكن أن يكون التمزق لأسباب عدة مثل محاولة رفع شيء ثقيل يحصل على أثره تمزق في هذه العضلات، ولكن من أكثر الأسباب شيوعًا والتي تؤدي إلى حصول تمزق في هذه العضلات هو تكرار حصول رضوض لهذه المنطقة، حتى لو كانت الرضوض بسيطة فأنه تكرارها يؤدي إلى تمزق في عضلات الكتف.

تكرار الإصابات لعضلات الكتف مثل الشد العضلي أو تمزق الأربطة سيؤدي إلى تمزق في أنسجة هذه العضلات والذي يظهر على شكل كدمات أو تورم فيها، وبالتالي يؤدي هذا إلى زيادة الضغط على عضلات الكتف تلك.

أعراض تمزق عضلات الكتف

يمكن أن يحصل تمزق عضلات الكتف أما بشكل كلي أو جزئي، ومن أبرز الأعراض التي يمكن أن تلاحظها في حالة الإصابة بتمزق لعضلات الكتف هو الآلام التي تشعر بها في منطقة الكتف وحالة الضعف التي تؤثر في القدرة على تحريك الذراع، وبالتالي عدم قدرة الشخص على استخدام ذراعه بالشكل الكلي وفي كل الوضعيات.

في حالة التمزق الجزئي للعضلات يمكن أن تشعر بالألم في حال تحريك الذراع بوضعيات محددة، مثل التألم عند رفع الذراع للأعلى أكثر من مستوى ارتفاع الكتف، أو عند ثني الذراع خلف الظهر.

في حالة الإصابة الشديدة يمكن أن يكون من الصعب بالنسبة للمصاب إبقاء الطرف العلوي من ذراعه (من الكوع حتى الكتف) بعيدًا عن جسمه وإنما يضطر لإبقاء يده منخفضة للأسفل لأن رفعها يسبب له الكثير من الألم. وفي حالات أخرى يمكن أن يكون تمزق العضلات شديد لدرجة تمزق عدد من الأربطة مع العضلات وهذا قد لا يسبب الكثير من الألم إلا إن المصاب يعجز عن استخدام ذراعه في الكثير من الوضعيات.

تمزق عضلات الكتف قد يحتاج 12 شهر للوصول لمرحلة التعافي الكلي

وبالتالي نستنتج من ذلك إنه في حالة التمزق الكلي للعضلات يكون الألم شديد ولا يمكن للمصاب تحريك يده بشكل سهل، في حالة التمزق الجزئي ليس من الضرورة أن يشعر المريض بالكثير من الألم ولكن قد يعجز عن استخدام ذراعه ببعض الوضعيات كأن يرفعها للأعلى مثلًا، وكذلك من المحتمل إن المصاب لا يستطيع النوم في حالة التمزق الكلي بسبب الألم الذي يكون في الذراع.

تشخيص تمزق العضلات في الكتف

عادةً يتم الكشف عن تمزق عضلات الكتف عن طريق الفحص السريري وتحديد أماكن الشعور بالألم والحركات في الذراع التي تسبب المزيد من الألم للمصاب، وكذلك في حال تعرض الشخص لحادث معين أو إصابة أو إن كان قد حاول رفع شيء ثقيل مؤخرًا معرفة هذه المعلومات يساعد الطبيب على تشخيص الحالة بدقة أكثر.

يمكن أن يطلب الطبيب صورة أشعة لتحديد مكان التمزق وفي حال هناك أي تمزق للأربطة أو ضمور أو تيبس في العضلات أو قطع في الأوتار وتحديد الالتصاقات العضلية بالمفاصل، حيث يساعد ذلك الطبيب على تشخيص الحالة أيضًا.

علاج تمزق عضلات الكتف

في حالة الإصابات الخفيفة والتمزق الجزئي للعضلات يتم العلاج باستخدام بعض الأدوية والعقاقير والحقن مثل مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، إضافة إلى إنه قد ينصح الطبيب ببعض التمارين الرياضية لمنطقة الكتف أو اللجوء للمعالجة الفيزيائية، وقد يستمر هذا الشكل من العلاج لعدة أسابيع وصولًا إلى شهرين وربما أكثر.

ومن الجدير بالذكر إن معالجة تمزق العضلات في بداياتها تكون أسهل ولا يكون هناك أي فرصة لحصول تمزق في الأربطة والذي يحصل مع التأخر في معالجة تمزق العضلات، وهذا يؤدي إلى صعوبة في العلاج لاحقًا مما يستلزم العمل الجراحي حتمًا. لذا من الأفضل معالجة تمزق عضلات الكتف أو أي إصابة مشابهة فور حدوثها وعدم التأخر في ذلك لعدم التسبب بمزيد من المشاكل.

العمل الجراحي

في حالة الإصابات الشديدة قد يضطر الطبيب للجوء إلى العمل الجراحي لإصلاح الضرر الحاصل. يتم في العمليات الجراحية إصلاح أي تمزق حاصل ووصل الأوتار المقطوعة أو توسيع لمجرى الأوتار في حال كان هناك أي ضغط على الأوتار هذه.

عادة لا يوصي الأطباء بالعمل الجراحي قبل خضوع المريض لنحو ستة أسابيع من المعالجة الطبيعية وذلك بسبب النسبة الكبيرة من احتمالية التعافي بالاعتماد على العلاج الفيزيائي الطبيعي، وفي حال فشل العلاج الطبيعي في معالجة الحالة بعد تلك المدة، وقتها يفكر الطبيب في العمل الجراحي

بعد الجراحة

بعد العملية الجراحية التي تجري لعضلات الكتف يجب أن يخضع المريض لبرنامج إعادة تأهيل بالعلاج الطبيعي للجزء الذي كان قد أجرى له العملية الجراحية، وإلا فأن العودة إلى استخدام هذا الجزء من الجسم بعد العلاج أو العملية مباشرةً سيؤدي إلى مزيد من التدهور للعضلات والأربطة، لذا من الأفضل الخضوع لبرنامج علاج طبيعي بعد علاج التمزق.

تمزق عضلات الكتف قد يحتاج 12 شهر للوصول لمرحلة التعافي الكلي

مثل هذا العلاج عادةً يكون عند اختصاصي المعالجة الفيزيائية، ويفضل أن يكون المعالج ذو خبرة في المجال لضمان التعافي بشكل كامل وعلى أكمل وجه. المعالجة الطبيعية بعد العملية الجراحية تتطلب من 6 إلى 12 شهر من العلاج حتى يتمكن المريض من معاودة استخدام الذراع التي تمت لها العملية.

ينصح دائمًا باتباع تعليمات الطبيب والمعالج الفيزيائي فيما يخص برنامج إعادة التأهيل الذي سيخضع له المريض بعد العملية الجراحية لضمان الوصول إلى النتائج المرجوة. معظم المرضى الذين يخضعون لهذا النوع من العمليات يكونون قادرين على استخدامهم ذراعهم بشكل ممتاز بعد نحو 12 شهر من العملية الجراحية.

مدة العلاج للحالات التي لا تحتاج عمل جراحي

لا يمكن تحديد مدة للعلاج والتعافي من تمزق عضلات الكتف بشكل كلي ومهما كانت حالة الإصابة التي تعاني منها، حيث تختلف المدة المتوقعة للعلاج بناءً على الكثير من العوامل يمكن فقط للطبيب تحديدها أثناء الفحص وخلال المعالجة. ولكن يمكنك ملاحظة التحسن على حالة العضلات لديك خلال المعالجة، حيث سيبدو بشكل واضح تحسن قدرتك على استخدام الجزء الذي تجري له المعالجة شيئًا فشيء، وستلاحظ خلال برنامج العلاج إن كل مرحلة من العلاج هي بمثابة محاولة للانتقال إلى المرحلة التالية من العلاج، وطبعًا الحديث هنا عن الحالات التي لا تحتاج لعمل جراحي.

حقن الكورتيكوستيرويد

وقد تختلف التسمية الطبية لهذه الحقن بحسب الشركة المصنعة، وهي شكل من أشكال الكورتيزون الذي تكون وظيفته زيادة مستوى السكر في الدم والحد من نشاط جهاز المناعة ومد الجسم بأشكال من الدهون والبروتين والكربوهيدرات. يتم إعطاءه لمن يعانون من تمزق عضلات الكتف كونه يساهم في تخفيف الألم الحاصل في العضلات والأربطة.

إلا إن لهذه الحقن تأثيرات جانبية غير مرغوبة وخاصة لمرضى السكري الذين يجب عليهم المزيد من الحذر مع هذه الحقن وأمثالها، وكذلك يحد من قدرة الجسم على إصلاح الأضرار التي تحصل في العظام في المستقبل ويجعل الأربطة عرضة لمزيد من التمزق لاحقًا.

وكان قد لاحظ الباحثون إن هذه الحقن مفيدة للعلاج على المدى القصير ولكن لها تأثيرات جانبية مضرة وغير مرغوبة على المدى الطويل؛ لذلك ينصح بمناقشة الأمر مع الطبيب بشكل مفصل قبل اللجوء لحقن الكورتيكوستيرويد أو غيرها من الحقن المشابهة التي تعتمد على الكورتيزون. وهذه مقالات أخرى ذات صلة:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله