قصص حقيقية عن علم الفراسة أدهشت الجميع

يُعتبر علم الفراسة من العلوم القديمة والتي تحلى بها العرب والبدو كنتيجة منطقية للظروف المناخية والصحراوية والتي أتاحت لهم أن يكونوا مستعدين دومًا لكل الظروف البيئية والحياتية، مما مكنهم من مشاهدة الأشياء البعيدة فقوي عندهم البصر وقويت معه البصيرة أيضًا.

والبعض يُروج في عصرنا الحالي لفكرة أنه يستطيع أن يٌدَرِّس علم الفراسة، والحقيقة أن هذا الكلام هو فقط بهدف جمع المال من خلال تلك الدورات التدريبية، فالفراسة في المقام الأول موهبة تُنمى بالخبرة والاحتكاك المستمرين، وليس من خلال دراسة حركة الحاجبين أو الشفاه، أو تعبيرات الوجه كما يدعي البعض.

قِصَص حقيقية عن علم الفراسة أدهشت الجميع

ما هو علم الفراسة

علم الفراسة ببساطة هو العلم الذي يهتم بدراسة تلك القدرة أو الموهبة الموجودة لدى بعض الناس والتي تعينهم على معرفة ما يدور في أدمغة الناس وصدورهم من أفكار ومشاعر، وذلك عن طريق قراءة التعبيرات الظاهرة على وجوههم أو مراقبة حركة أجسادهم او حتى كلماتهم التي ينطقون بها.

قِصَص حقيقية عن علم الفراسة أدهشت الجميع

أي أن الفراسة هي نوع من سرعة البديهة في قراءة الشخصية ومعرفة طبيعتها من خلال مظهرها الخارجي، والبعض اختلف في طبيعة الفراسة هل هي علم أم خبرات يجمعها بعض الناس أم أنها موهبة، والحقيقة أن الفراسة أقرب ما يكون للموهبة على اعتبار أنها أمر يَختص به مجموعة من الناس.

تاريخ علم الفراسة

علم الفراسة هو علم قديم جدًا واختلف المؤرخون في منشأه ومصدره، فمنهم من قال أنه علم عربي الأصل، على اعتبار أن من العرب والبدو من كان يستطيع معرفة الطرق والمسالك في الجبال ويستطيع قص الأثر بكل سهولة وهذا هو الرأي الأرجح.

ولكن هناك رأي له اعتباره أيضًا، وهو أن علم الفراسة أصله إغريقي يوناني مُشتق من الكلمة المكونة من مقطعين وهي “فيزو جونومي”، وكلمة فيزو تعني جسم أما جونومي فتعني المعرفة، أي أن علم الفراسة هو معرفة الطبائع من خلال الشكل الظاهر والمحسوس للناس.

ثم جاء أحد العلماء المشهورين في مجال علم النفس اسمه بول بوتس عام 1986 وأصدر كتابه الأشهر باللغة الفرنسية بعنوان الفراسة La Psychognomie، وتحدث فيه عن علم الفراسة والذي شكل بعد ذلك مدرسة نفسية وليس الفراسة بمعناها التقليدي والقديم والنابع من خبرات أكثر منه دراسة مُقننة.

والبعض من المتخصصين في علم النفس العقلي منهم بيرسون وسبيرمان يرى أن علم الفراسة هو نفسه القدرات العقلية والتي تتمثل في القدرة العقلية العامة “الذكاء” والقدرات الطائفية المختلفة مثل القدرة الرياضية والميكانيكية، أي أن علم الفراسة ليس إلا محض ذكاء ولكنه من نوع مُركب ومُعقد إلى حد كبير.

قِصَص حقيقية عن علم الفراسة أدهشت الجميع

هل علم الفراسة موجود في وقتنا الحالي

البعض روج لدروس لتعليم الفراسة ولكن الحقيقة أن الفراسة موهبة أكثر منها علم يُدرس وفي الغالب من لديهم تلك الموهبة إما أنهم لا يريدن أن يفشوا أسرار فراستهم أو أنهم غير قادرين على تدريس الفراسة كعلم وبالطبع عدد الموهوبين في علم الفراسة أصبح في تضائل شديد وذلك لعدة أسباب منها.

الحياة أصبحت سهلة للغاية

والحقيقة أن حياتنا أصبحت سهلة لدرجة جعلت منا كسالى لا نستغل أدمغتنا وحواسنا، تخيلوا معي ما حدث للعقل البشري بعد أن تم اختراع الآلة الحاسبة، بالطبع حدث له نوع من الكسل بعد أن كان قادرًا على إجراء مختلف العمليات الحسابية، وبالطبع هذا جعل من علم الفراسة يندثر تدريجيًا.

قِصَص حقيقية عن علم الفراسة أدهشت الجميع

أصبحنا أكثر عُزلة وأقل خبرة

جزء مهم جدًا والذي يساهم بشكل كبير في تطور الفراسة لدى من يمتلكونها هو الخبرات التي يجمعونها عن البشر من حولهم، والتقدم التكنولوجي والإنترنت للأسف جعل منا معزولون اجتماعيًا، مما أدى إلى قلة رصيد الخبرات الاجتماعية لدينا وبالطبع قلت فرص وجود شخص لديه من الفراسة شيء.

هناك مُشكلات في التغذية

والتغذية من أهم العوامل التي تُساهم في بناء أنسجة الجسم عامة وأنسجة الدماغ خاصة، فللأسف أصبح غذائنا سريعًا للغاية وليس غني بكل العناصر التي يحتاجها الجسم والمخ، وبالطبع تعبت مراكز الذاكرة ونامت مراكز الإبداع والموهبة في المُخ، وذَبلت المُستقبلات الخاصة بالابتكار، وغاب علم الفراسة بيننا.

قِصَص حقيقية عن علم الفراسة أدهشت الجميع

قِصَص غريبة عن علم الفراسة حدثت بالفعل

فراسة القاضي الجليل شُريح بن الحارث

وشُريح هو أصدق مثال على علم الفراسة وهو قاضي وشاعر وفقيه ومحدث، وكان قاضيًا في الكوفة لمدة ستين سنة، وقال عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أقضى العرب، وشُريح له العديد من المواقف التي ثَبت فيها فراسته، ولكننا سنكتفي ببعض منها.

ففي يوم كان يجلس شريج مع علي بن أبي طالب فجاءت امرأة قالت لعلي “يا أمير المؤمنين زوجي يصوم بالنهار ويقوم بالليل وأنا أكره أن أشكوه وهو في طاعة الله”، فقال لها علي “نِعم الزوج زوجك” لأنه في طاعة، فأعادت المرأة نفس الكلام مرة أخرى فرد عليها علي بنفس الرد.

ثم جاء شُريح وقال يا أمير المؤمنين هي لا تقصد ذلك، هي تقصد أن زوجها يهجرها في فراشها وهي تستحي أن تقول هذا على الملأ، فأمر علي بإحضار زوجها وسأله هل فعلًا تهجر زوجتك ليلًا فقال الزوج “نعم أفعل ذلك”.

وبعد أن تخطى شُريح السبعة بعد عامه المئة وقبل وفاته بعام وكان ما زال يقضي سأله أحد الأشخاص كيف تحافظ على رجاحة عقلك إلى الآن، قال له يا بني “حفظناها في الصغر فحفظتنا في الكبر” وكان يقصد الصحة.

وروى الشعبي أنه كان جالسًا بجانب شُريح فجاءته امرأة تخاصم زوجها وتبكي، فقال الشعبي لا بد وأن زوجها ظلمها فعلًا، فقال له شُريح “إخوة يوسف جاؤوا أباهم وهم يبكون” بمعنى أنك وفق علم الفراسة لا ينبغي لك أن تنخدع بتلك المظاهر الزائفة.

ذكاء ودهاء القاضي إياس بن معاوية

جاء لإياس بن معاوية المزني رجلان يتخاصما أحدهما قال أنه أقرض الآخر مالًا وفيرًا والثاني يقسم أنه لم يقترض شيء من المال وأن الأول لكاذب ويفتري عليه، وهنا جاء دور ذكاء القاضي إياس وأخذ يتحدث مع المتهم حتى اطمئن وهدأ حاله، ثم سأله هل أخذت المال فقال لا.

فقال للمأخوذ ماله أين أخذ منك المال فقال أخذه مني عند شجرة بعيدة ظليلة عندها تناولنا الطعام سويًا ثم أخذ المال مني، فقال له اذهب هناك عسى أن تجد مالك مدفون بجانبها، ثم أخذ يحدق في وجه المتهم حتى وجد على وجهه علامات الاطمئنان وهذا من حيل علم الفراسة.

وقال للمتهم، هل تعتقد أن صاحب المال استطاع أن يصل عند مكان الشجرة ليجد ماله؟ فرد المتهم قال لا إن مكانها بعيد، هنا علا صوت القاضي إياس وقال إذًا أنت تعلم مكان الشجرة إذًا أنت من أخذت المال، هنا اعترف المتهم أنه فعلًا أخذ المال من صاحبه.

دهاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه

جاءه مولود وله صدران وله رأسان في جسد واحد فقال له صاحب الطفل، هل يأخذ ذلك الطفل ميراث على أنه طفل واحد أم على أنه طفلان، فقال علي بن أبي طالب دعوه ينم ثم يصاح به فإن انتبهت الرأسان فله نصيب واحد وإن انتبهت رأس واحدة أولًا فله نصيبان.

قصة إياس بن معاوية ومعلم الصبيان

جاء رجلًا وجلس في دكان بعيد وأخذ يترصد المارين بالطريق، فقال إياس للحاضرين ماذا تقولون في هذا الرجل فقالوا إنه طالب حاجة، فقال إياس أنه ليس بطالب حاجة ولكنه “مُعلم صبيان وله غُلام أعور يتفقده” فسأله الحضور كيف علمت هذا يا إياس فعلمهم إياس درسًا في علم الفراسة.

هو مُعلم صبيان لأنه يجيد الجلوس وسط عليه القوم ولا يهابهم وليس هناك شخص إعتاد على مجالسة الملوك سوى معلم الصبيان، أما بخصوص أنه له غلام فهذا لأنه يتفقد الأطفال المارين في الطريق بتلهف، أما بخصوص أن غلامه أعور فذلك لأنه لا يلتفت إلا إذا وجد طفلًا أعور يحسبه أبنه.

قصة أحمد بن طولون ووعاء الخبز والجارية

وأحمد بن طولون هو مؤسس الدولة الطولونية، وهو شخص شديد الذكاء فبينما هو سائر في الطريق إذ رأى شخص يحمل وعاء كبير يُوضع به الخبز وهو يترنح، فقال لو أن ذلك الشخص يترنح من ثقل الوعاء لدكت عنقه أما لو كان ترنحه بسبب الخوف فلا بد أن لعلم الفراسة كلمة.

فأمر أن يضع ذلك الشخص الوعاء على الأرض وإذ بالوعاء جارية مقتولة فسأله ما هذا فأقر وقال أن أربعة دفعوا له مبلغًا من المال نظير أن يحمل تلك الجثة فقتل الأربعة وأخذ المال وأخذ الجثة وذهب ليخفيها.

قصة إياس بن معاوية والنساء الأربع

جاءت إلى إياس أربع من النساء ليستفتوه فعرف حال كل واحدة منهم دون أن يمعن النظر فيهن، فقال الأولى بكر والثانية ثيب والثالثة حامل والرابعة مُرضعة، فساله الجميع من أين عرفت هذا ففصل لهم وأعطاهم درس مهم في علم الفراسة.

قال إياس أن الأولى بكر لأنها لم ترفع عينها في عينه حياء منه وهي تُحدثه أما الثانية فثيب لأنها كانت تنظر إليه وعينها في عينه، أما الثالثة فحامل لأنها كانت تمسك بعباءتها بعيدًا عن بطنها وهي تحدثه، أما الرابعة فمرضعة لأنها كانت تضرب ثدييها من فرط تدفق اللبن فيهما.

قصة حرامي الإوز

جاء أحد الناس لشخص ما ليشكوا إليه جاره لأنه سرق منه إوزه وهو لا يستطيع معرفة من هو، فقام الرجل الذي منوط بالحكم وصعد على المنبر بعد الصلاة وقال إن فلانًا يسرق أوز جاره ويدخل المسجد وعلى رأسه ريش الإوز فمسح أحدهم رأسه فعلم أنه هو الذي يسرق الإوز.

تجربة معرفة الألوان دون النظر إليها للمدرب محمد حسن

وتلك التجربة قام بها المدرب محمد حسن والذي يقول أنه يدرس علم الفراسة، وطلب محمد حسن من اثنين أن يختار كل واحد منهم لونين من الأربعة ألوان الموجودة في العُلبة، ثم تلا ذلك توجيهه لبعض الأسئلة للضيوف حتى استطاع أن يعرف أي الألوان اختاروها دون أن يراها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله