أسباب سرطان البنكرياس وأعراضه وطرق العلاج والوقاية منه

يُعد سرطان البنكرياس واحدًا من أكثر السرطانات انتشارًا حول العالم، تعالوا لنتعرف على كيفية إصابة البنكرياس بالسرطان وما هي أسباب اصابته وأبرز الأعراض التي تظهر على المريض بالإضافة إلى طريقة تشخيص واكتشاف المرض وكيفية علاجه.

البنكرياس ووظائفه

البنكرياس ووظائفه

البنكرياس عضو حيوي في جسم الإنسان، وهو المسئول عن إفراز هرمون الأنسولين وهرمونات أخرى تساعد في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، كما أنه يلعب دورًا هامًا في عملية الهضم عن طريق إفراز العصارات الهاضمة والتي تصب في الاثنى عشر.

يتكون البنكرياس من أجزاء تشمل الرأس والجسم والذيل، لكل منها موقع خاص به ويتكون البنكرياس من أنواع مختلفة من الخلايا الوظيفية وهي:

  • خلايا مسئولة عن إفراز العصارات الهاضمة “Exocrine”.
  • خلايا مسئولة عن إفراز الهرمونات كالأنسولين والجلوكاجون “Endocrine”.

أنواع سرطان البنكرياس

هناك نوعان رئيسيان لسرطان البنكرياس هما:

  • سرطان القنوات البنكرياسية Exocrine Glands أو ما يسمى بسرطان الغدد البنكرياسية Adenocarcinoma، وهو الممثل الأكبر لسرطان البنكرياس، حيث تبلغ نسبته حوالي 90%.
  • سرطان الغدد الصماء للبنكرياس Endocrine Glands، كالغدد التي تفرز الأنسولين وتكون نسبته أقل من النوع الأول.

قد ينشأ سرطان البنكرياس ويستمر في النمو والانتشار ليصل إلى أعضاء أخرى مجاورة، كالكبد أو الأمعاء وحينها نسمى تلك الخلايا السرطانية التي انتشرت إلى الأعضاء المختلفة خلايا سرطانية بنكرياسية، وهي تحمل صفات الورم البنكرياسي رغم اختلاف موقعها.

أسباب سرطان البنكرياس

أسباب سرطان البنكرياس

سرطان البنكرياس عبارة عن نمو خلايا بطريقة غير طبيعية ناتجة عن حدوث طفرة جينية، حيث تنمو تلك الخلايا بدون انضباط أو انتظام وبسرعة هائلة دون توقف، ومع تراكم تلك الخلايا يتكون الورم.

ما زالت الأبحاث والدراسات مستمرة للكشف عن أهم أسباب وعوامل الخطر التي تسبب سرطان البنكرياس، ومن تلك الأسباب:

  • التدخين فقد أثبتت الأبحاث الطبية أن نسبة المدخنين المصابين بسرطان البنكرياس، ثلاثة أضعاف نسبة غير المدخنين المصابين بسرطان البنكرياس، مما يؤكد وجود رابط قوي بين التدخين وسرطان البنكرياس.
  • بعض العمال في المهن المختلفة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس، كعمال مصانع النسيج، وعمال مصانع المواد الكيماوية ومستحضرات التجميل والنظافة، وكذلك العمال كثيري التعرض للمعادن في الصناعة.
  • السن حيث تزداد نسبة الإصابة بسرطان البنكرياس في كبار السن فوق الستين عامًا، وتقل الإصابة في الشباب.
  • العادات الغذائية تلعب دورًا في خطر التعرض لسرطان البنكرياس فالإكثار من تناول الدهون والتقليل من الألياف الغذائية، وكذلك مرضى السمنة المفرطة، تزيد لديهم نسبة التعرض للمرض.
  • إدمان المشروبات الكحولية.
  • أثبتت الدراسات وجود علاقة غير معروفة بين سرطان البنكرياس ومرضى السكري، ولم نكتشف بعد هل السكري سبب في حدوث سرطان البنكرياس أم ناتجًا عنه؟؟
  • وجود تاريخ عائلي لسرطان البنكرياس والعوامل الوراثية، كإصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى، كالأب أو الأم أو الأخوة.
  • بعض الأمراض كمتلازمة جاردنر Gardner Syndrome، ومتلازمة لينش Syndrome Lynch، تزيد من نسب التعرض لسرطان البنكرياس.

أعراض سرطان البنكرياس

أعراض سرطان البنكرياس

في أغلب الأحيان يكون سرطان البنكرياس صامتًا في مراحله الأولى، بدون أعراض ظاهرة، ثم تبدأ الأعراض في الظهور خلال المراحل المتقدمة من المرض والتي يصعب خلالها علاج المرض والقضاء عليه.

تختلف أعراض سرطان البنكرياس حسب الجزء المصاب منه بالمرض، ومعظم الأعراض الشائعة في سرطان البنكرياس هي:

  • الشعور بآلام متفرقة وغير محددة في البطن، وقد تمتد تلك الآلام إلى الظهر، وفي بعض الأحيان تكون الآلام شديدة وتزداد من التنفس، وتقل حدتها مع انحناء الظهر.
  • اصفرار في لون الجلد والعينين، ويحدث ذلك نتيجة انسداد قنوات العصارة الصفراوية في الكبد بالورم البنكرياسي؛ مما يؤدي إلى تراكم صبغة البيليروبين.
  • فقدان الشهية للطعام والشعور بالغثيان.
  • فقدان مفاجئ للوزن.
  • بول داكن اللون مصاحب لبراز فاتح اللون، وذلك بسبب تراكم العصارة الصفراوية.
  • في حالة سرطان الخلايا التي تفرز الأنسولين تزداد كمية الأنسولين المُفرزة؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم، وارتجاف الجسم، والشعور بالارتباك والعرق الغزير، وقد يصل الأمر إلى الإغماء.
  • استسقاء البطن وذلك في حالة انتشار الورم إلى أعضاء البطن.
  • تضخم غير مؤلم للمرارة، يمكن ملاحظته عن طريق اللمس الخارجي.

مضاعفات سرطان البنكرياس

لسرطان البنكرياس عدة مضاعفات تؤثر على وظائف الجسم ومن تلك المضاعفات:

  • الإصابة بمرض السكري نتيجة تدمير الخلايا المسئولة عن إفراز الأنسولين.
  • التهاب حاد في أوردة الجسم، وخاصة أوردة الرجل وقد تؤدي إلى حدوث جلطة في الوريد.
  • التهاب مزمن في البنكرياس.
  • انسداد معوي بالورم مما يؤدي إلى الشعور بآلام شديدة في البطن مع قيء مستمر.
  • التأثير على هضم وامتصاص الغذاء، وذلك بسبب تأثر الخلايا التي تفرز العصارات الهضمية المشاركة في هضم وامتصاص المواد الغذائية.

تشخيص سرطان البنكرياس

تشخيص سرطان البنكرياس

يقوم الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ المرضي للعائلة، ثم يقوم بإجراء الفحص الجسدي عليه لملاحظة أية علامات تدل على سرطان البنكرياس، ثم يقوم الطبيب بطلب إجراء تلك الفحوصات:

  • تحليل كشف نسبة البيليروبين، والذي يدل ارتفاع نسبته على انسداد قنوات العصارة الصفراوية.
  • تحليل إنزيمات الكبد، والتي قد ترتفع نتيجة انتشار سرطان البنكرياس ووصوله إلى الكبد.
  • تحليل نسبة إنزيم الأمايليز في الدم، والذي قد يدل ارتفاع نسبته على سرطان البنكرياس.
  • فحص كيمياء الدم للكشف عن دلالات الأورام في الدم، وهي عبارة عن بروتينات يفرزها الورم في الدم مثل CA 19-9 و CEA.
  • تصوير البنكرياس بالأشعة المقطعية Computed Tomography ومن خلاله يمكن الكشف عن الأورام السرطانية الصغير في البنكرياس.
  • تصوير البنكرياس بالموجات فوق الصوتية، ومن خلاله يمكن الكشف عن كتلة الورم في البنكرياس.
  • تصوير البنكرياس بالرنين المغناطيسي.
  • أخذ عينة من البنكرياس عن طريق إبرة أثناء تصوير البنكرياس بالأشعة المقطعية، أو الفوق صوتية، أو عن طريق المنظار كما يمكن استخراج عينة أثناء استئصال الورم، لمعرفة كون الورم حميد أم خبيث عن طريق فحصه تحت المجهر.
  • تصوير البنكرياس باستخدام المنظار الإلكتروني، وهو أنبوب يدخل البطن عن طريق ثقب صغير، ويمكن من خلاله تصوير أورام البنكرياس وسحب عينة منه.

مراحل سرطان البنكرياس

هناك درجات ومراحل لخطورة الورم السرطاني في البنكرياس، وعليه يتم تحديد طريقة العلاج المناسبة، ويتم تقسيم الدرجات على ثلاثة مستويات وهي:

  • ورم قابل للاستئصال: والذي يمكن استئصال جميع الخلايا والكتل السرطانية في البنكرياس، وبذلك يتم علاج سرطان البنكرياس.
  • ورم موضعي متقدم: وهو ورم يصعب إزالته جراحيًا نتيجة انتشاره وتشعبه في أعضاء مجاورة للبنكرياس.
  • ورم متنقل: وهو مرحلة متقدمة من السرطان، والذي يكون قد انتشر إلى أعضاء بعيدة كالرئتين مثلًا.

في العادة يتم تصنيف أورام البنكرياس حسب حجم الورم ومدى انتشاره في البنكرياس أو الأعضاء الأخرى، ولكن الكلمة الأخيرة في تحديد مرحلة سرطان البنكرياس ترجع إلى العملية الجراحية، ومراحل سرطان البنكرياس تشمل:

  • المرحلة الأولى: وهي مرحلة مبكرة من المرض، وفيه يكون الورم في البنكرياس فقط.
  • المرحلة الثانية: وفيه يكون الورم قد بدأ في الانتشار، حيث ينتشر إلى أعضاء مجاورة وعقد ليمفاوية.
  • المرحلة الثالثة: وفيها تنتشر الخلايا السرطانية عن طريق الأوعية الدموية، لتصل إلى أعضاء غير مجاورة.
  • المرحلة الرابعة: هي الأكثر خطورة، وتقل فيها نسب الشفاء بدرجة كبيرة، ويكون فيها الورم قد زاد في الانتشار حتى وصل لأعضاء بعيدة عن البنكرياس كتجويف البطن أو الكبد.

علاج سرطان البنكرياس

علاج سرطان البنكرياس

تختلف طرق علاج سرطان البنكرياس حسب حالة المريض الصحية، وعمره، وحجم الورم، ومدى انتشاره في الجسم، وغيرها من العوامل التي تحدد طريقة العلاج الأنسب.

الخيار الأول لعلاج سرطان البنكرياس هو جراحة استئصال الورم، ولكن للأسف هناك أنواع قليلة من أورام البنكرياس قابلة للاستئصال، أما في حالة انتشار الورم ووصوله إلى العقد الليمفاوية والأعضاء الأخرى تكون الجراحة غير مفيدة في تلك الحالة.

هناك نوعان من العمليات الجراحية، أولهما عملية ويبل والتي تُجرى في حالة سرطان رأس البنكرياس وفيها يتم إزالة رأس البنكرياس وجزء من الأمعاء وجزء من المعدة والمرارة، ومع تقدم الطب أصبحت تلك العملية ذات نسب نجاح مرتفعة عن الماضي.

أما ثانيهما هي عملية استئصال ذيل البنكرياس، والتي تُجرى في حالة سرطان ذيل البنكرياس، وهي أقل خطورة من عملية ويبل إلا أن سرطان ذيل البنكرياس غالبًا ما يتم اكتشافه بعد انتشار الورم وصعوبة إجراء العملية الجراحية.

هناك أيضًا العلاج الكيماوي والعلاج بالإشعاع والليزر، وكلها طرق علاجية تهدف إلى تقليل حجم الورم، ومحاولة منع انتشاره وتوغله في الأنسجة المجاورة. وفي حالة تأثر عمليات الهضم نتيجة عدم قدرة البنكرياس على إفراز العصارات الهاضمة، يتم إمداد المريض بأنزيمات بديلة لتحسين عملية هضم الطعام وامتصاصه.

أما في الحالات المتقدمة من المرض تكون نسب الشفاء ضئيلة جدًا، ولا يستجيب المريض للإشعاع أو العلاج الكيماوي، فيضطر الطبيب إلى اللجوء إلى مسكنات الآلام أو إزالة الأعصاب التي تنقل آلام البنكرياس لتخفيف آلام وأعراض المرض، دون التأثير على الورم.

الوقاية من سرطان البنكرياس

لم يثبت بعد طرق لمنع الإصابة بسرطان البنكرياس، لكن يمكن إتباع إرشادات وقائية تقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مثل:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله