ما هي الودائع الاستثمارية؟ وما العوائد منها؟

الودائع البنكية هي شكل من أشكال الحسابات المصرفية التي تكون وفق نظام المضاربة بين صاحب الوديعة وهو صاحب رأس المال وبين المضارب وهو البنك. وتكون هذه الودائع وفق عقد يبرم بين الطرفين وبحسب قوانين وسياسات البنك المعمول فيها.

هناك العديد من أشكال الودائع البنكية مثل الودائع الاستثمارية والتي سنتعرف إليها في السطور التالية من هذا المقال، وودائع التوفير والودائع لأجل والودائع تحت الطلب، وأشكال أخرى أيضًا عادة ما تتيحها البنوك لعملائها وزبائنها. ويذكر إنه ليس بالضرورة أن تتوافر كافة أشكال الودائع في البنك الواحد، إذ كل بنك له حرية إتاحة الودائع التي تناسب عملائه ومتطلباتهم.

الودائع الاستثمارية

ما هي الودائع الاستثمارية؟ وما العوائد منها؟

ربما تكون الودائع الاستثمارية الشكل الأشهر من بين كافة أشكال الودائع التي عادة ما تتيحها البنوك، لأنها تعد شكل من أشكال الاستثمار الغير مباشر بالنسبة لصاحب المال، وتمكنه من تحقيق عوائد لا بأس بها من جراء قيام البنك بالاستثمار في المبلغ قيمة الوديعة.

وبالتالي تعرف الوديعة بأنها المبلغ من المال الذي يتم إيداعه في البنك من قبل الأفراد أو المؤسسات على أن يتعهد البنك بحفظ المبلغ وإرجاعه عند الطلب أو بعد مدة زمنية محددة يتفق عليها بشروط العقد، طبعًا مضافًا إليها الأرباح والعوائد التي تم الاتفاق عليهًا أيضًا في العقد بين الطرفين.

العوائد والأرباح من الودائع الاستثمارية

طبعًا العوائد التي قد يحصل عليها صاحب رأس المال تختلف بين كل بنك وآخر وبحسب شروط وقوانين البنك والعقد الذي تم الاتفاق عليه بين صاحب الوديعة والبنك أثناء الإيداع. فبعض البنوك مثلًا تحدد قيمة مسبقة للأرباح التي يمكن أن يحققها الشخص من الوديعة أو العوائد، بغض النظر عن قيمة الأرباح التي يمكن أن يحققها البنك من جراء الاستثمار، وبغض النظر إذا ما استطاع البنك تحقيق أرباح أو كانت الوديعة خاسرة. في حين إن بنوك أخرى تحدد نسبة من إجمالي الأرباح التي يمكن أن يحققها البنك فتكون مثلًا 30% من الأرباح مهما كانت قيمة الأرباح.

حرية التصرف في الوديعة الاستثمارية

أما بالنسبة للحرية التي يمنحها البنك للزبون صاحب الوديعة فهي أيضًا تختلف وتكون على أنواع، فبعض الودائع تكون ثابتة لا يمكن السحب منها أو تحريكها طيلة فترة كاملة محددة في شروط الإيداع وقد تكون فترة طويلة أو قصيرة، وطبعًا كلما زادت مدة الإيداع كانت الأرباح أكثر والقيمة أعلى. في حين إن الودائع التي تكون فيها حرية أكبر في تحريك الوديعة بالسحب منها أو سحبها كلها تكون نسبة الأرباح فيها أقل من تلك الودائع الثابتة أو التي تحدد بمدة زمنية معينة.

وغالبية الودائع الاستثمارية تكون من النوع الذي لا يمكن لأصحابها التحكم فيها بحرية كاملة، إذ لا يمكن سحبها مثلًا إلا بعد إخطار البنك بمدة معينة، بحكم إنها استثمارية وبالتالي يكون البنك مستثمرها في مشاريع وأعمال مختلفة وغير موجودة لديه فور طلبها.

بالنسبة للأشخاص الذين يريدون حرية أكبر في التصرف بوديعتهم لدى البنك، هناك خيارات أخرى من الودائع ربما تناسبهم أكثر، مثل ودائع التوفير والودائع لأجل والودائع تحت الطلب، والتي توفر مرونة أكثر في التحكم بالوديعة وإمكانية سحبها أو التصرف وذلك بحسب قوانين البنك وما يتيحه ضمن نظام الودائع بحسب ما سنرى في السطور التالية.

أنواع أخرى من الودائع البنكية

بالإضافة إلى الودائع الاستثمارية تتيح البنوك أنواع أخرى متعددة من الودائع مثل

ودائع التوفير

وتكون موجهة لمحدودي الدخل والذين يسعون للتوفير من مصادر دخلهم الرئيسية، عادة هذا النوع من الودائع يكون بمبالغ قليلة وبعائد محدود يتناسب مع قيمة الودائع ضمن هذا النوع. أما شروط الوديعة فيه تختلف بين بنك وآخر وغالبًا يمكن تحريك الوديعة بالسحب منها أو الإضافة عليها في كل شهر باعتبارها وديعة توفير.

الودائع لأجل

تبدأ هذه الودائع من مبالغ محدد عادة ما تكون أكبر من المبالغ المحددة لودائع التوفير، من اسمها يتضح إن المبلغ في هذه الوديعة لا يمكن تحريكه إلا بعد انتهاء أجل الوديعة الذي قد يكون لعدة أشهر أو سنوات، وتكون نسبة العوائد منها أكثر من النوع السابق.

الودائع تحت الطلب

وهي الودائع التي يمكن لصاحبها الحصول على وديعته متى ما طلب ذلك وبمجرد إخطار البنك فيها، أيضًا هنا تكون العوائد من هذا النوع قليلة لأن البنك لا يستطيع استثمار المبلغ باستثمارات طويلة الأمد، وبالتالي لا يمكنه الاستفادة بشكل كبير منه فتبقى أرباحه قليلة.

ودائع الإخطار المسبق

وهي النوع من الودائع التي يمكن الحصول عليها بعد إخطار البنك برغبتنا سحب الوديعة، يشترط البنك في هذه الودائع إخطاره قبل فترة كافية مثل أسبوع أو أكثر ليقوم بتأمين الوديعة، أيضًا هنا الأرباح تكون محدودة ولكن أكثر من الودائع تحت الطلب.

هذه هي أبرز أنواع الودائع التي توفرها البنوك بالإضافة إلى الودائع الاستثمارية التي تحدثنا عنها بدايةً. يذكر إنه قد تجد أنواع أخرى من الودائع المتاحة في بعض البنوك والتي تكون موجهة لشرائح وفئات مختلفة من الأفراد وأصحاب رؤوس الأموال، وإنما هنا اقتصر الأمر على ذكر أبرزها وأكثرها شيوعًا.

ولكن السؤال الآن كيف يمكن لنا تحديد نوع الوديعة المناسب لنا ولما نملكه من مال، فمن غير المعقول اختيار نوع الوديعة بشكل عشوائي أو دون اعتبار المعايير اللازمة.

كيف تختار الوديعة المناسبة لك؟

الودائع الاستثمارية

سواء كنت قررت استثمار أموالك في الودائع الاستثمارية أو غيرها فأنه هناك عدة عوامل لا بد من أخذها بالاعتبار عند اختيار نوع الوديعة لأموالك. أول ما يجب عليك التفكير فيه هو مدى حاجتك للأموال التي ترغب باستثمارها، هل ستحتاجها على المدى القصير أم لا، في حال حصل معك ظرف طارئ ما هل ستضطر لاستخدام هذا المال أم لديك مصادر أخرى يمكنك اللجوء لها.

في الحالات التي تكون قيمة الوديعة هي كامل مدخراتك وقد تحتاجها في أي ظرف طارئ فهنا على الأرجح لا يمكنك استثمار المبلغ في وديعة ذات أجل بعيد وبشروط بنكية لا تسمح لك بسحب الوديعة إلا بعد انتهاء الأجل، لأنك قد تحتاج المال في أي وقت وبالتالي من الأفضل لك استثماره في وديعة من نوع الودائع تحت الطلب أو ودائع التوفير حتى يكون بمقدورك دائمًا سحب الوديعة في الوقت الذي تحتاج فيه للمال.

أما في حال كان لديك مصادر دخل أخرى أو أية مصادر مالية يمكنك الاعتماد عليها في حالات العوز والاحتياج ولن تكون مضطر للجوء إلى قيمة الوديعة هذه، فهنا يمكنك الاستثمار في وديعة طويلة الأجل مثل الودائع الاستثمارية أو أية نوع أخر نظرًا لأن نسبة الأرباح فيها تكون أعلى.

كذلك لا ننسى إن الاستثمار في أي من الودائع البنكية لا يعد الخيار الاستثماري الأفضل بالنظر إلى خيارات أخرى، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يطمحون لتحقيق مكاسب كبيرة من الاستثمار.

إذ أن بمقابل نسبة الأمان العالية التي تتيحها الودائع البنكية وعدم وجود أي من المخاطر في الخسارة أو خسارة أي جزء من المال تكون العوائد منها قليلة، وربما قليلة جدًا بالنظر إلى العوائد التي يمكن تحقيقها من أشكال استثمارية أخرى مثل التجارة على سبيل المثال أو أي مشاريع تجارية أخرى يمكن استثمار الأموال فيها.

أخيرًا وفي حال كنت تفكر بخيارات استثمارية أخرى غير البنوك والودائع البنكية فأنه يمكنك التعرف لمزيد من الخيارات الاستثمارية من هذا المقال عن أفضل طرق استثمار المال، أو من هنا عن خيارات استثمار مبالغ بسيطة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله