استثمار المال في البنوك لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والكبيرة

يمكن لأصحاب رؤوس الأموال باختلافها استثمار أموالهم عبر البنوك، بما في ذلك الذين لا يملكون الخبرة الكافية لاستثمار أموالهم بأنفسهم، أو الأفراد الذين يبحثون عن طرف آخر ليستثمر أموالهم

الخيارات الاستثمارية دائمًا متعددة ومتاح منها الكثير أمام أصحاب رؤوس الأموال والراغبين في تشغيل أموالهم، بدءًا من الاستثمار بصورة شخصية إلى الاستثمار المشترك والجماعي والاستثمار عبر الوسطاء وشركات الوساطة على اختلافها أو الاستثمار عبر البنوك والذي سنتعرف له في مقالنا هذا.

كما كل أشكال الاستثمار الأخرى، فأن استثمار المال في البنوك له سلبياته وإيجابياته وقد يجد فيه البعض الخيار الاستثماري الأنسب لهم في حين لا يلقى استحسان آخرين لسبب أو آخر، هنا سنتعرف بالتفصيل على هذا الشكل الاستثماري، وعلى كل المعلومات التي تساعدك لتحدد إذا ما كان يناسبك أم لا.

استثمار المال في البنوك

طرق استثمار المال في البنوك والخيارات المتاحة بهذا الشأن

لا يوجد شكل واحد فقط من أشكال استثمار المال في البنوك، بل هناك العديد من الأشكال التي يمكن الاعتماد عليها في استثمار أموالنا، وهنا أبرز هذه الأشكال وخصائص كل منها.

المحافظ الاستثمارية

المحافظ الاستثمارية وجدت بغرض تنويع الاستثمارات في الدرجة الأولى، إذ تعني استثمار رأس المال المخصص للمحفظة في العديد من الأشكال الاستثمارية وتجنب الاعتماد على شكل واحد من الاستثمارات، وذلك بغرض تقليل المخاطر وتنويع الأصول.

إذ يمكن أن تجد في المحفظة الاستثمارية الواحدة استثمارات عقارية واستثمارات في الأسهم وأصول تجارية وسندات، وبالتالي في حالة الخسارة في أي من هذه الاستثمار تكون الخسارة محدودة في جزء من رأس المال فقط، وليس كما الأمر عندما يكون الاستثمار في نوع واحد إذ تزيد احتمالية الخسارة.

المحافظ الاستثمارية ليست حكرًا على البنوك، إذ يمكن للشخص تشكيل محفظة استثمارية خاصة به بنفسه إذا ما كان يملك المعرفة والخبرة اللازمة لذلك. ولكن في غالب الأحوال ونظرًا لتعدد المهارات والمعارف اللازمة لتشغيل وإدارة المحفظة الاستثمارية فأن الأمر يتم بإشراف من قبل البنك وبأموال لمستثمرين أخرين يكونون على شكل أطراف خارجية، لذلك تعد المحافظ الاستثمارية أحد أشكال استثمار المال في البنوك.

الحسابات الاستثمارية

وهي واحدة من الحسابات المصرفية التي تكون مخصصة لأصحاب رؤوس الأموال بغرض استثمار أموالهم تلك عبر البنوك وبمجالات مختلفة يحددها البنك ولا يحق لصاحب رأس المال التدخل فيها، ويمكن أن تكون هذه الحسابات كوديعة استثمارية أو أي من التسميات الأخرى التي عادة ما تطلقها البنوك على هذا النوع من الحسابات.

العوائد من هذه الحسابات تختلف بحسب العديد من العوامل منها مقدار المبلغ المستثمر، شكل الاستثمار، في الحالات التي يكون فيها وديعة بنكية استثمارية مدة الوديعة قد تساهم في تحديد الأرباح السنوية أو الدورية، فالودائع التي تكون بفترات طويلة تكون عوائدها أكثر من الودائع بفترات قصيرة.

اقرأ أيضًا: قبل استثمار أموالك فيها 5 أسئلة توضح كل شيء عن الودائع البنكية

شهادات الاستثمار

ويسميها البعض شهادات الادخار، وهي شكل شبيه بالنوع السابق من الاستثمارات تتيحها البنوك بأشكال وأصناف مختلفة لتلبية كافة الاحتياجات الاستثمارية المحدودة والكبيرة منها، وحتى تلك الاستثمارات التي تكون موجهة لصغار المدخرين والذين يملكون مبالغ محدودة يرغبون بتوفيرها.

شهادات الاستثمار هي عبارة عن شهادة يتم شرائها من البنك بمبلغ ومدة محدودة بمقابل عائد قد يكون دوري شهري أو سنوي أو حتى عائد مؤجل حتى انتهاء مدة شهادة الاستثمار، أي يحصل صاحب الشهادة على العوائد في نهاية أجل الشهادة.

وميزة شهادات الاستثمار إنه يمكن لصاحب الشهادة استرجاع كامل المبلغ قيمة الشهادة الذي كان قد دفعه عند شراء الشهادة، يمكن استرجاعه عند انتهاء مدة الشهادة. طبعًا هذا بالإضافة إلى الأرباح التي قد حققها طيلة مدة الشهادة.

أما عن الأرباح التي يمكن تحقيقها من هذا النوع من الاستثمار فتختلف بحسب قيمة الشهادة ومدتها، وتزيد كلما طال أمد الشهادة وزادت قيمتها. يمكنك التعرف إلى المزيد عن الشهادات الاستثمارية من هذا المقال.

صناديق الاستثمار

استثمار المال في البنوك لأصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والكبيرة

وهي منتج استثماري شبيه بالنوع الأول الذي تحدثنا عنه بداية هذا المقال، ولكن الصناديق الاستثمارية تقتصر على البنوك فقط وتكون على نطاق أوسع في غالب الأحيان من حيث القيمة والاستثمارات وتنوعها. فضلًا عن أنواع الاستثمارات التي يمكنك أن تجدها بالإضافة إلى الصناديق المتخصصة، مثل الصناديق المتخصصة في استثمارات المعادن، والصناديق المتخصصة في الاستثمارات التكنلوجية أو غيرها من المجالات.

ويمكن لأي من أصحاب رؤوس الأموال البحث في البنوك عن أشكال الصناديق الاستثمارية المتوفرة والاختيار فيما بينها لاستثمار الأموال فيها، بعض الصناديق يكون لديها شروط خاصة للاستثمار فيها، وطبعًا كل الصناديق تدار من قبل البنوك وبإدارات احترافية ذات خبرة في مجال الأعمال الاستثمارية.

اقرأ أيضًا: الصناديق الاستثمارية .. ما هي؟ وكيف تختار الصندوق المناسب لك؟

كيف تختار الشكل الاستثماري الأنسب لك؟

أي من الأشكال الاستثمارية السابقة الذكر يندرج تحت كل نوع منها العديد من التفرعات والأشكال. فعلى سبيل المثال الحسابات الاستثمارية ستجد منها العديد من الأنواع والتي تختلف فيما بينها وفقًا للعديد من العوامل مثل المدة وقيمة المبلغ والعوائد وفترة التحصيل للعوائد، وهل سيكون الحساب على شكل وديعة استثمارية أو وديعة توفير أو وديعة لأجل مثلًا.

وكذلك الأمر بالنسبة لشهادات الاستثمار والمحافظ والصناديق الاستثمارية، الأمر الذي يجعل عملية الاختيار والمفاضلة فيما بين هذه الأشكال ليست بالأمر السهل بالنسبة للمستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال الذين يبحثون عن خيار استثماري مناسب.

ولتختار الشكل الاستثماري الأنسب عليك التفكير في كل هذه الأمور بالإضافة إلى الشروط والقوانين التي يعمل وفقها البنك، فضلًا عن ظروفك أنت. فاذا كنت مستعد للاستثمار على مدى طويل ولن بتكون بحاجة لرأس مالك خلال فترة قريبة أو في أي ظرف طارئ يحصل معك عندها قد يكون من المناسب لك التفكير في خيار استثماري على مدى طويل يحقق عوائد جيدة أكثر من الخيارات الاستثمارية على المدى القصير ذات العوائد المحدودة.

أما في الحالات التي لا تكون فيها تمتلك الكثير من المال، وتخطط مثلًا لاستثمار مدخراتك، هنا من الأفضل لك الاستثمار في خيار أكثر مرونة ويتيح لك الحصول على مالك في الوقت الذي تريد، تحسبًا لأي ظروف طارئة قد تحتاج فيها أموالك بشكل عاجل. فالودائع الاستثمارية ذات المدة الطويلة لن تتمكن من الحصول على أموالك منها إلا بعد انتهاء أجل الوديعة، وكذلك الأمر للشهادات الاستثمارية ذات الأجل الطويل.

ولكن بالمقابل فأن الخيارات الاستثمارية الأكثر مرونة والتي تتيح لصاحب المال الحصول على رأس ماله في أي وقت تكون ذات عائد محدود وفي الغالب بأرباح قليلة. لذلك من الضروري الاستفسار جيدًا والتعرف إلى مختلف الأشكال من استثمار المال عبر البنوك بدايةً وأخذ ظروفك بالحسبان، بالإضافة إلى قوانين البنك وشروط الاستثمار فيه لتتمكن من الاختيار فيما بينها وتحديد الشكل الاستثماري الأنسب لك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله