مرض بوصفير عند الكبار الأسباب والأعراض

سوف تتعرف عزيزي القارئ في هذا المقال إلى مرض بوصفير عند الكبار وأبرز أسباب الإصابة به وأعراضه التي تعد مدخلًا لتحديد العلاج المناسب لهذا المرض.

عندما نشاهد أطفال حديثي الولادة غالبًا ما نلاحظ اصفرار بشرتهم وبياض العين لديهم، وهذه ظاهرة أو حالة منتشرة لدى معظم الأطفال حديثي الولادة وهو ما يعرف بمرض بوصفير أو ما يطلق عليه في العامية بالصفار. وهو أمر طبيعي نوعًا ما لديهم ولا يستدعي الخوف والقلق إلا عندما يستمر لفترة طويلة.

أما عند الشباب والكبار فالأمر يختلف ولا يكون مرض بوصفير أمرًا طبيعيًا يُشفى لوحده، بل لابد عندها من تشخيص الحالة ومعرفة الأسباب لتحديد العلاج المناسب لها.

تعريف مرض بوصفير

ويعرف أيضًا باسم مرض اليرقان، أو التهاب الكبد الفيروسي، وهو مرضٌ معدٍ ويكون سببه هو زيادة مادة البيليروبين في الجسم إلى أكثر من 3 ملليغرام في الديسيلتر (وهي مادة سامة موجودة في كريات الدم الحمراء يكون لونها بني يميل إلى الصفار) وعدم تخلص الكبد منها، فتقوم هذه المادة بتلوين بياض العين في البداية ثم تدريجيًا إلى الجلد باللون الأصفر، ويشتد الاصفرار كلما ساءت حالة المريض أكثر. وهو مرض يصيب الأطفال حديثي الولادة بشكل كبير كما يصيب الشباب والكبار.

وبما أن مرض بوصفير معد؛ لذلك فالأشخاص الذين يحتكون بمصابين بمرض بوصفير في المشافي والمراكز الطبية، لديهم احتمال الإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم، كما أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق سكنية مكتظة بالسكان، أو الذين يسافرون ويتنقّلون كثيرًا فلديهم احتمال العدوى بمرض البوصفير بنسبة كبيرة.

أنواع مرض بوصفير

أنواع مرض البوصفير خمسة حسب الفيروس المسبب لها، وهذه الفيروسات هي (A,B,C,D,G) وتحتاج هذه الفيروسات للتعرض إلى حرارة مرتفعة لفترة طويلة تكون أكثر من نصف ساعة، وأن تصل درجة هذه الحرارة كحد أدنى إلى 160 درجة كي تموت.

وأشهر أنواع هذا المرض هي:

التهاب الكبد الفيروسي من نوع A

سببه فيروس A ويصاب به الإنسان عن طريق الجهاز الهضمي من خلال تناول الخضروات والفواكه الملوثة، أو الخضروات النيئة، أو استخدام أدوات الطعام الخاصة بمريض مصاب بهذا المرض.

وهذا النوع من البوصفير شائع جدًا لسهولة العدوى والإصابة به وخاصة في الأماكن المزدحمة والفقيرة، لكنه غير خطير ولا يسبب الموت كباقي الأنواع.

التهاب الكبد الفيروسي من نوع B

سببه فيروس B ويصاب به الإنسان عن طريق الدم، من خلال العدوى بإبرة معطاة لمريض مصاب بهذا المرض فتنتقل العدوى إلى الشخص السليم عندما يتم حقنه بنفس الإبرة، أو من خلال القيام بالعملية الجنسية مع شخص مصاب بهذا المرض.

أسباب مرض بوصفير

هناك عدة أسباب للإصابة بمرض بوصفير على أنه مرض بحد ذاته، وأسباب للإصابة بالبوصفير على أنه من أعراض وعلامات أمراض أخرى.

أما عن أسباب الإصابة بمرض بوصفير على أنه مرضٌ بحد ذاته، فهي:

  • تناول الخضار والفواكه الملوثة وعدم غسلها قبل أكلها.
  • شرب المياه الملوثة.
  • شرب الحليب دون غليه.
  • عدم طبخ الخضروات جيدًا قبل تناولها.
  • تناول الأدوية الفاسدة.
  • استخدام الأدوات الشخصية لشخص مصاب بهذا المرض مثل (الملعقة والمنشفة وكأس الماء الخاص به، … إلخ)
  • العدوى من شخص مصاب عن طريق الحقن بإبرة استخدمها الشخص المصاب قبله، وذلك يحدث عند تعاطي المخدرات مثلًا.
  • خلل في عمل الكبد بسبب شرب الكحول والأضرار الناجمة عن تناول بعض الأدوية وتناول المواد السامة.

أما أسباب الإصابة بالبوصفير على أنه أحد الأعراض لأمراض أخرى هي:

  • التهاب القنوات الصفراوية وانسدادها.
  • الأورام السرطانية الحميدة والخبيثة (سرطان البنكرياس، سرطان المرارة )
  • حصى القنوات الصفراوية.
  • عند الإصابة ببعض الأمراض الوراثية (أنيميا الفول …. إلخ)
  • مرض فقر الدم الانحلالي.
  • عند الإصابة ببعض أمراض الكبد مثل تشمع الكبد.
  • وقد يكون الحمل أحد الأسباب للبوصفير.

أعراض مرض بوصفير

مرض بوصفير

تتنوع أعراض مرض بوصفير لتشير إلى هذه المشكلة على النحو التالي:

  • اصفرار لون الجلد وبياض العين.
  • اصفرار لون البول كثيرًا حتى يميل إلى اللون البني الغامق.
  • يغمقّ لون البراز ليصبح داكنًا.
  • عدم الرغبة في تناول الطعام.
  • الغثيان والقيء والإسهال والحكة في الجلد.
  • آلام قوية تصيب البطن.
  • انتفاخ الوجه والأطراف والبطن.
  • الرغبة الشديدة في النوم طوال الوقت وتشتت الفكر.
  • خروج الدم من الفم والأنف والشرج.
  • قد يسبب مرض بوصفير خسارة في وزن المريض بسبب فقدانه لشهيته على الطعام.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض بوصفير

تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئة ملوثة غير صحية هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض بوصفير، مثل العيش في تجمعات سكنية فقيرة مكتظة بالسكان، تتراجع فيها مستوى الخدمات الصحية، وتنعدم النظافة، وخاصة في المرافق العامة ومياه الشرب.

كما أنه في مثل هذه البيئة ترتفع نسبة احتمال عدوى الشخص من شخص آخر مصاب بهذا المرض وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين لم يصابوا بهذا المرض من قبل.

علاج مرض بوصفير

يختلف علاج مرض بوصفير حسب العامل المسبب له، هل هو سببه العدوى من شخص مصاب أو بسبب تناول الأطعمة الملوثة أو أنه إشارة لأمراض أخرى، فعلى الطبيب المختص أن يكتشف العامل المسبب (من خلال التصوير بالإيكو) ويحدده ويشخّص الحالة جيدًا حتى يستطيع تقديم العلاج المناسب.

فإذا كان المصاب من الأطفال حديثي الولادة فهذا أمر شائع جدًا وغير مخيف، وعلى الغالب أنه سوف يزول البوصفير عندما يبدأ الكبد بعمله دون الحاجة لدواء أو علاج، لكن إذا استمر مع الطفل فترة طويلة يجب عندها مراجعة الطبيب المختص.

وإذا كان سبب مرض البوصفير هو العدوى وتناول الأطعمة المسببة لهذا المرض فينصح الأطباء بتناول المريض المأكولات سهلة الهضم كي يرتاح الكبد ويعود لعمله بشكل طبيعي مثل (الشوربة، الفواكه، الخضراوات المطبوخة جيدًا …) والمأكولات السكرية مثل (المربيات، العسل، الدبس، الحلاوة، التمر…) والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدسم بسبب عسر هضمها.

أما إذا كان البوصفير هو علامة لأمراض أخرى يكون العلاج عندها وزوال البوصفير بعلاج هذه الأمراض. وبالتالي فإنه لا بد من معرفة سبب الإصابة بمرض البوصفير لتحديد العلاج المناسب له.

كما يمكن اللجوء إلى الأعشاب والوصفات الطبيعية لعلاج مرض بوصفير مثل:

  • تناول عصير أوراق الفجل الأخضر كل يوم على الريق.
  • تناول عصير الطماطم مع إضافة رشات صغيرة من الملح والفلفل إليه.
  • تناول عصير الليمون مع قصب السكر أكثر من مرة في اليوم.
  • تناول التمر مع حبات اللوز المطحون.
  • تناول شاي الكركم صباحًا.
  • تناول شاي الزعتر البري على الريق.
  • تناول مشروب النعناع والليمون مع الزنجبيل.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله