كيف تصبح طيار؟ المسار الأكاديمي والتخصصات المتاحة

الكثيرين مننا في صغرهم راودهم حلم أن يكونوا طيارين حين يكبرون، ولكن القليلين جدًا من تابعوا خلف حلمهم هذا وسعوا للحصول على ما أرادوه. فأن تكون طيار ليس بالأمر السهل وليس بالأمر الشائع في مجتمعنا.

فنظرًا لقلة الجهات المتخصصة في هذا الشأن وقلة المصادر التي تمكن أي منا من التعرف على هذا المجال عن قرب والتعرف للمسار الأكاديمي ليتمكن الشخص من أن يكون طيار، لا يتمكن الكثيرين من السعي وراء هذا الهدف.

لذلك إن كنت تتساءل كيف تصبح طيار هنا سنتعرف إلى هذا المجال عن قرب ونطلع على الخطوات التي يجب اتباعها ليكون الشخص بهذا المجال ويحصل على الشهادة الأكاديمية التي تمكنه من مزاولة هذه المهنة المليئة بالإثارة والحماس.

كيف تصبح طيار؟ المسار الأكاديمي والتخصصات المتاحة

المسار الأكاديمي لتخصص الطيران

على الرغم من إن الطيران هو مسار أكاديمي مثل باقي المجالات، حيث تنتسب لجهة تعليمية لدراسة المجال لعدة سنوات ثم لاحقًا تحصل على تدريب ومن ثم تباشر العمل عندما تحين لك الفرصة، ولكن الطيران بأنواعه لا يتم تدريسه في الجامعات والمؤسسات التعليمية العادية التي ندرس فيها التخصصات الطبية والهندسية والعلوم بأشكالها.

بل إن الطيران يدّرس في أكاديميات ومعاهد خاصة منفصلة عن النظام التعليمي العادي الرسمي في البلد أو الدولة. فضلًا عن ذلك هناك العديد من أنواع الطيران والشهادات التي يمكن أن تحصل عليها تبعًا للتخصص الذي تدرسه. إذ تشمل مجالات الطيران التي يمكن دراستها

الطيران المدني

وهو النوع الذي يمكّن الطيار فيه العمل كطيار مدني لنقل المسافرين وقيادة الطائرات المخصصة لنقل الركاب من مختلف الأحجام. أي حامل شهادة الطيران المدني يمكنه العمل في شركات خطوط الطيران المدني المختلفة.

الطيران المدني الخاص

وهو الشكل من الطيران الذي يمكن الطيار حامل شهادة هذا التخصص من قيادة الطائرات الخاصة في حال كان يملك طيارته الخاصة، أو يمكنه العمل لدى رجال الأعمال والشخصيات البارزة التي تملك طائرتها الخاصة، أو في حال استئجار طائرة خاصة لأغراض الهواية والاستمتاع. هذا النوع من الطيارين لا يسمح لهم بقيادة طائرات الركاب أو العمل على خطوط الطيران المدني.

الطيران التجاري

أيضًا هذا النوع من الطيارين لا يسمح لهم بقيادة طائرات الركاب أو العمل على خطوط الطيران المدني. وإنما تخولهم شهادة الطيران التي يحملونها من قيادة طائرات الشحن والعمل في خطوط البريد الجوي وشركات النقل الجوي.

الطيران الحربي

وهو المجال الواضح من الاسم مخصص لغايات الطيران العسكري، هذا النوع من الطيران لا يسمح لأي كان تعلمه في غالبية الدول وإنما يتم تعلمه بصورة رسمية وبإشراف حكومي وغالبًا ما يتم على نفقة الحكومة مقابل عمل الطيران لصالح القوات الحكومية.

الطيران الرياضي

وهو الشكل الأسهل من كل الأنواع السابقة، ولا يسمح لحامل هذه الشهاد إلا بقيادة الطائرات الصغيرة المخصصة لراكب أو راكبين فقط، وفي المناطق المحلية وعلى ارتفاعات منخفضة.

الطيران العمودي

وهو طيران الهيلوكوبتر، وفيه أيضًا العديد من التخصصات مثل الطيران الخاص والطيران التجاري، وشهادة من هذا النوع تتيح لحاملها مجالات واسعة للعمل، مثل العمل في فرق الإطفاء والإسعاف والنقل والإنقاذ وغيره.

هذه هي الأنواع الرئيسية من تخصصات الطيران، طبعًا ليس بالضرورة أن تجد التخصصات جميعها متاحة لدى ذات الكلية، بل بعض الكليات تكون متخصصة في مجال واحد من هذه أو عدة مجالات.

الأكاديميات العربية لتدريس الطيران

كيف تصبح طيار

كما قلنا فأن الطيران لا يتم تدريسه في الجامعات كما باقي التخصصات، وإنما يكون هناك كليات ومعاهد ومدارس متخصصة في علوم الطيران بأنواعه، وحتى هذه الكليات والمؤسسات المتخصصة لا تتوافر في جميع البلدان ومن المرجح جدًا ألا تجد كلية متخصصة في تدريس الطيران في بلدك فيما يخص الوطن العربي.

أبرز الأكاديميات في علوم الطيران في الوطن العربي هي

أكاديمية الطيران الملكي الأردني

وهي أقدم المؤسسات التعليمية المختصة بعلوم الطيران في الوطن العربي وحاصلة على اعتمادات من أشهر الجهات الدولية بهذا الشأن مثل وكالة السلامة الجوية في أوروبا والطيران الفدرالي الأمريكي. تقدم الأكاديمية شهادات في العديد من مجالات الطيران مثل الطيران الخاص والتجاري والمدني، ومساقات متخصصة في هندسة الطيران والتدريب.

أكاديمية علوم الطيران في مصر

وهي أيضًا من الجهات المتخصصة القديمة في الوطن العربي، وتتألف من ثلاثة أقسام رئيسية قسم متخصص في التعلم والتدريب على الطيران بعدة أنواع، وكلية خاصة بعلوم المراقبة الجوية، وأخرى لعلوم تكنلوجيا الطيران والفضاء.

أكاديمية الإمارات للتدريب الجوي

وهي واحدة من أحدث أكاديميات الطيران في العالم وكانت قد افتتحت حديثًا وتقدم برامجها باللغة الإنكليزية في مختلف تخصصات الطيران الجوي. تقبل سنويًا نحو 200 طالب من مختلف أنحاء العالم.

هذه بعض من أبرز أكاديميات الطيران في الوطن العربي وأشهرها. بالتأكيد توجد بعض الأكاديميات والمعاهد الأخرى الأقل الشهر والتي تقدم برامج في تخصصات عدة، مثل كيلة الأفق في مدينة العين الإماراتية المتخصصة في الطيران العامودي، وكيلة أتيس وهي أكاديمية خاصة تأسست في مصر عام 2010.

اقرأ أيضًا: تعرف على أسوأ حوادث الطيران في التاريخ

كيف تصبح طيار؟

والآن بعد أن تعرفنا إلى هذا المجال وأنواع الاختصاصات فيه وأشهر الجهات العربية التي تقدم شهادات في مجال الطيران لنرى كيف تصبح طيار وما هو المسار الأكاديمي الذي يتوجب على الشخص اتباعه للحصول على شهادة في أي من المجالات هذه.

1 – ابحث عن الأكاديمية المناسبة

أول خطوة هي البحث عن الأكاديمية المناسبة التي ترغب الدراسة فيها، سواء كانت أكاديمية موجودة في بلدك أو أي من البلدان القريبة منك أو تفكر السفر والدراسة في بلد أجنبي ما، من الضروري البحث عن الأكاديمية المناسبة والتعرف لها جيدًا من حيث مكان تواجدها والتخصصات الموجودة فيها وإذا كان التخصص الذي تريد يتوافر في هذه الكلية.

هناك العديد من العوامل التي يجب عليك أخذها بالاعتبار عند البحث عن الكلية أو أكاديمية الطيران المناسبة، مثل التكاليف ونوعية الشهادات التي تصدرها، اعتماد الكلية ومستوى الاعتراف بالشهادة عنها، ساعات التدريب التي تقدمها إن كان البرنامج الذي تريد دراسته يشتمل على ساعات تدريب.

2 – تحضير متطلبات الكلية

لكل كلية متطلبات خاصة فيها ستعرفها عند البحث عن الكلية المناسبة. بعد العثور على الأكاديمية المناسبة التي تنوي دراسة الطيران فيها ستجد إنه هناك عدد من المتطلبات منها شهادات وفحوص طبية بدنية ونفسية، وقد يشتمل الأمر على تقارير طبية تفيد بأوضاعك الصحية العامة مثل النظر والرؤية أو إن كنت تعاني من أية أمراض أو إعاقات.

بالإضافة لذلك قد تشمل المتطلبات شهادات سابقة مثل شهادة ثانوية أو شهادة جامعية. الأكاديمية ذاتها قد تجري بعض الفحوصات والاختبارات للمتقدمين، هذه الأمور تختلف بين أكاديمية وأخرى ويجب الاستفسار من الأكاديمية مباشرة للتعرف عليها، وبالتالي تأمين كافة المتطلبات مسبقًا.

3 – متابعة البرامج الدراسية

بعد ذلك وعند القبول في الأكاديمية تبدأ البرامج الدراسية للأختصاص الذي درسته، مدة الدراسة في الأكاديميات تختلف بحسب نوع البرنامج الدراسي وتخصص الطيران، بعض الأكاديميات ولبعض التخصصات تستمر الدراسة فيها لمدة ثلاث أو أربع سنوات.

تخصصات أخرى مثل الطيران العمودي والرياضي عادة ما يكون أقل من ذلك، ففي كلية الأفق للطيران العمودي في الأمارات تقتصر الدراسة في بعض البرامج لديها على ثلاثة أشهر فقط.

 

4 – اجتياز الاختبارات

بالتأكيد تنتهي الدراسة في أي من البرامج والاختصاصات ببعض الاختبارات والفحوصات النظرية والعملية، قبل أن يحصل الشخص على شهادة في المجال الذي أنهى الدراسة فيه.

5 – التدريب

لا ينتهي الأمر بالتخرج من الأكاديمية، بل ستحتاج إلى فترة كافية من التدريب تعتمد على نوعية الاختصاص الذي درسته، بالنسبة للطيران المدني والطيران التجاري غالبية الشركات تطلب طيارين بساعات طيران معتمدة. فبعض خطوط الطيران الدولية لا توظف طيارين دون خبرة سابقة تعادل 1500 ساعة طيران على الأقل.

بهذه الخطوات الخمسة يصبح الشخص طيار بأي من المجالات التي تعرفنا عليها سواء الطيران العسكري أو المدني أو التجاري أو غيره من التخصصات. ولكن ليس كل الطيارين بذات المستوى فنحن نعرف إنه على متن الطائرات برحلات الطيران المدنية العادية يكون هناك كابتن ومساعد طيار، فما الفرق بين الاثنين؟

الكابتن ومساعد الطيران

الكابتن ومساعد الطيار هما الاثنين طيارين من ذات النوع والاختصاص، وبالتأكيد يكونون قد خضعوا لذات المسار الأكاديمي وسنوات الدراسة والتدريب، ولكن الأمر يختلف بالخبرة. كل طيار يبدأ كمساعد طيار، ومن ثم بعد عدة سنوات من العمل كمساعد طيار يتم ترقيته في الشركة ليصبح كابتن طائرة.

من الناحية العملية والمهام والمسؤوليات الوظيفية فأن الكابتن يكون هو قائد الطيارة وهو الأعلى سلطة فيها خلال الرحلة وإليه يرجع الطيار المساعد في أخذ الأوامر، وكذلك الكابتن يتحمل المسؤولية الأكبر.

طبعًا مساعد الطيار أيضًا يمتلك ذات المهارات المتوافرة في الكابتن ويجيد قيادة الطائرة بنفسه، ولكن بصفته مساعد فهو يتولى مهام ثانوية خلال الرحلة، من حيث مساعدة الكابتن في إدارة الطائرة والرحلة ومتابعة أمور الركاب على متن الطائرة، وفي الظروف الطارئة والأحوال الاستثنائية يمكن للمساعد أن يتولى قيادة الطائرة بنفسه.

هذا كان كل ما يخص تخصص الطيران والمسار الأكاديمي له وأنواع الاختصاصات فيه وأبرز أكاديميات الطيران العربية التي يمكن دراسة علوم الطيران فيها. لنكون بذلك قدمنا إجابة وافية حول كيف تصبح طيار وما متطلبات ذلك والمسار الذي يجب اتباعه.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله