قصص نجاح ملهمة لأصحاب المليارات كيف بدأوا من الصفر

تأتي على كل واحد منا فترة يشعر فيها بالإحباط والفشل، والعجز عن تحقيق حلمه، ويصور إليه خياله أن ذلك هو نهاية الطريق، نقدم لك هذا المقال لإقناعك بالدليل أن النجاح يبدأ بحلم، وأن وراء كل ناجح قصة مليئة بالتحديات والمصاعب التي واجهها، وتغلب عليها حتى أدرك النجاح.

احلم بما تشاء وابدأ بتنفيذ أول خطوة، فكل حلم يمثل دافع قوي لصاحبه، ومع الوقت يتحول ذلك الحلم إلى حقيقة ملموسة، والحلم هو البداية التي تجعلك تسعى لتحقيقه، كن مستعدًا للعقبات والتحديات، وستصل في النهاية إلى غايتك.

سنذكر لكم في ذلك المقال قصص واقعية لمشاهير نعرفهم جميعًا، كيف بدأت حياتهم؟ كيف استمر كفاحهم رغم ما تعرضوا له من إخفاقات؟ وبالفعل نجحوا في تسطير أسمائهم في سماء الشهرة، إليك تلك القصص لتحفزك للمضي في سبيل تحقيق حلمك، مهما بلغت صعوبة الظروف المحيطة بك.

قصة نجاح مؤسس كنتاكي

كونيل ساندرز مؤسس كنتاكي، ولد عام 1890في أمريكا، وتوفي والده وهو في السادسة من عمره؛ فاضطرت والدته أن تخرج للعمل لكسب المال له ولأخوته، فأصبح كونيل مسئولًا في ذلك العمر الصغير عن أخيه ذي الثلاث سنوات، وأخته الرضيعة.

كان ساندرز يطهو الطعام لأخوته، وشيئًا فشيء أصبح يجيد طهي العديد من الوصفات بمساعدة والدته، ومن ضمن تلك الوصفات الدجاج المقلي في الزيت.

ليس هذا فحسب بل كان ساندرز مضطرًا للعمل كي يساعد والدته في كسب القوت، فاتجه للعمل في مزرعة مقابل 2 دولار شهريًا.

بعد فترة قليلة تزوجت والدة ساندرز؛ فانتقل ساندرز للعيش بمفرده في بلد أخرى، وعمل في مزرعة جديدة، واستمر في ذلك العمل حتى بلغ السادسة عشر من عمره فالتحق بالجيش الأمريكي.

بعد أن انتهت مدة خدمته في الجيش، تنقل ساندرز بين عدة وظائف ثم اتجه إلى دراسة القانون، واشتغل بالمحاماة، ثم تغيرت الظروف واتجه ساندرز إلى العمل في محطات الوقود، وبيع إطارات السيارات.

كان يعمل في محطات الوقود ويطهو الدجاج المقلي

أثناء عمله في محطات الوقود كان يطهو الدجاج المقلي، ويبيعه للزبائن، بدأ الناس يتوافدون على ساندرز ليتذوقوا الدجاج الشهي الذي يقدمه، وشيئًا فشيء زادت شهرة ساندرز وعلا صيته.

حينها توجه ساندرز إلى العمل ككبير الطهاة في فندق كبير، واستمر في ذلك على مدار تسعة سنين، حتى أتقن طهي الدجاج المقلي بالوصفة المميزة السرية الخاصة به، والتي تتضمن 11 مكون من التوابل، مما يكسب الدجاج الطعم المميز الخاص به.

واجهت ساندرز مشكلة كبيرة وهي تحويل الطريق العام الذي يمر منه الزبائن إلى الفندق، فأصبح المارة لا يمرون على المطعم الخاص به، وساءت الظروف الاقتصادية لساندرز، فاضطر لبيع كل ما يملك لسداد فواتيره.

تقاعد ساندرز وأصبح يتقوت من أموال التأمين، ثم جاءت إليه فكرة بأن يقنع المستثمرين باستثمار أموالهم في مشروع دجاج مقلي لذيذ، ومن هنا كانت البداية الرسمية لكنتاكي عام 1952.

بدأ ساندرز بطهي الدجاج الشهي في منزله، ثم يأخذه ويقوم بالمرور على المطاعم المختلفة، ويعرض عليهم الاستثمار، بالحصول على مقابل مادي معين مقابل كل دجاجة يقوم بطهيها.

جاء الرد إيجابيًا واشتهر ساندرز، وأصبح هناك ما يقارب من 700 مطعم يتعاملون معه ويقومون بشراء دجاجه المقلي، وظهر ساندرز بعد ذلك بزيه الأبيض المعهود، كدعاية لشركة كنتاكي وكان المتحدث الرسمي لها.

نمت الشركة التي عمل بها ساندرز خلال عدة سنين، حتى وصلت إلى المساهمة في البورصة، ثم تحول الاسم الرسمي للشركة من دجاج كنتاكي المقلي إلى الأحرف الأولي KFC.

وتوفي ساندرز وعمره 90 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الدم، ليبقي اسم كنتاكي رمزًا مخلدًا لساندرز في جميع أنحاء العالم، وتبقى خلطته السرية موضع إعجاب الناس في كل مكان.

واليوم نتحدث عن كنتاكي باعتبارها الأشهر على مستوى العالم، حيث انتشرت مقارها في حوالي 100 دولة، ووصل عدد موظفيها إلى ما يقرب من 40 ألف موظف، وعلى الرغم من البداية الصعبة التي قابلها ساندرز إلا أنه وصل إلى نجاح مبهر لم يكن يتخيله على الإطلاق.

قصة نجاح مؤسس والت ديزني

أما عن والت ديزني وعالم الخيال الشهير والشخصية الكرتونية التي عشقناها في طفولتنا، وما زالت تمثل شغف كل طفل حتى الآن، سنحكي عن مؤسس ديزني لاند، كيف حقق ذلك الرجل النجاح المبهر الذي شاع صيته في نواحي العالم أجمع!!

اسمه والتر الياس، وُلد عام ،1901 نشأ مع عائلته في أمريكا وعمل في إحدى المؤسسات الصحفية، والتحق بدراسة الرسم بعد تخرجه من الثانوية العامة.

أثناء اندلاع الحرب العالمية الأولى قدم والتر أوراقه للالتحاق بفريق الصليب الأحمر، لإغاثة وإسعاف الجنود المصابين، كان والتر يحلم منذ الصغر بأن يكون رسامًا كاريكاتيريًا، إلا أنه قوبل بالرفض من عدة مؤسسات.

وذات مرة التقي والتر بأحد العاملين في دار نشر صحفية، وحاول إقناعه بتصميم إعلان، وأكد له أن ذلك الإعلان سيحقق نجاحًا كبيرًا ورواجًا واسعًا.

بعد مرور فترة قرأ والتر في إحدى الصحف عن إعلان يطلب رسامًا كاريكاتيريًا، لدعاية أفلام لشركة كنساس سيتي، فاضطر والتر أن يترك العمل مع دار النشر التي كان يعمل بها؛ ليتقدم لتلك الوظيفة.

والتر يحقق النجاحات الكبيرة

حقق والتر نجاحًا كبيرًا وأصبح من أفضل الرسامين في الشركة، ثم اتجه إلى إنشاء شركة خاصة به، ثم اتجه إلى عمل فيلم كارتوني قصير من وحي خياله، حينها لاقى نجاحًا كبيرًا مما دفعه لإنتاج فيلمين كارتونيين؛ مما جعل له إقبالًا جماهيريًا كبيرًا.

أطلق والتر على شركته اسم والت ديزني، وذاعت شهرتها عالميًا وخاصة بعد إنتاج فيلم سنو وايت والأقزام السبعة، ثم من بعده فيلم بينوكيو، وفيلم فانتازيا، وبعد الحرب العالمية الثانية فكر والتر في إنشاء حديقة خاصة، ومن أجل تمويلها قام بإنتاج حلقات ميكي ماوس الشهيرة.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت حدائق ديزني من أشهر الحدائق العالمية، كما تم إطلاق قناة ديزني التليفزيونية الشهيرة، وغيرها من مجموعات عالم ديزني الرائعة.

قصة نجاح أوبرا وينفري

من فتاة واجهت الطفولة البائسة والمصاعب والتحديات في بداية حياتها، إلى إعلامية شهيرة وسيدة أعمال ناجحة، ومليارديرة، فاعلة للخير، ذات الاسم اللامع في سماء النجوم، إنها أوبرا وينفري.

وُلدت في أمريكا عام ،1958 في أسرة مستواها الاقتصادي منحدر جدًا، وقامت جدتها بتربيتها حتى بلغت السادسة من عمرها، وكانت عائلتها فقيرة جدًا، فكانت أوبرا ترتدي الملابس المصنوعة من أجولة البطاطس؛ فيسخر منها الأطفال والجيران.

التحقت أوبرا بالمدرسة وأصبحت ذات شعبية كبيرة، وسط المدرسين والزملاء، وكانت تهتم بالاشتراك في الحفلات الغنائية، وتشجيع النجم العالمي مايكل جاكسون، وكانت تدخر مصروفها لحضور حفلاته رغم وضعها المادي السيئ.

أصبحت أوبرا شابة في الرابعة عشر من عمرها، وانتقلت للعيش مع والدتها، وفي تلك الأثناء تعرضت أوبرا للاعتداء الجنسي من قِبل أحد الأقارب، مما أدي إلى حملها بطفل لم يُكتب له الحياة غير سويعات قليلة بعد الولادة.

كان لكل تلك الأحداث أكبر التأثير على حياة أوبرا، فسيطرت الأفكار السلبية عليها، والإحساس بالفشل والإحباط والظلم، فاتجهت إلى الإدمان وتناول المخدرات والهيروين.

حين فشلت والدة أوبرا في السيطرة على تصرفاتها، والتحكم في أفعالها، قررت إرسالها إلى إحدى دور الرعاية، ولكن لم تجد لها مكانًا في دور الرعاية آنذاك.

حينها لم تجد والدتها حلًا سوى إرسال أوبرا للعيش مع والدها، الذي كان يقيم في ناشفيل، كانت تربية أبيها صارمة؛ لذا تغيرت حياة أوبرا تغيرًا كبيرًا تحت رعاية والدها.

كانت شخصية أوبرا طموحة متطلعة إلى الحياة، فأصرت رغم كل ما حدث لها أن تُكمل تعليمها، وحاربت الصعوبات والعراقيل، والتحقت بجامعة Tennesse، حينها اجتهدت أوبرا وأصبحت متفوقة نابغة تحصل على المراتب الأولى بين زملائها، حتى حصلت على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية.

ليس هذا فحسب بل تقدمت أوبرا أثناء فترة درستها إلى مسابقة ملكات الجمال، فحصلت على لقب Miss Black Tennessee، مما نتج عنه طلب المحطة الإذاعية WVOL من أوبرا أن تعمل مراسلة إذاعية بها، وبذلك خطت أوبرا أول خطواتها في المجال الإعلامي، وهي تبلغ السابعة عشر من عمرها.

انتقلت أوبرا من الإذاعة إلى التليفزيون، وعملت في محطة تليفزيونية وكانت أصغر إعلامية تظهر في تلك المحطة، وعانت من الكثير من الصعوبات والتحديات، وخاصة حين قام رئيس المحطة بفصلها عن العمل بسبب وصفه لها بالعاطفية أثناء تقديم الأخبار!!

نتيجة عملها كمراسلة للأخبار؛ لاقت إعجابًا كبيرًا من المشاهدين ومن القنوات التليفزيونية، مما دفع مسئولي إحدى القنوات الفضائية لترشيح أوبرا لتقديم إحدى برامج الطبخ الشهيرة.

بالطبع واجهت العديد من المخاوف مع تقديم أول برنامج طبخ لها، ولكنها تغلبت على مخاوفها، وبإصرارها نجحت في تقديمه بصورة لاقت إعجابًا كبيرًا، وحاولت تقديم برنامج طبخ خاص بها، ولكن قوبل ذلك بالرفض من قِبل مالك القناة.

أوبرا في مجال التمثيل

توجهت أوبرا بعد ذلك إلى مجال التمثيل، وشاركت بدور كبير في فيلم ” اللون الأرجواني” الذي نال العديد من الجوائز، وتلقت أوبرا بعد تلك التجربة العديد من العروض السينمائية.

إلى أن قامت أوبرا بتجربة قلبت حياتها رأسًا على عقب، حيث قدمت أوبرا أولى حلقات البرنامج الأكثر شهرة في العالم “Opera Show”، والتي قامت بتسليط الأضواء على العديد من القضايا المجتمعية، ونجحت بحضورها القوي على نجاح البرنامج نجاحًا غير طبيعيًا.

وبمرور السنين كان البرنامج يزيد شهرة، وأهمية في المجتمع الأمريكي، وقامت أوبرا بتصوير حلقات مع شخصيات هامة في المجتمع، وعُرض البرنامج في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم.

حققت أوبرا ثروة هائلة من ذلك البرنامج، حيث وصل دخلها السنوي إلى ما يقرب من 220 مليون دولار، وحصلت على العديد من الجوائز لكونها ناقدة أدبية مشهورة، وإعلامية ناجحة، واستمرت أوبرا في مسيرتها إلى أن قدمت آخر حلقات البرنامج في مايو عام 2011.

على الرغم من شهرتها الإعلامية الواسعة والمصاعب والتحديات التي لاقتها، لتصل إلى تلك المكانة إلا أن الجانب الإنساني في أوبرا، كان كبيرًا حيث أسست العديد من الجمعيات الخيرية، وكانت تتبرع بالأموال للفقراء والمساكين في المجتمع الأمريكي.

إنها أوبرا وينفري التي تحدت المتاعب واليأس، وخرجت من أعماق الحياة اليائسة، ليلمع اسمها وسط كوكبة النجوم والمشاهير، ويخلد التاريخ ذلك الاسم بحروف مضيئة.

قصة نجاح مؤسس شركة ميكروسوفت

من منا لا يعرف شركة ميكروسوفت؟! إنها الشركة الرائدة في مجال برامج الكمبيوتر، ورغم أن الكمبيوتر لم يكن معروفًا بدرجة كافية في السبعينيات، إلا أن بيل بدأ مشواره بفكرة وحلم، وبالجد والاجتهاد والمثابرة تحول ذلك الحلم إلى حقيقة على أرض الواقع.

وُلد بيل في أمريكا عام 1955، من عائلة غنية، ولكنه مع ذلك لم يستغل ثروة أبيه وعائلته ليحقق حلمه، وإنما اعتمد على نفسه حتى حقق ما يريد.

كان بيل في طفولته مهملًا لا يهتم بالترتيب والنظام، ومع ذلك لا يحب تضييع وقت فراغه، كان ذكيًا متميزًا يتعلم من خبرات عائلته الكثير، ويستمع إلى قصص نجاح الآخرين وكان ذو ذاكرة متميزة.

كان مستواه التعليمي ممتاز وكان أصدقائه يقولون بأنه أكثر ذكاء منهم جميعًا، كان حديثه ينم عن شخص ناضج رغم أن عمره لم يتجاوز العاشرة، وكان شغوفًا بدراسة الرياضيات، وكان مع ذلك متواضعًا بين زملائه.

قررت المدرسة التي كان يدرس بها بيل أن تجمع التبرعات لشراء جهاز كمبيوتر، استغل بيل تلك الفرصة وأصبح يقصي فترات كبيرة أمام جهاز الكمبيوتر؛ حتى أصبح مستواه في الكمبيوتر يفوق مستوى المدرسين مما أصابهم بالانزعاج.

شغف بيل بالرياضيات

نتيجة شغف بيل بالرياضيات، بدأ بتأسيس برامج الكمبيوتر وإنشائها بلغة Basics، وبدأ بقراءة المجلات الرياضية ليكتشف أكثر عن هذا المجال.

نجح بيل مع زميلين له باكتشاف أسرار الكمبيوتر، حتى تمكن من فك الرموز السرية للكمبيوتر الخاص بالشركة، واستطاع الدخول إلى برامج الحسابات، وغير القيم والأرقام لخفض الفواتير، وعندما اكتشفت الشركة هذا الأمر أبلغت المدرسة، والتي قامت بدورها بعقاب بيل ومنعه من استخدام الكمبيوتر لمدة شهر ونصف.

وبعد ذلك قامت شركة بالطلب من بيل ورفاقه كتابة برامج حسابية خاصة لإدارة شئون العاملين بالشركة، وبالفعل نجح بيل ورفاقه في ذلك وانغمس بيل في مجال الكمبيوتر أكثر فأكثر، حتى زادت خبرته وشغفه بذلك المجال.

التحق بيل بجامعة هارفارد، ولكنه اتجه إلى دراسة الرياضيات، ثم قام بتأسيس النسخة الأولى من برامج ال Basics مع صديقه “بول الن”، ثم اتجهوا معًا إلى إنشاء شركة ميكروسوفت الشهيرة، وكان بيل يعمل عليها ليل نهار.

وتطورت مايكروسوفت حتى دخلت سوق الأسهم، وأصبح عدد موظفيها يفوق الألف موظف في بارك لاند، وأصبح بيل مليونيرًا صاحب ثروات كبيرة، ومع ذلك لم تختلف الطريقة التي كان يعيش بها، وواصلت شركة مايكروسوفت نجاحها الباهر في تقديم أفضل البرامج للكمبيوتر حتى يومنا هذا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله