مناهج التعليم في السعودية

تنقسم السنين الدراسية بالمملكة العربية السعودية إلى ثلاث مراحل تليها المرحلة الجامعية، وهي لا تختلف بشكل كبير عي المراحل التعليمية بباقي الدول العربية، حيث تبدأ الدراسة من المرحلة الأولى (الروضة) ومن ثم يتم الانتقال للمرحلة الابتدائية تليها المرحلة الإعدادية (المتوسطة)، ثم بعد ذلك المرحلة الثانوية التي تنتهي وتؤدي للانتقال لمرحلة التعليم العالي المتضمنة الدراسة بالجامعة والمعاهد.

المراحل التعليمة بالمملكة العربية السعودية

المرحلة الأولى قبل التعليم الأساسي

يرى البعض أن هذه المرحلة لا تعتبر من المراحل التعليمية الهامة، وذلك بسبب تخصصها بالأطفال الذي تتراوح أعمارهم ما بين 3 ل6 سنوات وهو يعتبر تعليم غير إلزامي، وتعرف هذه المرحلة باسم مرحلة الروضة حيث يتم من خلالها تعليم الطفل حروف الهجاء العربي والإنكليزي والأرقام باللغتين العربية والإنكليزية، كما يتم تعليمه كيفية كتابتهم.

 المرحلة الابتدائية

تعتبر هذه المرحلة الأولى للتعليم العام، حيث يبدأ الطالب بالمرحلة الابتدائية من سن 6 سنوات ويبقى بهذه المرحلة لمدة ست سنوات، ومن أبرز المواد التي يتم تعليمها للطالب في هذه المرحلة اللغة العربية، القران الكريم، السيرة النبوية، الرياضيات، العلوم، الإنكليزية.

المرحلة الإعدادية

يتخرج الطالب في المملكة العربية السعودية من المرحلة الابتدائية بسن الاثني عشر ليبدأ بعدها بالمرحلة الإعدادية، ويدرس فيها الطالب لمدة ثلاث سنوات، حيث يتم تعليم الطالب في هذه الفترة جميع المواد السابقة التي تم ذكرها بالمرحلة الابتدائية ولكن بتوسع وتخصص أكبر.

المرحلة الثانوية

يتخرج الطالب من المرحلة الإعدادية بسن الخامسة عشر لتبدأ بعدها المرحلة الثانوية وهي عبارة عن ثلاث سنوات، حيث تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التعليمية وذلك لأنها تقوم بتحديد مستقبل الطالب، حيث أن السنة الأولى للمرحلة الثانوية يتم تدريس الطالب جميع المواد مثل اللغة العربية، اللغة الإنكليزية، القرآن الكريم، والكيمياء، والفيزياء، والعلوم، والرياضيات، وعلم النفس.

أما مع بداية السنة الثانية للمرحلة الثانوية فأن الطالب يبدأ بالتخصص فإما أن يختار القسم الأدبي والذي يدرس فيه فقد المواد الأدبية، أو يختار القسم العلمي الذي يدرس فيه فقط المواد العلمية.

مرحلة التعليم العالي

إن المرحلة الأخيرة بعملية الدراسة بالمملكة تنتهي بمرحلة التعليم العالي، حيث أن المقصود بهذه المرحلة مرحلة التعليم الجامعي حيث يختلف التعليم ومدة الدراسة فيها تبعا للتخصص وللكيلة التي سوف يدخلها الطالب، ويتخرج الطالب من المرحلة الثانوية وهو قد أتم الثامنة عشر من العمر لتبدأ عنده مرحلة التعليم الجامعي، وإذا كان التعليم إلزامي بالمراحل التعليمية السابقة فهو غير إلزامي بمرحلة التعليم الجامعي ولكنها من المراحل المهمة لحياة ومستقبل الطالب بشكل عالم.

تبدأ هذه المرحلة بنيل درجة البكالوريوس ومن ثم درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراه، ويوجد في المملكة العربية السعودية ما يقارب 33 جامعة تابعة للتعليم العالي.

مراحل تطور مناهج التعليم في السعودية

لقد مرت المناهج التعليمية في المملكة العربية السعودية بمراحل تطور مختلفة ومتنوعة حيث اعتمد هذا التطور على القيام بمشاريع تطوير متنوعة وذلك ايمانا من أولياء العهد بالمملكة على أهمية التعليم في بناء المجتمعات وازدهارها، وفيما يلي بعض مشاريع التطوير التي قامت بها المملكة التي استهدفت من خلالها المناهج الدراسية والتعليمية، ومن هذه المشاريع:

أولا: المشروع الشامل لتحسين وتطوير المناهج الدراسية:

يهدف هذا المشروع إلى تطوير المناهج الدراسية وفقا لأحدث الوسائل التعلمية والتربوية المعاصرة، حيث تم وضع خطة لتنفيذ هذا المشروع وفقا لعدة مراحل متتالية:

المرحلة الأولى: امتدت هذه المرحلة من العام 1419هـ لعام 1422هـ، حيث تضمنت التجهيز والتخطيط للمشروع الشامل بشكل كامل وذلك من خلال دراسة الواقع والمعطيات الموجودة.

المرحلة الثانية: امتدت هذه المرحلة من العام 1422هـ لعام 1425هـ، تضمنت هذه المرحلة إعداد المناهج الدراسية ووضع الخطط والعمل على تحديد كفاية الكادر التعليمي.

المرحلة الثالثة: امتدت هذه المرحلة من العام 1425هـ لعام 1428هـ، بهذه المرحلة تم العمل على تأليف الكتب الدراسية وذلك بعد القيام بمرحلة تدريب وتحضير المؤلفين المختصين.

المرحلة الرابعة: امتدت هذه المرحلة من العام 1428هـ لعام 1432هـ، بهذه المرحلة تم تجريب كل ما تم التوصل اليه بالمراحل السابقة حيث تشاركت جميع القطاعات الوزارية للقيام بتعميم ما تم التوصل إليه من خلال الدراسات والأبحاث التي أجريت وذلك بعد القيام بتلافي الأخطاء والمشكلات التي كانت قد ظهرت خلال فترات الدراسة والتجريب.

المرحلة الخامسة: امتدت هذه المرحلة من العام 1430هـ لعام 1433هـ، بهذه المرحلة تم تعميم جميع النتائج التي توصل إليها المشروع الشامل على جميع المؤسسات التعليمية والمدارس في المملكة العربية السعودية.

المرحلة السادسة: بهذه المرحلة تم اتخاذ الإجراءات المناسبة للاستمرار بعملية التقويم والتطوير للمناهج الدراسية.

ثانيا: مشروع الملك عبد الله لتحسين التعليم في المملكة العربية السعودية:

هو من أضخم المشاريع التعليمية بالمملكة العربية السعودية، حيث ظهرت من خلال هذا المشروع الرغبة الكبيرة والإرادة في تطوير وتحسين التعليم بشكل عام بالمملكة وذلك من أجل الاهتمام ببناء جيل مثقف ومتعلم قادر على منافسة كافة المجتمعات في العالم. كما اهتم المشروع إلى جانب تطوير المناهج الدراسية بالتطوير المهني للعاملين في مجال التدريس، كما اهتم بتحسين البيئة المدرسية للطلاب، والقيام بإضافة أنشطة غير صفية تساعد في دعم المنهاج الدراسي، توظيف تكنلوجيا المعلومات لتطوير المناهج التعليمية وبناء وتحديث المباني المدرسية لتتماشى مع أساليب التعليم الحديثة.

ومن أهم النقاط التي تناولها مشروع الملك عبد الله لتطوير المناهج الدراسية:

  1. برامج تطوير اللغة العربية الذي يعتمد على استخدام أساليب واستراتيجيات والتركيز على الأنشطة العملية لتحسين مستوى الطلبة بشكل عام بمهارات اللغة ليكي يتمكنوا من استخدامها بحياتهم العملية وتعزيز محبتهم للغة وإنتاجاتها، بالإضافة الى تطوير قدرات معلمين اللغة العربية.
  2. برامج تطوير اللغة الإنكليزية والذي يعمل على اغناء الطلاب بمهارات التواصل باللغة الإنكليزية واستخدامها في حياتهم اليومية والمهنية مستقبلا.
  3. برامج تطوير تعلم الحاسوب الذي يعمل على زيادة كفاءات المعلمين في هذا المجال والقيام بتأليف مناهج الحاسوب وتقنية المعلومات التي نصت على إدراج كتب للطلاب وكتب للأنشطة بالإضافة إلى كتب دليل المعلم.

ثالثا: مشروع تحسين مناهج العلوم الطبيعية والرياضيات:

سعى المشروع إلى تأليف وإصدار الكتب المدرسية ووسائل التعليم المكملة لها لمادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية وذلك لجميع الدول التي شاركت في مشروع مكتب التربية العربي لدول الخليج من خلال الاعتماد على ترجمة سلسلة كتب عالمية من الكتب المدرسية لمادتي العلوم الطبيعية والرياضيات مع الحرص على ملاءمتها بما يتناسب مع الدول المشاركة.

الخطوات التي تم اتباعها لتنفيذ المشروع:

  • إعداد الخطة الدراسية لتتابع كل من مواد الرياضيات والعلوم ليعتمدها مكتب التربية العربي لدول الخليج ووزارات التربية بالدول التي شاركت بالمشروع.
  • إعداد الكتب الدراسية وكافة المواد التعليمية.
  • تصميم وطباعة الكتب الدراسية.
  • إصدار المواد التعليمية والمواد الإلكترونية.
  • تطوير قدرات الكادر التعليمي وخبراء المنهاج بجميع وزارات التربية للدول التي شاركت بمشروع مكتب التربية العربي لدول الخليج.

وفي كتاب “صناعة الكتاب المدرسي” وضع (الاستاذ الدكتور أحمد الحسين، 1438هـ) أهم الملامح التي تساعد في تطوير الكتب الدراسية والمناهج التعليمية، وهي:

  1. ملاءمة الكتب الدراسية لكي تكون صالحة للبنات والبنين معا.
  2. وضع لكل مادة من المواد كتاب للطالب وكتاب أنشطة بالإضافة الى دليل للمعلم.
  3. تركيز الكتب المدرسية على التعليم الذاتي وتنمية التفكير الناقد والإبداعي ومهارات التفكير وحل المشكلات.
  4. استخدام الأنشطة الأدائية العملية لربط المعلومات مع الحياة العملية.
  5. استخدام طرق تدريسية جديدة ووسائل التعليم الحديثة.
  6. تحقيق التتابع والتكامل في المواد الدراسية، فتم دمج مادة اللغة العربية من نحو ونصوص أدبية وتعبير وإملاء وخط في مادة واحدة بكتاب اسمه (لغتي) في الصفوف الأولى للمرحلة الابتدائية، وكتاب (لغتي الجميلة) للصفوف العليا من نفس المرحلة أما الصفوف المتوسطة ف لها كتاب (لغتي الخالدة).
  7. تم دمج مادتي السلوك والفقه من منهاج التربية الاسلامية في الصفوف الأولى للمرحلة الابتدائية، ودمج مادتي الحديث والسيرة في كتاب واحد وأيضا دمجت مادة القرآن الكريم ومادة التجويد بالصفوف العليا للمرحلة الابتدائية، وبالمرحلة المتوسطة مادة القرآن الكريم وتفسيره.
  8. تضمين القيم الإسلامية والاتجاهات الإيجابية في الكتب الدراسية لتعليم المواطنة الصالحة والعمل المنتج الفعال للمحافظة على الصحة والأمان والوطن والبيئة والسلام.
  9. تم دمج مواد الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية في كتاب التربية الاجتماعية والوطنية وتخصيص حصتين له في الاسبوع بدلا من ثلاث في المرحلة الابتدائية، وثلاث حصص بدل الخمس في المرحلة المتوسطة حيث سميت ب الدراسات الاجتماعية والوطنية.
  10. ادراج مادة الحاسوب في المرحلة المتوسطة.
  11. تأليف كتاب التربية المهنية والفنية.
  12. تأليف كتاب التربية البدنية حيث افتقرت هذه المادة للكتاب منذ ادراجها.
  13. وأخيرا دمج وزارتي التربية والتعليم العالي لما تحققه هذه الخطوة من تقدم في مجال التعليم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله