من يحدد نوع الجنين وما مدى مساهمة كل من الزوجين بذلك؟

دائمًا ما ينتاب الأشخاص خاصة الأزواج حديثي العهد منهم أسئلة من قبيل من يحدد جنس الجنين ومن المسؤول من بين الزوجين الأب والأم عن تحديد جنس المولود؟ إن كنت ممن تنتابهم مثل هذه الأسئلة تابع قراءة هذا المقال لتتعرف إلى الإجابة.

دراسة في جامعة نيوكاسل البريطانية تمت على عدد كبير من العوائل أظهرت إن الرجال يرثون من أسلافهم ميول بإنجاب أما ذكورًا أو أناث، فالرجال الذي يكونون من أبوين أكثر أبنائهم ذكور يميلون إلى إنجاب الذكور أكثر من الإناث، في حين إن الرجل الذي يكون من أبوين أكثر أطفالهم إناث يميلون في الغالب لتكون ذريتهم أكثرها من الإناث أكثر من الذكور. وهذا يعني إن الرجل الذي لديه أخوة ذكور أكثر من المرجح أن تكون ذريته ذكور، أما الرجل الذي يكون لديه أخوة إناث أكثر تكون ذريته إناث.

الدارسة كانت قد تمت في شهر أغسطس من عام 2015 وشملت دراسة شجرة العائلة لأكثر من 900 أسرة في كل من أمريكا وأوربا، وأشار الباحثون الذي أجروا الدراسة إنه هذا فيما يخص الرجال، أما بالحديث عن النساء فمن الصعب حتى توقع ما يفضلن فيما يتعلق بهذا الشأن.

الحيوانات المنوية الذكرية والأنثوية

كل خلية من خلايا جسم الإنسان تحوي الكروموسومات والتي تحمل الحمض النووي (DNA) وهو الشيفرة الوراثية للإنسان وتحمل صفات الإنسان من أسلافه، وتكون هذه الكروموسومات في كل الكائنات الحية كما الإنسان على الأطلاق. أما الكروموسومات البشرية منها فهي 23 زوجًا من الكروموسومات 22 منها مسؤولة عن بنيان الجسم وصفاته وواحد منها فقط مسؤول عن جنس المولود وتوريثه صفات أبويه.

الكروموسومات الجنسية منها تحوي نوعي كرموسوم X – Y، عند الرجال يتواجد هذين النوعين XY أما عند النساء فتكون XX فقط. عند تلقيح البويضة بالحيوان الذكري فأنه في حال كان هذا الحيوان المنوي يحوي الكرموسوم Y بالتالي يتحد مع كرموسوم X عند المرأة كونها لا تملك إلا كروموسومات XX وبالتالي تحمل البويضة الأنثوية كرموسوم XY وهو كرموسوم الذكور. أما في حال كان الحيوان الذكري يحمل الكرموسوم X بالتالي يتحد مع الكروموسوم X عند المرأة وتحمل البويضة الكرموسوم XX وهو الخاص بالإناث ويكون المولود أنثى.

من يحدد جنس الجنين إذن؟

بناءً على ما سبق وبينا فأن الرجل يكون هو المسؤول عن تحديد جنس المولود ذكرًا كان أو أنثى وذلك بحسب ما تحمله الحيوانات المنوية لديه التي تلقح البيضة المنوية لدى الزوجة، في حال كان الحيوان المنوي من الرجل الذي اتحد مع البويضة يحمل الكرموسوم X فأن المولود سيكون أنثى، أما إذا حمل الحيوان الذكري الكروموسوم Y فأن المولود سيكون ذكر لأن البويضة ستحمل الكروموسوم XY.

من يحدد جنس الجنين وما مدى مساهمة كل من الزوجين بذلك؟

حتى الآن تقول الدراسات إنه هناك جينات هي المسؤولة عن الكروموسومات التي تحملها الحيوانات المنوية الذكرية، وهذه الجينات لم يتم دراستها بشكل كافٍ بعد ولا تتوفر عنها الكثير من المعلومات.

الجينات ودورها في تحديد جنس المولود؟

تنقسم الجينات إلى جزئيين تعرف هذه الأجزاء باسم الأليلات، وهي التي تورث من الآباء للأبناء، وفي دراسة جامعة نيوكاستل التي أشرنا لها في بداية هذا المقال بينت إن الرجال في الغالب يحملون نوعين مختلفين من الأليلات (أجزاء الجينات) وهي التي تكون مسؤولة عن تحديد نوع الكروموسومات في الحيوانات المنوية، وبالتالي ينتج من هذا ثلاثة احتمالات فيما يخص تحديد جنس المولود وتحديد نوع الكروموسومات في الحيوانات المنوية، هذه الاحتمالات وبحسب الدراسة هي كالتالي

  • الاحتمال الأول هو إن الرجل يحمل أليلات mm تنتج مزيد من الكروموسوم Y في الحيوانات المنوية وبالتالي يكون في الغالب مواليد الرجل من الذكور.
  • في الاحتمال الثاني إن الرجل يحمل أليلات من النوع الثاني ff وبالتالي تحوي الحيوانات المنوية الكروموسوم X وهذا يؤدي إلى مزيد من الإناث في ذرية الرجل.
  • أما الاحتمال الثالث هو إن الرجل يحمل مستوى متوازن من نوعي الأليلات mf في الحيوانات المنوية لديه وبالتالي عدد متوازن من الكروموسومات X و Y وبالتالي عدد متوازن من الذكور والإناث.

وبالتالي الجينات التي تنتقل من الأهل إلى أطفالهم هي التي تكون مسؤولة عن أطفال الأبناء في المستقبل والجيل القادم.

المجتمعات التي شهدت حروب تشهد زيادة في عدد الذكور

وهذا بحسب الدراسة التي أشرنا إليها في معرض مقالنا هذا، حيث أكدت الدراسة إنه بعد الحرب العالمية الأولى بريطانيا شهدت زيادة في معدل ولادات الذكور مقابل الإناث. ويفسر القائمون على الدراسة ذلك بأن الذين يملكون مولود ذكر واحد في الغالب فقدوه في الحرب، أما العوائل التي تملك عدد من الذكور فأن الحرب غالبًا لم تودي بالعائلة إلى خسارة الجميع، وبالتالي الذكور الذين نجوا من الحرب يكون لديهم أخوة ذكور حتى ولو كانوا فقدوهم.

وكما إشارات الدراسة فأن الرجال الذين يكون لديهم أخوة ذكور أكثر يميلون لأن تكون ذريتهم من الذكور أكثر وهذا بحسب طبيعة جيناتهم التي ورثوها من والديهم كما بينت الدراسة، وهذا ما أدى لزيادة معدل الولادات الذكور في السنوات التي تلت الحرب.

من يحدد جنس الجنين وما مدى مساهمة كل من الزوجين بذلك؟

وبذلك نكون تعرفنا إلى من يحدد جنس الجنين ودور كل من المرأة والرجل في ذلك. يذكر إنه سابقًا وقبل الاكتشافات العلمية كان هناك الكثير من الجدل والأخذ والرد في هذا الموضوع، وكان يصل الأمر أحيانًا إلى الحد الخلافات والمشاكل بين الزوجين وحتى إلى الطلاق أحيانًا أو سعي الرجل للزواج بأخرى أملًا من ذلك الحصول على مولود ذكر.

أما اليوم فلم يترك العلم مجال للأخذ والرد في هذا الموضوع، بعد أن بينت الاكتشافات والدراسات والبحوث العلمية حقيقة الموضوع وكيف إن الرجل هو المسؤول عن تحديد جنس المولود وذلك بحسب نوع الكروموسومات التي تكون في الحيوانات المنوية لديه والتي تلقح البيضة الأنثوية. أما البيضة الأنثوية فلا تحمل إلا نوع واحد من الكروموسومات كما ذكرنا في الموضوع.

موضوعات أخرى ستنال إعجابك:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله