الخطوات اللازمة من أجل إنشاء متجر إلكتروني متكامل

بسبب الأهمية التي وصل إليها قطاع الإنترنت مؤخرًا على جميع المستويات، سواء الحياة الشخصية لكل منا أو على صعيد الأعمال وعالم التجارة والربح والذي صار الإنترنت فيه لاعب مهم في هذا المجال، ويستولي على جزء كبير من سوق التجارة، بل صار هناك مجال تجاري خاص اسمه التجارة الإلكترونية.

ولأن المتاجر الإلكترونية تكاد تكون هي العامل الأساسي في مجال التجارة الإلكترونية، وبحكم حاجة الكثيرين للتعرف أكثر على هذا المجال، ورغبة البعض في البدء بمشاريعهم الخاصة على الإنترنت، سنتعرف هنا على كل ما يخص إنشاء متجر إلكتروني ومدى قابلية هكذا مشروع للنجاح.

ما هو المتجر الإلكتروني؟

باختصار يمكن تعريف المتجر الإلكتروني بأنه شكل من التجارة الإلكترونية التي تسمح للمستهلك بشراء ما يريد من موقع الويب مباشرة وعبر الإنترنت دون الحاجة للذهاب إلى مكان أو متجر على الأرض.

حيث يقوم صاحب المتجر بعرض كل المنتجات التي يريد بيعها على متجره عبر الصور، وثم يقوم المستهلك بتصفح صور المنتجات وقراءة تفاصيلها، ثم يطلبها من المتجر عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمتجر هذا، ليقوم المتجر بدوره بإرسال مشتريات المستهلك إلى عنوانه بعد عملية الدفع من قبل المشتري التي تتم إلكترونيًا أيضًا بإحدى وسائل الدفع الإلكتروني.

خطوات إنشاء متجر إلكتروني

الكثيرين يعتقدون إن عملية إنشاء متجر إلكتروني هي عملية بسيطة ولا تتطلب الكثير من الجهد والعمل، ولكن في الحقيقة هي ليست بتلك الصعوبة ولكنها تحتاج لإعداد مسبق وتخطيط والكثير من الجهد والعمل، حيث تتجاوز عملية إنشاء متجر إلكتروني مجرد إنشاء موقع على شبكة الإنترنت. وإنما تشتمل هذه العملية على العديد من المراحل التي سنتعرف إليها تباعًا في السطور التالية.

1 – مرحلة الإعداد والتحضير

في البداية لا بد من الإشارة إنه لا يوجد مرحلة من مراحل إنشاء متجر إلكتروني أهم من الأخرى، كل المراحل على ذات المستوى من الأهمية وضرورية للوصل إلى متجر ناجح.

المرحلة الأولى هي مرحلة الإعداد والتحضير، وتشمل هذه المرحلة دراسة السوق وتحديد أصناف المنتجات التي سنبيعها على المتجر، بالإضافة إلى تحديد قائمة من الشركات المصنعة التي يمكننا الحصول على منتجاتها وبيعها على المتجر، هذا فضلًا عن دراسة الجمهور المستهدف، وهل هذا الجمهور يفضل الشراء إلكترونيًا أو الشراء من المتاجر الموجودة على الأرض، وكيف يمكن الوصول إلى هذا الجمهور وجذبه إلى المتجر الخاص بنا دونًا عن المتاجر الأخرى.

بالإضافة إلى تحديد هامش الربح الذي نسعى لتحقيقه والأهداف قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى للمرحلة الأولى من إطلاق المتجر الإلكتروني، وأخيرًا شركات الشحن المناسبة التي يمكنها أن تتولى عمليات شحن المنتجات إلى الزبائن.

2 – مرحلة التنفيذ

هذه المرحلة تشتمل على الكثير من المهام التي من الضروري البدء بها جميعًا:

أولًا البدء بالتواصل مع الجهات التي وضعناها على قائمتنا خلال مرحلة الإعداد والتحضير، حيث نبدأ بالتواصل مع الشركات المصنعة التي تبيع المنتجات بالجملة، وذلك للتفاوض معهم على الأسعار المناسبة لنا والتي نكون قد حددناها بناءً على دراسة السوق التي قمنا بها خلال التحضير.

ثانيًا يلزم البدء بالتواصل مع الجهة التي يمكن لها أن تتولى عمليات الشحن للمنتجات التي سنقوم ببيعها إلى الزبائن، باعتبار إن الزبون سيشتري من متجرنا غرض ما إلكترونيًا ويقوم بدفع الثمن إلكترونيًا، وبالتالي من الضروري أن يصل المنتج إليه وهو في بيته، وهذا يتطلب الاتفاق مع شركة شحن لشحن المنتجات إلى الزبائن في الأماكن المختلفة.

عمليات الشحن هذه تعتمد على الجمهور المستهدف، فإن كنا نريد استهداف الجمهور فقط في مدينة واحدة فيلزم التعامل مع شركة شحن ضمن المدينة فقط، أو ضمن الدولة إن كان المستهدفين يتوزعون على كامل البلد، أما إن استهدفنا الجمهور على مستوى عدة بلدان فيلزم التعامل مع شركة شحن دولية.

3 – تصميم المتجر الإلكتروني

أهمية هذه الخطوة تكمن في إنها هي الواجهة الرئيسية لكامل مشروع إنشاء متجر إلكتروني على الويب، وإن الناس ستعرف المشروع وستتفاعل معه بناء على هذه الواجهة. فسوف يتم عرض المنتجات وكل التفاصيل حولها على هذا المتجر، بالإضافة إلى إن الناس سيقومون بعمليات الدفع لقاء مشترياتهم وإدخال عنوانيهم التي يريدون إيصال المشتريات إليها على هذا الموقع.

عملية إنشاء متجر إلكتروني تختلف عن إنشاء موقع إلكتروني، تصميم المتجر الإلكتروني يجب أن يكون معد بأسلوب تجاري ومتناسب مع الغاية وهي البيع عبره، وبالتالي من الضروري التعامل مع جهة تكون على خبرة ودراية كاملة بتصميم هذا النوع من المتاجر.

كذلك فأن أصناف المنتجات التي نريد بيعها في هذا المتجر تؤثر على شكل التصميم بشكل كبير، مثلًا متجر يبيع الورود والأزهار حتمًا سيختلف تصميمه عن متجر مصمم لبيع الملابس، ومتجر لبيع الملابس النسائية أيضًا يختلف تصميمه عن متجر لبيع الملابس الرجالية.

هذا بالإضافة إلى ضرورة أن يكون التصميم متوافق مع وسائل الدفع الإلكتروني المختلفة، وعلى درجة عالية من الأمان والحماية ليتمكن الناس من إدخال بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية المتعلقة بأمور الدفع وعناوينهم بأريحية تامة.

وطبعًا إلى جانب التصميم لا بد من حجز الاستضافة المناسبة للموقع التي توفر الامتيازات التي قد يحتاجها المتجر الإلكتروني، فضلًا عن الاسم للمتجر مع الدومين المناسب، هناك الكثير من النصائح التي يمكن أن نقدمها فيما يخص اختيار الاسم المناسب عن إنشاء متجر إلكتروني لعل أهمها أن يكون الاسم سهل تذكره وحفظه من قبل الزبائن ويعبر عن طبيعة المتجر بشكل عام.

4 – الخطوات النهائية

مرحلة تنفيذ الخطوات الأخيرة تشمل ما قد يسميه البعض “اللمسات الأخيرة” وهي الخطوات النهائية التي تسبق إطلاق المتجر بشكل فعلي، هذه الخطوات تكون إضافة أولى المنتجات التي سيتم بيعها على المتجر مع كافة التفاصيل اللازمة عنها، البدء بالتسويق للمتجر بشكل عام بين الزبائن والجمهور المستهدف، بالإضافة إلى اختبار عمل المتجر وإن كان هناك أية مشاكل قد تواجه الزبون خلال استخدامه للمتجر، والعمل على حل أي مشاكل من هذا النوع. وغير ذلك من الأمور الثانوية الضرورية لإطلاق المتجر بشكل رسمي للجمهور والزبائن المحتملين.

هذه هي الخطوات الرئيسية لمشروع إنشاء متجر إلكتروني متكامل، والتي يجب الالتزام بها جميعها، لأنه كما أشرنا لا يوجد خطوة أهم من الأخرى بل جميع هذه المراحل بذات الأهمية لمشروع مثل هذا ولا يمكن اختزال أو اختصار أي منها.

العوامل المؤثرة في نجاح أو فشل المتجر الإلكتروني

صحيح إن مرحلة الإعداد والتحضير من أجل إنشاء متجر إلكتروني تشمل دراسة كاملة للمشروع وفعاليته ومدى حاجة السوق والجمهور لمثل هكذا مشروع، وعندها يمكن توقع مدى النجاح الذي قد يحققه المشروع.

ولكن تقول بعض الإحصائيات إنه نحو 80% من المتاجر الإلكترونية حديثة العهد تفشل وتصل لطريق مسدود، طبعًا لا أقول هذا الكلام بغرض إحباطك، وإنما فقط للتذكير بأهمية دراسة جدوى المشروع بشكل كامل، والسعي ليكون مشروعك الأفضل بين المنافسين الأخرين حتى تستطيع حجز مقعدك في السوق والمنافسة للحصول على الحصة الأكبر من الجمهور.

هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على نجاح أو فشل المتجر الإلكتروني، معرفة هذه العوامل ودراستها بشكل جيد أثناء الإعداد من أجل إنشاء متجر إلكتروني تساعد كثيرًا في الانتقال خطوات للأمام تجاه النجاح،

يمكن تلخيص هذه العوامل في النقاط التالية:

  • تعتبر نماذج الربح الخاطئة التي تقع فيها الشركات التي تعتمد على الخدمات الإلكترونية والإنترنت أكثر العوامل المسببة لفشل المشروع، حيث تهتم هذه الشركات بجذب العملاء والجمهور والتمسك بهم أكثر من اهتمامها بتحقيق الربح المناسب الذي يضمن استمرار عملها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى عدم قدرة هذه الشركات على تأمين تكاليف تشغيل الخدمات، ثم الفشل في نهاية الأمر.
  • أخطاء التسويق أيضًا من العوامل التي تقع فيها الكثير من المشاريع ضحية وليس فقط المتاجر الإلكترونية، صحيح إن التسويق الإلكتروني ضروري لجذب العملاء والمستهلكين ولتعريف الجمهور بالخدمات التي نقدمها، ولكن إن فعلنا هذا الأمر بصورة خاطئة سيؤدي حتمًا إلى فشل كبير للمشروع، فلا يجب مثلًا أن تتجاوز تكاليف الخطة التسويقية الحدود التي يمكن تحملها، وكذلك من الضروري معرفة الجمهور المستهدف وطريقة الوصول حتى لا نسوق لجمهور خاطئ ولا نصل إلى نتيجة وبالتالي ونخسر تكاليف التسويق.
  • الخدمات السيئة كذلك قد تودي بالمشروع، وهذه الخدمات قد تشمل نظام دفع إلكتروني غير آمن قد يتعرض الزبائن من خلاله إلى عمليات سرقة وخداع، تصميم المتجر السيء وغير جذاب للجمهور، أو سوء المنتجات المعروضة في المتجر أو حتى سوء خدمة الشحن وغير ذلك الكثير من الخدمات التي قد تؤدي للفشل بسبب غياب الجودة.
  • القرارات الخاطئة في المرحلة الأولى من إنشاء متجر إلكتروني قد تسبب الفشل أو تحد من النجاح أيضًا، وهذه القرارات قد تشمل التوسع في مناطق أخرى، توظيف المزيد من الأفراد للعمل، أو التوسع في المنتجات المعروضة وهذا قد يؤدي بأشكال مختلفة لفشل المشروع.

وبذلك نكون تعرفنا إلى خطوات إنشاء متجر إلكتروني والمراحل الأساسية لمثل هكذا مشروع، بالإضافة إلى أهم العوامل التي قد تؤثر على مدى نجاح أو فشل المشروع.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله