ما هو الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد الكوفيد 19 وكيف سيكون العالم بعده؟

الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد.. لماذا الهلع والخوف؟ فهل الصامتون هم أكثر تعرضًا للعدوى أو الموت! إن الناجون ليس بسبب شطارتهم والهالكون ليس بسبب غباوتهم لكنها أقدار.

الكورونا عبارة عن تمثيلية عالمية فمن يضع نهايتها، وباء بدأ في الصين ثمّ عمّ أرجاء المعمورة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها.

الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد الكوفيد 19

لقد بلغ التكبر والغرور الذي أصاب الإنسان ذروته حيث اعتبر نفسه سيد الكون وهو الذي يسيطر على الطبيعة، إلى أن أتى فيروس (Virus) غير مرئي هو فيروس الكورنا المستجد الكوفيد 19 (Covid 19) ليعيد الإنسان إلى رشده من جديد ويعيد حساباته الإيكولوجية (Ecological) لأول مرة! قبل ثوران الطبيعة من جديد لتسحقه وتمحقه وإلى الأبد، فما هو هذا الوباء؟.

جائحة الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد الكوفيد 19

جائحة الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد الكوفيد 19

جائحة عالمية مستمرة مرض فيروس كورونا الكوفيد (Covid 19) 19 بسبب الفيروس كورونا  والذي يرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (سارس كوف 2  Sars Cove2) حيث انتشر المرض أول مرة في الصين وفي مدينة (ووهان Wuhan) الواقعة في مقاطعة (خوبي Khubei Provnce) في بداية شهر كانون الأول (December) من عام (2019) وبالتالي فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي وانتشار الفيروس يعتبر حالة طوارئ صحية عالمية تثير القلق الدولي (PHEIC) وبشكل متزامن مع انتشار الكثير من حالات الإصابة على مستوى العالم، وعلى امتداد تسعة عشر دولة في القارات الخمس، وأكدت أن الوباء جائحة عالمية في الحادي عشر من شهر آذار (2020) حيث بلغت أعداد الإصابة أكثر من (8.89) مليون إصابة في العالم حتى الثاني والعشرين من شهر حزيران من عام (2020) من بينها أكثر من (468000) حالة وفاة وشفاء أكثر من (4.45) مليون مصاب.

يتم انتقال هذا الفيروس بشكل رئيسي من خلال المخالطة اللصيقة بين الأفراد، والعدوى تتم من خلال انتشار الفيروس عبر القطيرات التنفسية والرذاذ الناتج عن العطاس أو السعال والتحدث بصوت مرتفع، حيث تسقط تلك القطيرات على الأسطح المختلفة وعلى الأرض بالعادة، ولا تنتقل عبر الهواء لمسافة بعيدة، ويصاب الشخص بالعدوى من خلال لمس الوجه عقب ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروسات، وتبلغ العدوى قمتها أو ذروتها في الأيام الثلاثة الأولى عقب ظهور الأعراض على المصاب، كما أنه من الممكن نقل العدوى من الأشخاص المصابين بهذا الوباء العالمي حتى بدون أن تظهر أعراض المرض عليهم.

قد يهمك: احصائيات فيروس كورونا في الدول العربية وعالميًا

تشخيص الإصابة بالمرض

تشخيص الإصابة بالمرض

يتم تشخيص الإصابة بالمرض فيروس الكوفيد Covid 19)19) من خلال ظهر الأعراض التي سنتكلم عنها لاحقًا ويتم تأكيد الإصابة بالمرض من خلال عمل اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل للنسخ العكسي ( / RT – PCR) لإفرازات المريض أو بالقيام بالتصوير المقطعي المحوسب للصدر (Computerized tomography).

وكذلك يمكن استخدام الإختبار المعياري للتأكد من الإصابة بالعدوى بالمتلازمة التنفسية الحادة والوخيمة بفيروس الكورونا التاجي 2 وذلك بإجراء التحليل للحمض النووي الريبوزي (Ribonucleic acid) من الإفرازات التنفسية من خلال المسحات الأنفية أو البلعومية للمريض.

علاج المرض

إن جميع المضادت الفيروسية (Antiviral drugs) هي خاضعة للإختبار من أجل الفضاء على الفيروس كورونا المستجد (الكوفيد 19) وكذلك أدوية المناعة ولم يثبت حتى الآن فعاليتها بشكل كامل وواضح على الوفيات من خلال التجارب أو الإختبارات العشوائية، ومع ذلك فقد يفيد دواء (ريميديسفير Remedisever) في التقليل من زمن الشفاء من المرض، وكذلك يمكن لتناول أدوية الزكام أن تساعد بذلك أيضًا.

إن الراحة وتناول السوائل قد تخفف من شدة الأعراض، وشدة الأعراض قد تتطلب استخدام العلاج بالأكسجين (O2) والسوائل الوريدية ودعم التنفس من خلال التنفس الإصطناعي، غير أن استخدام الأدوية الستيرودية (Steroid medicaions) قد يفاقم من حالة المرض.

أعراض الإصابة بفيروس الكوفيد 19

أعراض الإصابة بفيروس الكوفيد 19

إن الدراسات الطبية تشير إلى أنّ (80%) ثمانين بالمائة من المصابين بالفيروس قد يشعرون بأعراض بسيطة أو طفيفة وقد لا تظهر عليهم أية أعراض مطلقًا، وهذه دراسة حديثة أجريت في قرية إيطالية تعد بؤرة لتفشي الفيروس ونشرت هذه الراسة في مجلة طبية بريطانية وأفادت هذه الدراسة بأن:

 (78%) ثمانية وسبعين في المائة من الذين أصيبوا بالفيروس قد ظهرت عليهم أعرضًا بسيطة وطفيفة وأنّ حوالي (50%) خمسين بالمائة لم تظهر عليهم أية أعراض لكنهم مصدر كبير وخطير لنقل العدوى، غير أنّ عددًا قليلًا من المصابين يعانون أعراضًا مرضية حادة فما هي هذه الأعراض حيث يصيب فيروس الكورونا المستجد الكوفيد 19 (Covid 19) الرئتين ويؤدي لطهور أعراض رئيسية هي:

أولًا: حمّى وسعال جاف ومستمر

يصاب المريض بالحمّى عند تجاوز درجة حررته (37.8 CO ) مما يؤدي للشعور بالدفء أو البرودة أو الإرتعاش.

أمّا السعال الجاف فهوى السعال القشري الذي لايصاحبه شيء من البلغم (Phlegm) أي (المخاط السميك).

والسعا.ل المستمر يكون لفترة طويلة تتجاوز الساعة أحيانًا وعلى شكل نوبات قد تتكرر عدة مرات في النهار قد تصل إلى ثلاثة نوبات من السعال، أمّا في حال كان المصاب يعاني من السعال في العادة فإن الوضع سيكون أسوأ بكثير، حيث يؤدي لحدوث ضيق في التنفس (Shortness of breath) وشعور بالإختناق.

ثانيًا: الصداع والإسهال والتهاب الحلق

بالإضافة إلى فقدان حاسة التذوق والشم، ويلزم في المتوسط حوالي خمسة أيام لظهورهذه الأعراض على المصابين بالوباء العالمي، وفترة حضانة الفيروس تصل إلى (14) أربعة عشر يومًا كما تخبر بذلك منظمة الصحة العالمية (World Health Organization).

ومن المضاعفات قد تشمل أمراض ذات الرئة (Pneumonia) ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (Acute respiratory distress syndrome)، كما تتراوح المدة الزمنية اللازمة والفاصلة بين التعرض للإصابة بالفيروس وظهور أعراض المرض من (2) يومين إلى (14) أربعة عشر يومًا، والمعدل الوسطي لظهور الأعراض (5) خمسة أيام.

ولا يوجد حتى الآن علاج فيروسي ناجع وفعّال ضد فيروس الكورونا المستجد (الكوفيد 19)، أو لقاح، ويقتصر العلاج على معالجة أعراض المرض وإعطاء العلاج الداعم (Supprtive treatment).

ما هو احتمال الموت من جرّاء الإصابة بالمرض (Covid 19)

لقد بلغت نسبة الوفيات من خلال الإصابة بهذا الوباء العالمي فيروس كورونا حوالي (1% إلى 2%) من الإصابات بيد أن هذه الأرقام ليست موثوقة بشكل كبير وذلك بسبب عدم التبليغ عن حالات عديدة من الإصابة بالفيروس، حيث يخضع الآلاف من الأشخاص للعلاج من الفيروس وقد يتوفى البعض منهم لذا فإن معدل الوفيات من جرّاء الإصابة قد يرتفع وقد ينخفض عندما نعلم بأن هناك حالات من الإصابات المعتدلة لم يبلّغ عنها.

وتبين الإحصاءات التي قامت بها منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) ووفقًا لبيانات (56000) ستة وخمسين ألف شخص مصاب بالفيروس أنّ:

  • ثمانون بالمائة (80%) منهم قد عانوا من أعراض بسيطة للمرض كالحمى والسعال أو الإلتهاب الرئوي.
  • أربعة عشر بالمائة (14%) منهم قد عانوا من أعراض حادة كصعوبة التنفس (Breathing difficulty) وضيق التٍنفس (Shortness of breath).
  • ستة بالمائة (6%) منهم قد أصيبوا بمرض خطر كمرض فشل الرئة (Lung failure) ومرض الصدمة الإنتانية (تعفن الدم Sepsis)، وفشل الأعضاء وخطر الوفاة.

إذا ظهرت الأعراض عليّ ماذا عساي أن أفعل  

يشفى أغلب المصابين بالفيروس عادة وذلك بعد أن يخضعوا للراحة وتناول أدوية تخفيف الآلام مثل (الباراسيتامول  Paracetamol، أو الأسيتامينوفين Cetaminophen)، وعند المعاناة من الحمى أو صعوبة التنفس والسعال عليك مراجعة واستشارة الطبيب لأن ذلك يعني أن سبب ذلك قد يكون إصابة بعدوى في الجهاز التنفسي (Respiratory system) أو أية حالة مرضية أخرى، لأن الطبيب سوف يساعدك إلى التوجه إلى المكان الصحيح لتقديم العلاج.

الحاجة للتوجه إلى المشفى

إن المعاناة من صعوبة التنفس هي سبب رئيسي لحاجة المريض للعلاج في المشفى، حيث سيقوم الأطباء بإجراء فحص للرئة كي يتبينوا مدى تأثرها بالمرض وعند الحالات الأشد من الواجب نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة (Intensive care unit)، وهي عبارة عن جناح أو عدة أجنحة طبية في المشفى مختصة بعلاج الأشخاص المصابين بمرض شديد.

وفيها يقدم للمريض المصاب بالوباء العالمي فيروس الكورونا (الكوفيد 19) الأكسجين (O2) للمساعدة على التنفس ومن الممكن أن يكون بواسطة أقنعة للوجه أو بوضع أنبوب في الأنف.

كما ويقوم الأطباء بوضع المريض في الحالات الأشد خطورة على أجهزة التنفس الإصطناعي (Artificial respiration devices) حيث يقوم الجهاز بدفع الهواء مما يؤدي لزيادة كميات الأكسجين الداخلة إلى الرئتين، من خلال أنبوب يمر من الأنف أو الفم أو عبر ثقب صغيريجرى في الحلق.

من هي الفئة الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالفيروس

إن الكبار في السن أو المتقدمين في العمر والذين لديهم تاريخ مرضي سابق كمرضى الربو (Asthma) ومرضى السكري (Diabetes) أو أمراض القلب (Heart diseases)، فهم الفئات الأكثر تعرضًا لخطرالإصابة الشديدة بالفيروس، والرجال عادة هم الأكثر تعرضًا لخطر الموت بسبب التعرض للفيروس إذا ما قورنوا بالسيدات.

إن التعافي من الإصابة البسيطة بالفيروس يتم خلال عدة أيام وقد تصل إلى عدة أسابيع، أمّا إذا احتاج المريض لاستخدام وحدة العناية المركزة في المشفى فالأمر يستغرق عدة أشهر للعودة إلى الحياة الطبيعية معافى من المرض.

الوقاية من الإصابة بالفيروس

الوقاية من الإصابة بالفيروس

إن أسلم طرق الوقاية من انتقال المرض أو عدوى الإصابة بفيرورس الكورونا المستجد (الكوفيد 19) هي مراعاة النظافة الشخصية بشكل جيد، وذلك بغسل اليدين وعدم ملامسة الوجه (العين والأنف والفم) بأيد غير مغسولة جيدًا، والتزام العطاس والسعال في مناديل ورقية ووضعها مباشرة في حاوية القمامة، وكذلك ينصح بارتداء الكمامة أو القناع الواقي في الأماكن العامة وكذلك اتخاذ احتياطات التباعد الجسدي بين الأفراد لمنع انتقال الفيروس. وقد حذرت الكثير من الحكومات وحظرت السفر أو الإنتقال إلى البلدان التي تفشى بها المرض، فقد انتشر الفيروس في مجتمعات كثيرة في العالم دون معرفة الكثير من المصابين كيف أصابتهم العدوى أو أين حصل ذلك.

غسل الأيدي

إن أحسن شيء يمكن القيام به للوقاية من الإصابة بفيروص الكورونا المستجد (الكوفيد 19) هو غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر وبالطريقة الصحيحة ولمدة (20 S) عشرون ثانية، كون الفيروس يقتل خارج الجسم بواسطة الصابون المنزلي حيث أن الصابون يؤدي لانفجار طبقة الحماية التي يتمتع بها الفيروس، وكذلك يتم استعمال معقم لليدين بنسبة (60%) من حجمه من الكحول وذلك عند عدم توفر الماء والصابون.

تنظيف الأسطح بشكل دائم

يمكن تنظيف الأسطح وتعقيمها بواسطة المحاليل الكيميائية عند تعرضها لمدة دقيقة واحدة للمعقمات الكيميائة، ومن هذه المعقمات الإيتانول (Ethanol) بتركيز (62% إلى 71%)، والإيزوبروبرانول (Isopropronol) بتركيز (50% إلى 100%)، وهيبوكلوريت الصوديوم (Sodium hypochlorite) بتركيز (1%)، وبيروكسيد الهيدرجين (Hydrogen perxide) بتركيز (0.5%)، والبوفيدون اليودي (Iodine povidone) بتركيز (0.2 إلى 7.5%)، والمحاليل الكيميائية الأخرى مثل كلوريد البنز الكونيوم (Ciumium benz chloride) وغلوكونات الكلور هيكسيدين (Hexidine chlorine gluconate) هي أقل فعّالية من السالمحاليل السابقة في التعقيم.

وتوصي منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) في حال انتشار الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد (الكوفيد 19) بتطهير كل الأماكن مثل المكاتب والحمامات والأماكن العامة والأجهزة اللوحية والشاشات الألكترونية اللمسية وأجهزة التحكم ولوحات المفاتيح وأجهزة الصرافات الألكترونية (ATM) وحافلات الركوب جميعها.

استخدام الكمّامات الطبية وأقنعة الوجه

استخدام الكمّامات الطبية وأقنعة الوجه

كون الفيروس ينتشر عند العطاس فإن الرذاذ المنتشر في الهواء من الفم يكون مليئًا بالفيروس إذا ما كان الشخص مصابًا به، فيتم النصح باستخدام الكمّامات الطبية للأشخاص السليمين إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالفيرس عند العناية بشخص مصاب بفيرس كورونا المستجد (الكوفيد 19) فينصح باستخدامها كمبدأ واقي من الإصابة بالفيرس.

هذا وقد قامت العديد من الحكومات في العالم بجعل ارتداء الكمّامة الطبية إلزاميًا للأفراد، وكذلك يجب ارتداء الأقنعة الجراحية (Surgical masks) للأشخاص المشتبه بإصابتهم بالعدوى بالفيروس، لأن هذه الأقنعة والكمّامات تحدّ أو تقلل من مسافة انتشار الفيروس عند العطاس أو السعال أو حتى الكلام بصوت مرتفع واستعمال المناديل الورقية عند العطاس، وعدم لمس الوجه بأيدي غير المغسولة جيدًا.

التباعد الإجتماعي (التباعد الجسدي)

يهدف هذا الإجراء إلى إبطاء انتشار الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد (الكوفيد 19) من خلال التخفيف من التماس المباشر بين الأفراد، ويشمل هذا الإجراء الحجر الصحي (Quarantine) وإغلاق الجامعات والمدارس ودور العبادة وأماكن العمل والأسواق والمسارح والملاعب الرياضية، والتزام البقاء في المنازل، والتخفيف أو منع السفر والتنقل بين البلدان، واجتناب الأماكن المزدحمة والسلام بدون الملامسة والإكتفاء بالإشارة، وقد ساهم هذا الإجراء التباعد الإجتماعي في بعض المناطق من التقليل من زيادة انتشار الوباء العالمي.

العزل الذاتي

وأوصت منظمة الصحة العالمية بالعزل الذاتي لمن تم التأكد من إصابتهم بالفيروس (الكوفيد 19) وكذلك للمشتبه بإصابتهم بعدوى الفيروس، وكذلك فرضت الحكومات الحجر الذاتي على جميع السكان في الدول والمناطق التي ينتشر فيها الوباء العالمي، وكذلك الذين من الممكن أنهم خالطوا أشخاصًا مصابين بالفيروس أو الذين قد سافروا من وإلى البلدان التي تنتشر فيها عدوى الفيروس على نطاق واسع، وقد أوصي بالحجر الذاتي لمدة (14) أربعة عشر يومًا من تاريخ آخر احتمال تعرض للإصابة أو العدوى.

ثمن تسطيح المنحنيات

ثمن تسطيح المنحنيات

تسطيح المنحنى (Flatten the curve) هو عبارة عن استراتيجية يهدف استخدامها لإبطاء انتتشار مرض ما وتوزيع الإصابات على فترة زمنية طويلة نسبيًا، ولا تهدف إلى تقليل عدد الإصابات الإجمالية بالمرض، ولكن تهدف هذه الإستراتيجية إلى تحقيق التوازن بين قدرات القطاع الرعاية الصحية لاستقبال المرضى لتقديم الرعاية الطبية لهم ومراحل انتشار وتفشي الوباء العالمي.

ويتم ذلك من خلال إطالة الفترة للوصول إلى الذروة لمنحى انتشار المرض وتوزيع المصابين به الأمر الذي يمكن أن يسمح للمشافي والمراكز الطبية بزيادة القدرة على استيعاب واستقبال الإصابات الحرجة بالمرض فقط.

كون المتوقع عدم توفر اللقاح الناجح ضد الفيروس كورونا المستجد (الكوفيد 19) قبل حلول العام (2021) وذلك على أقل تقدير، وتسطيح المنحنى للجائحة أو الوباء العالمي بواسطة عدد من الإجراءات التي تستطيع أن تخفض من ظهور إصابات جديدة، مما يسمح بتقديم الخدمات الصحية والطبية للمصابين بشكل أفضل كما يتيح الإمكانية والوقت الأطول لتطوير اللقاح المناسب والناجع.

التعايش مع الوباء العالمي فيروس الكورونا

“ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” وسبحان الله العلى العظيم وبحمده سبحان الله العظيم وأتوب اليه وانا لله وإنا إليه راجعون .. نسألكم الدعاء له بحسن الخاتمه.

إن توقع الخبراء بالنسبة لهذا المرض أنه سوف يستمر لفترة زمنية طويلة، لذلك من المفترض على أفراد المجتمع كلهم أن يعملوا على التكيّف معه مما يتوجب اتخاذ تدابير احترازية للوقاية منه بشكل مستمر، وذلك للتخفيف من حدة انتشاره والتغلب عليه.

ويلاحظ في عدد من البلدان بأن أعداد الحالات التي تشفى من المرض هي أضعاف حالات الإصابة به، وأن تراجعًا للمرض جيد في بلدان أخرى مثل ألمانيا وتركيا وحتى إيطاليا، وكان الضرر الذي نتج عن الإغلاق كبيرًا من الناحية الإقتصادية، وبالتالي فإن التوجه إلى تخفيف إجراءات الحظر والتأكيد عل استمرار إجراءات الإحتياطات الصحية اللازمة في أماكن العمل والمعامل والطائرات بعد عودة عمل المطارات، وهذا الأمر سيؤدي إلى إنعاش الإقتصاد بشكل تدريجي بعد أن حدثت تراجعات إقتصادية خطيرة في كثير من البلدان.

أي أن التعايش مع الفيروس من الأمور الطبيعية الواجبة كي تعود الحياة إلى سابق عهدها خصوصًا من الناحية الإقتصادية رفقة استمرار العمل على محاربة المرض للتخلص منه.

الدولة أم الثقافة عي الأقدر على مواجهة الوباء العالمي هذا

مما لا شك فيه بأن ثقافة الشعوب هو أحد الشروط التي تحدد مقدرة شعب ما على التصدي لأزمة ما لمواحهتها والنجاح بالقضاء عليها، وتوفير المناخ الموافق لاتخاذ لإجرءات الحيوية والفعّالة من قبل أصحاب القرار.

عندما هز الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد الكوفيد 19 الصين إضافة لبعض الدول الآسيوية في البداية فقد أحسسنا بأن هذا الأمر بعيد جدًا، وفي مورثنا الثقافي عندما نريد أن نصف أمرًا غاية في البعد نقول: أنه في (الصين)، كالمثل العربي القائل: (اطلبوا العلم ولو في الصين)، ومما لا شك فيه يبين مدى أهمية العلم وكذلك يبين مدى بعد (الصين) في الوقت ذاته.

خاصة أن مجتمعات آىسيا الجنوبية الشرقية تتمتع باستجابة كبيرة للإجراءات الحكومية المختلفة، متوافقة مع الثقافة الشعبية الحاضنة لها، ويرى هذا في المجتمع الصيني على سبيل المثال، فقد استجاب الناس وعلى أوسع نطاق عندما قام المواطنون بتقديم بياناتهم الشخصية لسلطات بلدهم لتسهيل تتبع وملاحقة الإصابة بفيروس الكورونا والحد من انتشاره، والالتزام الكبير بالحجر الصحي المنولي الذي قام به ملايين الصينيين بكل رضى.

يمكن تفسير ذلك بأنها الحالة الطبيعية المتسلطة للحزب الشيوعي الصيني (Chinese Communist Party) هو الذي أدى لتلك الإستجابة الطوعية للمواطنين، حيث أن مجتمعات في دول جنوب شرق آسيا لديها حس تكافلي عالي المستوى، وقيمة المجتمع لديهم أعلى من القيمة الفردية الأمر المعكوس في المجتمعات الغربية الأوربية التي حسها الفردي أعلى من الحس الجماعي.

وأن حالة الطوارئ سمة تجعل المواطنين يخضعون للسلطة عن طيب خاطر ولا يتذمرون من تدخلها في حياتهم، كما هي تعليمات كونفوشيوس (Confucius) على حد قول أستاذ العلاقات الدولية الدكتور لي سونغ (Dr. Lee Song) إن احترام السلطة واستقرار المجتمع والصالح العام تتفوق على النظرة الفردية، وهذا من العوامل الحاسمة التي ساهمت في سلامة ردود الأفعال على الكوارث والأزمات زعلى الوباء العالمي على المستوى الوطني، مقارنة بالدول والمجتمعات الغربية ودول أوربا.

شكل العالم بعد الوباء العالمي فيروس الكورونا

عندما كان العالم يشهد الإحتفالات الكبيرة في نهاية العام (2019) على المستوى العالمي ليطوي صفحة من صفحاته السوداء كان يسود الأمل والتفاؤل مع إطلالة العام الجديد عام (2020)، فلم يخطر على بال أحد من أشد المتشائمين أن يستيقظ العالم على ظاهرة لم ير مثلها من قبل على المستوى العالمي.

فقد ضرب هذا الوباء العالم بشكل فجائي، فأحدث تغيرات كبيرة في بنية العلاقات الدولية فحسب بل امتد التأثير إلى كل بيت في العالم، فقد تغيرت المسؤوليات والواجبات على كل الصعد السياسية والاقتصادية والمعاشية، فقد اهتز التقدم والتفوق العلمي الذي أدى إلى غرور البشرية واعتقادها بأنها قادرة على التحكم بكل شيء وتحت سيطرتها، جاء هذا الوباء ليحد من سطوة غرورها، ولم يحسم الجدال بعد عن مصدر الفيروس بيد أن ما يحدث وحدث يمكن اعتباره حربًا لا هوادة فيها سواء فسرنا الأمر بأنه خاضع لنظرية المؤامرة أم لا.

ومن غير الممكن التنبؤ متى تستطيع أية دولة أن تكون على يقين بأنها قد قضت على هذا الوباء العالمي المتمثل بفيروس الكورونا.

تداعيات أزمة الوباء العالمي هذا

لقد باتت فكرة العالم (قرية صغير Small Village) واضحة وضوح الشمس من خلال انتشار فيروس كورونا المستجد (الكوفيد 19)، ولكنها في نفس الوقت تبدو فكرة متهافتة في ظل مواجهة هذا الفيروس، أنانية واضحة في مواجهة هذا الانتشار وعلاج هذا المرض، وعولمة في انتشاره، مما سيشكل مدخلًا لوقفة تأمّل عالمية ذاتية، فالنظام الدولي بات مكشوفًا وهو بحاجة لإعادة النظر به.

فقد أدرك العالم مدى الهشاشة التي تتمتع بها الحالة الإنسانية وقد وضعوا الحدود الشخصية عبر حاجز التباعد الاجتماعي والكمّامة الطبية،.

لقد اقتضى الأمر الخروج عن الآليات والمنظمات العالمية والإقليمية الموجودة، فلابد من التفكير في آليات خلاقة وجديدة لتعزيز التعاون الدولي بدلاً عن هذه القائمة حالياً.

وقد نشرت صحيفة الغارديان (The Guardian newspaper) مقالًا للمحرر السياسي لديها تناول فيه الكاتب التداعيات أو التغيير الذي من الممكن أن يصيب النظام العالمي من أثر فيروس الكورونا المستجد (الكوفيد 19) والذي حصد مئات آلاف الوفيات، منذ أن ظهر في شهر كانون ألثاني (January) من عام (2020) وإلى الآن، وقد استهل كاتب المقال باتريك وينتور بالقول من خلال تساؤله:(هل بدأت فعلًا ردود العالم الدولية على جائحة الوباء لتحدث تغيرًا في ميزان القوى العالمي بين الغرب من جهة والصين من جهة أخرى).

ويرى الكاتب بأن الإيديولوجيات (Ideologies) واتحاد الدول الي تتنافس فيما بينها، وزعماء العالم والأنظمة الإجتماعية كانت تستغل وسائل الإعلام من أجل التأثير على الرأي العالمي، وبالتالي فقد بدأ الناس في تلك (القرية الصغيرة الصغيرة) العالم بأخذ الدروس والعبر ففي الجمهورية الفرنسية على سبيل المثال فقد أكد الرئيس (ماكرون French President Macron) “أن هذه الفترة ومن خلال انتشار هذا الوباء قد علمتنا الشيء الكثير” ولابد من أن الكثير من الأمور التي كانت من المسلّم بها أن تتغير وسوف تتلاشى الكثير من تلك القناعات.

وكذلك يرى وزير الخارجية الأسبق (زيغمار غابرييل Zigmar Gabriel) أن الجيل الجديد لن يكون كبير التعلق بالعولمة (Globalisation).

هنري كيسنجر (Henry Kissinger)

أمّا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كسنجر Henry Kissinger) فيقول حيث يقدم النصح للحكام فيقول لهم أن عليهم أن ينتقلوا إلى (نظام عالمي جديد) بعد الإنتهاء من هذا الوباء، فالعلاقة بين القوى العظمى لم تكن مختلفة فيما بينها على هذا الشكل قبل الوباء العالمي هذا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن هذه الجائحة لا بد وأن تفرض على العالم أن تتضافر جهودهم من أجل التخلص منه، أو أن هذا الفيروس سيهزم هذا العالم المهلهل.

مشيرًا أيضًا إلى أن الدول التي تستطيع أن تحقق النجاح بأفضلية التصدي لهذه الأزمة سيحظى بالتأييد الشعبى الكاسح.

فالصين تقدم اليوم نفسها كقوة علمية كبيرة من خلال مشاركتها العالم كله من خلال تقديمها للبروتوكول (Protocol) الذي اعتمدته لاحتواء أزمة فيروس الكورونا لديها، وأن أطقمها الطبية تجوب العالم شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا لتقديم المعونة الطبية والخبرة في علاج المرض في الدول المتضررة من هذا المرض.

الخاتمة

كان هذا مقالًا عن الوباءالعالمي فيروس كورونا المستجد (الكوفيد 19) فهي للمرة الأولى في التاريخ المعاصر وقفت عجلة التنمية الديناميكية (Dynamic development) عن الحركة في جميع بلدان العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه، وذلك بسبب هذا الوباء الذي ضرب العالم أجمع، أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم صورة للعالم في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها الجميع، ويبقى السؤال ماذا بعد انحسار الوباء، والله المستعان.

قد يهمك:

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله