الشلل الدماغي … الأسباب والأعراض وطرق العلاج

يصيب الشلل الدماغي الأطفال حوالي اثنين من بين كل ألف طفل في أوروبا، وهو أكثر إعاقات الطفولة شيوعًا، ويسبب العديد من الأعراض الجسدية، بما في ذلك صعوبة في المشي، والحركة.

في مقالنا سنتعرف بشكل واسع، عن هذا المرض، وأسبابه، وأعراضه، مع طرق معالجته، فتعالوا معنا.

تعريف الشل الدماغي

الشلل الدماغي لدى الأطفال هو الاسم الشائع لتلف الدماغ في مرحلة الطفولة، بمعنى حدوث شلل جزئي يحدث للجسم بسبب آفة دماغية حدثت لحديثي الولادة، أو في مرحلة الطفولة.

ويرتبط مع عدد من الأعراض، مثل ضعف العضلات، واضطرابات الحركة، وعادة ما يحدث الضرر في مرحلة النمو المبكر للدماغ، إما للجنين أثناء الحمل، أو في فترة ما بعد الولادة بوقت قصير.

وفي علم الأوبئة أثبت أنه يعاني من الشلل الدماغي الأطفال بنسبة من 3 إلى 4 من كل 1000 طفل حديث الولادة.

أسباب الإصابة بالشلل الدماغي

من أهم الأسباب للإصابة بمرض الشلل الدماغي:

  • التشوهات في الدماغ، حيث تحدث تشوهات في المخ أثناء نمو الدماغ قبل الولادة، أو من خلال تلف في الدماغ قبل، أو في مرحلة الطفولة المبكرة، أو بعد الولادة بوقت قصير.
  • لا يتطور تلف الدماغ، ولكن الأعراض قد تتغير مع نمو الطفل، ونضوجه.
  • عدوى ما قبل الولادة.
  • الإصابات المتعلقة بالولادة، كالتي تحدث في الولادة الصعبة بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة.
  • بسبب العدوى أثناء الحمل، مثل إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية.
  • الإصابة بمرض اليرقان الشديد للأطفال الرضع.
  • عدم تطابق زمرة دم الأم الحامل، مع جنينها، مما يؤدي إلى تلف خلايا دماغ الطفل.
  • المضاعفات المحيطة بالولادة (كحدوث النزف الدماغي).
  • صدمة قلبية جسمية.
  • وزن الطفل القليل عند الولادة، بحيث يكون أقل من 2500 غرام.
  • ولادة الحامل المبكرة، حيث يكون عمر الجنين أقل من 37 أسبوعًا.
  • إصابة الأمهات بالنزيف الحاد، أو إصابتهن بزيادة البروتين في البول، وذلك في وقت متأخر من الحمل، فهؤلاء لديهن فرصة كبيرة لإنجاب طفل مصاب بالشلل الدماغي.
  • إصابة المرأة الحامل بفرط نشاط الغدة الدرقية، أو قصورها.
  • الأطفال الخدج عرضة بشكل خاص لهذا الاضطراب، وربما يرجع ذلك لوجود بعض الأوعية الدموية الرقيقة في منطقة معينة من الدماغ، مما يسهل حدوث نزيف فيها.
  • وقد يحدث الشلل الدماغي خلال السنوات الأولى من عمر الطفل، بسبب الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل التهاب السحايا (التهاب السحايا)، أو التهاب الدماغ، والجفاف الشديد الذي يمكن أن تتلف خلايا المخ، وتسبب الشلل الدماغي.

تشخيص مرض الشلل الدماغي

  • غالبا ما يتم تشخيص الشلل الدماغي لدى الأطفال بعد نهاية السنة الأولى من العمر، من خلال الأعراض الحركية غير المعيارية، بالإضافة إلى أن التأخر في النمو.
  • ويشتبه التشخيص في حالة عندما يتعلم الأطفال في وقت متأخر المشي، أو في تعلم المهارات الحركية الأخرى، أو عندما تكون العضلات قاسية، أو ضعيفة.
  • وقد يتم تشخيص المرض عند ملاحظة أن الطفل يتأخر في الجلوس، أو الوقوف، أو حتى التقلب في السرير.
  • وجود تيبس في مفاصل الطفل.

طرق تشخيص الشلل الدماغي

من الصعب اكتشاف الشلل الدماغي في مرحلة الطفولة المبكرة.

على الرغم من أن تشخيص الشلل الدماغي لا يمكن تأكيده من خلال الفحوص المخبرية، لتحديد طبيعة تلف الدماغ ومنع الاضطرابات الأخرى، قد يطلب الطبيب اختبارات الدم، والتصوير الدماغي، وعادة ما يكون التصوير بالرنين المغناطيسي ضروري في مثل هذه الحالات.

وعندما يشك الطبيب بإصابة المريض بالشلل الدماغي، يلجأ الطبيب إلى عدة تدابير لتشخيص المرض، ومن بينها:

  • الفحص السريري للمريض.
  • اختبار الدم، حتى يستبعد أي عدوى جرثومية، أو خلل آخر.
  • تصوير الدماغ، أو الجمجمة الاشعاعي بالرنين المغناطيسي، أو ما يسمى (MRI).
  • التخطيط العصبي للدماغ.
  • تصوير الدماغ الاشعاعي المقطعي (CT).
  • فحص القدرة العقلية للمريض.
  • فحص البصر، والسمع للمصاب.
  • ولتحديد سبب المرض، يجب فحص الدم، والبول، أو إجراء ثقب في أسفل الظهر.

أعراض الشلل الدماغي

إن شدة الشلل الدماغي يختلف من شخص لآخر، وتشمل أعراضه:

  • اضطرابات في المشي، والتوازن، وتنسيق الحركة.
  • تصلب العضلات (التشنج).
  • اضطرابات في كيفية تناول الطعام، والبلع، واضطرابات الكلام.
  • كما أن بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، لديهم أيضًا إعاقات ذهنية، ومشاكل سلوكية.
  • مشاكل في الرؤية، والتنسيق في حركة العين، أو مشاكل في السمع.
  • وقد يكون بسبب الالتهاب المتكرر للجهاز التنفسي.
  • كما يمكن أن تحدث درجات مختلفة من الذكاء.
  • حركات غير متناظرة.
  • عدم السيطرة على تعابير الوجه.
  • ترنح، وانخفاض في ضغط الدم.
  • قلة العزيمة.
  • غالبًا ما تؤدي الآفة الدماغية، إلى تغيير في قوة العضلات، ثم إلى التشنج.
  • كما تشمل الأعراض ردود أفعال غير طبيعية لدى الطفل، وهذه الاضطرابات الحركية الكبيرة في واحد أو أكثر من الأطراف، تؤدي إلى الشلل، وتصبح المفاصل شديدة القساوة، بحيث لا يمكن تحريكها.

أنواع الشلل الدماغي

في جميع أشكال الشلل الدماغي، قد يكون من الصعب فهم لغة الطفل، حيث يصعب على الطفل التحكم في عضلاته، ويمكن تقسيم الشلل الدماغي إلى أربع مجموعات رئيسية:

الشلل الدماغي التشنجي

وهو الذي يصيب حوالي 70٪ من الأطفال، حيث يعاني المريض بتيبس العضلات (التشنج)، والضعف. ويمكن أن تتأثر جميع الأطراف الأربعة (رباعي)، أو خاصة الساقين والجسم السفلي (الشلل النصفي) بتصلب العضلات.

ولكن في بعض الأحيان يتأثر فقط الذراع أو الساق على جانب واحد (شلل نصفي)، فتصبح عضلات الذراعين، والساقين المتأثرين متخلفة، وكذلك قاسية، وضعيفة. وقد يحدث بعض الاضطرابات البصرية، كالتحديق، أو الحول، أو الجفون المتدلية.

نوبات عسر البلع، والاختناق باللعاب، أو السائل المعوي، مما يمكن أن يؤدي إلى التهاب في الرئة، وصعوبات في التنفس. والأكثر شيوعا الأطفال الذين يعانون من الشلل الرباعي التشنجي، هو إصابتهم بإعاقات ذهنية.

الشلل الدماغي اللاتيني

  • والذي يحدث في حوالي 20٪ من الأطفال، فتتحرك الذراعين، والساقين، والجسم ببطء، وبشكل لا إرادي.
  • صعوبة في إظهار الكلمات بشكل واضح،

الشلل نصف التشنجي

  • والذي يصيب أقل من 5 % من الأطفال، ويتميز باضطرابات، وضعف العضلات.
  • وقد تكون الحركات مهتزة، كما يكون لدى المصاب بهذا النوع من الشلل مشية غير مستقرة، فيلاحظ على المريض أنه يعرج، أو توتر بالعضلات بشكل كبير.

الشلل المختلط

 وهو نوع من الشلل الدماغي، الذي يحدث لدى العديد من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، حيث يكون الأطفال الذين يعانون من شلل دماغي مختلط يعانون من إعاقات ذهنية شديدة.

علاج الشلل الدماغي

معظم الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يصلون إلى سن البلوغ، والشلل الدماغي غير قابل للشفاء، وتظل الأعراض ملازمة للمريض طوال عمره، ومع ذلك، يمكن لعدد من التدابير تعزيز تنقل، واستقلال الطفل فالهدف من العلاج هو جعل الأطفال مستقلين قدر الإمكان.

ولكن يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي، والعلاج المهني، وعلاج النطق، وأحيانًا العلاج بالجراحة في الوصول إلى حل لهذا المرض.

فبعد إجراء التشخيص، يجب بدء العلاج مبكرًا، والمهم هو العلاج الطبيعي.

كما أنه بسبب التغيرات في المفاصل، فإن التشاور مع طبيب العظام أمر مهم، حيث يمكن للجبائر، وربما الجراحة تحسين الحركة في المفاصل.

أخيرًا …

  • علينا أن نعالج مرضى الشلل الدماغي، ونحاول أن ندمجهم بالمجتمع، وإعطائهم فرصًا للعمل، بعد تأهيلهم، فيما لو كانت إعاقتهم غير عقلية.
  • محاولة تأمين ما يحتاجونه من كراسي متحركة، طبية، ومشدات، وتأهيل صالات خاصة لتدريبهم، وتأهيلهم، ومعالجتهم علاجًا طبيعيًا.
  • تسهيل تحركهم، في الحافلات، والشوارع، وتنقلاتهم.
  • عمل ندوات خاصة لتعريف المجتمع، بكل حالاتهم، وليتقبلهم، من خلال دمجهم بين أفراد المجتمع.
  • عدم ترك المصاب بالشلل الدماغي، لفترة زمنية لوحده، فهو غالبًا ما يحتاج لمرافق، وبشكل دائم طيلة حياته.
  • على أهل المصاب، القيام بمراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
  • يجب مراجعة طبيب الأسنان، وبشكل دوري.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله