الحيوانات آكلات اللحوم: تعرف عليها وعلى غذائها وطريقة حياتها

تتغذى الحيوانات آكلات اللحوم على اللحوم، وهي من بين أكثر الحيوانات روعةً وشهرةً على هذا الكوكب. إنها تنتمي إلى أكثر المجموعات الحية تنوعًا وقد طورت صفات فريدة واستثنائية. دعنا نتعرف عليها، وعلى الخصائص المشتركة لديها، وقبل كل شيء، على دورها في النظم البيئية والسلسلة الغذائية.

الحيوانات آكلة اللحوم

آكل اللحوم هو الحيوان الذي يتغذى حصرًا أو في الغالب على اللحوم. كل من الحيوانات المفترسة التي تصطاد فرائسها والأنواع التي تتغذى على الحيوانات الميتة تنتمي إلى الحيوانات آكلة اللحوم.

تنتمي الحيوانات التي تأكل اللحوم إلى العديد من المجموعات المختلفة، وبالتالي لا يوجد تصنيف واحد يجمعها كلها. ومع ذلك، يمكن أن يشير مصطلح آكلات اللحوم أيضًا إلى فئة تصنيفية واحدة تسمى اللواحم Carnivora. تشير هذه المجموعة إلى جميع الثدييات التي تستطيع أكل اللحوم مثل الكلاب والقطط والضباع والأسود والفهود وغيرها.

لم تحتفظ جميع هذه الحيوانات بخصائصها نفسها، وكما يحدث غالبًا، تتطور بعض الكائنات وتتميز عن غيرها، وقد يشمل التطور هذا تغيرًا في نمط الغذاء، كما هو الحال مع الحيوانات مثل الدببة، التي يمكن أن تتغذى على النباتات واللحوم، حتى أن نوعًا من الدببة هو الباندا، يتغذى فقط على النباتات، على الرغم من أنه ينتمي إلى الدببة.

خصائص الحيوانات آكلات اللحوم

معظم الحيوانات آكلة اللحوم لها جهاز هضمي قصير نسبيًا. فعلى عكس النباتات التي تحتوي على السليلوز الذي يتطلب الكثير من الوقت والجهد ليهضم، يمكن هضم اللحوم في وقت قصير بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، طورت العديد من الحيوانات المفترسة آكلات اللحوم العديد من الخصائص التي جعلتها أكثر كفاءة في اصطياد فرائسها.

على عكس النباتات التي تكون ثابتة، يأتي اللحم من كائنات حية عادة تكون على قيد الحياة وتتحرك وتحاول بكل طريقة ممكنة الاختباء أو الهرب لتجنب اصطيادها وأكلها. لهذا السبب، تتمتع العديد من الحيوانات المفترسة بقوة وخفة حركة وسرعة تسمح لهم بمطاردة الفريسة وإمساكها. غالبًا ما يكون لدى اللواحم أيضًا عيون أمامية تتيح لهم الحصول على رؤية أكثر دقة وحساب المسافات وتتبع الأهداف المتحركة.

تملك الحيوانات آكلة اللحوم أيضًا أسنان متطورة ومختلفة جدًا عن أسنان الحيوانات العاشبة، كل مجموعة من الأسنان متخصصة في وظيفة مختلفة مثل تمزيق أو مضغ اللحم. وغالبًا ما تملك المفترسات مخالب حادة مفيدة جدًا لإمساك الفريسة التي ستتغذى عليها.

تطورت بعض الطيور وأصبحت من آكلات اللحوم، تعرف هذه الطيور باسم الطيور الجارحة، منها نهارية ومنها ليلية النشاط. وهي مثل الثدييات، لديها عيون أمامية ومخالب حادة، والأهم منقار منحنٍ وحاد، مما يجعلها قادرة على تمزيق جسم الفريسة وقطع اللحم. هناك أيضًا عدة أنواع من المناقير المناسبة لأنظمة غذائية معينة، فالمناقير الصغيرة والرقيقة تساعد على التقاط وصيد الحشرات، والطويلة والمدببة مثل الخناجر لصيد الأسماك، والطويلة جدًا لاصطياد الديدان واللافقاريات الأخرى التي تختبئ في الرمال والطين، وغيرها الكثير من الأنواع.

فئات الحيوانات آكلات اللحوم

يمكن أن نقسم الحيوانات آكلة اللحوم في فئتين رئيسيتين:

  1. الحيوانات المفترسة.
  2. الحيوانات القمّامة أو الزبّالة أو آكلات الجيف.

النوع الأول مثل النمور والطيور الجارحة والتماسيح تطارد الفريسة وتصطادها وتأكلها، هذه الفرائس غالبًا ما تكون من الحيوانات العاشبة (ولكن ليس دائمًا).

النوع الثاني هي حيوانات تتغذى على الحيوانات الميتة. مثل النسور والراكون والخنافس والذباب، وهي حيوانات انتهازية غالبًا ما تتغذى على بقايا فرائس الحيوانات المفترسة.

هل تعلم: بعض الحيوانات المفترسة قد تلجأ إلى أكل الجيف إذا وجدتها، وذلك في حال عدم توفر فرائس يمكن اصطيادها. حتى البشر يمكن أن يتغذوا على الجيف، يحدث هذا في أوقات الأزمات والحروب حين لا يتوفر الطعام.

إذا كان النظام الغذائي للحيوانات آكلة اللحوم مقيدًا للغاية بحيث يتضمن مجموعة واحدة من الحيوانات، يمكن تصنيف أكلات اللحوم هذه في فئات مثل:

  • الحيوانات التي تأكل الأسماك.
  • الحيوانات التي تأكل الحشرات.
  • الحيوانات التي تأكل الرخويات.

هناك أيضًا حيوانات تتغذى فقط على المواد العضوية المتحللة. يمكن أن نعتبرها نوعًا من آكلات الجيف. وهي مفيدة جدًا في تسهيل تحلل أجسام الحيوانات الميتة، نجد أنواعًا عديدة من هذه الحيوانات، جميعها من اللافقاريات مثل الديدان والحشرات، والتي غالبًا ما تكون في مرحلة اليرقة من دورة حياتها.

يمكن أيضًا تقسيم آكلات اللحوم وفقًا لنسبة اعتمادها على اللحوم في نظامها الغذائي كما يلي:

Hypercarnivore

يتألف النظام الغذائي لهذه الحيوانات من اللحوم بنسبة أكثر من 70%. وتشمل السنوريات الكبيرة والطيور الجارحة والدببة القطبية والدلافين وأسماك القرش والثعابين والعناكب وغيرها.

Mesocarnivore

النظام الغذائي لهذه الحيوانات يتألف من اللحوم بنسبة تتراوح بين 50 و 70٪. وتشمل الأنواع المختلفة من الكلاب والذئاب والثعالب والظربان والنمس.

Hypocarnivore

تتبع هذا الحيوانات نظامًا غذائيًا بنسبة أقل من 30٪ من اللحوم. مثل أنواع الدببة المختلفة، باستثناء الدب القطبي.

من الواضح أن هذا تقسيم وهمي، ويمكن أن يكون غير دقيق، فبعض الحيوانات قد تعتمد كثيرًا على اللحوم في حال توفرها، وعلى النباتات في حال عدم توفر اللحوم.

آكلات اللحوم في النظم البيئية والسلسلة الغذائية

تحتل الحيوانات آكلات اللحوم الطبقات العليا من الهرم الغذائي وتلعب دور المنظم للنظم البيئية. الحيوانات العاشبة تعرف باسم المستهلكة الأولية، وغالبًا ما تكون الغذاء للحيوانات اللاحمة، والتي تسمى المستهلكة الثانوية والثالثية، من خلال التغذي على الحيوانات العاشبة، تساعد الحيوانات اللاحمة في المحافظة على أعداد الحيوانات العاشبة تحت السيطرة، مما يحافظ على النظام البيئي.

يمكن أن تؤدي إزالة الحيوانات آكلة اللحوم من النظام البيئي إلى ما يسميه علماء الطبيعة وعلماء الأحياء “الشلال الغذائي”. وهي ظاهرة بيئية تبدأ من قمة هرم السلسلة الغذائية وتسبب اختلالات متتالية على جميع المستويات الأخرى الأدنى منها. حيث تبدأ أعداد الحيوانات العاشبة في الزيادة بشكل كبير، فيصبح تأثيرها على الغطاء النباتي كبير جدًا، ما يجعل النظام البيئي معرضًا للخطر بشكلٍ لا يمكن إصلاحه. لذلك، يعتمد النظام البيئي المتوازن على وجود آكلات اللحوم في الطبقات العليا من هرم السلسلة الغذائية.

تلعب آكلات الجيف أيضًا دورًا أساسيًا في توازن النظم البيئية. يساعد عملها على تحليل جثث الحيوانات الميتة والتخلص منها بسرعة، ما يؤدي إلى تطهير البيئة من مسببات الأمراض التي قد تنتشر في حال بقاء هذه الجيف.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله