جزيرة جرين لاند – أكبر جزيرة في العالم

الجزيرة هي المنطقة المحاطة بالماء من جميع الجهات، وتوجد الكثير من الجزر في العالم التي تختلف من حيث الموقع والمساحة، فبعض الجزر تحولت إلى مناطق سياحية بالدرجة الأولى يرتادها الكثيرون من السياح، مثل جزيرة جرين لاند، التي تعتبر أكبر جزيرة في العالم من حيث المساحة.

جزيرة جرين لاند

جرين لاند هي أكبر جزيرة في العالم، لكن مساحتها الكبيرة لا تعني وجود الكثير من السكان، فهي واحدةٌ من أقل مناطق العالم كثافةً سكانيةً، معنى جرين لان هو “الأرض الخضراء”، وهي أكبرُ حديقةٍ وطنيةٍ في العالم.

تبلغ مساحة جرين لاند 9 أضعاف مساحة المملكة المتحدة، وهي أكبرُ جزيرةٍ على مستوى العالم، تتميز هذه الجزيرة بغطائها الأبيض المتجمد، فحولي نصف هذه الجزيرة يكون مغطًا بشكلٍ دائم بالجليد، وعلى الرغم من أنها كبيرة، لكن عدد السكان لا يتجاوز 56 ألف نسمة، يعيش ثلث سكانها في عاصمتها “نوك”.

إن جزيرةُ جرين لاند هي جزء في مملكة الدنمارك، وتتمتع هذه الجزيرة بالحكم الذاتي منذُ عام 1979، يتحكم في الأمور الداخلية لجزيرة غرينلاند البرلمان الجرين لاندي، أما المسائل الدولية فيتحكم بها البرلمان الدنماركي.

من ناحية الاقتصاد، تعتمدُ جرين لاند على الصيد الذي يشكل نسبة 95 بالمئة من الصادرات، فهي تحتوي على ثروة بحرية كبيرة، ومعظم السكان فيها يعتمدون على الصيد بشكلٍ أساسي، وتمنح الحكومة الدنماركية لجزيرة جرين لاند في كل سنة منحة سنوية وتبلغ قيمتها 600 مليون دولار.

يتواجد على جزيرة جرين لاند أكبر الرواسب والمعادن الأرضية الثمينة والنادرة في العالم، مثل البراسيودنيون وغيرها، والتي يتم استخدامها في صناعة السيارات الكهربائية والهواتف وأجهزة الكومبيوتر.

مناخ جزيرة جرين لاند باردٌ جدًا وكل، إلا أن فيها عدد كبير من الينابيع الحارة، وتمر الجزيرة بفصلين فقط في السنة، ونستطيع القول بأنه فصلٌ واحد فقط لأن فصل الشتاء طويل جدًا وفصل الصيف قصيرٌ للغاية.

يغطي الجليد حوالي 80 بالمئة من اليابسة، وتمثل الأنهار الجليدية حوالي 10 بالمئة من مساحة اليابسة وتكون هذه المساحة بيئة رائعة لتكاثر الحيوانات عليها مثل الدبب القطبية والأرانب والثعالب القطبية.

تمتلك جرين لاند أكبرُ حديقةٍ وطنية في العالم، إذ تبلغُ مساحتها 972 ألف كيلومتر مربع، هذا يعني أن هذه الحديقة أكبر من مساحة 163 بلد في العالم.

يعد سكان جزيرة جرين لاند من الأوائل في العالم في نسبة عدم وجود الأميّة، حيثُ أن سكانها بنسبة مئة في المئة يعرفون الكتابة والقراءة.

معلومات عن أكبر جزيرة في العالم

العملة الوطنية في جزيرة جرين لاند بالعملة الدنماركية (الكرونة)، وتقوم الدولة الدنماركية بأعمال التنقيب عن الغاز والنفط، واستخراج المعادن النادرة المتوفرة بكميات أكبر من باقي بقاع العالم، وبدأت عمليات التعدين فيها من عام 2007،

تنتمي جزيرة جرين لاند جغرافيًا إلى القارة الأمريكية وتعد جزءً منها، لكنها تنتمي تاريخيًا إلى قارة أوروبا وترتبط مع دول أوربا الشمالية وبشكٍ خاص مع النرويج، وهي لا تبعد عن كندا أكثر من 16 كيلومترًا.

الأرض الخضراء هذا ما تعرّف به الجزيرة في اللغة الدنماركية، وفي الواقع هي ليست بالخضراء وهذا يعود إلى أن معظم مساحتها مغطاة بالثلوج، أما في اللغة الجرينلاندية فهي تدعى أرض الناس.

على هذه الجزيرة نرى الكثير من التضاريس كالسلاسل الجبلية والأودية بين الجبال الجليدية شديدة الانحدار، وتعد مكانًا رائعة للرحلات والجولات السياحية، ويمكنك القيام بنشاطات عديدة عليها مثل المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال وزيارة الألاف من الجُزر الصغيرة.

المناخ ودرجات الحرارة على جزيرة جرين لاند قاسٍ جدًا، فالحرارة تتراوح في المتوسط بين 10 درجات مئوية إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر.

الوقت المناسب لزيارة الجزيرة هي من شهر مايو إلى يوليو، وخصوصًا لممارسة الأنشطة مثل الإبحار والاستمتاع بمشاهدة الحيتان في البحار بالقرب من الجزيرة، أما في فترة شهر سبتمبر إلى شهر مارس، يستطيع الزائرين والمقيمين بالجزيرة الاستمتاع بمشاهدة ظاهرة الشفق القطبي ويرون روعة مزيج الألوان في السماء بشكلً واضحٍ.

من أشهر الأماكن التي يمكن أن تزورها في جزيرة جرين لاند على مدار السنة مضيق اللولي سات الذي يعتبر أَشهر المضايق على مستوى العالم، هذا المضيق عبارة عن مدخل طويل وضيق يقع بين المنحدرات العالية وتشكل من انفصال الجبال الجليدية التي تطوف فوق الماء، ويعتبر واحد من مواقع التراث العالمي حسب منظمة اليونيسكو.

تغلب الأطعمة البحرية على المطبخ الجرينلاندي، فالصيد هو النشاط الأساسي للبلاد منذ القدم، لكن المأكولات البحرية هناك لا تقتصر على السمك، بل تتنوع من لحوم الحيتان وفقمات البحر، بالإضافة إلى أكل الطيور البحرية مثل النورس والبط، كما يفضل سكان الجزيرة لحوم ثور المسك والذي يصل وزنهُ إلى 400 كيلوجرام.

معلومات تاريخيّة عن جزيرة جرين لاند

في فترة ما قبل التاريخ، كانت جزيرة جرين لاند موطنًا لعدة من الجماعات، وكان الأقدم بينهم هم جماعات الأسكيمو، وهذا كان في عام 2500 قبل الميلاد، واستوطنت هذه الجماعات الجنوب والغرب من جزيرة جرين لاند.

في عام 986 قبل الميلاد، استقر فيها النرويجيون والإسلانديون في الساحل الغربي وقاموا بتشكيل عدة مستوطنات في المضايق الموجودة أقصى الجنوب، وقاموا بتقسيم الجزيرة مع السكان الذين احتلوا الأجزاء الشمالية والأجزاء الغربية.

تعتبر مدينة نوك المركز الثقافي والاقتصاد الأكبر في جرين لاند وتضم مقرات الحكومة.

من أبرز معالم المدينة جامعة غرين لاند والمتحف الوطني ومتحف الفن والمكتبة الوطنية.

في عام 1380 ميلادي، خضعت جزيرة جرين لاند إلى حكم الدنمارك، وبهذا أصبحت الدنمارك حليف دائم لجزيرة جرين لاند.

جزيرة جرين لاند أرض الثروات

جرين لاند أكبر جزيرة في العالم وأصغرها من ناحية الكثافة السكانيّة، تبلغُ مساحتها 2.2 كيلومتر مربع في حين يبلغُ عدد سكانها 57 ألف نسمة فقط، بمقارنةً بسيطة فإن مساحتها أكثر من ضعف مساحة مصر التي يقطنها أكثر من 100 مليون نسمة، تتمتع الجزيرة بالحكم الذاتي في ظل السيادة الدنماركية، حيث يوجد لديها حكومة وبرلمان.

تساهم الدنمارك بثلثي ميزانية جرين لاند بينما يرفد نشاط الصيد البحري الميزانية بالجزء المتبقي.

يغطي الجليد نحو 80 بالمئة من مساحتها، ورغم أن ذوبان الصفائح الجليدية في جرين لاند يمثل مشكلة عالمية، لكنهُ يمثلُ فرصةً للمثتسمرين للوصول للثروات، فذوبان الجليدي الذي بدأ بالفعل يتوقع أن تصبح الكميات الهائلة من المعادن وموارد الطاقة المتواجدة في جزيرة جرين لاند سهلة الاستخراج، حيثُ تشير تقديرات الحكومة الأمريكية إلى أن القطب الشّمالي يضم 22 بالمئة من الغاز الطبيعي والنفط الموجود في العالم.

إضافةً إلى ذلك، تحوي جرين لاند على خام الحديد والزنك والرصاص والماس والذهب والنحاس، واليورانيوم، وليست الثروات فحسب التي تحرك رغبة الرئيسي الأمريكي في شراء جزيرة جرين لاند، فالجزيرة تحتل موقعًا استراتيجيًا يمكن استخدامه للأغراض العسكرية، فهي تبعد أقل من 1600 كيلومتر من القطب الشّمالي، ولدى الولايات المتّحدة بالفعل وجود عسكري هناك يتمثل في قاعدة ثول الجوية، وهي منشأة تابعة للقوات الجوية بنيت في العام 1943 وتوفر إمكانية إطلاق للصواريخ ومراقبة الفضاء.

غرين لاند الأرض البيضاء

غرين لاند معناها بالعربية (الأرض الخضراء) لكنها في الحقيقة الجزيرة ليس لها علاقة بهذا الاسم، وهذه الحقيقة تأخذنا للجغرافية الطبيعية للجزيرة والسّر وراء اختيار (اَيريك الأحمر) مكتشف الجزيرة لاسم جرين لاند.

من الأمور المثيرة للاهتمام أن أيسلندا والتي تسمى بأرض الجليد يغطي الجليد منها 11 بالمئة فقط، أما جزيرةُ غرين لاند فيغطي منها الجليد 81 بالمئة من مساحة أراضيها، يعني أن الجليد يغطي 1 مليون و 710 ألف كيلومتر مربع، والذي يصل سمكهُ في بعض المناطق إلى 3 كيلومتر، كمية هذا الجليد تقدر بـ 2 مليون و656 كيلومتر مكعب، بما يعني أن جزيرة غرين لاند تمتلك على أراضيها ما يعادل 6.7 بالمئة من إجمالي المياه العذبة الموجودة على سطح الأرض.

من الأمور العجيبة في جزيرة غرين لاند أنهُ يوجد جزء في منتصف أراضيها، وهو عبارة عن بحيرة عملاقة، هذه البحيرة تصل مساحتها إلى حوالي 250 ألف كيلومتر مربع، يعني أنها تعتبر ثاني أكبر بحيرة في العالم، وهذه البحيرة جزء من أخدود غرين لاند الكبير والممتد لمسافة 750 كيلومتر في قلب الجزيرة، وهو أطول أخدود على سطح الأرض، وبالمقارنة نرى أن الأخدود الكبير في الولايات المتّحدة الأمريكيّة يمتدّ لمسافة 446 كيلومتر، ومن العجيب أن هذا الأخدود الكبير في البحيرة العملاقة يكون تمامًا تحت الجليد.

في جنوب جرين لاند تقع بقايا مستعمرات إيريك الأحمر مكتشف الجزيرة وهنا سوف نتمكن من الإجابة على السؤال المهم، عندما تكون الجزيرة مغطاة بالجليد ولونها أبيض والأجواء المناخية في منتهاه البرودة، لماذا سُمّيت بِ غرين لاند الأرض الخضراء، عندما اكتشف إيريك الأحمر الجزيرة للمرة الأولى كان بحاجة إلى أن يقوم بتشجيع الناس على القدوم إلى الجزيرة، ولو قام بوصفها على أنها عبارة عن جليد وبردٍ قارص أشدّ من أيسلندا، فلن يقوم أحد بالمجيء إليها، ومن هنا قرر إيريك بأن يطلق عليها اسم جرين لاند، بإمكاننا أن نقول أسم جرين لاند كان عبارة عن خدعة تسويقية لا أكثر، ومازالت إلى يومنا هذا تخدع الناس التي لم ترى جزيرة جرين لاند من قبل، ولكن على الرغم من ذلك عدد من الدراسات

الحديثة اقترح أن أراضي الجزيرة شهدت تغيرات مناخية كبيرة على مدار السنين وفي الفترة من القرن التاسع إلى أواخر القرن 12 ميلادي، كانت درجات الحرارة عليها معتدلة نسبيًا وأعلى من المعدلات الطبيعية في هذا الوقت، وهذا ساعد على نمو الأشجار والنباتات العشبية، أن بعض مناطق الجزيرة بالجزء الجنوبي تحديدًا كان مفروشًا بالخضار وهذا الذي ساعد إيريك المكتشف للجزيرة في اختيار الاسم وإحكام خطته في الدعاية ودعوة المستوطنين الجدد.

الحيوانات التي تعيش في جزيرة جرين لاند

في شمال شرقي جرين لاند تقع واحدة من أكبر الحدائق الوطنية على مستوى العالم بمساحة تقدر 972 ألف كيلومتر مربع، وتضم الحديقة الوطنية هذه حيوانات عديدة مثل، الثعالب القطبية، والبوم الثلجي، وثيران المسك، والغربان الشمالية، والأوز أبيض الرأس، وأيضًا الأرانب القطبية، والحيتان البيضاء، وذئاب جرين لاند، وغزال الرنة، والدبب القطبية، التي تعتبر الرمز الوطني للبلاد.

الرياضة في جزيرة غرين لاند

استضافة جزيرة جرين لاند في عام 2010 كأس الفيفي للبرية، وشاركت أيضًا في دورة جزيرة الألعاب، وشاركت أيضًا في دورة ألعاب القطب الشمالي الشتوية.

احتلت جزيرة جرين لاند المركز 22 في الترتيب من مجموع 24 منتخب شارك في بطولة العالم لكرة اليد للرجال في ألمانيا في عام 2007 من شهر يناير.

أما الأكثر شعبية في جزيرة جرين لاند هي، الرياضة الوطنية رياضة كرة القدم، ولكن بسبب الظروف المناخية الباردة، لا يمكن إقامة المباريات فيها بسبب عدم استطاعة تدعيم أراضي الملعب بالعشب، والملعب الوطني هو ملعب نوك في عاصمةِ الجزيرة نوك، وإن الإتحاد الجرينلاندي لكرة القدم، هو ليس عضوًا في الفيفا، إنما هو عضو في مجلس نقابي للفيفا لكرة القدم دون الوطنية والممثلة للبلدان التي ليس لها عضوية في الفيفا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله