ما هو علاج الغضب بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؟

على الرغم من تطور العلم الحديث إلا أننا نجد علاج الغضب في القرآن الكريم والسنة النبوية خير حل للتخلص من هذه الصفة المدمرة لصاحبها وللمجتمع، وللعيش بسعادة.

هل تعاني من شعورك بالغضب بشكل متكرر بسبب أو بدون سبب؟ وهل كنت أحد الأشخاص الذين حاولوا كثيرًا التخلص من هذه الصفة الذميمة لكن دون جدوى؟

إذا كنت عزيزي القارئ أحد الأشخاص المشار إليهم في السؤالين السابقين، فنحن نبشرك بحل مشكلتك عن طريق علاج الغضب بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فسوف تجد فيه علاجًا فعالًا لم تستطع نظريات علم النفس الحديثة الوصول إليه للتخلص من هذه الصفة الذميمة والشعور المدمر لصاحبه وللناس من حوله.

ما هو الغضب؟

الغضب هو شعور لا إرادي، ينتج عنه تعطيل التفكير، وزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وفقد الأعصاب، فيظهر ذلك على وجه الإنسان بتغير لونه، ويبدأ الشخص الغاضب بإصدار أقوال وأفعال دون التفكير بما يقوم به ويقوله، وغالبًا ما تكون هذه الأقوال والأفعال مؤذية ومضرة للآخرين وتؤدي إلى تدمير العلاقات بينهم.

ما هي الأسباب المؤدية للغضب؟

تتعدد أسباب الغضب وتختلف من شخص لآخر، إلا أن الأسباب العامة للغضب هي أن الشخص يغضب عندما يتعرض للظلم، أو الذل، أو الخيانة، أو فقد شيء عزيز، أو عند الإصرار على الحصول على شيء معين، أو بسبب عدم الاتزان النفسي والعاطفي، أو الغضب والغيرة على الدين، وهذا السبب الوحيد الذي غضب الرسول صلى الله عليه وسلم من أجله.

وتجدر الإشارة إلى أن حدة الغضب وطرق التعبير عنه تختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص يغضبون لأتفه الأسباب، أو حتى بدون سبب، وجميع هذه الأسباب والحالات غير حميدة، ولا بد من كظم الغيظ وكبح الغضب عندها لتجنب الوقوع في الغلط.

طرق علاج الغضب بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

الغضب

لا بد أولًا من التذكير بطرق الوقاية من الوقوع في الغضب، وذلك بدوام ذكر الله تعالى حتى لا ينزغ الإنسان نزغ من الشيطان ويغضب، فبذكر الله تعالى تطمئن القلوب، وضرورة الصبر على جميع الأحوال والرضى بقضاء الله تعالى وقدره وعدم التذمر، والتفكر في حكمة الله تعالى مما قدره وكتبه على العبد.

كما لا بد للإنسان أن يعلم أن غضبه ما هو إلا دليل على ضعفه، فالإنسان القوي هو الذي يكبح جماح الغضب ويكظم غيضه، ويصبر، وذلك بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

أما في حال وقوع الغضب فهناك طرق متنوعة ذكرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم للتخلص من هذا الخلق السيء، ومنها نذكر:

الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: لأن الغضب هو مس من الشيطان لذلك كان لا بد من الاستعاذة منه عند الغضب، ودليل ذلك هو قول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36))

والحديث الشريف عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورجلان يستبّان، فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه (عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد.

عدم الكلام لحظة الغضب والبقاء صامتًا: وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت)، وذلك لأن شعور الغضب يجعل الإنسان يقول كلامًا قد يؤذي الآخرين ويجرح مشاعرهم، وقد يكون للكلام وقت الغضب آثارًا مدمرة للعلاقات بين الناس على المدى البعيد.

البقاء في نفس المكان وعدم التحرك منه مع تغيير الوضعية حتى يذهب الغضب: حتى لا يقوم الشخص الغاضب بتصرفات وأفعال مؤذية ومضرة قد يندم على فعلها لاحقًا، وذلك بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).

الصبر والمكابرة وكظم شعور الغضب تأسيًا واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان كظم الغيظ من أخلاقه الشريفة، وعملًا بوصيته صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه عندما قال للرسول أوصني، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تغضب، فردد ذلك مرارًا، قال لا تغضب، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لاتغضب ولك الجنة).

فعندما يستذكر الإنسان بداخله أجر كاظمي الغيظ والثواب العظيم لهم فإن ذلك قد يساعده على إطفاء نار غضبه، فقد قال الله تعالى في أجر كاظمي الغيظ في كتابه الكريم: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)  الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134 )) سورة آل عمران

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثواب كاظم الغيظ: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء).

الوضوء: لأن الغضب هو نزغ من الشيطان والشيطان من نار، لذلك فإن ماء الوضوء يطفئ النار، بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من نار، والماء يطفئ النار فإذا غضب أحدكم فليغتسل).

السجود: إن في السجود راحة لجميع أعضاء جسم الإنسان في جميع الأحوال وخاصة في الغضب، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئًا فليلصق خده بالأرض).

وفي النهاية نسأل الله تعالى أن يجملنا وإياكم بحسن الخلق والصبر والرضى، ونعوذ به من الغضب وسوء الخلق.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله