الجزء الأول من كتاب قواعد السطوة ال 48

مقال الجزء الأول من كتاب قواعد السطوة ال 48 هو مقال ثقافي يتحدث عن كتاب شهرته تعادل شهرة كتاب (ميكيافللي الأمير) القائل " إن الغاية تبرر الوسيلة" أمّا هذا الكتاب فيعطيك ثمان وأربعين قاعدة للسطوة يمكن استخدامها للخير أو الشر معًا.

كتاب قواعد السطوة ال 48 يتناقض والنظرة التقليدية للأمور من حيث تنظر لأفعال الناس من منظور الأبيض والأسود فقط، لهذا فالقواعد التي يذكرها الكتاب يمكن أن استخدامها للشر كما يمكن استخدامها للخير.

وقد علق أحد المفكرين على الكتاب: لو أن ميكيافللي قرأ الكتاب لما قام بتأليف كتابه (الأمير) مطلقًا.

كتاب قواعد السطوة ال 48

كتاب قواعد السطوة ال48

سنتناول في مقالنا هذا الجزء الأول من الكتاب والذي يتناول اثنتي عشرة قاعدة من القواعد الثماني والأربعين للسطوة، وكان الكاتب روبرت غرين (Roberrt Greene) قد شرح العنوان بقوله: إن رقعة الشطرج فيها ثمانية وأربعون مربعًا نصفها أبيض اللون والنصف الآخر أسود اللون، وهكذا يرى الكاتب أن لعلم السياسة ثمانية واربعون قاعدة للسطوة أو القوة.

مؤلف الكتاب

مؤلف الكتاب

روبرت غرين (Roberrt Greene) مؤلف الكتاب أمريكي الجنسية ولد في اليوم الرابع عشر من شهر أيار من العام 1959، تشتهر كتبه بالحديث عن الاستراتيجيات الحياتية والنفوذ والقوة، وأشهر كتبه واكثرها مبيعًا هو الكتاب الذي بين أيدينا وكتاب فن الإغراء وكتاب ثلاثة وثلاثون استراتيجية للحرب، وكانت نشأته في ولاية (لوس أنجليس Los Angeles)، وتابع دراسته في جامعة (ويسكنسن ماديسون Wisconsin Madison، وكاليفورنيا California)، ويتقن خمسة لغات عالمية.

كتاب قواعد السطوة ال 48 (48 Laws of Power)

سنعمل الآن على استعراض القواعد الإثنتي عشرة الأولى من القواعد التي يقدمها الكتاب وهي ثمانية وأربعون قاعدة، والآن هيل لنبدأ بالقواعد الثلاث الأولى من الكتاب:

القاعدة الأولى لا تتذاكى أمام رئيسك

عليك أن تعمل على أن يشعر رؤساءك بالإطمئنان على مناصبهم، والتفوق عليك، لأنك باستعراض الذكاء الذي تتمتع به أمامهم يجعلهم يخشونك ويشعرون بأنك مصدر تهديد لهم.

يحكى أنه منذ القديم عندما كان العالم الفلكي الإيطالي غاليليو (Galileo astronomer)، جل اعتماده على تمويل اختراعاته واكتشافاته على الهبات التي تقدمها له الأسرة الحاكمة آنذاك، فقد أخبر أكبر أبناء تلك الأسرة أنه اكتشف أن الأقمار الأربعة التي تدور في فلك (المشتري Jupiter) متناغمة مع الأبناء الأربعة للعائلة وذلك دليل على صعود مجد تلك الأسرة، مما جعل الأسرة الحاكمة تتخذ من كوكب (المشتري Jupiter) الشعار الممثل للأسرة، مما جعل (العالم غاليليو Galileo astronomer)، العالم المفضل في القصر الذي لم يعد بحاجة لأي شخص لتمويل أبحاثه.

القاعد الثانية لا تثق كثيرًا بأصدقائك وحاول الإستفادة من الأعداء

إن الخيانة بدافع من الحسد أول ما تصدر يمكن أن تصدر من الأصدقاء، وبالتالي فهم الأقدر على الأذية إذا ما أرادوا ذلك، على العكس في حين أنك لو اتخذت من عدو لك كصديق فسوف يفعل المستحيل ليثبت لك الولاء، قيل قديمًا ” احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة فهو الأعلم بمواطن الضعف لديك”.

يحكى أنه كانت الصين في العام 222 للميلاد من أكثر البلاد تعرضًا للإنقلابات، فما يكاد أحد الملوك أن يستلم السلطة حتى يقتل من قبل أحد أفراد قادته ويستلم الحكم من بعده، واستمر الحال على ما هو عليه حتى العام 959 للميلاد مع قدوم الملك (شاوين King Shawn) واستلامه الحكم بمساعدة من أصدقائه، ولأنه على معرفة بهم، فقد قام بتوثيق الوعود لهم بالرخاء والراحة المادية إذا ما تقاعدوا، فوافقوا جميعًا وتنازلوا عن مناصبهم كلها، وهذه كانت من أعظم القصص عن سيطرة الملك على أصدقائه وأعدائه المحتملين.

القاعدة الثالثة الإستعانة على تحقيق الأهداف بكتمان المقاصد

القاعدة الثالثة الاستعامة على تخقيق الأهداف

إن التكتم على المقاصد يؤدي لارتباك الذين من حولك، ويحيكون لك المكائد، وإياك أن تبين خططك، حتى يخمنوها ويفسروها وبالتالي يكون الوقت قد داهمهم.

يحكى فيما مضى عن (الدوق مارلبورو (John Churchill 1st Duke of Marlbourough، عندما كان قائدًا للجيش الانكليزي عام 1711، وأراد أن يدك قلعة فرنسية لأنها كانت تعيق تقدمه باتجاه لاحتلال فرنسا، وعندا استولى على القلعة لم يدمرها، لأنه لو دمرها لاكتشف الفرنسيون غايته، وأشاع أنه مهتم بالقلعة فقط، وبعد جولة من المعارك بينهم استعاد الفرنسيون السيطرة على القلعة، وبمجرد أن سيطروا عليها دمروها بأنفسهم، وبذلك اصبح الطريق سالكًا باتجاه الداخل الفرنسي.

تلك كانت القواعد الثلاثة الأولى من كتاب قواعد السطوة ال 48، والآن مع القواعد الثلاثة الأخرى وهي (الرابعة والخامسة والسادسة):

القاعدة الرابعة لتكن مقتصدًا في الكلام

إن كثرة الكلام تضيع هيبة الرجال، وفي الكلام الكثير قد تقول أشياء تافهة أو غبية، والذين يمتلكون السطوة كلامهم موجز ومركز.

من اقوال (الكاردينال دي ريشيلليو (Cardinal Duc de Richelieu: إن الأخطر على الوزير أن يقول الحماقات من أن يقوم بارتكابها.

القاعدة الخامسة قم بحماية سمعتك بحياتك

انتشار السمعة السيئة تعرض صاحبها لتلقي الضربات من كل حدب وصوب، فاعمل على المحافظة على سمعتك واحرص على حمايتها من خصومك، ولتتعلم كيف تنال وتدمر سمعة خصومك، ودعهم بعد ذلك للعامة يعلقونهم على المشانق.

القاعدة السادسة قم بلفت الإنتباه إليك بأي ثمن

القاعدة السادسة قم بلفت الانتباه غليك بأي ثمن

لا أحد من الناس يهتم لأمر لا يشاهده، قم بلفت الإنتباه بالغموض تجاه الآخرين أو باختلافك عنهم، واحرص على عدم ضياعك بين الناس، لتجذب إليك الأنظار افتعل فضيحة ما أو افعل شيئًا يمكن أن يجعلك نجمًا بين الناس.

لقد كان العالم (توماس اديسون (Thomas Edison يعلم بأن عليه ليحصل على تمويل لاختراعاته أن يقوم بجذب الإنتباه إلى اختراعاته، وكانت طريقة عرض تلك الإختراعات على الجمهور أهم من الإختراع بذاته، فقد استطاع أن يحظى باهتمام أبرز العلماء المنافسين له ألا وهو (العالم تسلا(Nikole Tesla  والذي يمكن أن يكون عبقريًا أكثر من اديسون.

والآن مع القواعد الثلاثة الأخرى من كتاب قواعد السطوة ال 48، وهي (السابعة والثامنة والتاسعة):

القاعدة السابعة وهي اترك الآخرين يقمون بالعمل بالنيابة عنك، وترجم ذلك لحسابك دومًا

لا تقم بالأفعال التي يمكن أن يقوم بها الآخرون لك بها، واستخدم معرفتهم وذكاءهم وعلمهم لخدمة تحقيق الأهداف التي تريدها، وهي أهدافك بالأساس، وهذا سوف يظهرك في قمة الذكاء والكفاءة والإعجاز، ويوفر عليك الوقت والجهد أيضًا.

وهكذا كان الفنان (بيتر بولس روبنز (Petrus Paulus Rubens، يستغل هذه القاعدة على الشكل التالي فقد كان يجمع في مرسمه عددًا من الرسامين الشباب الموهوبون، وكان أحدهم يرسم السماء وآخر يقوم برسم الثياب وآخر برسم الأشجار وبالتالي كانت تنتهي اللوحة وهو يراقب كوكب (المشتري Jupiter).

القاعدة الثامنة قم باستدراج الآخرين ليفعلوا ما ترغب

قم بإغراء الخصوم بالمجيء إليك، وهم بلا خططهم الخاصة بهم، ونحن نرى تطبيق هذه القاعدة في المفاوضات الدبلوماسية، إلى موقعك الذي تجيد اللعب فيه، وتملك السطوة فيه، لذا يكون تأثيرك عليهم أكبر لتحقيق المكاسب لك لأنهم سيعملون ما تريده منهم وكل ذلك تحت غطاء ما يريدونه هم.

القاعدة التاسعة لتنتصر بالأفعال لا بالأقوال

 إن الإنتصارات التي تتحقق في جدال ما، هي انتصارات آنية لا قيمة لها، فلا تترك خلفها سوى الضغائن والأحقاد، لذا يجب أن نثبت آراءنا بطرق غير مباشرة.

عندما كان (خروتشوف  (Nikita Khrushcheva يدلي ببيان يدين (ستالين (Josef Stalin، سأل أحد الحاضرين مقاطعًا لماذا لم تمنعه وتوقفه حينما كنتم اصدقاء، تجاهل خروتشوف السؤال وصرخ بأعلى صوته من سأل فلم يجبه أحد، وبعد عدة لحظات أجاب الآن تعرف لماذا لم أوقفه حينها.

والآن إلى القواعد العشرة والحدية عشة والثانية عشة من كتاب قواعد السطوة ال 48:

القاعدة العاشرة عليك تجنب غير المحظوظين كي لا تنتقل العدوى إليك

لتعمل على مخالطة المحظوظين والسعداء، أمّا البائسون والتعساء فقد يضروك ببؤسهم ونحسهم، أثناء المحاولة من قبلك لمساعدتهم، وصحبة الأذكياء وأصحاب البهجة والسرور والمثقفين، هو أمر من الضرورة بمكان.

وقد كان (نابليون بونابرت (Napoleone di Bunaparte، دائمًا برفقة الوزير (تاليران Maurice de Talleyrand)، وقد كان من أذكى وألطف وأحد أكثر الرجال الفرنسيين براعة، وذلك ليستفيد نابليون من طاقته الإيجابية.

القاعدة الحادية عشرة وهي تعلم الإحتفاظ باعتماد وحاجة الآخرين لك وعليك

لا تسمح لأحد أن يصبح في غنى عنك، ولا تعتقد أن السطوة هي بابتعاد الناس والإستغناء عنك، والمستغني عن الآخرين كالجالس في الغابة وحيدًا، لا سلطة أو سطوة لديه.

يقول (ميكيافيللي Niccola di Bernardo dei Machiavelli)، في كتابه (الأمير (Prince: الأمير الذي يتمتع بالحكمة هو الذي يعمل وبكل الوسائل لكي يجعل المواطنين جميعًا، وفي كل الظروف الحياتية معتمدين عليه، ليستطيع بعد ذلك أن يبادلهم الثقة.

يحكى أن الملك (لويس الرابع عشر (Louis XIV كان لديه منجّمًا من حاشيته تصدق تنبؤاته دومًا، فخشي الملك أن يكون ذلك المنجّم يمتلك قدرات خارق فيقوم بقتل الملك، فرغب الملك بقتل المنجّم قبل أن يقدم على قتله، فأخبر الملك الحراس بأنهم عندما يعطيهم الملك الإشارة يقتلون المنجم، ولكن الملك سأل المنجّم متى تتوقع أن تموت؟ فأجابه سأموت قبلك يا مولاي بثلاثة أيام! فلم يعط الملك الإشارة لقتله بل أصبح يهتم بصحة المنجّم بأقصى ما يستطيع من عناية، يعني أن تدع الآخرين معتمدين عليك هو أن التخلص منك هو كارثة عليهم.

القاعدة الثانية عشرة وهي اعمل على أن تجرد خصومك من أسلحتهم بكرمك

إن الهدايا التي تقدم بالوقت المناسب هي تمثل حصان طروادة بالنسبة لك، فهي بإمكانها أن تفتح لك القلوب لتفعل بها ما تشاء.

ويقول الصينيون “إمنح أولًا لتأخذ بعد ذلك”، وجرى مرة في التاريخ القديم أن الرومان حاصروا مدينة لمدة طويلة ولم يستطيعوا فتحها، ورأوا أن أخذ الأطفال كرهائن لن يفيدهم بشيء، فأطلقوهم، فكانت نقطة حولت الأمور لصالحهم، فقد كسب الرومان ثقة أهل المدينة مما جعلها تخضع لهم فيما بعد.

الخاتمة

الآن وقد وصلنا لنهاية الجزء الأول من كتاب قواعد السطوة ال 48، وقد قدمنا للكتاب مع نبذة عن مؤلفه روبرت غرين وأشهر كتبه، ولخصنا هذا الجزء من الكتاب وكان كتابًا مثيرًا يستطيع أن يمسك بتلابيب القارئ ولا يدعه يتركه حتى ينهيه، نعم إنه كذلك وستلمسون ذلك بأنفسكم أعزائي القراء، علمًا أن الملخص لا يغني عن الكتاب الأصلي.

قد يهمك أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله