شجرة النارنج … أهم المعلومات عنها وفوائدها

شجرة النارنج أو البرتقال المر، هي نوع من أشجار الحمضيات، يعرف باستخداماته المتعددة، حيث يستخدم بشكل شائع في الطب التكميلي، كما يدخل في تركيب مكملات إنقاص الوزن العشبية، وبعض الأطعمة مثل مربى البرتقال، إضافًة إلى استخدامه كبديل للصابون ومضافات للعطور.

يعتقد أن الموطن الأصلي لشجرة النارنج في جنوب شرق آسيا، إلا أنها تنتشر الآن في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وجزر بحر جنوب الصين، وأوروبا وغرب وجنوب إفريقيا، حيث توجد سجلات لها في أوروبا منذ زمن بعيد يصل إلى 1002 م. كما تعرف أيضًا شجرة النارنج باسم برتقال إشبيلية، وقد نمت على نطاق واسع في إسبانيا بحلول عصر النهضة.

وصف شجرة النارنج

تتمتع شجرة النارنج، التي تصنف كأحد الأشجار المثمرة، بمواصفات تميزها عن بقية أشجار الحمضيات، فهي شجرة شوكية دائمة الخضرة موطنها جنوب فيتنام، إلا أنها انتشرت على نطاق واسع في العديد من دول العالم وتتميز بالمواصفات التالية:

  • الإسم العلمي، CITRUS AURANTIUM، الجنس: حمضيات، الشعبة: Magnoliophyta، الفئة: Magnoliopsida، الصنف الفرعي: Rosidae.
  • يبلغ طول شجرة البرتقال المر أو النارنج حوالي من (3- 10 أمتار)، وهي شجرة متفرعة بشكل كبير ولها تاج مستدير، تنمو تفرعاتها بشكل مضغوط، تحمل الأغصان الصغيرة أشواكًا قصيرة نحيلة، أما الأغصان الأقدم فلها أشواك قوية يصل طولها إلى 8 سم.
  • يوجد 23 صنفاً من شجرة النارنج، أبرزها البرغموت، تختلف هذه الأصناف عن بعضها البعض بدرجة مرارة ثمارها.
  • تنتصب شجرة النارنج بشكل مستقيم للغاية، مما يجعلها شجرة زينة رائعة.
  • شجرة النارنج هي شجرة دائمة الخضرة، لذلك يمكنك أن تتوقع أن تشم رائحة أوراقها الخضراء العطرية العميقة على مدار السنة.
  • تحتوي الشجرة على أشواك يمكن أن تنمو حتى ثلاث بوصات، لذلك ستحتاج إلى الحذر عند جني حباتها أو تقليم أغصانها.
  • تتمتع أزهارها ذات اللون الأبيض والأصفر برائحة عطرية للغاية، لذا فغالبًا ما تستخدم في صناعة العطور والصابون، ليس فقط بسبب زيوتها ولكن أيضًا بسبب إنتاجها من مستخلص زهرة البرتقال الذي يعرف بماء الزهر.
  • ثمار شجرة النارنج صغيرة الحجم مقارنًة بثمار البرتقال، ويمكن أن تكون مستديرة أو بيضاوية الشكل. تتميز بقشر برتقالي سميك، مع وجود غدد زيتية مرئية، مما يجعل مظهرها خشنًا أو وعرًا، أما اللب الداخلي فلونه برتقاليًا فاتحًا، وغالبًا ما يكون مليئًا بالبذور.

أشهر أصناف شجرة النارنج

أشهر أصناف شجرة النارنج

تتواجد شجرة النارنج بأنواع وأصناف عديدة، تختلف بالحجم واللون وعدد البذور، حيث يوجد 23 صنفاً من هذه الفاكهة، أبرزها البرغموت. يمكنك أن تتوقع أن تكون بعض الأصناف أكثر مرارة من غيرها إلا أن أشهرها:

1 – برتقال إشبيلية (bigarade):

يتميز هذا الصنف من برتقال النارنج بأن ثماره لاذعة للغاية، يزرع في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، قشرة ثمرته سميكة ومدملة، تستخدم في تحضير مربى البرتقال، حيث تحتوي على نسبة أعلى من البكتين، مقارنة بالبرتقال الحلو، كما أنها تستخدم في الكومبوت والمشروبات الكحولية بنكهة البرتقال.

2 – برتقال البرغموت (Bergamot orange):

يعرف البرغموت بالاسم العلمي(Citrus aurantium subsp.bergamia)، يُزرع في إيطاليا لإنتاج زيت البرغموت، وهو أحد مكونات العديد من ماركات العطور الشهيرة والشاي المنكّه.

3 – برتقال تشاينوتو (Chinotto):

وهي نوع من أشجارالنارنج القزمية، أوراقها صغيرة تشبه أوراق الآس، موطنها الأصلي إيطاليا، تتميز بزهور بضاء اللون ذات رائحة عطرة للغاية ولطيفة مما يجذب الحشرات الملقحة وبخاصة النحل، ثمارها صغيرة، صفراء أو برتقالية في كثير من الأحيان، مستديرة الشكل، إلا أنها غير صالحة للأكل.

4 – برتقال ديداي (daida):

وهي من أفضل أنواع النارنج المستخدمة في الطب الصيني واحتفالات رأس السنة اليابانية.

5 – برتقال تريفولياتا:

يتميز شجر برتقال تريفوليا بسهولة زراعته، إذ أنه لا يعاني من الأمراض والآفات، يفضل التربة الحمضية والنفوذة، أشجاره ذات أوراق متساقطة، وتتميز بصغر حجمها، يزهر برتقال تريفولياتا في فصل الربيع وتنضج ثماره في الخريف. وثماره تشبه ثمرة الليمون الحامض، طعمها حامض وبذوره كثيرة.

6 – برتقال أورانتيوم:

يزرع برتقال أورانتيوم للإستفاة منه في تطعيم أشجار الحمضيات، تتميز أشجاره بأنها شوكية دائمة الخضرة، تفضل التربة القلوية، كما أنها مخنثة ذاتية التلقيح، تنتشر على نطاق واسع حول العالم، إلا أن جنوب فيتنام تعد موطنها الأصلي، يتميز برتقال أورانتيوم بزيته العطري الذي يستخدم كمنكه طبيعي، حيث يتم  استخراجه من أزهاره التي تزهر بين شهري نيسان وحزيران، أما ثماره قشرتها سميكة، وتمتاز باحتوائها على نسبة عالية من البكتين مقارنة بالبرتقال الحلو.

شروط زراعة شجرة النارنج (البرتقال المر)

شروط زراعة شجرة النارنج

لا بد من توفير الشروط المناسبة لشجرة البرتقال حتى تنمو بشكل صحيح، وتشتمل هذه الشروط على مايلي:

1 – المناخ الملائم:

تفضل شجرة البرتقال المر (النارنج) المناخات الاستوائية أو شبه الاستوائية، فهي تنمو بشكل أفضل فيها، فالطقس المشرق والمشمس والرطب مع درجات حرارة معتدلة هو الأنسب لإنتاج الزهور وحصادها. حيث تقلل الظروف الجوية الملبدة بالغيوم أو الضبابية أو الحارة والرطبة من أعداد الأزهار ومحتوى الزيت، ومع ذلك، فإن شجرة النارنج تتمتع بقدرة كبيرة على التحمل حيث يمكنها تحمل درجات أقل من درجة التجمد، لفترات قصيرة.

يعمد الكثير من الناس الذين يعيشون في المناخات الباردة إلى زراعة أشجار البرتقال المر في الأواني، ثم ينقلونها إلى الداخل خلال فصل الشتاء. مما يتيح توفير بيئة للشجرة أكثر دفئًا وتحكمًا بالحرارة، كما ويحميها من التلف الناتج عن الصقيع. البرتقال المر له عمر طويل، حيث يمكن أن تظل البساتين، التي يبلغ عمرها من 80 إلى 100 عامّا، منتجة للثمار.

2 – التباعد بين الغراس:

للحصول على أفضل النتائج، ينصح بزراعة أشجار النارنج على بعد حوالي 15 قدمًا، أي ما يعادل 4.5 م، من أي هياكل موجودة، مثل المنازل أو الأكواخ أو النباتات، إذ يمكن أن تنمو شجرة البرتقال المر بشكل كبير. وقد يتراوح قطر كتلتها الخضراء، عند النضج الكامل، من 10 إلى 30 قدمًا، أي من 3 حتى 9 أمتار، ويصل متوسط ​​ارتفاع الشجرة إلى حوالي 20 قدمًا (6 م). وتتميز هذه الأشجار بأن لها مظلة مضغوطة ولا تنتشر على نطاق واسع، مما يقلل من احتياجات التباعد فيما بينها.

3 – التلقيح:

تتميز أشجار النارنج بأنها أشجار خنثى، مما يمكنها من أن تتلقح ذاتيًا، لذا في حال كنت تزرع شجرة برتقال ثانية، على أمل زيادة محصول الفاكهة لديك، فتأكد من أنك تغرسها بعيدة بما يكفي لتوفير جذر ومظلة كافية لها.

4 – التكاثر والغرس:

يتم إكثار البرتقال المر عن طريق البذور أو التطعيم. حيث تُزرع البذور في أحواض خاصة  بالشتلات في فصل الربيع،  وتُزرع الشتلات في المشتل بعد عامين بتباعد 130سم. أما عند نقلها لزراعتها في الحقل، تكون المسافة 4 م × 4 – 5 م، ولكن يمكن تقليل التباعد بين الصفوف إلى 1- 1.5 م إذا كانت كل الزراعة يدوية.

العناية بشجرة البرتقال المر

كما أسلفنا فإن شجرة البرتقال المر هي شجرة حمضيات شديدة التحمل. لذا على عكس معظم أشجار البرتقال، فهي لا تتطلب قدرًا كبيرًا من العناية. حيث يمكنها تحمل درجات حرارة أكثر برودة، وكميات مختلفة من ضوء الشمس.

1 – فترات التعرض لضوء الشمس:

تفضل شجرة البرتقال المريرة الشمس الكاملة، والتي تُعرّف على أنها من ست إلى ثماني ساعات على الأقل من ضوء الشمس كل يوم. ومع ذلك، فإنها ستزدهر أيضًا في الظل الجزئي مما يتيح للمزارعين مزيدًا من الحرية في اختيار مكان غرس الأشجار.

2 – السقي:

تحتاج أشجار البرتقال المر إلى سقي مثل معظم أنواع الحمضيات، دون الإفراط في كمية المياه المقدمة لها، الهدف الرئيس من ذلك هو عدم ترك الجذور مغمورة بالمياه، مما قد يؤدي إلى إصابتها بالآفات والأمراض.

لذا يجب اعتماد نظام سقي منتظم، وبما أن شجرة النارنج تفضل التربة الطينية، سيسمح لها ذلك بالاحتفاظ بقدر من المياه، عند استخدام طريقة الري العميق، وهو نظام خاص من الترطيب يتم من خلال تشغيل خرطوم حديقتك على حوض الشجرة وبضغط منخفض. وتركه لمدة ساعة تقريبًا. سيسمح هذا للماء بالتغلغل بعمق في الأرض.

ينصح بإضافة بعض السماد إلى تربة الجذر مثل الرماد وبعض الأوراق اليابسة، تحقق من ذلك كل بضعة أيام. عندما يبدأ السماد في الجفاف، قم ببعض الري العميق مرة أخرى.

3 – التشذيب (التقليم):

يعد التقليم جزءًا حيويًا من رعاية أي شجرة فاكهة تقريبًا، لأنه يقطع الأغصان الميتة ويعيد توجيه العناصر الغذائية إلى أغصان صحية منتجة للفاكهة. ومع ذلك، فإن شجرة البرتقال المر لها احتياجات تقليم متواضعة مقارنة بالعديد من أصناف الحمضيات الأخرى.

يتم تقليم شجرة النارنج مرة واحدة في السنة على الأقل، ويعد التوقيت الممتد بين أواخر الشتاء إلى منتصف الربيع هو الموعد المثالي لإجراء ذلك، إذا كنت تعيش في مناخ دافئ. أما إذا كنت تعيش في منطقة أكثر برودة، فانتظر حتى شهر آذار على الأقل. احرص على أن تكون مقصات التقليم حادة ونظيفة ومعقمة لحماية الشجرة في مناطق القص. ركز على قطع الفروع الميتة أو المتقاطعة، تأكد من ارتداء القفازات حيث أن لشجرة البرتقال المر أشواك حادة قد تؤذي يديك.

المركبات والعناصر الغذائية في النارنج

يتميز البرتقال المر أو النارنج باحتوائه على مركبات نباتية عديدة تعرف باسم protoalkaloids، والتي استخدمت على نطاق واسع في تركيب المكملات الغذائية، التي تهدف إلى إنقاص الوزن، والعناية بالبشرة، وكبح الشهية، وصحة الدماغ وكذلك صناعة العطور. وتعد المركبات التالية من أهمها:

1 – سينفرين (P-synephrine):

يعد الـ P-synephrine، المستخلص الرئيس من البرتقال المر، يحوي على بنية مشابهة للإيفيدرين، الذي يعد المكون الرئيس لمكملات فقدان الوزن العشبية الإيفيدرا، إلا أن هذا المركب يرفع ضغط الدم ويزيد معدل ضربات القلب ويسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية بين بعض المستهلكين، لذا فقد تم حظره من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

2 – الليمونين:

يوفر البرتقال المر (النارنج) الليمونين مثل بقية الفواكه الحمضية الأخرى، وهو مركب يعرف بأن له خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للفيروسات، كما تشير الدراسات العلمية السكانية إلى أن الليمونين قد يمنع بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث العلمي الدقيق.

3 – أوكتوبامين (p- أوكتوبامين):

يوجد بروتو ألكالويد آخر موجود في البرتقال المر وهو p-octopamine. ومع ذلك، يوجد القليل من ب- أوكتوبامين في مستخلصات البرتقال المر. علاوة على ذلك، يُعتقد أنه يتم استقلابه بسرعة كبيرة في الكبد عند تناوله من الفاكهة الكاملة. وبالمثل، لا يبدو أن لها أي آثار مفيدة أو عكسية على جسمك.

4 – فيتامين سي:

يتواجد فيتامين سي في أوراق نبات البرتقال المر بوفرة، ويعمل كمضاد للأكسدة. علاوة على ذلك، فإن قشرة ثمرة النارنج تحوي نسبة عالية من مركبات الفلافونويد، وهي مضادات أكسدة قوية أيضًا ذات قيمة طبية عالية، فهي تعمل على حماية الجسم من الأمراض عن طريق منع تلف الخلايا وتعطيل الجذور الحرة، وهي مركبات غير مستقرة تدمر الخلايا، وتزيد من الالتهاب وخطر الإصابة بالأمراض.

5 – قلويدات البروتويدات:

هي مركبات نباتية توجد في البرتقال المر ولها خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للفيروسات. ولقد ثبت أنها آمنة للاستهلاك.

فوائد شجرة النارنج الصحية

  • تستخدم فروع شجرة النارنج لتطعيم أشجار الحمضيات، كما تستخدم قشور ثمارها في تحضير مربى البرتقال، وفي صنع المشروبات الكحولية.
  • يستخلص الزيت العطري من ثماره، كما ويستخلص ماء زهر البرتقال المقطر من أزهاره.
  • يستخدم البرتقال المر ومستخلصاته في الطب الصيني التقليدي (TCM) لعلاج عسر الهضم والإسهال والدوسنتاريا والإمساك.
  • البرتقال المر ثمرة مليئة بالفيتامينات. فهي تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية إلا أنها غنية بالألياف. مما يجعلها ممتازة لتحسين الهضم. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامينات A و C التي تلعب دورًا مهمًا في دعم جهاز المناعة.
  • تحسن صحة الجلد وتسرع التئام الجروح وتساعد في تكوين الكولاجين بسبب النسبة العالية من فيتامين سي الموجودة في ثمرة البرتقال المر.
  • تحسين الأداء الرياضي، بفضل مركب p-synephrine البرتقالي المر الموجود في ثماره.
  • يستخدم البرتقال المر في صنع شاي الأعشاب والأدوية في الصين.

فوائد شجرة النارنج العامة

للبرتقال المر العديد من الاستخدامات المنزلية الأخرى خارج المطبخ. وتشتمل على استخدامه على:

  • يستخدم كبدائل الصابون.
  • استخلاص الزيوت الأساسية بما في ذلك زهر البرتقال والبيتيتغرين.
  • تركيب العطور.
  • الطب التقليدي، كاستخدامه في تركيب المطهرات.
  • يستخدم زيت البرتقال المر أيضًا كنكهة أو كمادة مضافة لما يلي: المواد الحافظة (الهلام)، الحلوى (العلكة والحلوى الصلبة والفواكه المسكرة)، حلويات الآيس كريم، الصلصات، النبيذ المخمر.
  • يستخدم عصير البرتقال المر كمخلل عند تناول الأسماك واللحوم، حيث يتم استخدامه في بعض المناطق بشكل مشابه للخل.

هل استخدام ثمار شجرة النارنج آمن؟

تعد مستخلصات البرتقال المر آمنة للاستهلاك في المكملات الغذائية بشكل عام، بجرعات تتراوح بين (50- 98) ملغ في اليوم. كما أظهرت إحدى الدراسات أن 40 ملغ من synephrine جنبًا إلى جنب مع 320 ملغ من الكافيين هي جرعة آمنة من هذه المكونات المركبة.

أظهرت دراسة أخرى، تناول برتقالة مرة كاملة تحتوي على 30.6 ملغ من p-synephrine عدم وجود تفاعلات مع الأدوية. ومع ذلك، يجب على النساء الحوامل أو المرضعات تجنب البرتقال المر بسبب نقص معلومات السلامة حوله.

إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام ضربات القلب أو الجلوكوما، يجب عليك تجنب هذه الفاكهة ومستخلصاتها. وبالمثل، فإن مكملات البرتقال المر محظورة على الرياضيين في الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات في أمريكا، لأنه يصنف كمنشط.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله