زين الدين زيدان … اللاعب والمدرب، ملك الملعب وصانع البطولات!

لاعب في خط الوسط ومهاجم استثنائي رائع، وذو موهبة فريدة جعلت الكثير من محبي كرة القدم يعشقون هذه اللعبة العالمية. مدرب ناجح كسر العديد من الأرقام القياسية ونقل للاعبين إبداعه ليكونوا دائمًا في الصدارة، كل هذه المزايا والصفات اجتمعت في شخص واحد جعلت منه أسطورة لن تتكرر.

نجمٌ غيّر موازين لعبة كرة القدم في بلاده إنه المحترف زين الدين زيدان (zinedin yazid zidan) لاعب كرة القدم المشهور المتميز والمعروف باسم (زيزو) العربي الأصل والفرنسي الجنسية. من هو؟ وأي الفرق يلعب معها، ومسيرته الحياتية الشخصية والكروية، والجوائز التي فاز بها؟ والسبب في اعتزاله كرة القدم التي عشقها مبكرًا؟ وأكثر من ذلك سوف نتعرف عليه في هذه الجولة مع مسيرة أعظم لاعب بكرة القدم.

زين الدين زيدان والسيرة الذاتية

زين الدين زيدان والسيرة الذاتية

ولد زين الدين زيدان في حي (La Castellane) بمدينة مرسيليا الفرنسية، لأبوين (إسماعيل ومليكة) من إحدى القبائل الجزائرية العربية، حيث هاجر أبواه عام 1953 من قرية تسمى (أحيمون) الواقعة شمال الجزائر إلى باريس هربًا من الحرب على الجزائر قبل اندلاع ثورة الجزائر، واستقروا في باريس ثم انتقلوا إلى مدينة مرسيليا في حي يسمى (لا كاستيلان) حيث فرص العمل أفضل لوالده رغم الصعوبات التي كانت في هذا الحي.

ولد في هذه الفترة الابن الأصغر للأبوين (زين الدين) بعد أربعة أشقاء له في عام 1972، وعاش في كنف والديه حياة هادئة مع أم ربة منزل وأب يعمل حارس ليلي وعامل في مستودع تابع لمتجر، وبتربية صارمة من الوالدين أثرت في مسيرته المهنية بشكل كبير. 

يقول زين الدين زيدان في مقابلة أجرتها معه مجلة اسكواير (Esquire) الأمريكية عن أصوله العربية مفتخرًا: “أنا على صلة بالعالم العربي في دمي عن طريق والدي. أنا فخور جدًا بكوني فرنسيًا، لكنني أيضًا فخور جدًا بأن لدي هذه الجذور وهذا التنوع”.

تزوج عام 1994 من فيرونيك فيرنانديز ذات الأصول الاسبانية ولديه (4) أولاد، هم (إنزو، لوكا، ثيو، إلياس).

دخول زيدان لميدان كرة القدم

دخول زيدان لميدان كرة القدم
  • بروز زين الدين زيدان في سماء كرة القدم لم يكن مفاجئًا أو غير متوقع، فقد بدأ بممارسة كرة القدم في أحياء مدينة مرسيليا صغيرًا حتى بلغ تسع سنوات من عمره حيث لعب في (تكوين الشباب في نادي الفوريستا) في الحي الذي كان يقطن به، وأصبح قائدًا لفريق الناشئين لأول مرة في حياته حيث لعب كرة القدم مع أطفال الحي في ساحة تابعة للمجمع السكني الذي يقطن فيه تسمى (ساحة تارتان) وبقي في هذا الفريق سنة ونصف.
  • وفي عمر الـ (10 سنوات) انضم لفريق الشباب المحلي في الحي (سانت ميشيل) والذي كان يبعد عن الحي الذي يقطنه بضعة كيلومترات، ثم انضم لفريق (أس أو سبتيم ليه فالون) وبقي مع هذا الفريق حتى بلغ (14) من عمره حيث بدأت موهبته تبرز وأصبح تحت أنظار مدرب الفريق (روبرت سينترو) الذي اهتم به، وفي هذا النادي الجديد بدأت علامات النجومية على هذا الشاب تظهر فقد تحول من لاعب شاب كغيره من اللاعبين إلى أفضل اللاعبين الموهوبين في جنوب فرنسا حيث كان اللاعب ((جان بيير بابان وبلاش سليشكوفيتش وإنزو فرانسيسكولي (في مرسيليا)) هم قدوته في الفترة التي نشأ وتعرف فيها على كرة القدم.
  • انضم بعدها لمعسكر تدريبي في (آكس أون بروفانس) التابع للمركز الإقليمي للرياضة والتربية البدنية، وهو من المعاهد الخاصة بكرة القدم يديرها الاتحاد الفرنسي لكرة القدم التي تهتم باكتشاف المواهب من لاعبي كرة القدم، وفي هذا الوقت اكتشف موهبته المميزة نادي كان واللاعب جان فارود الذي أوصى به وأعجب بموهبته كلاعب متكامل وأصر وقتها على أن يوقع مع هذا النجم الساطع عقدًا لصالح نادي (كان). ووضعوه تحت الاختبارات لمدة أسبوع أبدى خلالها نجاحًا باهرًا والتي انتهت بتوقيعه عقدًا مع نادي (كان) وهو في عمر الرابعة عشر.

تأثر وهو في سن الـ (14) من عمره بأداء اللاعب (دييغو مارادونا) في مباريات كأس العالم لعام (1986) وترك في مخيلته أثرًا لا يمكن أن يُمحى.

مسيرته الكروية مع نادي كان Association Sportive de Cannes Football

كانت تجربة زيدان مع نادي كان تجربة فريدة من نوعها حيث صار في وسط أشهر اللاعبين المشهورين في فرنسا (أمثال باتريك فيارا وسيبستيان فراي ويوهان ميكود)، واحساسه بأنه اقترب من تحقيق حلمه بأن يكون لاعب كرة قدم محترف بات قريبًا جدًا، شجعه اللاعب جان فارود من نادي (كان Association Sportive de Cannes Football) وكان أول مدرب له حيث وجد فيه لاعبًا متميزًا رغم أنه كان يتعرض لبعض هجمات من الجماهير حول عائلته وعِرقه، إلا أن مدربه طلب منه أن يُركز على الكرة بين قدميه وعلى وجوده في الملعب.

كان من المفروض أن يبقى في نادي كان لمدة شهر ونصف، إلا أنه نظرًا لمستواه العالي والاحترافي فقد بقي في النادي أربع سنوات، وقد انضمت أسرته للعيش معه في مدينة كان مقر النادي حيث شعر بالتوازن والهدوء أكثر مما كان عليه وهو بعيد عن عائلته.

وأول مباراة احترافيه لزيدان التي قرر المدرب (جان فرنانديز) إلحاقه فيها مع (نادي كان) كانت في 20 من شهر مايو لعام 1989 بمباراة الدوري الفرنسي لمواجهة نادي نانت (Football Club de Nantes) ‏ والذي كان يمتلك أعظم نجوم (مثل مارسيل دي ساييه، ديدييه ديشان) حيث شاهد الجميع ميلاد أعظم نجم في تاريخ الدوري الفرنسي رغم أنه لم يسجل أي هدف إلا أنه كان مبدعًا خلال الدقائق الأخيرة من اللعبة، مما شجع المدرب لتقديم حافز مالي بقيمة (5 آلاف فرنك فرنسي) كأفضل لاعب يمتلك موهبة خيالية.

وأول هدف سجله زيدان لنادي (كان) كان في عام 1991 وكان ضد (نادي نانت) حيث فاز نادي كان بـ (2–1)، وحصل فيها زيدان على أول سيارة في حياته كنوع من الحوافز. فقد أظهر زيدان في هذه المباراة براعته واحترافيته وتقنياته التي كانت غير عادية بتعامله مع الكرة، مما مهّد له الطريق للعالمية ورؤية موهبته الرائعة من قبل ألمع النجوم.

وفي الموسم الأول لزيدان في (نادي كان) تأهل النادي لكأس الاتحاد الأوربي حيث حصل على المركز (4) في الدوري الفرنسي.

الفريق الذي لم يقبل التعاقد مع زيدان

بدأت العروض تهطل على زيدان بعد خروجه من (نادي كان) وانتهاء عقده معه للّعب مع أكبر الأندية الفرنسية، وكان يجد أن تحقيق حلمه هو التعاقد مع نادي الأولمبيك مرسيليا وخاصة عندما عبّر رئيس النادي عن اعجابه بهذه الأسطورة إلا أن مدرب الفريق (Raymond Goethals) لم يقبل اتمام التعاقد مع زيدان بحجة أن زيدان لن يقدم الجديد والإضافة للفريق وأنه لاعب بطيء، مما دفع زيدان للموافقة على عرض نادي بوردو الفرنسي.

انتقال زيدان إلى نادي بوردو Football Club des Girondins de Bordeaux

انتقل زيدان ليلعب مع نادي بوردو في عام (1992) مقابل مبلغ (3) مليون فرنك فرنسي، وكان متميزًا أيضًا، فقد كان مدرب الفريق (رولاند كوربيس) يعرف قدرات زيدان ومهاراته، وهو أول من أطلق عليه لقب (زيزو)، وبقي مع النادي مدة (4) سنوات حيث لعب مع كبار الاعبين (أمثال كريستوف دوغاري، بيسنتي ليزارازو) الذين ساعدوا زيدان في إبراز تألقه بشكل لافت حيث لعب خلالها (35) مباراة سجل خلالها (10) أهداف. وفاز النادي في عام 1995 بكأس (إنترتوتو)، كما حصل على المركز الثاني أمام (نادي بايرن ميونخ) في كأس الاتحاد الأوروبي، وحصل زيدان أيضًا في هذه الفترة على جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الفرنسي من الرابطة الفرنسية.

انضمامه لنادي يوفنتوس Juventus الإيطالي

عُرضت على زيدان خلال هذه الفترة عدة عروض هامة للانضمام لأفضل الأندية الأوربية، ولكنه قرر في عام 1996 الانضمام إلى نادي يوفنتوس (Juventus) الإيطالي الذي كان قد حاز على دوري أبطال أوروبا خلال موسم 1995. حيث كان مدرب النادي (مارتشيلو ليبي) يرى في زيدان اسطورة ولاعب استثنائي لن يتكرر كل يوم وأصر على التعاقد معه مهما كلف ، اشتراه من نادي بوردو مقابل مبلغ خيالي (5,5) مليون يورو وهذا يعتبر رقمًا استثنائيًا في ذلك الوقت.

إلا أن التدريبات في نادي (Juventus) لم تكن بالسهلة فقد كانت تدريبات بدنية شاقة كان يعتمدها الفريق الإيطالي في ذلك الوقت والتي لم يكن معتادًا عليها في الدوري الفرنسي، واستغرقت التدريبات وقتًا طويلًا إلا أن وجود اللاعب (ديديه دي سانشو) ساعده في التأقلم مع نظام الفريق ومع اللاعبين خلال فترة قصيرة، وصار عشاق وجمهور الفريق يقارنوه مع اسطورة الفريق (ميشيل بلاتيني)، وفي 20 من شهر اكتوبر لعام 1996 قدم زيدان بطاقة هويته للجمهور الإيطالي عندما سجل هدفًا في مرمى (نادي انتر ميلان)، وبعدها اثبت حقه في ارتداء قميص نادي (Juventus) وقدم موسمًا رائعًا وفاز فريقه بكأس الانتركونتيننتال، وخلال هذه الفترة عَرِفَ زيدان معنى التتويجات.

وتميزه في كرة القدم في هذا النادي ظهر بشكل سريع بـ:

  • فاز النادي بلقب الدوري الإيطالي لموسم (1996 ـ 1997).
  • حصل زيدان على لقب أفضل لاعب أجنبي في الدوري الإيطالي في الموسم الأول في هذا النادي.
  • سجّل زيدان (7) أهداف خلال لعبه في (32) مباراة في الدوري مما ساعد نادي يوفنتوس للفوز في دوري الإيطالي لموسم (1997ـ 1998).
  • حصل زيدان على جائزة أفضل لاعب في العالم لكرة القدم عام (1998) من الفيفا.
  • فاز بجائزة الكرة الذهبية.
  • وفي عام 2001 حصل للمرة الثانية على جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري الإيطالي.

كان لاعبًا يحمل موهبة غير عادية ظهر في لعبه خلف المهاجم أليساندرو دل بييرو مباشرة، وكان يتشارك مع الفريق لصنع أفضل النتائج.

العقوبة التي تلقاها زيدان خلال عقده مع نادي Juventus  

قام زيدان خلال مباراة بين نادي (Juventus) نادي هامبورغ بنطح لاعب نادي هامبورغ (ليوشين كينتز) خصمه وتسبب في نزيف برأس اللاعب توقف على أثرها عن اللعب لمدة (15) يومًا للعلاج، مما عرضه لعقوبة الطرد والتوقف عن اللعب لـ (5) مباريات متتالية وهذه العقوبة اعتبرها المحللون الرياضيون أنها قاسية لنجم فرنسي بمستوى زيدان، والسبب أن اللاعب سخر من أصل زيدان العربي وعرقه حيث كان يعاني بشكل دائم من صراع داخله لأنه عربي من الجزائر وفرنسي المولد والنشأة.

انضمام زيدان لنادي ريال مدريد الملكي لكرة القدم

في موسم 2001 بدأ مشروع غالاكتيكوس (بالإسبانية: Galácticos)‏ ” والتي تعني (المجرات) بإشارة إلى التعاقد مع أفضل نجوم كرة القدم شهرة لصالح نادي ريال مدريد الاسباني” حيث كان زيدان من بين هؤلاء النجوم الذين انضموا لريال مدريد، كان هذا الانضمام على مقاس زيدان، وبالرغم من رفض نادي السيدة العجوز (نادي يوفنتوس) إتمام هذه الصفقة (حيث كان زيدان في صفوفه) إلا أن اصرار رئيس نادي الريال (فلورنتينو بيريز Florentino Pérez) ورغبة زيدان في اللعب في الريال مدريد جعلت الصفقة تتم في (8 يوليو لعام 2001) مقابل مبلغ (75) مليون يورو كأعلى رقم عالمي لصفقة قياسية حيث ظل هذا الرقم طوال (8) سنوات متواصلة أغلى صفقة في التاريخ.

وتقديرًا لزيدان حضر ألفريدو دي ستيفانو شخصيًا للملعب (وهو لاعب كرة قدم أرجنتيني وكان مدربًا محترفًا صُنف على أنه أحد أفضل لاعب كرة قدم على مر العصور) وسلم زيدان القميص الذي يحمل الرقم (5) ليصبح أهم نجوم ريال مدريد.

لم تكن بدايات زيدان مع ريال مدريد سهلة حيث واجه بعض المشاكل في التأقلم بسبب الضغط الذي واجهه إضافة إلى أن المدرب (فيسنتي ديل بوسكي) اعتمد على زيدان في البداية كجناح أيسر أمام اللاعب روبيرتو كارلوس إلا أنه مع كل هذه الصعوبات استطاع زيدان أن يسجل هدفه الأول لسنة 2001 أمام (نادي ريال بيتيس).

وفي الموسم الأول لزيدان مع ريال مدريد سجل هدفه الشهير في نهائي دوري أبطال أوروبا لعام 2002 على (باير ليفركوزن)، حيث ركض زيدان حتى خط التماس والفرح يعلو وجهه صارخًا بأعلى صوته، فقد كان الهدف من أعظم أهداف تاريخ الدوري لأبطال أوروبا.

وفي موسم 2003 حصل على جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم بعد أن تمكن من مساعدة نادي ريال مدريد في الفوز بلقب الدوري الإسباني لعام 2002–2003. وقد أبدع زيدان في اللعب مع زملائه ديفيد بيكهام ورونالدو، وسجل ما يقارب (9) أهداف في (28) مباراة في السنوات التالية.

اعتزال زيدان اللعب

أقوال في زين الدين زيدان

في (7 مايو من عام 2006) أعلن زيدان خطته للاعتزال وذلك بعد نهائيات كأس العالم لعام 2006 وان هذا القرار نهائي لا رجعة فيه، حيث اعتبر أنه غير قادر على تقديم أفضل مما قدمه للريال، وكان هذا القرار قد أدهش الجماهير التي كانت ترى أن زيدان لا يزال قادرًا على تقديم مستويات رائعة، إلا أن قرار اعتزاله اللعب كان لا يقبل أي تراجع عند زيدان، ولعب مباراة وداع ضد نادي (فياريال Villarreal) بتعادل 3-3 حيث كان الجمهور البالغ عددهم أكثر من 80 ألف متفرج يحملون لافتات بيضاء مربعة الشكل مرسوم عليها قميص يحمل الرقم (5)، وودعه الجمهور بلافتة كبيرة كتب عليها “شكرًا زيدان Zidane Merci” في ملعب سانتياغو برنابيو.

كما شارك بعد اعتزاله في مباراة النجوم مع ريال مدريد ضد نادي (مانشستر يونايتد) وفاز الريال بـ (3-2).

قال زيدان عند اعتزاله: “لم نفز بأي شيء منذ ثلاث سنوات ولم ألعب بالمستوى الذي أريده أخر عامين، فأنا دائما ألعب لكي أفوز وعندما أرى أن ذلك غير ممكن فيجب أن أكون واقعي وأرحل”.

مسيرة زيدان في التدريب

مسيرة زيدان في التدريب

فريق ريال مدريد في موسمي (2013 إلى 2014) وكان فيها مساعد مدرب

استجاب زيدان لرغبة مدرب ريال مدريد (جوزيه مورينيو) في العمل كمساعد مدرب للفريق وتم تعيينه في عام 2013 مساعدًا للمدرب آنذاك (كارلو أنشيلوتي).

فريق مدريد كاستيا في الأعوام (2014 إلى 2016):

في شهر يونيو (حزيران) من موسم عام 2014 تم تسمية زيدان مدربًا لفريق لـ (ريال مدريد كاستيا) واستلم هذه المهمة في 29 أغسطس (آب).

فريق ريال مدريد مرةً أخرى في الأعوام (2016 إلى 2018).

بعد أن أقيل مدرب فريق ريال مدريد (رافاييل بينيتيز) وفي نفس اليوم تم تعيين زيدان مدربًا للفريق بعقد لمدة (عامين ونصف) وفي أول مباراة التي قامت بعد خمسة أيام فاز فريق ريال مدريد (5-0) على ديبورتيفو لاكورونيا.

ثم قاد زيدان فريق ريال مدريد في 4 من شهر مايو ليحجز مكانًا له في نهائي دوري أبطال أوروبا 2016 وبقوة فاز على فريق مانشستر سيتي (1–0) في مجموع المباراتين.

كما احتل ريال مدريد في الدوري الإسباني المركز الثاني بفارق نقطة واحدة فقط عن برشلونة.

أما في نهائي دوري أبطال أوروبا الذي كان في 28 مايو انتصر ريال مدريد على غريمه (أتلتيكو مدريد) بركلات الترجيح ليحصل على اللقب الأوروبي الحادي عشر في تاريخ النادي.

وبهذه الانتصارات صار زيدان الرجل السابع الذي يفوز بكأس أوروبا كلاعب ومدرب، وثاني رجل (بعد المدرب ميغيل مونيوز) يفوز باللقب، وأول مدرب فرنسي يفوز باللقب.

كما صُنف في عام 2016 كواحد من أكثر 500 مسلم له نفوذ في العالم من قبل المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية في الأردن، بإشارة من المركز على أن شخصية زيدان التي تتصف بالتواضع جعلته محبوبًا لدى الناس.

انتصارات زيدان التي قدمها لريال مدريد حلال عمله كمدرب

في أول موسم لزيدان مع ريال مدريد كمدرب سجل الفريق رقمًا قياسيًا في فوزه السادس عشر على التوالي بالدوري الإسباني بفوزه على إسبانيول (2–0)، وبهذا يكون قد تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ (15) في موسم عام (1960–1961)، ويعادل الرقم القياسي المتتالي في مجموعة الانتصارات المتتالية في الدوري الاسباني لبرشلونة الذي كان في موسم (2010-2011).

كما فاز ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية لعام 2016.

وفي كأس الملك للدور (16) لعام 2017 تعادل ريال مدريد مع إشبيلية في مباراة الإياب مما جعله يفوز بمباراته الأربعين على التوالي دون خسارة محققًا رقم قياسي إسباني جديد بتغلبه على رقم لويس إنريكي في 39 مباراة دون هزيمة مع برشلونة.

ثم قاد زيدان في وقت لاحق ريال مدريد إلى الفوز بلقب الدوري الإسباني، وهو رقم (33) في تاريخ النادي،

وحقق الفريق لقب دوري أبطال أوروبا الثاني عشر في تاريخ النادي عندما قاد زيدان ريال مدريد للفوز على (يوفنتوس الإيطالي) في مدينة كارديف بنتيجة (4-1) في نهائي دوري أبطال أوروبا 2017، وهذا الفوز جعل من ريال مدريد النسخة الحديثة للفوز كأول فريق يفوز مرتين متتاليتين في دوري أبطال أوروبا. كما حقق زيدان أول ثنائية له كمدرب.

يعتبر زيدان المدرب الوحيد في تاريخ نادي ريال مدريد بفوزه خلال سنة واحدة بخمسة ألقاب، وقد حصل في هذه الفترة على عدة ألقاب منها:

  • جائزة أفضل مدرب كرة قدم لعام 2017.
  • حصل على لقب أول مدرب يفوز في (3) مواسم متتالية.

إلا أنه بعد خمسة أيام من نهائي دوري أبطال أوروبا، أعلن زيدان استقالته من منصبه كمدرب لفريق ريال مدريد، بإشارة منه أن النادي بحاجة للتغيير حتى يكون رحيله منطقيًا.

عودة زيدان لريال مدريد

نتيجة للخسارة التي تلقاها ريال مدريد بعد رحيل زيدان كمدرب ونهاية أحلام الفريق في استمرار النجاح بعد سلسلة من البطولات المتتالية عاد زيدان كمدرب مرة أخرى لريال مدريد في مارس 2019، بعقد حتى صيف 2022، قال زيدان في مقابلة تلفزيونية مع إحدى المواقع الكروية لشبكة (RM4ARAB) عن عودته لريال مدريد: “بعد سنتين ونصف من العمل مع ريال مدريد ارتأيت بأنهم بحاجة للتغيير، فعلتها بشكل طبيعي، وأنا الآن أعود بشكل طبيعي لأن فرصة العودة أتيحت لي مرة أخرى بعد فترة راحة شخصية، ولديّ رغبة كبيرة في العمل، أنا هنا في بيتي ولا أقول هذا مجاملة بل هي حقيقة، أعرف الجميع هنا وأعلم أن بإمكاني القيام بعمل جيد هنا”.

وتتالت البطولات والفوز وحطم ريال مدريد الكثير من الأرقام القياسية، إلا أنه في 27 من مايو 2021 أعلن نادي ريال مدريد ببيان رسمي له أن زيدان قرر إنهاء مسيرته الحالية كمدرب للنادي، وأن النادي يحترم رغبته وقراره.

الصفقات التي حصل عليها زيدان

الصفقات التي حصل عليها زيدان

خلال مسيرته كلاعب أو مدرب حصل زيدان على عدة صفقات مهمة من شركات عالمية منها (ليغو، كريستيان ديور، أديداس، أودي، أورنج، فولفيك، فرانس تليكوم) مما جعله سادس أعلى لاعب كرة قدم دخلًا.

الجوائز التي حاز عليها زيدان

هذه بعض من الجوائز التي حاز عليها زيدان خلال مسيرته الكروية:

  • رُشح في عام 2004 كأفضل (125) لاعب كرة قدم مازالوا أحياء والتي قام بجمعها اللاعب بيليه.
  • كما تم اختياره في نفس العام على أنه أفضل لاعب كرة قدم أوروبي خلال الخمسين عامًا الماضية في استطلاع اليوبيل الذهبي.
  • وزيدان هو من بين ثمانية لاعبين فازوا بكأس العالم ودوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية لعام 1998 وقد أجاب زيدان بابتسامة عند نيله هذه الجائزة عما إذا كان يشعر أن اللاعب رونالدو قائلًا: من الواضح أنني أفضل، وإذا كان على الاختيار فأنا أختار نفسي.
  • وحاز على جائزة بطل أبطال ليكيب (1998) (التي تقدمها صحيفة ليكيب الرياضية اليومية للرياضيين الفرنسيين).
  • كما حصل على وسام جوقة الشرف (Légion d’honneur) برتبة فارس لعام 1998.
  • وحاز على كرة أديداس الذهبية adidas Golden (لأفضل لاعب في البطولة) لعام 2006.
  • ‏حاز على جائزة أفضل مدرب في العالم من (الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم) الوصيف لعام 2016.
  • عُين زيدان سفيرًا لملف قطر الذي استضاف كأس العالم 2022.

كم مرة تم طرد زيدان من اللعب في المباريات التي شارك بها؟

تم طرد زين الدين زيدان في موسمين هما مونديال 1998، ومونديال 2006، وتلقى 14 بطاقة حمراء في مسيرته الاحترافية:

  • طرد من الملعب في مونديال 1998 نتيجة ضربه للاعب المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور وتلقى البطاقة الحمراء.
  • طرد نتيجة نطحه للاعب نادي هامبورغ كينتز في دوري ابطال أوروبا عام 2000.
  • طرد خلال نهائي كأس العالم 2006 في مباراة مع المنتخب الإيطالي حيث نطح برأسه صدر اللاعب الإيطالي (ماركو ماتيراتزي) الذي سب شقيقة زيدان، فأدى إلى عدم مشاركته في ركلات الترجيح وفوز إيطاليا بـ (5-3).  حيث تلقى البطاقة الحمراء ونتيجة لذلك حُكم عليه من قبل الفيفا بالتوقف عن اللعب لـ (3) مباريات.
  • وقد حصل زيدان على 15 بطاقة حمراء خلال مسيرته الكروية.

يقول زيدان:

“إذا نظرت إلى البطاقات الحمراء الأربعة عشر التي حصلت عليها في مسيرتي، فإن اثنتي عشرة منها كانت نتيجة الاستفزاز، هذا ليس مبررًا، هذا ليس عذرًا، لكن شغفي، أعصابي ودمائي جعلتني أتفاعل”.

أقوال في زين الدين زيدان

اعتزال زيدان اللعب

قال عنه مدربه جان فارود في نادي كان: “كان يتخطى واحد، واثنان، وثلاثة، وخمسة، وستة لاعبين، لقد كان رائعًا. قدمه تتحدث مع الكرة”.

قال عنه اللاعب (إدغار ديفيدز) زميله في نادي يوفنتوس: “إنه لاعب مميز. يخلق مساحة حيث لا يوجد شيء. بغض النظر عن المكان الذي حصل فيه على الكرة أو كيف وصلت إليه، يمكنه الخروج من المصاعب. خياله وتقنيته مدهشان”.

وقال عنه ألفريدو دي ستيفانو بعد حصول زيدان في عام 2003 على لقب أفضل لاعب في نادي ريال مدريد: “إنه يسيطر على الكرة، ويمشي ويلعب كما لو كان يرتدي قفازات حريرية في كل قدم. إنه يجعل الذهاب إلى الملعب أمرًا يستحق العناء، إنه أحد أفضل اللاعبين الذين رأيتهم على الإطلاق”.

وموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال عنه: “في بلجيكا وهولندا، سيطر زيدان على بطولة كبرى بطريقة لم ينجح فيها أي لاعب منذ دييغو مارادونا في عام 1986. من المباراة الافتتاحية ضد الدنمارك إلى المباراة النهائية ضد إيطاليا، تألق ‘زيزو’ بشكل لامع، وألقى سحره على خصومه بنقرات ذكية، وصعوده الساحر، وسباقاته المتعرجة، ورؤيته البارعة”.

كما أضاف نادي ريال مدريد عند قرار زيدان الرحيل عن الفريق كمدرب: «زيدان هو أحد أعظم أساطير ريال مدريد وإرثه الأسطوري يتجاوز آفاق كونه مدرباً ولاعباً في نادينا.» واختتم قائلًا: «يعرف زيدان أنه في قلب ريال مدريد وأن ريال مدريد هو، وسيظل دائماً، منزله.»

أما (Cicinho) سيسينيو لاعب كرة قدم برازيلي) فقد وصف زيدان بأنه “قائد أوركسترا، وكان يساعدنا دائمًا على التمركز في الملعب، وكان يرشد الجميع قبل المباريات”، “كان مدربًا في الملعب.

أما بيرير فقد كان يقول عن زيدان بأنه: “كان يلعب وهو يرتدي بدلة كدليل على أناقته في الملعب، لم يكن يعرق، وكان من الرائع مشاهدته وهو يلعب كرة القدم”.

السبب في اعتزال زيدان باكرًا؟

اعتزل زيدان اللعب والتدريب في عمر مبكر (34 عامًا) وقال في المؤتمر الصحفي بمدريد الذي أعلن فيه اعتزاله:

“لم أكن أرغب في الاستمرار لمدة عام آخر. لم أكن في العامين الماضيين في قمة لياقتي، وهذا ليس جيدًا عندما تلعب في ناد مثل ريال”.

وأضاف: “اعتقد أنه حان الوقت أن يكون هناك خطاب جديد ليعود لاعبي ريال مدريد للفوز مرة أخرى، بالنسبة لي جماهير ريال مدريد لا أتصور حالتهم وأعتقد أن ملامح وجه رئيس النادي تبرز هذا الإحساس”.

وأكمل: “إنه قراري الشخصي، وربما قد أكون مخطئًا، وربما يظن البعض أنني لست على صواب، ولكن بعد هذه السنوات أعتقد أنه حان الوقت كي أستقيل وأنا أرى بكل وضوح أننا سنواصل الفوز، وعندما تكون الرؤية واضحة فلابد من الانسحاب”.  

“أنا في عمر أصبح فيه الأمر أكثر وأكثر صعوبة (يقصد اللعب) كل عام. لا أريد أن أمضي سنة أخرى مثل العام الماضي أو حتى العامين الماضيين”.

“أفهم كرة القدم وأعرف مطالب نادي مثل ريال مدريد. أعلم أنه عندما لا تفوز فعليك المغادرة”.

لماذا كان زيدان لاعبًا متميزًا ومدربًا ناجحًا؟

كانت لدى زيدان رؤية واضحة خلال تواجده في الملعب، إضافة لتقنياته وفنون اللعب التي يمتلكها من خفة الحركة والقدرة في التحكم بالكرة والتمريرات الدقيقة وسرعة التفكير في حركة الكرة بين قدميه، والتكتيك المتميز الذي كان يبدع به مما جعله من أبرز النجوم واللاعبين المعروفين بمكانهم في المقدمة دائمًا، كما أن لديه القدرة على فهم اللعبة منذ بداية المباراة وبسرعة كبيرة ليقودها للفوز.

ما هو دين زيدان؟

زيدان من أصول عربية وتحديدًا من الجزائر، فهو مسلم لأبوين مسلمين إلا أنه غير ملتزم.

كلمة أخيرة

أسطورة كرة القدم زيدان اعتزل وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، وأنهى مسيرته الكروية بعد أن خاض (108) مباراة مع المنتخب الفرنسي، مسجلًا (31) هدفًا دوليًا، وفوز بـ (73) مباراة كان بينها (27) مباراة تعادل و(8) مباراة خسارة. وفي نهائيات كأس العالم خاض زيدان (12) مباراة وسجل (5) أهداف.

المراجع:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله