عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى من المدنيين والعسكريين

بعد مرور قرنٍ من الزمان، لا يزال المؤرخون يجادلون حول تقديرات عدد الأشخاص الذين سقطوا في الحرب العالمة الأولى، لكن هناك أمر واحدٌ واضح، لقد كانت بالفعل إحدى أكبر الحروب التي شهدتها البشرية عبر التاريخ.

ووفقًا لأحدث التقديرات، تسببت هذه الحرب بسقوط حوالي 26 مليون قتيل بين المدنيين والعسكريين، وهو عددٌ يفوق بكثير أي حرب أخرى وقعت في وقت سابق. وعلى الرغم من أن أكثر الحروب دموية في تاريخنا ما زالت حتى اليوم هي الحرب العالمية الثانية مع أكثر من 50 مليون ضحية، فإن الحرب العالمية الأولى كانت نقطة تحول حقيقية في مسار تاريخ الإنسان، ويدعي الكثير من المؤرخين والمحللين بأن الحرب العالمية الأولى هي ما تسبب فيما بعد بوقوع الحرب العالمية الثانية.

عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى

كم يبلغ عدد الضحايا بالتحديد؟

الحديث عن الأرقام هو أمٌ صعبٌ حدًا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بموضوع معقد مثل الحرب وخاصة تلك الحرب التي تعود لفترة طويلة.

إن عدد القتلى خلال الحرب العالمية الأولى هو مثال على هذه الكتلة من الأرقام التي يصعب التلاعب بها، خاصة لأن المصادر في كثير من الأحيان لا تميز بين الموتى و “الضحايا” بما في ذلك الجرحى، أو حتى بين الموتى من العسكريين والسكان المدنيين. ولكن ما نعرفه الآن أن هناك تقديرات تشير إلى 26 مليون حالة وفاة، ومثل هذا الرقم الضخم لا يمكن السيطرة عليه، لأنه يتضمن جميع حالات الوفيات، بما في ذلك الوفيات في المعارك ومقتل المدنيين، بالإضافة إلى الوفيات الناجمة عن الأوبئة التي انتشرت خلال أو بسبب الحرب، فقط تذكر، على سبيل المثال، كم تسببت موجات الإنفلونزا الإسبانية من الضحايا في أوروبا بين عامي 1917 و 1918.

عدد الضحايا في الدول المشاركة في الحرب

خريطة توضح عدد ضحايا الحرب العالمية الأولى في البلدان الأوروبية الرئيسية

كانت الحرب العالمية الأولى حرب شاقةً ودمويةً، وقد اضطر الملايين من الجنود إلى البقاء في الخنادق لفتراتٍ طويلة من الزمن، متحملين الظروف القاسية للحرب من قصفٍ ورعب بالإضافة إلى الجوع والأمراض وعدم وجود أنظمةٍ للصرف الصحي، لقد كانت بحق واحدةً من أشد المواجهات الوحشية للبشرية، ولذلك، عانى العالم خلالها من خسائر عديدة. ليس فقط بسبب القصف، ولكن أيضًا بسبب الظروف السيئة للحياة في الخنادق، حيث ظل الجنود لمدة أربع سنوات كاملة.

  • تم تسجيل أعلى عدد من الضحايا في الإمبراطورية الروسية، مع ما مجموعه 2 مليون و 840 ألف قتيل، أي ما يعادل 1.69 في المئة من عدد السكان.
  • يلي الترتيب الدولة العثمانية، مع 2 مليون و 825 ​​ألف ضحية، أي ما يعادل 15.26 في المائة من عدد السكان.
  • عانت الإمبراطورية الألمانية من 2،198.420 ضحية، أي ما يعادل 3.39 في المائة من عدد السكان.
  • الإمبراطورية النمساوية المجرية خسرت مليون و 787 ألف قتيل، أي ما يعادل 3.48 في المائة من عدد السكان.
  • قدرت إيطاليا أن عدد الضحايا الإيطاليين في هذه الحرب بلغ 1052.400 مليون قتيل، وهي بذلك تحتل المرتبة الرابعة في هذا الترتيب المحزن، حيث خسرت 2.96 في المائة من سكانها.
  • أخيراً، وبمعزل عن الأعداد الكبيرة من البلدان الأربعة الأولى، خسرت بريطانيا 867،829 قتيل، أي ما يعادل 1.91 بالمئة من عدد السكان.

يظهر هذا الترتيب أن ألمانيا وروسيا وفرنسا والنمسا هي البلدان التي سجلت فيها أكبر عدد من القتلى العسكريين في جبهات القتال، ولا سيما في حالة ألمانيا وروسيا، وهي تتحدث عن أكثر من مليوني ضحية لكل بلد من البلدين.

يختلف هذا الترتيب إذا أخذنا في الاعتبار عدد الجنود الذين لقوا حتفهم مقارنة بعدد السكان في دول معينة. في هذه الحالة، تكون صربيا في الحقيقة في قمة هذا الترتيب المحزن، حيث خسرت 8 في المائة من سكانها على الجبهة. وتبعتها فرنسا والإمبراطوريات المركزية، أي ألمانيا، والإمبراطورية النمساوية – المجرية وبلغاريا والتي خسرت حوالي 3.5٪.

أما بالنسبة لإيطاليا، فإن النسبة المئوية وفقًا لتقدير الباحث الديموغرافي الإيطالي جورجيو مورتارا في منتصف العشرينات، بناءً على البيانات الحكومية الرسمية، قد بلغت أقل من 2٪. وفي الولايات المتحدة، كانت النسبة حوالي 0.1 ٪ من مجموع السكان المسجلين في ذلك الوقت.

تقديرات المؤرخين

ما هو مؤكد ولا يتغير وفقًا للتقديرات التي اقترحها المؤرخون المختلفون حول عدد الموتى في الصراعات المختلفة، هو أن الحرب العالمية الأولى تمثل تطورًا ملحوظًا مقارنة بالحروب التي دمرت أوروبا من قبل. وحتى في هذه الحالة، فإن الأرقام تبدو منطقية فقط إذا تم تقديرها من خلال أشياء دقيقة، مثل مدة الصراعات.

فإذا درسنا حروبًا متشابهة بالمدة، مثل حرب السنوات السبع (1756-1763) ، وحرب القرم (1854-1856) والحرب الأهلية الأمريكية (1861- 1865) ، ندرك على الفور أن الخسائر العسكرية بين عامي 1914 و 1918 كانت كبيرة جدًا. وهذا حتى لو قارنا الحرب العالمية الأولى بالصراعات ذات المدة الطويلة مثل حرب الثلاثين سنة (1618-1648) أو الحروب النابليونية (1792-1815). وحتى لو كانت المصادر متناقضة في الغالب فيما يتعلق بالعدد الدقيق، فمن المؤكد أن هناك شيء واحد مؤكد، قبل عام 1918، لم تصدر أي وثائق أو تقارير عن عدد الجنود القتلى في الجبهة.

أعداد القتلى على الجبهة الإيطالية (1915-1918)

فيما يتعلق بإيطاليا، سقط أولى الضحايا على الجبهة الإيطالية في معركة إسونزو، وتساعدنا البيانات على فهم كيف أثرت المعارك المختلفة ضد الجيش النمساوي المجري على عدد الجنود الإيطاليين القتلى.

نكتشف أن السنة الأكثر دموية كانت عام 1917 وأن المعركة التي يبدو أنها أودت بحياة أكبر عدد من الضحايا – حيث يُنظر في هذه الحالة إلى عدد القتلى والجرحى والمفقودين على أنهم ضحايا في الجبهة – هي المعركة الحادية عشرة في إسونزو، وذلك في شهر أب / أغسطس عام 1917 حيث سقط حوالي 166 ألف ضحية.

وعلى غرار “هزيمة كابوريتو” الشهيرة. حصدت المعركة النهائية التي تعتبر الانتصار الشهير للقائد دياز حوالي 36 ألف قتيل، أي حوالي ربع القتلى الذين سقطوا في كابوريتو.

قد يهمك أيضًا

تاريخ الحرب العالمية الأولى والتسلسل الزمني لها

أسباب الحرب العالمية الأولى واندلاعها

100 عام على نهاية الحرب العالمية الأولى .. كيف انتهت هذه الحرب؟

معاهدة فرساي … معاهدة إنهاء الحرب العالمية الأولى

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله