طريقة كتابة قصة قصيرة – نصائح ومعلومات مفيدة

إن تعلم طريقة كتابة قصة قصيرة قد يكون أمرًا معقدًا بعض الشيء، فالطريقة تتطلب القليل من الإبداع والخيال لإنتاج قصة جيدة.

فما هي المتطلبات الأساسية لكتابة قصة قصيرة مستوفية لكافة المواصفات؟ ولماذا يجب أن يتعلم الطلاب ذلك؟ وكيف يمكن استغلال هذه المهارة في أمور أخرى مثل كتابة الأبحاث والأطروحات؟

دعنا نتعرف على كل ذلك في الفقرات التالية من هذا الدليل.

كيف تكتب القصص القصيرة

إذا كنت تعرف بالفعل طريقة كتابة موضوع ما، أو طريقة كتابة مقال أو أطروحة، فأنت تملك المهارات والقدرات الكافية لكتابة قصة قصيرة جيدة، وكل ما يجب عليك تعلمه هو طريقة بناء القصة، دعنا نشرح في الفقرات التالية ما هي القواعد والنصائح لبناء القصة.

ما هي القصة؟

أول شيء يجب معرفته عند الحديث عن هذا الموضوع هو تحديد ماهية القصة القصيرة بالضبط وما هي خصائصها.

هذا النوع من الأدب له أصول قديمة جدًا، فهو موجود منذ فجر التاريخ وقد بدأ قبل آلاف السنين، حتى قبل اختراع الكتابة، حيث كان البشر يتناقلون القصص القصيرة الملهمة والممتعة شفهيًا. ثم تم تدوينها بعد اختراع الكتابة.

يمكننا أن نصادف أنواعًا مختلفة من القصة، من القصص الواقعية إلى الخيالية، من المضحكة إلى الحزينة، كما توجد أنواع من القصص تدمج أكثر من نوع، حيث تتضمن هذه القصص أفكارًا مضحة وحزينة أو أفكار واقعية وخيالية.

وفقًا للمؤرخين، بدأت القصص كتقليد يستخدم لسرد الحكايات في الهند، ثم وصل هذا التقليد وانتشر في الغرب بدءًا من القرن الثاني عشر. وفي العصور الوسطى، أثبتت القصة نفسها كأدب مستقل بدءًا من فرنسا، ثم تطورت في إيطاليا بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر على يد مؤلفين بارزين مثل جيوفاني بوكاتشيو.

سمات القصة

إذا كنت تريد أن تعرف طريقة كتابة قصة قصيرة جيدة، فمن الضروري فه خصائص السرد القصصي، حتى يكون لديك عناصر كافية لتبني عليها قصتك.

في السرد القصصي، يتم التعبير عن الأحداث وفقًا لعلاقات السبب والنتيجة للوصول إلى نهاية ليست دائمًا إيجابية.

لذلك يمكننا أن نقول إن القصة عبارة عن سرد قصير بطريقة النثر، يتضمن شخصيات بشرية وتسلسل واقعي معقول.

بالحديث عن كيفية بناء القصة، يمكننا التمييز بين هذه العناصر الثلاثة:

المقدمة: وهذا هو الجزء الأول الذي يتم فيه التعرف على الشخصيات والبيئة التي تدور فيها أحداث القصة ونقطة تحول الأولية والتي تبدأ على أساسها القصة.

الأحداث: الأحداث هي جوهر القصة والجزء الأكثر إمتاعًا. في هذا الجزء، يواجه بطل أو أبطال القصة صعوبات ومشاكل معينة ويحاولون التغلب على هذه الصعوبات والمشاكل ويتصارعون مع الشخصيات الأخرى.

الاستنتاج: هذا الجزء مخصص لإنهاء القصة. قد تكون النهاية سعيدة أو غير سعيدة.

ليس من الضروري إنهاء القصة بطريقة نهاية مغلقة، فليس من الضروري أن تكون النهاية واضحة، يمكن جعل القارئ يستنتج بنفسه الأحداث الأخيرة والنهاية.

كيف تبدأ كتابة قصة قصيرة

الآن بعد أن رأينا خصائص هذه القصة دعنا نرى كيفية كتابة قصة قصيرة وما هي النصائح التي يجب اتباعها لكتابتها.

نلخص توصياتنا في هذه النقاط:

فكر في الحبكة: أول ما عليك فعله هو تدوين بعض الأفكار لإنشاء حبكة جذابة. خذ قطعة من الورق وابدأ في الكتابة.

تخيل بطل الرواية: فكر في خصائص بطل الرواية الرئيسي في قصتك. يمكنك أن تستلهم من شخص تعرفه وتتخيل جوانب الشخصية.

خلق مشكلة: في القصة، هناك موقف (صراع أو مشكلة) يجب على بطل الرواية مواجهته. حاول تحديد هذا الموقف لفهم كيفية توجيه الحبكة بأكملها.

فكر في موضوع مركزي: ما هي الفكرة المهيمنة في قصتك؟ ما الذي يقوي حبكة القصة؟ هل هو الحب أو الانتقام أو العاطفة أو الصداقة، الخيار لك.

قم ببناء نهاية قوية، والتي لا يجب أن تكون بالضرورة نهاية سعيدة.

لكتابة قصص خيالية قصيرة أو أي نوع آخر من القصص، من الجيد أن تقرأ الكثير من القصص لفهم كيفية تنظيمها وما هي خصائص هذا الشكل من العمل الأدبي.

من بين القصص التي نوصيك بقراءتها:

المغامرة: قلب الظلام للكاتب البولندي البريطاني جوزيف كونراد.

الخيال العلمي: جميع قصص الكاتب البريطاني آرثر سي كلارك وخاصة قصة “موعد مع راما” وقصة “ينابيع الفردوس”.

الخيال غير الواقعي: كونان البربري للكاتب الأمريكي روبرت إي هوارد.

القصص البوليسية: قصص الكاتبة الإنكليزية أجاثا كريستي وخاصة القصص التي تتضمن الشخصية الخيالية “هيركيول بوارو”.

الرعب: جميع قصص الكاتب الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت.

قصص أخرى:

السيدة صاحبة الكلب للكاتب الروسي أنطون تشيخوف.

إلى أسما – مع الحب والشقاء للكاتب الأمريكي جيروم ديفيد سالينغر.

المدى القريب: قصص وايومنغ للكاتبة الأمريكية آني برولكس.

سوف تخدمك الممارسة الكتابية للقصص القصيرة كثيرًا في حياتك المهنية وصياغة أطروحة شهادتك الجامعية. تعد الكتابة طريقة رائعة لصقل مفرداتك وتطوير مهارات إبداعية والتركيز على القواعد والنحو.

هل لديك أفكار أوضح حول طريقة كتابة قصة قصيرة؟

قبل كتابة قصة قصيرة جيدة وكاملة واحترافية، جرب كتابة العديد من القصص القصيرة البسيطة والعادية، جرب تقنيات سردية مختلفة، واستخدم أساليب مختلفة في سرد الأحداث، وتدرب على كتابة أنواع سرد متعددة. بهذه الطريقة لن تتحسن مهارتك في الكتابة فحسب، بل ستكتسب القدرة على التفكير وإبداع أفكار جديدة.

إذا كنت تخطط لكتابة رواية، فإن كتابة قصة قصيرة بنفس أحداث الرواية وموضوعها يمكن أن يساعدك في معرفة ما إذا كانت الرواية ستكون جيدة أم لا.

من التمارين الكتابية المفيدة التي قد تفيدك في كتابة القصص، هي سرد القصة من عدة وجهات نظر، تخيل أنك تسرد القصة للآخرين، ثم أعد سردها لنفسك، سيساعدك التدريب على الأنواع المختلفة من سرد القصص أيضًا على معرفة النوع الذي تفضل كتابته أكثر من غيره.

إذا كنت معجبًا ببعض القصص القصيرة التي قرأتها، فحاول كتابة قصص حول نفس الموضوع، فكر أيضًا في كتابة قصة متسلسلة على شكل عدة قصص. فالعديد من المؤلفين قد أسسوا حياتهم المهنية بفضل نشر سلسلة من كتاباتهم. مثل سلسة الكاتبة الإنكليزية أغاثا كريستي حول شخصية هيركيول بوارو.

طول القصة

يكمن الاختلاف الرئيسي والأكثر وضوحًا بين الرواية والقصة القصيرة في الطول. لكن ما هو طول القصة القصيرة؟

لا يوجد معيار محدد لطول القصة القصيرة، وما أنا على وشك أن أخبرك به لا يجب أن تلتزم فيه بدقة، لكن يمكننا القول إن القصة القصيرة، تتكون من حوالي 1000 كلمة. هذا النوع هو أصغر شكل من القصص. أما القصة الطويلة، فتكون بحدود 1000 – 20000 كلمة.

إذا كانت القصة أكثر من 20000 كلمة، تسمى في هذه الحالة رواية، تكون الرواية القصيرة بحدود 20000 – 40000 كلمة، أما الروايات النموذجية الأكثر انتشارًا فتكون أطول، أي أكثر من 40000 كلمة.

طول القصة يؤثر على العديد من معالم القصة. تكون البداية والنهاية في المتوسط ​​أقصر من الأحداث، التي يجب أن ينصب التركيز عليها، ويجب أن تكون الأحداث بوتيرة متزايدة دون أخذ فترات راحة.

يجب أيضًا أن تكون القصة قائمة بذاتها وليس لها متابعة. على الرغم من أنه من الممكن استخدام نفس الشخصية ونفس المكان في العديد من القصص، لكن يجب أن تكون جميع القصص قابلة للفهم بشكل فردي دون أن يضطر القارئ بالضرورة إلى معرفة ما حدث في قصة سابقة أو أن يضر للاستمرار في قراءة قصة أخرى.