الإسعافات الأولية للجروح حسب نوعها … يمكن بها إنقاذ الموقف وبدونها سيتحول إلى كارثة

لعلها الإصابات الأكثر انتشارًا ولكنها في الوقت ذاته الإصابة التي تحتاج إلى التصرف والتدخل السريع لحماية المصاب من المضاعفات والمشاكل المحتملة، ولكن أي إهمال أو إجراء خاطئ يمكن أن يقلب الأمر إلى كارثة لذا تأكد من اتباع الإسعافات الأولية للجروح

من أكثر الإصابات انتشارًا والتي تستدعي تدخل سريع، ولكن ليس أي تدخل فيمكن للتصرف بشكل خاطئ وبدون وعي بخطوات الإسعافات الأولية للجروح أن يجعل الشخص من منقذ إلى مسؤول عن حالة أسوأ مما كان الجرح عليه قبل تدخله، إذن ما هي الإسعافات الأولية للجروح وما هي الإرشادات الأساسية؟

يوجد العديد من أنواع الجروح والتي تختلف في خطورتها وطريقة التعامل معها والمشاكل التي يمكن أن تنتج عنها، وبالتالية لا يمكن اتباع الخطوات ذاتها معها كلها، ولكن توجد بعض الأساسيات التي لا بد من الانتباه إليها مهما كان نوع الجرح للتعرف إلى كل ما يخص إسعاف الجروح تابع القراءة.

أساسيات الإسعافات الأولية للجروح

مهما كان نوع الجرح أو الإصابة فعلى المنقذ أن يتأكد من الأمور التالية أولًا وقبل كل شيء، فهي تضمن نجاح الإسعافات الأولية للجروح وسلامة المريض وسلامة المنقذ في آن معًا، وفي المقابل أي تجاهل لأي منها يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.

أساسيات الإسعافات الأولية للجروح

ارتداء القفازات

فيما يخص الإسعافات الأولية للجروح فإن النظافة من أهم الشروط، فالجروح كسرت حاجز الدفاع الأول عن الجسم ألا وهو الجلد وتركت بابًا مفتوحًا أمام الجراثيم والعوامل الممرضة، من جهة أخرى توجد الكثير من الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم أو التماس مع إفرازات الجسم مثل البلاسما.

لذا عليك أولًا ارتداء القفازات المخصصة لاستعمال واحد مهما كانت الحالة مستعجلة ومهما كان الشخص المصاب مقرب إليك.

تهدئة المصاب

بطبيعة الحال التعرض للجروح البسيطة لا يشكل أي التوتر، ولكن مع زيادة خطوة الجرح فإن المريض يتعرض لصدمة ويشعر بالخوف، وهذا من شأنه أن يزيد من ضغط الدم وتدفقه ما يؤدي إلى زيادة النزيف إن وجود، وصعوبة التعامل مع الجرح وعلاجه.

لذا حاول تهدئة المصاب بالتحدث إليه ومنحه الشعور بالاطمئنان وإعطائه الإرشادات والتعليمات.

مراقبة المصاب

بعض الإسعافات للجروح الحرجة يمكن أن تؤدي في حال تنفيذها بشكل خاطئ لكوارث قد تودي بحياة المصاب، لذا فالأمر لا ينتهي عند انتهاء الخطوات بل لا بد من مراقبة الحالة بشكل مستمر ودقيق إلى أن يحصل المريض على المساعدة من قبل الطبيب المختص.


السيطرة على النزيف

السيطرة على النزيف

يوجد نوعين من النزيف: نزيف خارجي، ونزيف داخلي وهو الأخطر لأنه قد يودي بحياة المصاب وهو غير ظاهر لذا يجب إجراء الفحوص الشاملة بعد التعرض لأي حادث حتى ولو كنت تعتقد أن الأمر بسيط وحتى ولو كان المصاب لا يشعر بأي ألم شديد.

تأتي خطوة النزيف من فقدان الجسم لكمية كبيرة من الدم وكمية الدم في الجسم حوالي 5.5 ليتر، وعند خسارة مقدار كبير فأعضاء الجسم لن تحصل على ما تحتاجه نتيجة انخفاض الدورة الدموية ومن ثم تتوقف عن عملها ومن ثم الوفاة.

لا بد من الحصول على الإسعافات من قبل الطبيب ولكن خلال المدة التي يستغرقها المصاب للوصول إلى المستشفى يكون من الضروري السيطرة على النزيف الخارجي، ذلك من خلال:

الضغط على مكان النزيف

  • أولًا يجب ارتداء القفازات النظيفة، وفي حال عدم توفرها يمكن الاعتماد على أكياس بلاستيكية.
  • الضغط على الجرح بالاعتماد على الشاش الطبي أو قطعة قماش نظيفة.
  • الاستمرار بالضغط المباشر على الجرح.

رفع العضو المصاب

  • يجب رفع العضو النازف نحو الأعلى بمنسوب أكبر من منسوب القلب، وذلك لاستغلال الجاذبية الأرضية والتقليل من كمية الدم المتدفقة إلى منطقة الجرح.
  • يتم الرفع مع الاستمرار بالضغط على الجرح.

عدم تغيير الشاش أو القماش

في أثناء الضغط على الجرح يمكن أن يمتلئ الشاش أو القماش بالدم عندها عليك وضع قطعة أخرى فوق الأولى وإياك واستبدالها وذلك لأن الدم يعمل على تشكل خثارة تسد الجرح وتوقف النزيف تكون في بداية تشكلها مرتبطة مع القماش أيضًا وبإبعاده عن الجلد أنت تعيد فتح الجرح من جديد.

ضغط أو ربط نقاط الضغط

  • نعتمد هنا على التقليل من تدفق الدم إلى المنقطة المصابة من خلال ربط المنطقة الأعلى منها والتي تمر فيها الشرايين الرئيسية بشكل واضح.
  • ولكن هذه الطريقة تحتاج إلى خبرة كبير في الإسعافات الأولية ويجب عدم القيام بها إلا من قبل المختصين، لأن الربط بشدة يمكن أن يؤدي إلى قطع إمداد العضو كاملًا بالدم ومن ثم موت خلاياه وفي النهاية البتر.

الإسعافات الأولية للجروح حسب نوعها

الإسعافات الأولية للجروح

إذن مهما كان نوع الجرح الذي أنت بصدد إجراء الإسعافات الأولية له عليك أن تتأكد من الأساسيات وأن تكون على علم بطريقة السيطرة على النزيف، ومن ثم تنتقل إلى خطوات الإسعاف.

الإسعافات الأولية للجروح المغلقة (الكدمات)

الجرح المغلق أو الكدمة، ويحدث نتيجة التعرض لضربة ما ولكن بدون حصول أي خدش أو جرح في الجلد، يتميز بتغير لون الجلد في منطقة الإصابة (الاحمرار ومن ثم إلى اللون الأرجواني أو الأزرق) نتيجة حصول نزيف داخلي، والاسعافات الأولية في هذه الحالة:

أول 24 ساعة

  • التبريد لتقليل النزيف الداخلي الحاصل نتيجة الإصابة وذلك من خلال عمل كمادات من الماء البارد أو الثلج مع لفه بقطعة من القماش، لأن تعرض الجلد بشكل مباشرة للثلج يمكن أن يسبب تلف في خلاياه.

بعد أول 24 ساعة

  • بعد مرور أول 24 ساعة يمكن الآن استخدام كمادات من الماء الدافئ وذلك للتخلص من الدماء المتجمعة تحت الجلد.

الإسعافات الأولية للجروح السطحية

الجروح السطحية أو الخدوش وهي الجروح التي تشتمل على الطبقات السطحية الخارجية من الجلد التي لا تعد غنية بالأوعية الدموية لذا في معظم الأحيان لا يرافقها نزيف ولكن يرافقها خروج إفرازات مثل البلاسما، لذا تأتي خطوة هذا النوع من احتمال التلوث والعدوى.

تنظيف الجرح بالماء

يتم تنظيف الخدوش بالماء الجاري بحيث نزيل أي أوساخ أو غبار أو أتربة عالقة بدون الحاجة لاستخدام المعقمات والكحول، ولكن في حال كانت الأوساخ عنيدة يمكن استخدام كمية قليلة من الصابون.

التأكد من تنظيف الجرح

يجب التأكد من تنظيف الجرح وعدم وجود أي مواد عالقة فيه، وفي حال وجود أي أجسام غريبة لا يمكنك إزالتها فيجب التوجه إلى أقرب مستوصف.

تغطية الجرح بضماد

قطعة بحجم مناسب من الضماد الطبي المعقم يتم لفها على الجرح وتثبيتها، وتجديدها بين فترة وأخرى.

الإسعافات الأولية للجروح القطعية

وهي التي تنتج عن الأدوات الحادة مثل السكين أو قطع الزجاج وغيرها، وتخترق هذه الجروح طبقات عديدة من الجلد وتقطع أوردة أو شرايين لذا تترافق عادة مع نزيف متوسط أو غزير، لذا تكمن خطورتها في النزيف وفقدان الدماء وأولوية الإسعافات الأولية هنا في السيطرة عليه.

إيقاف النزيف

ويتم ذلك وفق الطريقة التي تم ذكرها سابقًا بالضغط على الجرح باستخدام قطعة من القماش أو الشاش مع عدم تغيرها أو إزالتها ومن ثم رفع العضو المصاب باتجاه الأعلى.

نقل المريض إلى الطبيب

يجب نقل المريض إلى الطبيب حتى يحصل على العلاج والفحوص الطبية وللوقاية من حدوث الصدمة (انخفاض حاد في الدورة الدموية وينتج عن النزيف الغزير).

الإسعافات الأولية للجروح النزعية

وتعني حصول قطع في جزء أو عضو من الجسم، ويرافقه نزيف حاد، بالإضافة إلى احتمال موت الجزء المقطوع، ويحدث نتيجة التعرض لحادث ما أو عند استخدام الأدوات الحادة.

إيقاف النزيف

ويتم ذلك كما ذكر سابقًا حول الضغط على المنطقة ورفعها والاحتفاظ بقطعة القماش.

حفظ الجزء المنزوع

في الطب الحديث والجراحات التجميلية يمكن إعادة وصل الجزء المقطوع وإعادته لأداء وظيفته ولكن ذلك ممكن فقط عندما يتم حفظ هذا الجزء بشكل صحيح بالحفاظ على رطوبته وبرودته عن طريق وضعه في محلول ملحي يباع في الصيدليات وإن لم يتوفر فيوضع في كيس مع ماء، ومن ثم في وعاء فيه كمية من الثلج، ويجب تجنب تعريضه للثلج بشكل مباشر لحمايته من التلف.

نقل المريض إلى المستشفى

يجب نقل المريض مع الجزء المقطوع بأسرع وقت ممكن، وعندها يقرر الطبيب المختص في إمكانية إعادة العضو أم لا.

الإسعافات الأولية للجروح الوخزية

يحدث نتيجة أداة حادة مدببة مثل مسمار أو وتد أو سكين أو غيره، ويكون بعمق كبير فتكمن خطورته في وصوله إلى أعضاء الجسم الداخلية وإحداث الضرر الحاد فيها.

تثبيت أداة الوخز وعدم نزعها

إن الأداة الحادة المدببة أحدثت ضرر في طبقات الجلد والأعضاء الداخلية عند دخولها واختراقها، ولكن الضرر يكون مضاعف عندما يتم نزعها، لذا فالإجراء الأساسي هنا يكمن في تثبيت الأداة مكانها بدون محاولة نزعها ولا حتى السماح لها بالحركة.

نقل المصاب إلى المستشفى

مع تثبيت الأداة التي سببت الجرح الوخزي يجب نقل المريض إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن.


هذه كانت الإسعافات الأولية للجروح بمختلف أنواعها، تأكد من أن تكون واعي اتجاهها في حال واجهت موقف ما وكنت أنت المنقذ، فالدقة والوعي قادرة على حماية حياة شخص بينما أقل إهمال وجهل تودي بها.

قد يهمك:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله