تعرف على أسوأ حوادث الطيران في التاريخ

تؤكد الاحصائيات طوال الوقت أن الطائرات هي وسيلة النقل الأكثر أمانًا حيث يسافر يوميًا عشرات الآلاف دون خوف أو قلق، وبرغم أن نسبة حوادث الطيران هي نسبة صغيرة مقارنة بحوادث السيارات والقطارات وغيرها إلا أن حوادث الطائرات تظل هي الحوادث الأخطر حيث لا ينجو منها أحد في الغالب.

واليوم نستعرض مجموعة من أهم وأخطر حوادث الطيران في التاريخ مُرتبة من الأكثر إلى الأقل في عدد الضحايا، وهي الحوادث التي تنوعت أسبابها بين الخطأ البشري أو إهمال الصيانة أو الظروف الجوية وغيرها من الأسباب مع استبعاد الحوادث المتعمدة كالقنابل والصواريخ وغيرها.

أول حادث طيران في التاريخ

أول حادث طيران مدني مُسجل في التاريخ

الموقع: فرنسا

عدد الضحايا: 7

أول حادث طيران مدني مُسجل في التاريخ هو حادث اصطدام طائرتين وقع في 7 أبريل 1922 فوق مدينة بيكاردي الفرنسية، الطائرة الأولى هي واحدة من ثلاث طائرات تابعين لشركة ديملر المحدودة وهي الشركة البريطانية التي كانت تابعة لوزارة الطيران، وتُعتبر من أوائل الشركات العاملة في مجال الطيران المدني بعد الحرب العالمية الأولى، حيث قل الطلب على الطائرات العسكرية، فاتجهت دول مثل فرنسا وبريطانيا لتصنيع الطائرات المدنية، والعمل على انشاء خطوط الطيران التجارية المدنية.

أما الطائرة الثانية فقد كانت طائرة عسكرية قبل أن يتم تحويلها إلى طائرة مدنية وكانت تملكها شركة Compagnie des Grands Express Aériens وكانت تطير بشكل يومي للعمل بين مدينتين فرنسيتين.

وفي 7 أبريل 1922 اقلعت الطائرة الإنجليزية مُحملة بالبريد ومتجهة إلى باريس يقودها الطيار ومُساعده، بينما كان على متن الطائرة الفرنسية الطيار وثلاث ركاب وميكانيكي.

بينما تسير كل طائرة منهما في المسار المُخصص لها، كان الطقس ضبابي للغاية والمطر كثيف، الأمر الذي أدى إلى ضعف الرؤية بشكل أدى إلى انحراف المسار واصطدام الطائرتين ببعضهما ليلقى السبع أشخاص في الطائرتين حتفهم.

حادث الطيران الأسوأ صاحب أكبر عدد ضحايا

صورة من كارثة مطار تنريف

الموقع: إسبانيا

عدد الضحايا: 583

بدأ الأمر بانفجار قنبلة في مطار “جران كناريا” بإسبانيا، قامت إدارة المطار بغلقه للتفتيش والبحث عن أي قنابل أخرى، وتم توجيه الطائرات إلى مطار “تنريف” بإسبانيا أيضًا، وهو مطار صغير مقارنة بمطار “جران كناريا”، وقام مراقبو الحركة بتجميع الطائرات على الممر الرئيسي المؤدي للمدرج، الأمر الذي أدى لغلقه لتزداد الأمور تعقيدًا.

ويزداد الطين بله بعدما يسوء الطقس ويزداد الضباب بشكل يجعل الرؤية شديدة الصعوبة، وبعد انتهاء التفتيش في مطار “جران كناريا” يتم إعادة فتحه وتبدأ الطائرات في العودة إليه مرة آخرى من مطار “تنريف”، وقام المراقب الجوي بتوجيه طائرة الخطوط الجوية الهولندية للإقلاع والعودة إلى مطار “جران كناريا”، بعدما طلب من طائرة أخرى تابعة لطيران “بان أميريكان” إخلاء الممر.

وتتشابك الظروف والأحداث بشكل مؤسف حيث يتباطأ قائد طائرة بان أميريكان في إخلاء الممر، بينما يتسرع قائد الطائرة الهولندية في الإقلاع، وفي نفس الوقت تتداخل الترددات بين موجات الإتصال ليفقد المراقب التواصل مع الطائرات لثواني، ومع عدم وجود رادار أرضي لم يتمكن المراقب من تحديد مكان الطائرة الهولندية ولا التواصل معها لتصطدم بطائرة بان أميريكان الواقفة في ممر الإقلاع والتي لم يراها الطيار نظرًا لكثافة الضباب.

تسببت الكارثة في وفاة كل ركاب وطاقم الطائرة الهولندية البالغ عددهم 248 شخص، بينما توفي 335 ممن كانوا على متن طائرة بان أميريكان، ليصبح إجمالي الضحايا 583 شخص، وهو أكبر عدد ضحايا في تاريخ حوادث الطيران حتى اليوم.

أوبر وكريم تكنولوجيا التنقل التي غيرت مفهوم شراء وملكية السيارات

حوادث الطيران الأسوأ في التاريخ

الطائرة المنكوبة في مطار أوساكا الدولي قبل الحادث بعام

حادث الخطوط الجوية اليابانية رحلة 123

الموقع: اليابان

عدد الضحايا: 520

في 12 أغسطس من عام 1985 أقلعت طائرة الخطوط الجوية اليابانية  في رحلة محلية من مطار طوكيو هانيدا الدولي إلى مطار أوساكا، وبعد إقلاع الطائرة باثنتي عشر دقيقة عانت من عطل ميكانيكي وبعد اثنان وثلاثين دقيقة تحطمت الطائرة وانقسمت لقسمين لتقع على قمة جبل “أوسوتاكا”.

توفي في الحادث 520 شخص من أصل 524 شخص كانوا على متن الطائرة، حيث توفي كل الطاقم بينما نجا بمعجزة ما أربعة من ركاب الطائرة.

أثبتت التحقيقات التي تمت بعد الحادث أن سبب التحطم هو الإهمال الذي حدث عندما تمت عمليات تصليح للطائرة بعد حادث سابق، حيث تعرضت نفس الطائرة لحادث سبق حادث التحطم بعدة سنوات، ولم يتم إصلاح الذيل وحاجز الضغط الخلفي – أي المنطقة الواقعة بين المقصورة والذيل – بشكل صحيح الأمر الذي أدى إلى تحطم حاجز الضغط وهي في الجو فيفقد الطيار السيطرة عليها وتتحطم بهذا الشكل الكارثي.

حادث الخطوط الجوية السعودية الرحلة 763

صورة من موقع الحادث

الموقع: الهند

عدد الضحايا: 349

في 12 نوفمبر من عام 1996 أقلعت طائرة بوينج تابعة للخطوط الجوية السعودية من مطار نيودلهي بالهند في طريقها إلى مطار زهران الدولي، وفي الاتجاه المعاكس في نفس الوقت، كانت الطائرة إليوشين التابعة للخطوط الكازاخستانية الجوية تستعد للهبوط في مطار نيودلهي.

على بعد 119 كيلو متر من المطار تلقى قائد الطائرة السعودية الإذن بالارتفاع إلى 14000 قدم ، بينما تلقى قائد الطائرة الكازاخستينية الإذن بالهبوط إلى 15000 قدم وكلاهما على مسار واحد ولكن معاكس لبعضه.

عندما وصلت الطائرة الكازاخستينية للارتفاع المنشود قام قائد الطائرة بإبلاغ برج المراقبة، الذي قام بدوره بالتنبيه عليه بوجود الطائرة السعودية على نفس المسار وطلب منه انتظار ظهورها وإبلاغ برج المراقبة، ولكن قام قائد الطائرة بالارتفاع بها بشكل طفيف للهرب من جيب من الاضطرابات الهوائية داخل سحابة ركامية.

كانت النتيجة كارثية حيث اصطدمت الطائرتان في الجو، ليلقى ركاب وطاقم الطائرتين حتفهم على الفور في واحدة من أسوأ كوارث الطيران.

بعد الحادث قامت الهند بعمل تغييرات كبيرة في نظام الملاحة الجوي الخاص بها، حيث قامت بإنشاء ممرات جوية، وتركيب أنظمة مراقبة حديثة لمراقبة حركة ارتفاع الطائرات، كما قامت بإلزام  الطائرات التجارية بتركيب معدات تفادي الاصطدام.

حادث الخطوط الجوية التركية الرحلة 981

حادثة الخطوط الجوية التركية الرحلة 981

الموقع: فرنسا

عدد الضحايا: 346

الحادث الذي يُعرف أيضًا بـ “كارثة إرمنوفيل” نسبة للغابة التي تحطمت فيها الطائرة، أما تفاصيل الأمر فبدأت في 3 مارس 1974 عندما أقلعت طائرة “ماكدونيل دوغلاس DC-10-10” التابعة للخطوط الجوية التركية من مطار أتاتورك الدولي باسطنبول في طريقها إلى مطار هيثرو الدولي بلندن وبينهم ترانزيت في مطار أورلي بباريس.

وصلت الطائرة إلى مطار أورلي، ثم تم تزويدها بالوقود وتحميل الأمتعة إلى داخلها، وبعد إغلاق باب مقصورة الشحن بساعتين أقلعت الطائرة مرة أخرى، وبعد دقائق من الإقلاع انفصل باب الأمتعة ليتسبب في اختلاف الضغط داخل الطائرة بين عنبر الشحن ومقصورة الركاب، ويفقد الطيار القدرة على السيطرة على الطائرة بعدما تحطمت معدات التحكم.

سقطت الطائرة في غابة إرمنوفيل على بُعد 37 كيلومتر شمال شرق باريس، وتوفي كامل الطاقم والركاب البالغ عددهم 346 شخص.

مثلث برمودا وتفسيرات منطقية للأحداث الغامضة التي تحدث فيه

حادث الخطوط الجوية السعودية الرحلة 163

صورة الطائرة المنكوبة

الموقع: السعودية

عدد الضحايا: 301

حادث آخر كان الإهمال هو سببه الرئيسي، في مساء يوم 19 أغسطس 1980 أقلعت الطائرة طراز “لوكهيد إل 1011 تريستار” التابعة للخطوط الجوية السعودية في رحلة داخلية من مطار الرياض إلى مطار جدة، وبعد عدة دقائق من الإقلاع وبينما الطائرة على ارتفاع 15000 قدم، أبلغ طاقم الطائرة عن بوجود دخان ليكتشف الطيار وجود حريق في مخزن الأمتعة، فأعلن حالة الطوارئ وطلب الإذن بالعودة إلى مطار الرياض مرة آخرى.

وبالفعل تمكن الطيار من الهبوط بالطائرة وكان في الانتظار فرق الإنقاذ التي لم تتمكن من فتح أبواب الطائرة لأن المحركات مازالت تعمل، ولم يتم فتح الباب إلا بعد 23 دقيقة من هبوط الطائرة وبعد ثلاث دقائق من فتح أبواب الطائرة وقبل البدء في عملية الإخلاء انفجرت الطائرة والتهمتها النيران.

استمر الحريق في الطائرة حتى الساعة الحادية عشر والنصف مساءًا ليلقى جميع الركاب ومعه طاقم الطائرة حتفهم، ووجدوا جميعًا في النصف الأمامي من الطائرة.

تعددت أسباب هذا الحادث بدءًا من اكتشاف سبب الحريق وهو موقد غاز صغير كان ضمن أمتعة أحد الحجاج الإيرانيين، وضياع دقائق هامة وثمينة بين بحث طاقم الطائرة عن سبب الحريق قبل اتخاذ قرار الهبوط الإضطراري، وبين هبوط الطيار بالطائرة في موقع يبعد عن تمركز فرق الإنقاذ بعدة كيلومترات، وأخيرًا القرار الخاطئ الذي اتخذته فرق الإنقاذ بالعمل على اطفاء الحريق أولًا وليس اقتحام هيكل الطائرة للعمل على إخراج الركاب.

الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 191

موقع تحطم الطائرة

الموقع: الولايات المتحدة الأمريكية

عدد الضحايا: 273

الإهمال مرة جديدة، يبدو أن العنصر البشري سيظل هو العنصر الأضعف في عملية الطيران، فمرة جديدة يتسبب الإهمال في واحدة من أسوأ حوادث الطيران ولكن هذة المرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

في 25 مايو من عام 1979 أقلعت طائرة “DC10” التابعة لشركة “أميريكان آيرلاينز” في رحلة داخلية من مطار أوهير الدولي بشيكاجو إلى مطار لوس أنجلوس الدولي، لكن ما إن اقلعت الطائرة حتى انفصل المحرك الأيسر وانقلب فوق الجناح ليتسبب في تدمير أنابيب السوائل الهيدروليكية لينهار الجناح الأيسر ويفقد الطيار السيطرة على الطائرة لتسقط بسرعة كبيرة من الجو إلى الأرض.

توفي في الحادث الركاب جميعهم وعددهم 285 شخص، وطاقم الطائرة المكون من 13 شخص، بالإضافة إلى شخصين كانوا على الأرض، ويعتبر الحادث هو الأسوأ في حوادث الطيران على أرض الولايات المتحدة الأمريكية.

أثبتت التحقيقات أن سبب الحادث هو الصيانة، حيث أن المهندسين والفنيين كانوا يقومون بعمل الصيانة للمحركات بشكل مختصر مختلف وخاطئ عن الطريقة المعيارية الصحيحة وهذا كان بهدف توفير الوقت والجهد والمال، فالطريقة الصحيحة كانت تتطلب وجود الطائرة على الأرض لفترة طويلة وهو ما كان يؤدي لخسارة الأموال، وبعد الحادث تم منع استخدام الطرق المختصرة للصيانة وإلزام أطقم الصيانة بالعمل على استخدام الطرق القياسية الصحيحة مهما تكلف الأمر للعمل على منع مثل تلك الحوادث مرة أخرى.

الخطوط الجوية الأمريكية الرحلة 587

موقع سقوط الطائرة

الموقع: الولايات المتحدة الأمريكية

عدد الضحايا: 265

كان هذا الحادث بعد أحداث سبتمبر بشهرين، لذا تعامل الجميع مع الحادث بتوتر شديد حيث تم اعتبار الحادث إرهابي إلى أن ثبُت غير ذلك. الحادث خاص برحلة رقم 587 لواحدة من طائرات الخطوط الجوية الأمريكية، ففي 12 نوفمبر من عام 2001 أقلعت الطائرة من مطار جون إف كينيدي الدولي بنيويورك إلى مطار لاس أمريكاس الدولي بجمهورية الدومينيكان وفجأة سقط الطائرة بعد وقت قصير من إقلاعها ليلقى جميع الركاب والطاقم مصرعهم ومعهم خمس أشخاص على الأرض.

أثبتت التحقيقات أن سبب الحادث هو مساعد الطيار الذي تعامل بشكل خاطئ مع أحد تعليمات الطيار، مما أدي لحدوث عطل أدي لسقوط الطائرة.

كانت هذه هي أشهر وأسوأ حوادث الطيران في التاريخ حتى اليوم، وعلى الرغم من تلك الحوادث إلا أن الطيران يظل هو وسيلة السفر الأكثر أمنًا حتى الآن، خاصة مع التطور الحادث فيه كل عام، فمقارنة بسيطة بين عدد ضحايا حوادث الطائرات عام    1976 البالغ 1627 قتيل، وعدد ضحايا حوادث الطائرات عام 2016 البالغ 325 قتيل، ستُخبرك أن الخبراء يعملون على تحسين أمان السفر الجوي عام وراء عام.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله