عدد سكان العالم في الماضي والحاضر والمستقبل

بحسب الإحصائيات الحالية التي تم جمعها في شهر مارس/آذار عام 2020، يبلغ عدد سكان العالم الذين تقريبًا 7،800،000،000 (7 مليارات و800 مليون نسمة)، من المثير للدهشة أن البشر احتاجوا أكثر من مليوني سنة كي يصل عددهم إلى 1 مليار نسمة، لكن بعد مئتي عام فقط من تجاوزهم ذلك الرقم، وصل عددهم إلى 7 مليارات نسمة. فتخيل كم سيكون عدد البشر في المستقبل.

على مر التاريخ، كانت النمو في أعداد السكان يزداد وينخفض حسب الظروف والحروب والمجاعات، لكن ذلك تغير منذ المجاعة الكبرى التي حدثت بين عامي 1315 – 1317، فمنذ ذلك الوقت، أصبحت النمو البشري مستقرًا، فوصل عددهم إلى حوالي 370 مليونًا في عام 1350.

ارتفعت معدلات النمو السكاني لأكثر عن 1.8٪ في السنة، وذلك بين عامي 1955 – 1975، ثم بلغت الذروة بين عامي 1965 – 1970 عند معدل 2.1%. بعد ذلك، انخفض معدل النمو إلى 1.2٪ بين عامي 2010 – 2015، والآن يتوقع المحللون أن يستمر التراجع في النمو السكاني أكثر من ذلك خلال هذا القرن. لكن ذلك لا يعني أن أعداد البشر سوف تتناقص، بل ستزداد وبسرعة أكبر من السابق، وتشير التوقعات إلى أن عدد سكان العالم سيصل إلى 10 مليار تقريبًا بحلول عام 2050 وقد فوق عددهم 11 مليارًا بحلول عام 2100.

أعلى معدل للولادات في التاريخ كان في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، حيث ولد 139 مليون طفل، ومنذ عام 2011، أصبح معدل الولادات ثابت نوعًا ما عند حوالي 135 مليون في السنة، في حين تصل معدلات الوفيات إلى حوالي 56 مليون حالة وفاة كل عام، وقد تصل إلى 80 مليون حالة وفاة كل سنة بحلول عام 2040.

في منتصف عام 2019، قدرت الأمم المتحدة أن عدد سكان العالم قد وصل إلى 7713000000.

عدد سكان العالم

عدد السكان بحسب المنطقة

تقسم اليابسة على كوكب الأرض إلى 7 قارات، 6 من هذه القارات مأهولة بشكلٍ دائم في الوقت الحالي، القارة التي يعيش فيها أكبر عدد من السكان هي قارة أسيا، حيث يبلغ عدد سكانها 4.64 مليار نسمة، أي حوالي 60٪ من عدد سكان العالم.

في قارة أسيا، هناك دولتين (الصين والهند) يشكل مجموع عدد سكانها معًا حوالي 36٪ من عدد سكان العالم.

على الرغم من أن حوالي 60% من البشر يعيشون في قارة أسيا، لا تعتبر هذه القارة الأكثر اكتظاظًا بالسكان بسبب مساحتها الكبيرة، فالقارة الأكثر اكتظاظًا بالسكان هي قارة إفريقيا، التي يعيش فيها حوالي 1.34 مليار نسمة، هذا يمثل 17٪ من عدد سكان العالم.

قارة أوروبا هي القارة الثالثة في الترتيب من حيث عدد السكان، يبلغ عدد سكانها حوالي 747 مليون شخص، هذا يعادل تقريبًا 10٪ من سكان العالم.

القارة الرابعة في الترتيب هي أمريكا اللاتينية (أمريكا الجنوبية) ومنطقة البحر الكاريبي، هذه القارة يعيش فيها 653، تقريبًا 8% من عدد البشر.

أمريكا الشمالية هي القارة الخامسة في الترتيب، وهي تشمل دولتين فقط (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا)، يعيش في هذه القارة حوالي 368 مليون نسمة، تقريبًا 5٪ من مجموع سكان الكوكب.

قارة أوقيانوسيا هي أقل قارة مأهولة بالسكان، يقطنها فقط 42 مليون نسمة، أي 0.5٪ من عدد سكان العالم.

القارة القطبية ليست مأهولة دائمًا، وتشير التقديرات الآن إلى وجود حوالي 1200 شخص فقط فيها، معظمهم باحثون وعلماء يعملون في مراكز أبحاث علمية.

عدد سكان العالم عبر التاريخ

إن إحصائيات عدد سكان العالم الدقيقة هي إحصائيات حديثة، ففي الماضي، لم يكن العالم مترابطًا كما هو الآن، لذلك، كان من الصعب إحصاء عدد السكان في ظل وجود أماكن نائية لا يمكن الوصول إليها، هذا يني أن كل الأرقام التي تتحدث عند عدد السكان في الماضي هي مجرد تقديرات، وقد تكون خاطئة إلى حدٍ كبير.

أقدم التقديرات التي اعتمدت على أسس مهنية في الإحصاء تعود إلى القرن السابع عشر، حيث قدر ويليام بيتي (اقتصادي وفيزيائي وعالم وفيلسوف إنكليزي) في عام 1682 عدد سكان العالم بحوالي 320 مليون نسمة، لكن تقديراتنا الحالية تشير إلى أن عدد البشر في ذلك الوقت بلغ ضعف هذا الرقم.

في أواخر القرن الثامن عشر، قدر عدد سكان العالم بحوالي 1 مليار نسمة (هذا الرقم يتفق مع التقديرات الحديثة لتلك الفترة الزمنية).

في بدايات القرن التاسع عشر، تم تقدير عدد سكان العالم بحوالي 1 مليار و600 مليون نسمة، في حين تم تقدير عدد السكان في أربعينيات القرن نفسه بحوالي 1 مليار و800 مليون نسمة. كما أصبحنا في تلك الفترة نملك تقديرات دقيقة بعض الشيء حول عدد السكان في كل قارة،

ليس هناك تقديرات دقيقة 100%، فحتى التقديرات الحالية قد تكون غير دقيقة، وقد تتراوح نسبة الخطأ بين 3 – 5%.

عدد سكان العالم في التاريخ القديم

في الفترة الزمنية التي ظهرت فيها الزراعة، أي في عام 10.000 آلاف قبل الميلاد، قدر عدد البشر حوالي 1 – 15 مليون نسمة.

تشير الأدلة التي أجريت على الحفريات إلى أن عدد البشر كانوا في عام 70.000 قبل الميلاد حوالي 1000 – 10000 نسمة.

تشير التقديرات إلى أن 50 – 60 مليون شخص كانوا يعيشون في الإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع الميلادي.

في القرنين السادس والثامن الميلاديين، انخفض عدد سكان قارة أوربا إلى النصف بسبب انتشار وباء الطاعون.

انخفض عدد سكان الصين من 123 مليون نسمة في عام 1200 إلى 65 مليون نسمة في 1393، هذا الانخفاض ناجم عن مزيج من العوامل مثل انتشار وباء الطاعون والمجاعة والحروب.

في عام 1650، كان عدد الساكن في إنجلترا حوالي 5.6 مليون بعد أن كان 2.6 مليون في عام 1500. ويُعتقد أن المحاصيل الجديدة التي جلبها المستعمرون البرتغاليون والإسبان من الأمريكيتين إلى آسيا وأوروبا في القرن السادس عشر قد ساهمت ازدياد عدد السكان.

لا توجد تقديرات حول عدد سكان القارة الأمريكية الشمالية والجنوبية فبل وصول كريستوفر كولومبوس إليها، لكن التقديرات تشير إلى وجود 10 – 100 مليون نسمة. لكن وصول المستكشفين الأوروبيين واحتكاكهم بسكان الأمريكيتين الأصليين أدى إلى نقل أمراض خطيرة لم يملك السكان الأمريكيين أي مناعة ضدها، ما أدى إلى موت الملايين، ويقدر أن 90٪ من السكان الأمريكيين الأصليين في الأمريكيتين قد ماتوا بسبب انتشار أمراض العالم القديم مثلا لجدري والحصبة والإنفلونزا. فعلى مر القرون، طور الأوروبيون مناعة ضد هذه الأمراض، بينما لم يكن لدى السكان الأصليين مثل هذه المناعة.

عدد سكان العالم في التاريخ الحديث

بعد الثورة الصناعية في أوربا، تحسنت الخدمات الصحية ما أدى إلى تحسم معدلات بقاء الأطفال على قيد الحياة، ففي لندن، انخفض عدد الأطفال الذي يموتون قبل سن الخامسة من 74.5% في الفترة بين عامي 1730 – 1749 إلى 31.8٪ في الفترة بين عامي 1810 – 1829.

ازداد عدد السكان في قارة أوروبا من 100 مليون نسمة في عام 1700، إلى أكثر من 400 مليون نسمة في عام 1900. وكان السكان الأوربيون يشكلون حوالي 36٪ من عدد سكان العالم في عام 1900.

مع تحسن الخدمات الصحية وتوفر اللقاحات والصرف الصحي ووسائل التنظيف، ازداد عدد سكان بريطانيا من 10 – 40 مليون في القرن التاسع عشر. وقد بلغ عدد سكان المملكة المتحدة 60 مليون نسمة في عام 2006.

شهدت الولايات المتحدة نموًا في عدد سكانها من 5.3 مليون نسمة في عام 1800 إلى 106 مليون في عام 1920، وتجاوز عددهم 307 مليون في عام 2010.

في النصف الأول من القرن العشرين، عانت الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي من الحروب الكبرى والمجاعات والاضطرابات التي أدت إلى موت ملايين السكان (حوالي 60 مليون حالة وفاة بسبب هذه الظروف). وقد انخفض عدد سكان روسيا بعد أن انهار الاتحاد السوفيتي، فقد كان عدد السكان 150 مليون في عام 1991، لكن في عام 2012، بلغ عدد سكان روسيا 143 مليون، ومنذ عام 2013، توقف الانخفاض في عدد السكان.

في الدول النامية، ازداد عدد السكان بشكلٍ كبير منذ بداية القرن العشرين نتيجة تحسن الظروف الصحية والاقتصادية، ففي الصين، ازداد عد السكان من 430 مليون في عام 1850 إلى 580 مليون في عام 1953، في حين بلغ عددهم الآن أكثر من 1.3 مليار نسمة. وفي شبه القارة الهندية (التي تشمل حاليًا كل من الهند وباكستان وبنغلاديش)، كان عدد السكان 125 مليون في عام 1750، ووصل إلى 389 مليون في عام 1941.

تضاعف عدد السكان في البرازيل بمعدل 10 أضعاف خلال القرن الماضي، من 17 مليون في عام 1900، إلى 176 مليون في عام 2000.

في المكسيك، ازداد عدد السكان من 13.6 مليون في عام 1900 إلى 112 مليون في عام 2010.

كان عدد سكان كينيا في عشرينيات القرن الماضي حوالي من 2.9 مليون نسمة، أما الآن فيصل عدد سكانها إلى 37 مليون.

عالم المليارات

وصل عدد سكان العالم إلى 1 مليار لأول مرة في التاريخ في عام 1804، وبعد 123 سنة، أي تحديدًا في عام 1927، وصل عدد السكان إلى 2 مليار، وبعد 33 سنة، أي في عام 1960، أصبح عدد السكان 3 مليار، وبعد 14 سنة، أي في عام 1974، وصل العدد إلى 4 مليارات، ثم 5 مليارات في عام 1987، ثم 6 مليارات 1999، في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 2011، بلغ عدد سكان العالم 7 مليارات نسمة.  

بحسب التقديرات، سيصل عدد السكان في العالم إلى 8 مليارات في عام 2024، ثم إلى 9 مليارات في عام 2042.

هناك تضارب في التوقعات المستقبلية، فالبعض يتوقع أن يتراوح عدد السكان في عام 2050 من 7.4 – 10.6 مليار. هذه التوقعات تختلف بسبب تقديرات معدلات الخصوبة.

لا توجد توقعات دقيقة بعيدة المدى، إذ يعتقد العض أنه في عام 2150، سينخفض عدد السكان إلى 3.2 مليار فيما يعرف “السيناريو المنخفض”، لكن “السيناريو المرتفع” يتوقع رقم يصل إلى 24.8 مليار.

في عام 1995، كان معدل الخصوبة هو 3.04 طفل لكل امرأة، فتوقع البعض أنه لو بقي هذا المعدل ثابتًا حتى عام 2150، سيصل عدد سكان العالم إلى 256 مليار نسمة، لكن معدل الخصوبة لم يبقى ثابتًا، وقد انخفض ووصل في عام 2010 إلى 2.52.

لا أحد يعرف في أي يوم أو شهر وصل فيه عدد سكان العالم إلى مليار أو مليارين، أيضًا لا نعرف أي يوم وصل فيه العدد إلى ثلاث أو أربع مليارات، لكن الأمم المتحدة احتفلت بـ “يوم الخمسة مليارات” في 11 يوليو 1987، و “يوم الستة مليارات” في 12 أكتوبر 1999. ويوم السبعة مليارات” في 31 أكتوبر 2011.

التركيبة السكانية في العالم

يبلغ عدد الذكور في العالم أكثر من عدد الإناث، فهناك 1.01 ذكر لكل أنثى واحدة. قد يعود السبب في هذا إلى وجود خلل كبير في عدد السكان بين الجنسين في الصين والهند.

يشكل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة حوالي 26.3٪ من عدد البشر، في حين أن الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين  15 – 64 سنة حوال 65.9%، أما البشر الذي تزيد أعمارهم عن 65 سنة، فيشكلون حوالي 7.9٪ من البشر.

بحسب منظمة الصحة العالمية، يبلغ متوسط العمر 71.4 سنة، يبلغ متوسط عمر النساء ​​74 سنة، ومتوسط عمر الرجال 69 سنة.

في عام 2010، قدر معدل الخصوبة العالمي بـ 2.52 طفل لكل امرأة.

قام باحثون بريطانيون في عام 2012 بتقدير وزن جميع سكان الأرض عند 287 مليون طن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن متوسط ​​وزن الشخص الواحد حوالي 62 كيلوغرام.

يعيش حوالي 1.29 مليار شخص (18.4٪ من سكان العالم) في حالة فقر مدقع (أي يعيشون بأقل من 1.25 دولار أمريكي في اليوم). فيما عانى 870 مليون شخص تقريبًا (حوالي 12.3٪) من سوء التغذية.

في الوقت الحالي، حوالي 83٪ ممن البشر فوق سن 15 سنة متعلمين.

في منتصف عام 2014، كان 42.3% من البشر يستخدمون شبكة الإنترنت، أي 3.03 مليار مستخدم.

ترتيب الدول العشرة الأولى من حيث عدد السكان (2020)

  1. الصين – 1.404.847.040 نسمة – 18.0٪ من سكان العالم.
  2. الهند – 1.368.347.254 نسمة – 17.5٪ من سكان العالم.
  3. الولايات المتحدة الأمريكية نسمة – 330.465.443 – 4.23٪ من سكان العالم.
  4. إندونيسيا – 269.603.400 نسمة – 3.45٪ من سكان العالم.
  5. باكستان – 220.892.331 نسمة – 2.82٪ من سكان العالم.
  6. البرازيل – 212.192.835 نسمة – 2.71٪ من سكان العالم.
  7. نيجيريا – 206.139.587 نسمة – 2.64٪ من سكان العالم.
  8. بنغلاديش – 169.463.364 نسمة – 2.17٪ من سكان العالم.
  9. روسيا – 146.748.590 نسمة – 1.88٪ من سكان العالم.
  10. المكسيك – 127.792.286 نسمة – 1.63٪ من سكان العالم.

في هذه الدول العشرة الأولي، يعيش 4.5 مليار نسمة، وهم يشكلون تقريبًا 57% من عدد سكان العالم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله