حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل

حقوق المرأة هي مصطلح يشير إلى أن تتمتع المرأة في جميع مراحل حياتها العمرية بالحرية التي أباحها لها الشرع، وقد تكون هذه الحقوق معترف بها في مجتمعات أو غير معترف بها في مجتمعات أخرى حسب القوانين التقليدية أو الأخلاقية فيها.

وتشمل حقوق المرأة السلامة الجسدية، وحقها في التصويت، والاستقلالية مع حقها في العمل والأجر مع الرجل، كما تشمل حقها في الدراسة والتعليم إضافة لجميع الحقوق المتعلقة بالزواج والدين والوصاية.

حقوق المرأة

حقوق المرأة

المرأة هي نصف المجتمع، كما أنها تعتبر أساس المجتمع فهي التي تقوم على تربية الجيل الذي سينشأ في المجتمع، فإن كانت تعيش حياة سوية غير معقدة تراها تبدع في كافة المجالات والعكس صحيح.

وكما هو واضح أن المرأة لا تشعر بالقلق ولا تقلق بشأن مصدر رزقها لأنها مع الرجل هي شخص آمن اجتماعيًا فيما لو تفهم الرجل ذلك سواء كان مصدر رزقها من مجهودها أو كان من قبل الرجل الذي تعيش في كنفه سواء كان أب أو أخ أو زوج.

فكيف يمكن لهذه المرأة أن تعيش في المجتمع وهي تتمتع بكامل حقوقها؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا التالي.

ما هي حقوق المرأة؟

عمومًا وليس فقط في الإسلام للمرأة حقوق على الزوج والأب والابن داخل الأسرة، ومن المعروف أن طبيعة تكوين جسد المرأة يختلف عن الرجل الذي يُنظر إليه بالقوة والصلابة بينما يُنظر للمرأة بأنها ضعيفة، هذا صحيح من الناحية الجسدية حيث أن هناك اختلافات في وظائف المرأة والرجل في حياة الأفراد والمجتمع.

ولكن في نفس الوقت نجد أن المرأة قوية معنويًا عندما تُنشأ جيلًا متماسكًا وصلبًا للمجتمع، ولكل من الرجل والمرأة مهامه التي عليه أداؤها والتي لا يستطيع أحدهما أن يقوم فيها مقام الآخر.

ومن بين حقوق المرأة التي تجعلها قادرة على العيش بسلام في هذا المجتمع:

 تربية الأطفال

أعطى المجتمع والشرع للرجل مهمة أن يكون رئيس الأسرة الإسلامية، كما أعطى لقب رب الأسرة للرجل حيث تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة لتلبية احتياجات الأسرة وحماية الأسرة من جميع أنواع التأثيرات الخارجية.

وفي المقابل أعطى للمرأة الحرية في إدارة منزلها بما تراه صحيحًا لسير الحياة داخل الأسرة وبشكل لا يتعارض مع الرجل وبالتالي يتم رعاية المنزل والأولاد بشكل توافقي بينهما.

ومن هنا يحق للمرأة أن تطلب من زوجها مربية لتساعدها في تربية الأطفال، ويحق لها أن تطلب خادمة تعينها بالأعمال المنزلية.

 إن استمرار الحياة الأسرية الإسلامية يصبح ممكنًا مع حماية الحقوق المتبادلة بين الرجل والمرأة.

المسؤولية المادية

بما أن الشرع والقانون قد أعطى السيادة في إدارة الأسرة للرجل فهو المسؤول الأول في أن يوفر لهذه الأسرة سبل العيش الكريم، فعليه أن يدعم الأسرة من الناحية المادية ويرعى المرأة والأولاد داخل هذه الأسرة.

وهنا يأتي دور المرأة في تفهمها لسبل العيش مع الرجل داخل الأسرة الواحدة فتقوم بمساعدة الرجل على أداء واجباته من الناحية المادية فتكون له عونًا فلا تُسرف ولا تُضيع هذا المال وتصرفه ضمن المسار الطبيعي والشرعي.

ولا مانع من أن تُساعده إن كانت تملك مالًا خاصًا بها على أن يكون بدون إجبار من الزوج لها.

معاقبة المرأة

على الرجل أن يكون حكيمًا في تعامله مع زوجته ويتعامل معها بما علمه الشرع وبما سمعه عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

فإن ظهرت بعض المشاكل بين الزوجين أو قصرت المرأة في أحد الأمور فلا يعاقبها بالضرب بل يقوم بتقديم المشورة والنصيحة لها.

وورد ضرب النساء في الآية 34 من سورة النساء حيث قال سبحانه وتعالى: ” وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”

فعندما تمتنع المرأة عن القيام بواجباتها فيُمكن لزوجها أن يدلها إلى الطريق الصحيح بعدة طرق غير اسلوب الضرب كالهجران في الفراش وبالوعظ ولين الكلام وتذكيرها بالله وحقه الذي طلبه الله منها.

والضرب المقصود في الآية الكريمة هو بعدم اهانتها أو إيذائها بل ضربها بالسواك أو فرشاة الأسنان.

طاعة الزوج

طاعة الزوج

المرأة ملزمة بطاعة زوجها في ظروف مشروعة، ومع ذلك فإن الطاعة هنا وفقا لأوامر الله، والمرأة غير ملزمة بطاعة الزوج إذا كان خارج حدود الأوامر الشرعية لأن طاعة الله تأتي قبل طاعة الزوج.

فالطاعة للرجل مبنية على أساس الاحترام والرضا المتبادل بين الزوج والزوجة في الأسرة.

الانفاق

انفاق المرأة

المرأة حرة في إنفاق مالها ضمن الحدود الشرعية وخاصة إن كانت قد حصلت عليه من ميراث أو من عملها الخاص.

 الراعي في المنزل هو الرجل وإنفاق المال يجب عليه هو إلا إن قامت هي بمساعدته، والدين لا يُلزم المرأة بذلك.

حق المرأة في الملكية

مع بداية الثلاثينيات من القرن التاسع عشر أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قوانين وأنظمة سمحت للمرأة المتزوجة بالسيطرة على كل ممتلكاتها.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تمرير مثل هذا القانون لحماية النساء المتزوجات، وتم منح النساء هوية قانونية مستقلة حيث كان القانون الجديد الذي صدر في نيويورك مستوحى من إجماع جميع الولايات الأخرى في الولايات المتحدة.

حق المرأة في التعليم

الحق في التعليم عالمي للجميع باعتبارها واحدة من حقوق الإنسان الأساسية التي تم الإعلان عنها وتشمل الحق في التعليم الابتدائي الذي هو إلزاميًا للجميع، والحاجة إلى جعل التعليم في متناول الجميع، ولخلق المساواة في الحصول على التعليم العالي.

الحقوق السياسية للمرأة

حق المرأة في السياسة

ومن أهم حقوق المرأة السياسية أن لها الحق في الترشح للانتخابات والمشاركة في سياسة الحكومة.

كما لها الحق في الانضمام للأحزاب والمنظمات والجمعيات التي تُعنى بالشؤون العامة والسياسية للدولة.

كما أن من حقها الحصول على منصب في وظائف الدولة العامة وتولي الوظائف على كافة المستويات.

ومن حقوق المرأة السياسية حقها في التصويت والمشاركة في الانتخابات والتصويت كمشاركة سياسية من قبلها ضمن المجتمع الذي تعيش فيه مثلها مثل الرجل.

حقها في الحفاظ على جنسيتها أو تغييرها في حال تغير جنسية الزوج.

حق المرأة في منح جنسيّتها لأولادها.

حقوق المرأة العائلية

تحديد الحد الأدنى لسن الزواج وحقها في منع إتمام عقد الزواج قبل بلوغها أو بلوغ الزوج هذا الحد.

ومن حقها أن يتم زواجها برضاها التام دون إكراه أو عنف سواء جسدي أو لفظي.

حق المرأة في توثيق عقد الزواج لدى الجهات الرسميّة حفاظًا على حقوقها وحقوق نسب أولادها.

حقها في إنهاء عقد زواجها في حال استحالة إتمامه، وحصولها على كامل حقوقها نتيجة الطلاق.

اختيار العمل والمِهنة والحصول على المُمتلكات وإداراتها والتصرّف فيها.

حقها في المساواة بينها وبين زوجها تجاه مسؤولياتها تجاه الأولاد فيما يتعلق بالعناية بالأولاد وحمايتهم وبالوصاية عنهم، سواء أكانت متزوّجة أو مطلّقة.

حقوق المرأة في العمل

لها حق في اختيار العمل الذي يُناسب مؤهلاتها.

حقها في الاشتراك في الضمان الاجتماعي ضمانًا لحقوقها العملية.

والحق في المساواة مع الرجل في المعاملة وتقييم العمل والأجر.

حقها في عدم فصلها من العمل بسبب الحمل أو إجازة الأمومة.

حمايتها من العمل في أعمال مؤذية لها وخاصة خلال فترة الحمل.

حقوق المرأة في الإسلام

حفظ الإسلام على إعطاء المرأة حقوقها كاملة لما أقرها لها الشرع في القرآن والسنة ومن بين هذه الحقوق:

حق المرأة في الميراث

 جاء الإسلام ليعطي للمرأة حقوقها ويحترم وجودها بعد أن كانت سلعة كأي سلعة يتوارثها الأبناء عن آبائهم فصارت ترث كالرجل ولها حق في ميراثها لا يأخذه منها أي أحد فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة النساء الآية 7: “لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا”.

وقد حدد الإسلام حقوقها في الميراث بحسب كل حالة على حدة.

حق المرأة في التعليم

لقد حثّ الإسلام على التعليم ودعا إليه دون تفريق بين المرأة والرجل بدليل قوله عليه الصلاة والسلام عندما قال: “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ”.

حقوق المرأة في الملكية

لقد شرع الإسلام حقوق المرأة في التصرّف بالأمور المالية من بيع وشراء وزكاة والتصرف بمالها بشكل منفصل عن زوجها.

حقوق المرأة الزوجية

لقد أعطى الإسلام للمرأة الحق في اختيار شريك حياتها دون إكراه أو عنف، كما أقر لها حقوقها الزوجية من مهر وسكن ونفقة وعشرة، والأهم حقها في الطلاق عند استحالة الحياة الزوجية.

قال عليه الصلاة والسلام: “لا تُنكح الأيِّمُ حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: أن تسكُت”.

حق المرأة في العمل

الإسلام كان وما زال يرى أن أهم عمل للمرأة هو تربية الأجيال، مع احترام حقها في تولي الوظائف التي تتناسب مع جسدها ومؤهلاتها من أجل الرزق، وهذا ما ذكره في عدّة مواضع وأكد بأنّ وظيفة المرأة الأولى هي تربية الأجيال، ولكنّه لم يَحرمها من حقها في العمل وكسب الرزق، فقد ورد في سورة التوبة الآية 105 قوله تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”.

فطالما أن عملها يتناسب مع طبيعتها الجسدية، وبعيدًا عن المحرّمات فهذا من حقها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله