لماذا ماء البحر مالح؟ 6 أسباب خلف ملوحة البحر

ثلثي سطح الأرض مغطى بالمياه، و97% من هذه المياه مالحة، في مقابل 3% مياه عذبة 2% منها مجمد وموجود في القمم والأنهار الجليدية، ليتبقى أقل من 1% مياه عذبة وسائلة، ولكن لماذا ماء البحر مالح؟ ما الذي يجعل 97% من المياه على هذه الكوكب مياه مالحة؟

لماذا ماء البحر مالح؟

القصة تبدأ من رحلة المياه في الطبيعية، فالماء يتحرك ضمن دورة تعتمد على الشمس، من البحر إلى السماء وبعدها إلى الأرض ومن ثم إلى البحر مجددًا… وهكذا، بفعل طاقة الشمس يتم تسخين ماء البحر، ليتحول إلى غاز بخار الماء (عملية التبخر)، بدوره هذا الغاز يتصاعد في الهواء مرتفعًا إلى الأعلى.

خلال رحلته نحو الأعلى يبرد البخار ليكون الغيوم من خلال عملية التكاثف ويعود إلى حالة الماء السائل ليتساقط المطر أو الثلج عائدًا إلى البحر مباشرة، أو إلى الأرض ومن ثم إلى البحر! هكذا تنتهي دورة مياه واحدة، ومن ثم تعود أشعة الشمس لتسخين مياه البحر وهكذا بشكل مستمر تتكرر دورات المياه في الطبيعة.

ولكن من أين يأتي الملح؟ لماذا ماء البحر مالح؟ خلال دورة المياه في الطبيعة يتشكل الملح في البحر، وذلك كما يلي:

لماذا ماء البحر مالح؟

1 – الأمطار التي تحتوي تركيز منخفض من الحموض

الأمطار التي تسقط من السماء لا تكون مجرد ماء H2O نقي، وإنما يحتوي مركبات كيميائية أخرى بتراكيز منخفضة منها: ثاني أكسيد الكربونثاني أوكسيد الكبريت… وهي ذات طبيعة حمضية، يمتص الماء هذه المركبات خلال وجوده في الجو.

على الرغم من أن ذلك يعني أن الأمطار حامضية، ولكن بتركيز قليل يجعلها آمنة ولا تسبب الأضرار ولكن في الوقت نفسه قادرة على إذابة كميات صغيرة من الأملاح المعدنية الموجودة في الصخور والتي تتداخل مع الماء، ومن هذه الأملاح كلوريد الصوديوم.

كوريد الصوديوم هو نفسه ملح الطعام الذي تقوم بإضافته إلى طعامك! وهكذا تتدفق المياه مع الأملاح المنحلة فيها إلى الجداول والأنهار والبحار.

الأملاح في الجداول والأنهار والبحار

نعم، المياه مع الأملاح المنحلة فيها تتدفق إلى كل من الجداول والأنهار والبحار، ولكن هذا لا يجعل الأنهار والجداول العذبة تصبح مالحة، وهنا نعود لتفسير لماذا ماء البحر مالح والأنهار لا.

الأنهار والجداول تحتوي تركيز منخفض من الأملاح في المقابل الأملاح في البحر تراكمت على مدى بلايين السنين، بمعنى أن ماء البحر يحتوي نسبة ملح أكثر من تلك التي تحتويها الجداول العذبة بنحو 300 مرة.

أي أن كل ليتر من ماء البحر يحتوي تقريبًا على 35 جرام من الملح المذاب، بينما كل لتر من ماء الجداول العذبة يحتوي على أقل من 0.5 جرام من الأملاح.

2 – السوائل الحرارية المائية

سبب آخر يفسر لماذا ماء البحر مالح، إنها السوائل الحرارية المائية التي تندفع من الفوهات الموجودة في قاع البحر، ولكن هذه المياه لماذا تندفع ومن أين تتشكل؟

إنها نفسها مياه البحر المالحة، فهي تتسرب عبر الشقوق الموجودة في القاع، ونتيجة لقربها من قلب الأرض فإنها تسخن وترتفع درجة حرارتها، وهذه الحرارة تتسبب في حصول سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تنتهي بفقدان المياه جزء من الأوكسجين والكبريت والمغنسيوم وفي المقابلة تلتقط من الصخور المحيطة بها معادن أخرى كالزنك والحديد والنحاس، ومن ثم تندفع المياه المحملة بهذه المعادن من الفوهات الموجودة في قاع البحار.

وهكذا تزداد درجة ملوحة البحر مع استمرار اندفاع هذه السوائل واستمرار تسرب المياه من الشقوق…

3 – الانفجارات البركانية تحت الماء

بعيدًا عن الدورة السابقة التي تحتاج إلى تسرب المياه بين الشقوق ومن ثم تسخينها والدخول في تفاعلات كيميائية وما إلى ذلك… هناك سبب مباشر آخر يزيد من ملوحة ماء البحر!

وهو الانفجارات البركانية التي تحدث تحت الماء، وما ينبعث نتيجة لها من معادن وأملاح تنتقل بشكل مباشر إلى ماء البحر.

4 – القبب الملحية المنتشرة

مياه البحر مالحة، وبالتالي على مدار فترات زمنية جيولوجية كثيرة قد حدث ضمنها عملية ترسيب للأملاح لتتشكل القبب الملحية تحت سطح البحر وتحت الأرض كذلك، وهذه القبب منتشرة في جميع أنحاء العالم.

ولكنها في النهاية عبارة عن تراكمات ملحية وبالتالي لها دور أساسي في جعل المياه مالحة وبشكل خاص مياه البحر نظرًا لوجودها بشكل أكبر ولأنها على تماس مباشر مع المياه.

5 – عملية تبخر مياه البحر

تغطي البحار والمحيطات مساحات كبيرة جدًا 97% من سطح الكوكب وبالتالي فهي تتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر وعلى مدى واسع ولك أن تخيل مقدار الماء المتبخر، وعلى الرغم من أن التبخر هو مرحلة من مراحل دورة المياه ولكنه سبب آخر في جعل مياه البحر مالحة!

نعم، لأن المياه تتبخر ولكن الملح يبقى ومن ثم تعود المياه مرة أخرى محملة بالأملاح الذائبة الجديدة، ومن ثم تتبخر المياه ويبقى الملح وهكذا… هذا الأم يفسر لماذا ماء البحر مالح ولماذا هو مالح في مناطق أكثر من مناطق أخرى.

6 – عملية الحت الطبيعية للصخور

تتعرض الصخور القريبة من البحر وتلك الموجودة في قاع البحار والمحيطات لعملية حت طبيعية نتيجة للعوامل الخارجية، وهذا الأمر يؤدي إلى ذوبان المركبات الكيميائية والأملاح في مياه البحر بشكل مباشرة ما يرفع من الملوحة.


توازن الملح في ماء البحر

توازن الملح في ماء البحر

لأن الملح يتدفق إلى ماء البحر بعدة طرق قد تعتقد أن البحر يزداد دائمًا ملوحة، ولكن في الحقيقة هناك نظام يحافظ على توازن تركيز الملح في البحر!

  • تتم إزالة جزء من الأملاح عم طريق الحيوانات والطحالب الموجودة في البحر.
  • جزء من الأملاح يترسب في قاع المحيطات.

نسبة الملوحة ليست نفسها في كل البحار

الملوحة في المناطق الاستوائية تكون أعلى نظرًا لأنها أدفأ وبالتالي يحدث تبخر للماء بنسبة أكبر، في المقابل المياه عند القطبين تكون أقل ملوحة نتيجة لانخفاض درجة الحرارة وبالتالي انخفاض التبخر إلى جانب ذوبان الجليد.

الاختلاف في الملوحة وتغيير المناخ

هذا التفاوت والاختلاف في ملوحة الماء بين الأماكن الدافئة وتلك الباردة يمكن أن يزداد في المستقبل مع تغيير المناخ، ففي الأماكن الدافئة سوف يزداد التبخر وبالتالي تزداد الملوحة، في المقابل تزداد الأمطار وذوبان الجليد في نصف الكرة الشمالي.

وتغيير الملوحة بدوره يؤدي إلى تغييرات في طريقة تحرك المياه في الطبيعة وضمن المحيطات وبالتالي هذا الأمر يملك تأثير كبير على أشكال الحياة كاملة في الكوكب، فالمياه المالحة تصبح أكثر كثافة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله