من هو مخترع المصباح الكهربائي تطورات وأبحاث حققت تقدمًا للبشرية

إن من جملة الاختراعات العظيمة التي أعطت للعالم التقدم والحضارة والنور الذي يضُيء به ظلمات الليالي هو المصباح الكهربائي حيث يعتبر توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي المتوهج من أشهر المخترعين لأشياء غيرت العالم كله وأصبح مضاء بفضل اختراعه للمصباح الكهربائي حيث دخلت الكهرباء لكل بيت من خلال التسويق للمصباح الكهربائي الذي شارك في تطوير الكهرباء.

في هذا المقال سنتعرف على تطور اختراع المصباح الكهربائي حتى قيام توماس أديسون من تطوير هذه الأبحاث كما سنتعرف على سيرته الذاتية وما أضافه للحضارة في العالم من اختراعات تجاوزت الألف اختراع فتعالوا معنا:

من هو مخترع المصباح الكهربائي

المصباح الكهربائي

من هو مخترع المصباح الكهربائي؟ سؤال يجعلك تقول إنه توماس أديسون ولكن للعلم فهو ليس المخترع الوحيد للمصباح الكهربائي بل جاء اختراع هذا الإنجاز الكبير في العالم نتيجة جهود وتجارب من قبل شخصيات هامة من المخترعين والعلماء لهذه الثورة في التكنولوجيا المتقدمة.

ولكن رغم كل ذلك يمكننا القول إن أول اختراع تجاري ناجح للمصباح الكهربائي كان على يد توماس أديسون في عام 1875 فتعالوا معنا لنتعرف على تطور اختراع المصباح الكهربائي وكيف بدأت ومن هم الذين ساهموا في تطوره.

تطور اختراع المصباح الكهربائي

لقد مر اختراع المصباح الكهربائي بعدة مراحل وعدة مخترعين وكل عالم يُطور في اختراع العالم الذي قبله حتى وصل إلينا بالنحو الذي نراه اليوم.

كان اختراع المصباح الكهربائي في بدايات القرن التاسع عشر مكلفًا جدًا لذلك لم يُستخدم إلا بشكل محدود ولم يستمر مطولًا، إلا أن التقدم العلمي في أواخر القرن التاسع عشر طور عمل المصباح الكهربائي وأصبح أكثر إضاءة وتوهج كما أصبح الطلب عليه يزداد:

  • في عام 1800 ميلادي قام المخترع الإيطالي “Alessandro Volta ” بوضع أسلوب عملي الأول من نوعه لتوليد الكهرباء وذلك من خلال اختراع (voltaic pile) بطارية من الفولت حيث صنعت على شكل أسطوانة من النحاس والزنك ويتخللها عدة طبقات من الكرتون غمرت بالمياه المالحة، وتصبح هذه البطارية موصلة للكهرباء عندما يتم توصيل أطراف السلك النحاسي لكن للأسف كانت تحترق بسرعة وضوئها ساطع بشكل كبير ولا يمكن استخدامها في المنزل لذلك لم تكن عملية.
  • قام كيميائي إنكليزي في عام 1809 بربط شريط من الفحم في أطراف سلكين ووصل السلكين ببطارية فتوهج هذا الشريط فكان أول ضوء متوهج كهربائي.
  • تابع عالم آخر يدعى (Warren de la Rue) الأبحاث في عام1840 ميلادي فجرب لف شريط من البلاتين بدلًا من النحاس ووضعه في أنبوب فارغ ثم مرر فيه التيار الكهربائي فأضاء المصباح، لكن هذا الاختراع لم يلق أي اهتمام وحال دون نجاحه تجاريًا خاصة أن تكلفة شريط البلاتين مكلفة إضافة إلى أن هذا الاختراع غير عملي وصعب التطبيق.
  • ولحل مشكلة التكلفة في صنع المصباح الكهربائي قام عالم الكيمياء الإنجليزي “Joseph Swan” بتطوير مصباح كهربائي باستخدام فتيلة من (ورق متفحم) بدلًا من البلاتينيوم، إلا أن المنتج لم يلق أي فرصة للتسويق.
  • وفي عام 1845 ميلادي أضاء العالم هاينريش غوبل مصباحًا كهربائيًا وذلك من خلال استخدامه لخيوط متفحمة من الخيزران في لمبة من الزجاج.
  • وفي عام 1848 ميلادي قام الإنجليزي “William Staite” بتحسين قدرة المصباح الكهربائي للعمل لمدة أطول، من خلال تطوير آلية جديدة وتطويل عمر المصباح في منع تآكل قضبان الكربون.
  • ومن المحاولات الأخرى أيضًا لاختراع المصباح الكهربائي قام العالم (إدوارد شيبرد) باختراع الضوء الكهربائي من خلال استخدامه لخيوط الفحم وذلك في عام 1850.
  • وبيّن ديلا رو في عام 1875 أنه يمكن أن يستمر الضوء مضاءًا فترة أطول إذا أزيلت كل الغازات داخل اللمبة.

ثم تتالت الاختراعات والأبحاث:

  • في نفس عام 1875 تمكن كلًا من “Henry Woodward and Matthew” ماثيو ايفانز وهنري وودوارد الكنديان من الحصول على براءة اختراع للمصباح الكهربائي باستخدام قضبان من الكربون وبأحجام مختلفة في أقطاب ضمن أسطوانة من الزجاج ملئت بالنيتروجين.
  • ولكن في عام 1879 اشترى توماس أديسون براءة الاختراع التي حصل عليها كلًا من ماثيو ايفانز وهنري وودوارد وطوّر هذا الاختراع من خلال استخدام فتيلة من الخيزران وضعها في لمبة زجاجية خالية من غاز الأوكسجين.

لقد جرب أديسون عدة مواد كفتيل (وهو شعيرة رفيعة تقاوم شدة الكهرباء ولا تحترق بسرعة) وكانت من بعض أنواعها القطن أو الخشب أو الكتان حتى توصل مع فريقه أن خيوط الخيزران يمكنها أن تقاوم الكهرباء العالية ولا تحترق بسرعة وتستمر لأكثر من 1200 ساعة.

ومع التطور الذي استمر بعد أديسون وفي أوائل القرن العشرين تم استبدال خيوط الخيزران بمواد أكثر مقاومة وأقوى إلى أن توصلنا في أيامنا الحالية لاستخدام مصابيح كهربائية طويلة الأمد.

قصة اختراع توماس أديسون للمصباح الكهربائي

توماس أديسون

السيرة الذاتية لتوماس أديسون:

من خلال السيرة الذاتية المختصرة للمخترع توماس إديسون سنتعرف على كيفية توصله لاختراع المصباح الكهربائي:

ولد توماس إديسون في 11 فبراير (شباط) عام 1847 في ميلانو بالولايات المتحدة لعائلة متواضعة في مدينة أوهايو.

لقد عُرف عنه منذ طفولته بأنه طفل مبكر النضوج، يلتهم العديد من الكتب التي كان يقرأ ما يقع عليه عينيه من كتب علمية وثقافية إضافة إلى أنه كان مهتمًا بالتلغراف والقطارات.

كان لدى توماس أديسون منذ كان في العاشرة من عمره مختبر كيميائي صغير خاص به.

بدأ توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي حياته المهنية في عام 1866 حيث عمل كعامل تلغراف، وفي نفس العام اخترع إديسون برقية مزدوجة والتي أصبحت متعددة الإرسال في عام 1869 والتي قام بتسويقها في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر لإدارة أسعار سوق الأوراق المالية.

ومع جمع الأموال أنشأ مختبر أبحاثه الخاص في عام 1874 وقدم العديد من براءات الاختراع حيث اخترع الفونوغراف في عام 1877 والذي قام بتسجيل وإعادة إنتاج جميع الأصوات ميكانيكيًا.

اختراع أديسون للمصباح الكهربائي:

لقد كان في فكر أديسون فكرة تطوير مفهوم المصباح الكهربائي الذي ابتكره عالم يدعى ليندسي في عام 1835 لذلك في عام 1878 أدخل لهذا الابتكار المسمى المصباح الكهربائي فكرة الخيوط المسخنة كهربائيًا في لمبة وذلك لتعطي الضوء المتوهج.

وبالفعل قام أديسون وهو في عمر 29 عامًا مع فريق من العلماء في إدخال خيوط من الخيزران مسخنة كهربائيًا في لمبة حيث أضاءت هذه اللمبة وأعدت الضوء وتوهجت واستمر هذا التوهج 30 ساعة فقط مما شجع أديسون لتسويق هذه المصابيح الكهربائية عن طريق الشركة التي أسسها في عام 1879 واسمها شركة Edison Electric Light Company.

لقد كانت خيوط الخيزران تأتيه من اليابان توضع بطريقة محددة في لمبة تفريغ حيث تعمل بجهد كهربائي منخفض بحيث تنتج هذه الخيوط المتصلة بسلكين من البلاتين موصولين بالكهرباء الضوء الكهربائي.

ثم قام أحد المهندسين الذين يعملون معه في استخدام خيوط من الكربون وذلك في عام 1881.  

تأسيس أديسون لمحطة وقود:

تابع أديسون في استكمال اختراعاته وانجازاته في عام 1882 حيث أسس أول محطة للطاقة في العالم ليتيح للجميع في استخدام الكهرباء للجميع، كما أنه اخترع البطارية القلوية.

تأسيس أول كاميرا:

كما أن أديسون يعتبر رائد للسينما في وقته حيث أنشأ أول كاميرا للسينما في العالم في عام 1888 وهي Kinetograph (كاميرا للتسجيل) وKinetoscope (جهاز لإعادة إنتاج الصور).

وفاة توماس أديسون

ظل أديسون يواصل اختراعاته وأبحاثه حتى وصل لعمر 84 عامًا ثم توفي في الولايات الأمريكية المتحدة في 18 أكتوبر 1931 في مدينة ويست أورانج.

واصل توماس إديسون بحثه حتى نهاية حياته وتوفي (في الولايات المتحدة) عن عمر يناهز 84 عامًا حيث كان ما يزال يبحث في مشروع لتصنيع الصمغ الصناعي.

من أقوال توماس إديسون

“للإبداع كل ما تحتاجه هو خيال رائع وكومة من الخردة”.

وكان يقول دائمًا في فترات عدم الوصول للحلول في أبحاثه: “أنا لست محبطًا لأن أي محاولة فاشلة يتركها المرء وراءه هي خطوة أخرى إلى الأمام”.

كما كان يعزي نفسه بالقول: “لم أفشل لقد وجدت للتو 10000 حل لا يعمل”.

أما أكثر الأقوال التي قالها تعبيرًا عن صدقه ومحبته لاختراع المصباح الكهربائي: “سأجعل الكهرباء رخيصة للغاية بحيث أن الأغنياء فقط هم من يستطيعون تحمل ترف استخدام الشموع”.

وكان يقول عن العمل والبحث للوصول إلى الاختراعات: “العبقرية هي إلهام بنسبة واحد بالمائة وتسعة وتسعين بالمائة عرق”.

“لا تضيع وقتك في ابتكار أشياء من غير المرجح أن يشتريها الناس”.

“إذا فعلنا كل ما بوسعنا القيام به فسوف نشعر بالدهشة”.

من هو مخترع المصباح الكهربائي

هذه الحقائق التي بيناها سابقًا أن مخترع المصباح الكهربائي إنما هو مجموعة من العلماء بحثوا وجربوا وتوصلوا إلى حقائق طوروها واحدًا بعد الآخر حتى وصلت إلى توماس أديسون الذي طور اختراع المصباح الكهربائي وصار اسمه مرتبطًا بهذا الاختراع.

والسبب في أن اختراع المصباح الكهربائي يُسند إلى توماس أديسون يعود إلى أنه:

  • جعل المصباح الكهربائي أكثر توهجًا وإضاءة.
  • أن المصباح الكهربائي الذي اخترعه وطرحه في الأسواق من خلال شركته كان آمن الاستخدام.
  • تكلفة صنع المصباح الكهربائي الذي اخترعه أديسون كانت قليلة مما ساعد على إمكانية الجميع في شرائه وبكل سهولة وبأسعار معتدلة.
  • سهولة تصنيع هذا الاختراع.
  • أنه أصبح يُضاء بشكل مستمر دون انقطاع لمدة أكثر من (40) ساعة متواصلة.

أخيرًا….

رغم أن الجميع يعزي اختراع المصباح الكهربائي لتوماس أديسون إلا أنه يجب ألا ننسى أن اختراع المصباح الكهربائي كان نتيجة أبحاث وتعاون وتجارب قام بها عدد من العلماء والمخترعين.

ورغم كل ما يقال عن اسم مخترع المصباح الكهربائي وقصة اختراع المصباح الكهربائي ومن هو إلا أن هذا الاختراع أحدث ضجة وثورة في العالم لإضاءة الليالي المعتمة. 

المصدر:

من اخترع المصباح الكهربائي حقًا – موقع deutschlandfunkkultur

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله