أسباب انتشار حساسية القمح في ألمانيا وعلاقتها بالجهاز المناعي

بعد تناول الطعام وابتلاعه، تؤدي مكونات البروتين الموجودة في القمح (الألبومين، والجلوبيولين)، إلى حدوث تفاعل في النظام المناعي، حيث يصبح بروتين القمح في الأمعاء كعدو مفترض، والذي يجب محاربته، مما يتم تشكيل الأجسام المضادة، فيؤدي إلى ظهور التهابات.

وعادةً ما تحدث تفاعلات الحساسية مباشرةً بعد استهلاك القمح، ولكن قد تستغرق أيضًا بضع ساعات، أو حتى تحدث كردود متأخرة من 24 إلى 48 ساعة، بعد ملامسة المواد المسببة للحساسية لجدار الأمعاء. في مقالنا سنتعرف على حساسية القمح في ألمانيا، وما هي؟ وكيفية علاجها في بلد أوربي متطور؟

علاج-حساسية-القمح-في-ألمانيا-1

حساسية القمح في ألمانيا

إذا تنقلنا في المتاجر الألمانية المختلفة، نرى أنه ظهرت في الآونة الأخيرة بعضًا من المنتجات الخالية من القمح، وبروتين الغلوتين، وهذه المنتجات لم يكن لها أي وجود من حوالي 5 سنوات.

فما تفسير ذلك؟

السبب هو الحساسية التي تصيب أغلب الأشخاص في ألمانيا من تناول منتجات مكونها الأساسي القمح، والتي يكون سببها الأول والأخير، هو احتواء القمح على بروتين الغلوتين الذي يتواجد بكثرة في الكثير من الحبوب، وأهمها القمح، والشعير، والشوفان، والحنطة.

ماذا يفعل بروتين الغلوتين في الجسم؟

إن وجود بروتين الغلوتين في القمح، يسبب مرض يسمى الداء البطني أو داء الزلاقي أو السيلياك، وهذا المرض يصيب ما يقارب 3% من سكان ألمانيا.

وفي ألمانيا بالذات كل مصاب بحساسية القمح، يمتنع عن تناول أي طعام من ضمن مكوناته أي نوع من الحبوب، خوفًا من ظهور أعراض حساسية القمح.

دراسات الخبراء الألمان بشأن حساسية القمح، وارتباطها ببروتين الغلوتين

إن وجود بروتين الغلوتين في القمح، أو الحبوب بشكلٍ عام، هو الذي يسبب الاضطراب في الجهاز الهضمي، والحساسية.

ولكن أثبت خبراء الصحة بألمانيا أن بروتين الغلوتين الموجود في القمح، أيضًا يسبب اضطرابات هضمية وحساسية، حتى للأشخاص الذين ليس لديهم مرض أو داء بطني، وكان لا بد من إيجاد السبب في ذلك.

بعد دراسات مكثفة، في جامعة ماينز الألمانية، حيث قام الخبراء بفحص أنواع قديمة من الحبوب، وأنواع حديثة، ومتطورة منها.

تبين لهم أن السبب الأساسي لحساسية القمح، ليس سببها بروتين الغلوتين، بل هو بروتين معقد جديد، وهو الذي يسبب الحساسية عند تناول القمح، ويجعل جهاز المناعة مثارًا ليقاوم هذا البروتين الجديد.

ما هو هذا البروتين الجديد المكتشف من قبل الألمان؟

إن العمل على تطوير أنواع الحبوب المختلفة، من خلال ادخال إليها بروتين خاص للمناعة ضد الحشرات التي تتلف الحبوب، هو السبب الرئيسي في حساسية القمح.

وهذا البروتين الحديث، يسمى ثلاثي فوسفات الأدينوسين، طورته الدراسات الألمانية، لمقاومة آفات الحشرات التي تصيب الحبوب، وتم تهجين هذه الحبوب، مما أدى إلى ظهور أنواع حديثة ومتطورة من الحبوب، وظهر معها زيادة في عدد الأشخاص المصابين بحساسية القمح، ظنًا من العلماء أنها بسبب بروتين الغلوتين، الموجود في القمح.

أثار هذا الاكتشاف دهشة الخبراء الألمان، لأن الأمر تحول مطلقًا من بروتين الغلوتين، إلى المادة التي وضعت في أنواع الحبوب المتطورة، لتقاوم الحشرات، وتعتبر هذه المادة المقاومة للحشرات غير سامة أبدًا، ولكن صفاتها جيدة للحصول على محصول وافر من الحبوب النظيفة من الحشرات، ومقاومتها للحشرات، وحماية محاصيل الحبوب من التلف.

كيف تظهر حساسية القمح؟

يعتبر القمح من مسببات الحساسية، وحساسية القمح أكثر شيوعًا في الأطفال منها عند البالغين، ويرجع ذلك إلى سهولة تأثر الأطفال بالحساسية، عن الكبار.

تتنوع أعراض حساسية القمح وتعتمد أيضًا على عمر الشخص المصاب، فعند الأطفال الرضع، والأطفال تظهر تفاعلات متزايدة من الجلد، وفي البالغين فإن علامات من سوء الهضم تأتي في المقام الأول.

العلامات الأكثر شيوعًا لحساسية القمح

  • وجع البطن.
  • انتفاخ في منطقة البطن.
  • الإسهال.
  • غثيان، وتقيأ.
  • حرقة في الجهاز الهضمي، والتجشؤ.
  • التعب، والإرهاق.
  • نقص المواد المغذية (خاصة مع الإسهال المستمر).
  • ردود فعل في الجلد، مثل الطفح الجلدي، والالتهابات، والحكة.

أسباب حساسية القمح

تؤدي مكونات البروتين في القمح إلى تفاعل مناعي (الحساسية).

والأسباب الحقيقية للحساسية، لا تزال غير مفهومة بالكامل علميًا.

كيفية تحديد حساسية القمح؟

عند الأطفال

عادةً ما يتم التعرف على الحساسية ضد القمح بسرعة، لأن الأعراض تظهر عادة قوية جدًا، في شكل تغيرات الجلد (الطفح الجلدي، وتهيجه)، مما يجعل اختبار الحساسية يبدو واضحًا.

ويمكن لجرعة قليلة من بروتين القمح أن تؤدي إلى تفاعلات حساسية شديدة، للرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من الحساسية المفرطة الناجمة عن القمح.

بشكلٍ عام، حساسية القمح، تشبه حساسية الحليب والبيض، ففي أوروبا، حوالي 3% من جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات يعانون من حساسية القمح، ويمكن إثبات ذلك عن طريق ما يسمى اختبارات الحساسية، وعمومًا، حوالي 1% من جميع الأوروبيين يتأثرون بالحساسية.

عند البالغين

إذا كانت حساسية القمح تحدث عند البالغين، فإن الأعراض في منطقة القناة الهضمية تكون في مقدمة الأعراض، وقد تظهر هذه فقط بعد ساعات قليلة من استهلاك الأطعمة التي تحتوي على القمح.

ونادرًا ما تحدث حساسية القمح عند البالغين، ولكن يمكن أن تكون مهددة للحياة، والقمح هو الطعام الأكثر شيوعًا الذي يسبب تفاعلًا تحسسيًا، فوريًا، وحادًا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، وقد ثبت ذلك من خلال بيانات الدراسة الخاصة بألمانيا والنمسا وسويسرا.

ومن خلال فحص اختبار الدم، يتم تأكيد حساسية القمح عن طريق وجود أجسام مضادة محددة ضد بروتينات القمح.

خيارات العلاج

أصدرت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي، دراسة بينت فيها أن حساسية القمح هي من أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض التمثيل الغذائي، وقد أكد ذلك خبراء من جمعية السيلياك الألمانية، تضم كبار الخبراء الوطنيين، والدوليين، بما في ذلك من مجالات التغذية، والطب، وأمراض الجهاز الهضمي، والمناعة.

بما أنه لا يوجد حاليًا أي دواء لعلاج حساسية القمح، يجب أن يكون النظام الغذائي المتبع خالٍ من القمح لعلاج حساسية القمح.

كما أنه يعتبر القمح الخالي من بروتين الغلوتين، والتخلي عن تناول القمح في الغذاء هو الخيار العلاجي الوحيد حاليًا في العلاج.

وهذا ليس بالأمر السهل، لأن القمح ليس غذاءً أساسيًا في العديد من البلدان فحسب، بل إنه غالبًا ما تحتوي المنتجات المصنعة على مادة القمح، بسبب خصائصه التكنولوجية الغذائية.

كما أن القمح هو أحد أكثر الحبوب شعبية، ويزرع في جميع أنحاء العالم إلى درجة عالية، فهو مدرج في العديد من المنتجات.

ومدى الالتزام الصارم بنظام الحمية الخالية من القمح، يعتمد على مسببات الحساسية، وآلية التفاعل مع مادة القمح، سواء كانت تفاعلات فورية، أو مؤجلة.

تعليمات للشخص المصاب بحساسية القمح

  • تخزين المنتجات الخالية من بروتين الغلوتين، بأماكن بعيدة عن أي مواد أخرى تحتوي على هذا البروتين.
  • تنظيف كل أواني المطبخ المستعملة من قبل المريض بحساسية القمح، بعيدًا عن أي أواني أخرى.

طرق علاج حساسية القمح المتبعة في ألمانيا

تنفيذ نظام غذائي خالٍ من القمح

  • إن اتباع النظام الغذائي الخالي من القمح له عواقب بعيدة المدى، لا يتعلق الأمر فقط بإزالة القمح، والأشكال ذات الصلة من خطة التغذية، ولكن أيضًا بأن نجعل القائمة متنوعة، ومتوازنة.
  • لذلك فإن الاستبدال الصحيح لمنتجات القمح ببدائل صحية هو جزء مهم من العلاج الغذائي العملي.
  • ومن المهم بشكل خاص ضمان تناول كمية كافية من الألياف، وعنصر الزنك، وحمض الفوليك.
  • من الضروري تناول أنواع الحبوب البديلة عن القمح، كالذرة، والدخن، والأرز، ويفضل أن يكون ذلك من الحبوب الكاملة.
  • الاكثار من شرب السوائل، لتخفيض السعرات الحرارية، وللعمل على توازن هذه السوائل في الجسم.
  • تعتبر الحبوب المطورة، التي ذكرناها سابقًا، هدفها الربح الوفير، والمحصول الأوفر، بمعنى ليس هدفها صحة الإنسان، فعلى مرضى حساسية القمح تجنبها والاعتماد على المنتجات الخالية من بروتين الغلوتين، والسوق الأوربية وخاصة بألمانيا تكاد تعج بهذه المنتجات.

الانتباه عند التسوق

نظرة عامة على قائمة المكونات للأغذية المعلبة تساعد في التغذية الخالية من القمح:

يجب الامتناع عن تناول هذه الأطعمة إذا كان لديك حساسية من القمح، أو التحقق من المكونات بدقة:

  • لقد وجد أن بروتين الغلوتين الذي هو سببًا في حساسية القمح، ليس موجودًا فقط في حبوب القمح بل في الدقيق، والبرغل (من القمح)، والكسكسي (من القمح)، والقمح القاسي، والدقيق (من القمح)، والنشا (من القمح)، ونخالة القمح، والرقائق، والسميد، والشعير.
  • وفي كثير من الأحيان فإن القمح وجد أيضًا، في قائمة مكونات النقانق، والتوابل، ومنتجات اللحم المقدد، والصلصات، والحساء، والمعكرونة، وبعض أنواع الحلويات، والعلكة.
  • وحتى الأدوية تحتوي في بعض الأحيان على مكونات القمح.

أنواع الحبوب البديلة عن القمح

ولحسن الحظ للذين يعانون من حساسية القمح، هناك عدد من الحبوب الأخرى التي يمكن دمجها بسهولة في النظام الغذائي، ويمكن أن تحل محل القمح ومنها: الحنطة السوداء، وحبوب الجاودار، والذرة، والشعير، والشوفان، والدخن.

كما يتوفر الطحين البديل للطهي، والخبز في السوق أيضًا، من مثل: دقيق الموز، ودقيق الصويا، ودقيق البطاطا، ودقيق الأرز، وطحين الكستناء.

أخيرًا …

استشر طبيبك عند أول عرض من أعراض حساسية القمح، لأنه من خلال تشخيصه للمرض ستصل للعلاج الصحيح لحالتك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله