ما هو الوسواس القهري الفكري؟

الوسواس القهري الفكري يعتبر من أمراض الجهاز العصبي، وهو من الاضطرابات المنتشرة والتي تصيب الإنسان فينغص له حياته، وهو يصيب جميع الأعمار، ومن الممكن أن يرافق الإنسان طوال حياته مالم يتم علاجه، وهو يعتبر من الأمراض النفسية.

فهو عبارة عن اضطراب تسيطر فيه فكرة معينة على ذهن الشخص المصاب، وتكون ملازمة له في خلال فترة صحوته على الرغم من أنه قد فكر فيها لوقت طويل وبشدة، وقام باتخاذ قرارته تجاهها، إلا أنها لا تفارق ذهنه على الرغم من اقتناعه التام بأنه يجب أن يتوقف عن التفكير بها.

مثال على ذلك القيام بتفقد الغاز في المطبخ لعدة مرات، أو القيام بغسل اليدين لأكثر من مرة، ومن الممكن أن تراود الأفكار الوسواسية لأي شخص وذلك خلال حياته، ومن الممكن أن تزول بشكل سريع على عكس الأشخاص المرضى، حيث أن هذه الأفكار الوسواسية تظل مرافقتهم ويشعرون بالقلق الدائم اتجاهها، وفي كثير من الأحيان يحاولون أبعاد هذه الفكرة عن أذهانهم، ويعيق الإصابة بهذا المرض القيام بكثير من النشاطات في حياة المرضى، حيث من الممكن أن يقوم الشخص المصاب بالوسواس القهري بأذية نفسه دون الوعي.

الوسواس القهري الفكري

أعراض الإصابة بالوسواس القهري الفكري

تحدث الإصابة بالوسواس القهري الفكري فسي أغلب الأحيان في مرحلة الطفولة أو المراهقة، أي قبل بلوغ الفرد سن العشرين من العمر، ويصيب هذا المرض الذكور والإناث بنفس النسب تقريبا، ويتأخر تشخيص هذا المرض في أغلب حالات الإصابة نتيجة عدم معرفة الأشخاص أنهم مصابون به، ولا يدركون الأعراض التي ترافق الإصابة بهذا المرض، مما يؤدي إلى التأخر في تشخيصه، بالإضافة لتطور مضاعفاته، والتأثير الكبير الذي يسببه على حياة الشخص المصاب ونفسيته، فهذه بعض الأعراض التي ترافق الإصابة بمرض الوسواس القهري الفكري:

أعراض مرتبطة بالأفكار القهرية

وهي عبارة عن الأفكار والشكوك التي تراود الشخص بشكل مستمر، ومثال عليها الأفكار التي تكون متعلقة بالنظافة، واستحواذ فكرة القيام بجمع الأشياء أي كانت، تنسيق الأثاث والملابس، استحواذ الأفكار العنيفة والأفكار الدينية وغيرها الكثير.

أعراض مرتبطة بالسلوكيات القهرية

وتأتي هذه الأنواع من السلوكيات عندما يحاول الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري الفكري للتخلص من هذه الأفكار القهرية وذلك من خلال القيام بسلوكيات مختلفة ومتنوعة كغسل الأطباق بشكل دائم ومستمر، المراجعة، التدقيق في أمور عدة مرات متتالية، القيام بجمع الأشياء وغيرها الكثير من السلوكيات المختلفة والمتنوعة.

أمثلة عن الوسواس القهري الفكري

ينقسم الوسواس القهري الفكري إلى قسمين مرتبطان ببعضهما البعض، الأفكار القهرية كاستحواذ فكرة ما على الفرد المصاب فتسيطر هذه الفكرة على تفكيره ولا يستطيع التخلص منها بسهولة، والأفعال القسرية وهي الأفعال التي تنبع بأغلب الأحيان من الأفكار القهرية، وتكون نتيجة لها، ومن الأمثلة على تلك الأفكار والأفعال ما يلي:

  • القيام بغسل اليدين بشكل مستمر (وسواس النظافة).
  • الخوف من الجراثيم.
  • التفكير بأفكار محرمة أو أفكار غير مقبولة اجتماعيًا.
  • الحاجة الملحة والدائمة لتكون الأشياء مرتبة بطريقة معينة.
  • الخوف والقل الدائم اتجها إغلاق الأبواب.
  • الوسواس المتعلق بالنظافة الخاصة ونظافة الجسم.
  • الاستحمام بشكل دائم
  • القيام بالترتيب بشكا متناسق، وإعادة الأشياء إلى حالها في حال أخطا الشخص الذي يقو بالترتيب بالخطوات التي يجيب أن يتبعها.

مظاهر الوسواس

هناك العديد من المظاهر التي ترافق الوسواس القهري الفكري ومنها مظاهر سلوكية ومنها مظاهر اجتماعية وهي تظهر على المصاب، ومن هذه المظاهر:

المظاهر السلوكية

من الأمثلة على العادات والسلوكيات للمصابين بالوسواس الفكري القهري:

  • القيام بتخزين المواد التي لا ضرورة لها (كالصحف المجلات)، أو الأشياء التي لا يحتاجونها.
  • تكرار جملة أو كلمة معينة.
  • وجود طقوس وعادات معينة لشخص خلال تعامله مع الأشياء والأشخاص المحيطين به.
  • القيام بتنظيف المنزل بشكل مبالغ به ولمرات عديدة في اليوم.
  • تكرار عملية غسل اليدين، أو الاستحمام لعدة مرات في اليوم.
  • ترتيب الأغراض والأشياء بطرق معينة وخاصة.

المظاهر الاجتماعية

من الأمثلة على المظاهر الاجتماعية التي من الممكن أن تظهر على المصابين بالوسواس الفكري القهري:

  • ابتعاد المصاب بالوسواس الفكري القهري عن مصافحة الأخرين أو القيام بملامسة أي أحد
  • ظهور بعد العلامات القلق والاضطراب الشديد عندما تكون الأمور بشكل طبيعي ومنظمة بشكل مناسب
  • القيام بالتحقق من بعض الأمور لعدة مرات في اليوم، بالإضافة للحاجة للتأكد من الأمور وذلك من أجل الشعور بالأمان
  • الالتزام بروتين معين، وعدم قدرة الشخص المصاب على الخروج عن هذا الروتين
  • التأخر في بعض الأحيان في تسليم المهمات والعمل الذي يقوم به الشخص المصاب، وذلك بسبب الطقوس الذي يتبعها المصاب بشكل دائم ويومي.

أسباب الوسواس الفكري القهري

الأسباب المؤدية للوسواس الفكري القهري لم يستطع العلماء إلى وقتنا الحالي تحديدها بشكل جيد، ولكن هناك العديد من المجموعات من العوامل البيولوجية والبيئية التي من الممكن أن تكون سبب للإصابة بهذا المرض وهي:

أسباب بيولوجية

تقسم الأسباب البيولوجية المسببة للإصابة بالوسواس الفكري القهري إلى نوعين:

الاستعداد الوراثي

أن للوراثة دور كبير في الإصابة بمثل هذه الأمراض، فالأولاد معرضون بشكل كبير للإصابة بمرض الوسواس القهري وذلك إذا كان الآباء يعانون من هذا المرض

أسباب لها علاقة بالمخ

بينت العديد من الدراسات التي تم أجراءها على صور للدماع أنه يوجد اختلاف بين دماغ الإنسان السليم وبين دماغ المصاب بالوسواس القهري، فيوجد نشاطات زائدة في أماكن معينة في الدماغ، وبشكل خاص في الأماكن المسؤولة عن الانفعالات القوية

أسباب بيئية

أن للبيئة المحيطة بالفرد من طفولته دور في التأثير على حياته، ومن العوامل البيئية التي من الممكن أن تكون من الأسباب المؤدية للإصابة بالوسواس القهري:

  • تعرض الفرد للإساءة أو الاستغلال بشكل من الأشكال
  • التغير المفاجئ في البيئة المحيطة وطرق المعيشة
  • تعرض الفرد لصدمة قوية كموت أحد الأشخاص المقربين له
  • مشكلات وتغيرات في المدرسة أو في مكان العمل
  • التعرض لمشكلات مع الأشخاص المحيطين بالفرد

تشخيص الوسواس الفكري القهري

يوجد العديد من الفحوصات النفسية والطبية التي يتم القيام بها الأخصائي وذلك من أجل القيام بتشخيص مرض الوسواس الفكري القهري، وبذلك يتم استبعاد أي أمراض أخرى يكون لها نفس الأعراض التي ترافق الوسواس الفكري القهري، ومن هذه الفحوصات:

  • الفحص الجسدي السريري
  • التحليلات المخبرية التي يقوم بها الفرد المصاب
  • تقيم النفسي المباشر وذلك من قبل الاختصاصي

علاج الوسواس الفكري القهري

يشعر الشخص المصاب بالوسواس الفكري القهري بالخجل الشديد، وهذا الشيء قد يمنعه من طلب المساعدة، مما يسبب في تفاقم الحالة ويجعل عملية العلاج تصعب وتطول، فالعلاج كلما كان في مراحل مبكرة من الإصابة كانت طرق العلاج سهلة وسريعة وذات فعالية كبيرة، فإذا كان يوجد اشتباه بوجود مرض الوسواس الفكري القهري يجب أن تتم مراجعة الأخصائي وذلك من أجل أن تتم تقيم الحالة بالسرعة القصوى والقيام بالإجراءات اللازمة، أن عملية علاج الإصابة بمرض الوسواس الفكري القهري ممكن ووارد بشكل كبير، وبشكل خاص أذا تظافرت أساليب العلاج واجتمعت كلها معا، ومن طرق علاج الوسواس الفكري القهري:

العلاج النفسي

وهي عملية تعليمه كيفية السيطرة على خوفه، وهدم القيام بتهويل الأحداث والابتعاد ما أمكن عن التفكير الزائد أو الكبير بالأمور، كما يساعد هذه الطريقة بالعلاج على القيام بتعديل الأفكار الخاطئة والمفاهيم التي تكون لدى المصاب والتي تكون السبب بالوسواس الفكري القهري.

العلاج بالأدوية

يتم استخدام الأدوية وذلك إذا وجد الطبيب المختص والمشرف على الحالة الضرورة لذلك، فيتم إعطاءه  الأدوية التي تكون مضادة للاكتئاب وذلك لأنها تقوم برفع نسبة (السيروتونين) التي تظهر قد تظهر لدى المصاب بالوسواس الفكري القهري نقص فيه، ويتم استخدام الأدوية المضادة للذهان، ومن الضروري جدا إبقاء الطبيب المشرف على الحالة بكل الاعراض الجانبية التي من الممكن أن تحدث للمريض عند تعاطي مثل هذه الأدوية أو أي نوع أخر من الأدوية التي من الممكن أن يأخذها المريض، أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية وغيرها.

طرق علاجية أخرى

في بعض الحالات المتطورة من الإصابة بمرض الوسواس الفكري القهري فقد يلجأ الأخصائيين إلى عزل المريض، أو من الممكن أن يلجأ للقيام بصدمات كهربائية للمريض، ولكن يوجد طرق علاجية نادرة وتكون أقل اتباعًا واستخدامًا إلا في الحالات النادرة والحادة والمتقدمة من الإصابة بمرض الوسواس الفكري القهري، ولكن حتى الأن لم تثبت فعاليتها، كما أن لم يتم اختبارها بشكل جيد وكاف.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله