ما سبب الآلام التي أشعر بها في قلبي رغم صحة التحاليل؟

تقول صديقتي أنها تود لو تعرف سبب الألم الذي تشعر به، فمعظم التحاليل التي تقوم بها تظهر أنها سليمة، وفي كل مرة تتوجه فيها إلى الطبيب، تجدها تسأله: “ما سبب الآلام التي أشعر بها في قلبي رغم أن التحاليل سليمة”؟ وفي كل مرة تعود وتظهر أنها لا تعاني من مرض عضوي، إلا أنها كانت تعاني من ألم يشبه إلى حد كبير ألم الذبحة الصدرية.

ما سبب الآلام التي أشعر بها في قلبي رغم صحة التحاليل؟

وبعد مدة وفي حديث دار بيننا حول حالتها الصحية أخبرتني عن السبب، فأحد الأطباء تمكن من العثور على السر وهو أنها كانت تعاني من “مرض القلب العصبي” أي أنها تعاني من ألم في القلب لكن من دون أي عرض عضوي.

إنه من الأمراض المنتشرة، والتي دائمًا ما تسبب القلق لذا كان لا بد من التعريف بها وبكل ما يخصها من أسباب وأعراض وطريقة الكشف والتشخيص ومن ثم العلاج، والخطوة الأهم الوقاية.

سبب الآلام التي أشعر بها في قلبي

سبب الآلام التي أشعر بها في قلبي

مرض القلب العصبي، هو مرض يندرج بين الأمراض النفسية، بحيث يكون السبب هو الحالة النفسية للمريض، لكن ما يتحكم به هو الجهاز العصبي، أي يكون لا إرادي، والملفت أنه مرض معروف منذ مدة، وكان يطلق عليه اسم (قلب الجنود – قلب العسكر)، فأكثر من كانوا يعانون منه هم جنود الحرب الذين تعرضوا لصدمات نفسية كبيرة مهدت الطريق لهذا المرض، بالإضافة إلى أنه لا يمكننا اعتبار الشخص الذي يعاني منه أنه مريض نفسي.

أعراض مرض القلب العصبي

إن أعراض مرض القلب العصبي هي أعراض متماثلة وبشكل كبير مع الأعراض التي تلاحظ مع الأزمة القلبية وغيرها من مشاكل القلب العضوية وهذا ما يجعل من الصعب الحكم عليه قبل إجراء الفحوصات الطبية والتبين من سلامتها، وهذا بالضبط ما يدفع جميع المصابين للسؤال حول: الآلام التي أشعر بها في قلبي وكل الفحوصات سليمة.

أعراض مرض القلب العصبي

1 – ألم في منطقة الصدر

يشعر المريض بألم في منطقة الصدر يمكن أن يكون في الوسط، أو تحت الحجاب الحاجز إلى جهة اليسار قليلًا، وفي بعض الأحيان يكون تحت الثدي الأيسر وأقرب إلى الوسط، أما عن شدته فهي تختلف تبعًا للحالة والمرحلة التي وصلت إليها، فقد تكون خفيفة تأخذ شكل أوجاع صغيرة متكررة كما قد تكون شديدة الحدة تحاكي آلام الأزمة القلبية.

2 – عدم القدرة على التنفس

عدم القدرة على التنفس أو ضيق في النفس، فيشعر المريض بنفسه غير قادر على الحصول على الأوكسجين من الهواء، كما لو كان في مكان ذو ضغط منخفض كسطح البحر، وقد ينتج عن ذلك الدوار، وأحيانًا فقدان الوعي، ويتم تجاهل هذا الأمر لأن معظم الأشخاص يعتقدون أن اضطراب التنفس يرتبط فقط بالمشاكل التي تصيب الرئة بدون أي دور للقلب.

3 – تعب ووهن عام

هذا التعب يمكن أن يكون وبطبيعة الحال بسبب الأعراض الباقية، كما قد يكون بسبب الخوف والقلق من وجود مشكلة ما في القلب أو احتمال التعرض للأزمة القلبية، الأمر الذي بدوره قد يؤثر على طبيعة ومعدل النوم ويسبب الأرق، وهذا التعب يكون على كامل الجسم، وفي بعض الحالات قد لا يتمكن المريض من القيام بالأعمال العادية علمًا أنها غير مترافقة مع زيادة آلام القلب، وإلا لا بد من التوجه إلى أقرب مستشفى.

4 – الخفقان

الخفقان هو ما يصفه المريض بزيادة سرعة وعدد نبضات القلب، مع الشعور بعدم الراحة اتجاهها، وهذه الزيادة تنتج عن إفراط الجهاز اللاإرادي في القيام بوظائفه وهذا الإفراط هو دائم التلازم مع مرض القلب العصبي، أو يمكن القول أنه من مسببات الأعراض الأخرى التي ترافقه، ويمكن أن يظهر بشكل تعرق مفرط إلى جانب ارتعاش الجسم، وخاصة الأيدي في أثناء القيام بالأعمال الدقيقة.

5 – السعال

يمكن أن يكون هذا السعال جاف أو سعال عادي، كما قد يكون مستمر أو متقطع يظهر ويختفي بين فترة وأخرى، وقد تعتقد أنه حالة عابرة، أو تحسس من عامل ما أو مجرد إنفلونزا، لكن الحقيقة أنه مؤشر على اعتلال القلب العصبي، ويمكن من خلاله الحكم عما إذا كانت الآلام التي أشعر بها في قلبي هي أزمة قلبية أم لا وذلك عبر تحديد حالة الألم في أثناء السعال، ففي حال كانت أوجاع القلب تزداد عند التنفس والسعال فهنا الحالة ترجح إلى أزمة قلبية، على عكس الوجع الثابت الذي لا ترتفع حدته.

6 – تشنج وأغماء

من أكثر الأعراض التي ترافق مشاكل القلب بشكل عام هي الإصابة ببعض التشنجات والتي تختفي أو تنتقل من موضع لأخر، فمثلًا قد يصاب المريض بتشنج وخدر في يده اليسرى، وسرعان ما ينتقل الألم إلى الكتف على سبيل المثال، بالإضافة إلى أن حدة هذه الآلام تزداد بوتيرة شبه منتظمة، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى فقدان الوعي، وهذا ما جاء على لسان من يعاني من مرض القلب العصبي.

7 – عسر الهضم

نسبة كبيرة من النساء ممن يعانين من ألم القلب العصبي، أو ممن تعرضن لأزمة قلبية كان عسر الهضم من الإشارات التي تم إغفالها، أما بالنسبة للرجال فعسر الهضم يكون ملحوظ كمؤشر على أمراض القلب في سن متقدم، وبشكل عام يمكن تحديد فيما إذا كانت مشكلة الهضم هذه هي مؤشر ينذر بخطر قريب أما لا من خلال تحديد الوقت الذي حصلت خلاله، وهل ترافقت مع نزلة برد أو تناولك لطعام أو شراب فاسد أو جديد على المعدة؟

أسباب ألم القلب العصبي

ما يزال السبب مجهول الهوية، لكن الاعتقاد السائد بين الباحثين يعتبر أن الهرمونات التي يتم إفرازها في حالات الانفعال والضغط تعمل على التأثير على عضلة القلب وعمل الجهاز العصبي، ورغم ذلك لم يتم اكتشاف آلية التأثير، لكن وبشكل عام يمكن تحديد العوامل التي يمكن أن تؤدي لمثل هذه الحالة:

  • بذل مجهود بدني كبير.
  • معرفة نتائج التحاليل الطبية وإثبات الإصابة بمرض ما.
  • فقدان شخص عزيز أو إصابته بأي مكروه.
  • الخسارات المالية الكبيرة أو التعرض للسرقة أو النصب والاحتيال والخيانة.
  • الرهاب الاجتماعي وتجربة التحدث أمام الجمهور للمرة الأولى.
  • التعرض لنوبة ما ناتجة عن مرض مزمن.
  • الصدمة النفسية القوية حتى ولو كانت مفرحة كمفاجأة.

الفرق بين الأزمة القلبية ومرض القلب العصبي

الفرق بين الأزمة القلبية وبين أعراض ألم القلب العصبي هو في السبب، فالأزمة القلبية تحدث نتيجة وجود انسداد على كامل قطر الشرايين، والذي يحدث إما بسبب تراكم الدهون على الجدران الداخلية لها أو بسبب جلطات الدم، أما بالنسبة لمرض القلب العصبي فلا يوجد أي انسداد أو تجلط للدم، لكن تكون غزارة الدم المتدفقة إلى القلب أقل من الكمية الطبيعية.

احتمال الإصابة والخطر

يرتفع خطر التعرض لهذه الحالة لدى مجموعة من الأشخاص، وبينت الدراسات أن الصفات التالية تجمع بينهم، وهي:

  • هذه الحالة تحدث عند الأشخاص في عمر الشباب بنسبة مرتفعة وينخفض احتمالها مع التقدم في السن، أي تكون محتملة بين سن 20 حتى 40 وتصبح شبه نادرة بعد ذلك.
  • أشخاص يعانون من أوجاع في منطقة الصدر ناتجة عن أمراض أخرى، كألم القلب بسبب العمود الفقري أو بسبب القولون العصبي أو غيرها.
  • عند الأشخاص الذين يعانون من حالات الاكتئاب أو الخوف والقلق المفرط أو الوسواس.
  • تكون نسبة الإصابة به مرتفعة عند النساء بالمقارنة مع الرجال.

مضاعفات ناتجة عن ألم القلب العصبي

لا توجد مضاعفات خطيرة محتملة، لكن يمكن في حال إهمال الأمر، أو التعامل معه بشكل سيء أن يتطور، وهذه النقاط هي تلخيص للمضاعفات:

  • في أحيان نادرة يكون من المحتمل التعرض لأزمة قلبية تهدد حياة المصاب.
  • يمكن أن تزيد الأعراض حدة وسوء وخاصة في حال عدم الاهتمام، بالإضافة إلى إهمال الأشخاص المحيطين بالمريض أهمية حالته النفسية.
  • قد تتطور الأعراض فتتحول إلى عدم انتظام مزمن في ضربات القلب.
  • تكرار التعرض لنوبات ألم في القلب بوتيرة مرتفعة، وخاصة مع التعرض لمواقف باعثة لذلك.

تشخيص ألم القلب العصبي

تشخيص ألم القلب العصبي

يجب على الشخص في حال تعرض لبعض من أعراض ألم القلب العصبي التوجه لإجراء الفحوص الطبية، وذلك للجزم أنها ليست أزمة قلبية ولضمان سلامة الشخص ومعرفة الخطوة التالية في العلاج.

إسعاف المريض

يجب أن يرافق الشخص الذي يعاني من نوبة الألم شخص أخر، كما على المريض أن يخبره بتفاصيل ما يشعر به من آلام، حتى يكون قادر على إخبار الطبيب بها، كما عليه معرفة الوقت والمدة التي حدثت بها النوبة، بالإضافة إلى المعلومات الشخصية الخاصة بالمصاب والحالة النفسية التي مر بها في الأيام التي تسبق النوبة مع التاريخ العائلي ووجود أي مرض وراثي في العائلة، وتذكر الأدوية التي يتناولها.

أسئلة الطبيب

من المتوقع أن يوجه الطبيب مجموعة من الأسئلة بعد إجراء الفحوصات الشاملة، وتخطيط القلب وغيرها، ومن هذه الأسئلة:

  • كيف يمكن وصف الأعراض التي يعاني منها المصاب؟
  • ما هو الوقت الذي بدأت وانتهت به؟
  • كيف كانت وتيرة الألم؟
  • هل يمكن وصف الألم وكيف تغير مكانه ومن أين كانت بدايته؟
  • ما هي الأدوية التي يتناولها المريض؟
  • كيف كانت الحالة النفسية له قبل تعرضه للألم؟
  • ذكر التاريخ العائلي وأمراض القلب والأمراض الوراثية؟
  • إن كان المريض مدخن أم لا؟
  • إن كان المريض يتناول الكحول أم لا؟
  • إن كان المريض يدمن الكافيين أم لا؟

علاج مرض القلب العصبي

احتمال الشفاء هو احتمال ممتاز، ويتعافى معظم المصابين خلال مدة شهر إلى شهرين، مع تراجع ملحوظ في الأعراض، أما عن العلاج فهو يتناول النقاط التالية:

علاج طبي

وهنا يصف الطبيب بعض العقاقير أو الحقن والتي من شأنها أن تخفف الألم، وتعيد ضربات القلب إلى طبيعتها وضغط الدم إلى مستواه.

علاج نفسي

وهذه أهم مراحل العلاج، فعلى المريض أن يكون أكثر وعيًا بما يمكن لحالته النفسية أن تؤثر على صحته الجسدية، ومن ثم يتعلم كيف يواجه الأشياء والمواقف التي قد تسبب له الأذى أو الشعور بالحزن والانهيار، والتعامل معها بالشكل السليم والهدوء الذي يضمن له السلامة، فكما يؤثر الاكتئاب والحزن على أعصابك أو يسبب لك ألم وتشنج في المعدة، فيمكن له أن يؤثر على قلبك، لكن تبقى حدة التأثير تتبع للعديد من العوامل.

علاج طبيعي

دائمًا ما يثبت العلاج الطبيعي فاعليته، فيمكن من خلال تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تعمل على تسكين الألم، وتهدئة الأعصاب تجنب الكثير من النوبات، ومن الأمثلة على الأنواع التي تعمل على ذلك:

  • الشوكولا السوداء الغير محلاة.
  • الشاي الأخضر.
  • عصير الليمون الدافئ.
  • شراب أزهار البابونج.
  • السمك.

الوقاية من ألم القلب العصبي

الوقاية من ألم القلب العصبي

الوقاية كما في العلاج فعلى كل شخص أن يأخذ النقاط التالية كقاعدة تضمن له سلامة قلبه من الحالات النفسية السيئة:

  • تجاهل كل إزعاج وتعلم طريقة التعامل معه.
  • ممارسة التمارين الرياضية أو الرقص فمن شأنها تخفيف التوتر والقلق.
  • شرب الكثير من الماء لما له من فوائد في اتزان الجسم.
  • عدم كبت المشاعر أو الغضب.

هذا كان كل ما قد يحتاجه كل شخص يتساءل ويبحث عن إجابة لـ ” الآلام التي أشعر بها في قلبي ” وما عليك إلا تذكر حق قلبك عليك، وعدم تذكر ما يزعجك ويسبب له الوجع.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله