ما هي اليوجا وما هي فوائدها للجسم والصحة العامة؟

أصبحت اليوجا بسرعة واحدة من أكثر الرياضات شعبية إن لم تكن الأكثر شعبية بين أولئك الذين يتطلعون إلى اكتساب المرونة والقوة وحتى فقدان الوزن، حيث يمكن القيام بها في منزلك أو في أي مكان آخر، كما تتميز بقدرتها على الحد من التوتر والمزيد من الاسترخاء.

ومع مرور الوقت ستعلم أنها أكثر بكثير من مجرد وسيلة للتمرين والحفاظ على لياقتك فهي فلسفة وشغف وطريقة حياة للكثير من الممارسين لها، قد ترغب في ممارسة اليوجا من أجل التمرين، لكن ستجد نفسك قريباً جدًا وملازمًا للفلسفة والروحانية.

من أين جاءت اليوجا

اليوجا

الإجابة عن السؤال “ما هي اليوجا؟” هو تحدي وهو موضوع دراسة أكاديمية وفلسفية واسعة، حيث يقال إن اليوجا قد نشأت في الهند خلال العصر الذهبي في ما يقرب 26000 سنة قبل الميلاد (أي منذ 5000 عام) كنظام شامل للرفاهية على جميع المستويات الجسدية والعقلية والعاطفية والروحانية، والكلمة السنسكريتية التي جاءت منها التسمية تعني “السيطرة” أو “النير” أو “التوحد”، وقد تمت ترجمة الكلمة أيضًا إلى “الانضمام” و “الاتحاد”، حيث أن الاتحاد يكون بين الذات والروح.

كما هو الحال في أي مجال فإن بعض جوانب هذه الرياضة خفية لدرجة لا يمكن تعلمها من الكتب أو المحاضرات لذلك يجب الحصول عليها من خلال الخبرة، حيث تركز اليوجا على العلاقة بين الطالب والمعلم فيساعد المعلم الطالب على تطوير ممارسة تجلب فهمًا أعمق من خلال التجربة الشخصية، وبما أن التجربة الفردية لليوجا شخصية تماماً وقد تختلف لكل ممارس فهناك مجموعة واسعة من الأساليب لممارستها.

تشعبت اليوغا في الآونة الأخيرة في العديد من الاتجاهات الجديدة بعضها مختلف تمامًا عن التركيز التقليدي ومع ذلك فإن جميع المقاربات الخاصة باليوجا تهدف إلى الترويج لبعض جوانب الرفاهية، ونتيجة لذلك أصبح لدى ممارسي اليوم خيارات أكثر من أي وقت مضى حيث أنهم يسعون إلى تحقيق أقصى استفادة من مجال اليوغا الحيوي والمتزايد باستمرار.

اليوجا هي جزء كبير لا يتجزأ من الدين الهندوسي لأنها تجسد الحالة الطبيعية من التنوير الروحي وكجزء من الهندوسية تنتمي اليوجا إلى إحدى مدارس الفلسفة الهندوسية الست، وهي أيضا جزء رئيسي من البوذية كجزء من ممارسات التأمل الخاصة.

أصبحت اليوجا اليوم أكثر شعبية لما تتضمنه من فوائد روحية، حيث يمكنك أخذ دروس في الصالة الرياضية المحلية أو استديو يوغا أو في منزلك من خلال مدرب شخصي.

فوائد اليوجا وآثارها على الجسم

يمكن أن تفعل اليوجا الكثير لجسم الإنسان على الرغم من أنها لن تعالج كل الأمراض، لكن يمكن ممارستها في أي نمط حياة أو جدول زمني تقريبًا، حيث أثبتت أنها تزيد من الوعي الصحي والجسمي مما يسمح لممارسيها بالتحكم بشكل أفضل في أجسامهم وطريقة حياتهم، حيث تزيد من المرونة لتحسين لياقة الجسم ويمكن أن تساعد في الوقاية والعلاج من مجموعة متنوعة من الأمراض.

الفوائد البدنية تتمثل بتحسين المرونة وهي واحدة من أولى فوائدها وأكثرها وضوحا، وخلال درسك الأول لن تتمكن على الأرجح من لمس أصابع قدميك وستعاني من بعض التشنجات، لكن إذا التزمت بالتمرين فسوف تلاحظ زوال التشنجات، كما أنها تساعد على بناء قوة للعضلات وتحمي من حالات التهاب المفاصل وآلام الظهر وتخفيف العجز عن طريق “الضغط والانغماس” في مناطق مختلفة من الغضاريف التي عادة لا تستخدم، وتحمي العمود الفقري فالأقراص في العمود الفقري (وهي ممتصات للصدمات تقع بين الفقرات) يمكن أن تكون متصلبة وتضغط الأعصاب وستسبب بعجز في الحركة، وإذا كنت تتمتع بممارسة متوازنة بشكل جيد مع الكثير من الانحناءات الخلفية والانحناءات الأمامية والتقلبات فستساعدك على الحفاظ على الأقراص مرنة.

عندما تتقلص وتتمدد العضلات فأنت تقوم بتحريك الأعضاء حيث أنك تزيد من تصريف السائل اللمفاوي (سائل لزج غني بالخلايا المناعية) وهذا يساعد الجهاز اللمفاوي في مكافحة العدوى وتدمير الخلايا السرطانية والتخلص من النفايات السامة الناتجة عن أداء الخلايا.

الفوائد المتعلقة بضغط الدم والقلب

وتشير مراجعة اليوجا ومرض القلب والأوعية الدموية الذي نشر في المجلة الأوروبية لطب القلب الوقائي إلى أن اليوغا قد تساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بقدر ما تساعد في ممارسة التمارين التقليدية مثل المشي السريع، فاليوغا فريدة من نوعها لأنها تشتمل على النشاط البدني والتنفس والتأمل وكل من هذه العناصر يؤثر بشكل إيجابي على الأجهزة القلبية الوعائية، وأداء مجموعة متنوعة من حركات اليوغا يساعد على أن تصبح أكثر حساسية للأنسولين وهو أمر مهم للسيطرة على نسبة السكر في الدم، والتنفس العميق يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، أما التأمل المهدئ للعقل جزء أساسي آخر من اليوغا يهدئ الجهاز العصبي ويخفف التوتر، فكل هذه التحسينات قد تساعد في الوقاية من أمراض القلب ويمكن أن تساعد بالتأكيد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية.

أضف إلى ذلك أن العلم الغربي قد بدأ في تقديم بعض النصائح حول كيفية مزاولة اليوغا لتحسين الصحة وشفاء الأوجاع والآلام والحفاظ على السلامة من المرض، بالإضافة إلى التفسيرات العديدة وشرح فوائد كل خطوة تقوم بها أثناء الممارسة.

ما الذي تحتاجه للبدء بالممارسة

من أجل البدء تحتاج أولاً إلى العثور على مكان هادئ يساعدك على الاسترخاء، حيث أن الأماكن التي يمكن أن تذهب إليها هي استوديو يوجا أو الصالة الرياضية المحلية أو في منزلك أو في أي مكان آخر مثل المواقع في الهواء الطلق والشاطئ والحديقة المحلية وما إلى ذلك، كما يجب التطرق إلى أن استوديو اليوجا سيكلف الكثير من المال وبالنسبة للممارسة في المنزل فسوف تحتاج إلى شراء جميع المعدات اللازمة لهذه الرياضة.

أساسيات ومبادئ الرياضة وآدابها

هذه المبادئ التوجيهية في الغالب ممتازة بالنسبة لأولئك الذين يأخذون دروس اليوغا، فممارسة اليوجا في المنزل لا تتطلب الكثير من الأساسيات لأنك سوف تمارسها على طريقتك الخاصة، وتتنوع تمارين اليوجا من تمارين التنفس للحصول على راحة الجسم والتركيز إلى مواقف الاحماء لتجهيز العضلات وتحريكها.

من الأفضل أن تضع في اعتبارك أن جلساتك القليلة الأولى قد تتسبب لك الألم والتشنج العضلي وهذا أمر مفروغ منه كونك تمارس هذه الرياضة للمرة الأولى وسوف تخف هذه الأعراض إذا تابعت دروسك، وإذا كنت تشعر بأن مرونتك ليست جيدة بما فيه الكفاية فقد تفكر في التمدد في المنزل لتخفيف الأعراض.

ومن الآداب التي يجب التحلي بها عند ممارسة هذه الرياضة هي خلع حذائك قبل دخول منطقة التدريب وإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية وأن تكون في الموعد المحدد أو في وقت مبكر وألا تغادر الصف في وقت مبكر فهذا يعطل الآخرين وسوف يتسبب بفقدان الاسترخاء النهائي.

إذا استفدت من المقال، فساعدنا بمشاركته مع من تحب