أسباب ضعف عضلة القلب والأعراض التي ليست بالضرورة تؤدي للموت المفاجئ

لا يوجد تعريف دقيق ومحدد لمصطلح ضعف عضلة القلب كون المقصود بهذا المصطلح هو مجموعة المشاكل التي تحصل لقلب الإنسان عادةً مثل ضعف عضلات القلب ووجود تلف في هذه العضلات يحول دون قدرة القلب على القيام بوظائفه كما يجب، أو غير ذلك من المشاكل البنيوية التي قد تحصل للقلب، وعلى أثرها لا يستطيع القلب نقل الدم المحمل بالأوكسجين إلى كل أنحاء الجسم، أو لا يستطيع إمداد أعضاء الجسم المختلفة بما يكفيها من الدم والأكسجين وغير ذلك من العناصر الغذائية.

أنواع ضعف عضلة القلب

من المعروف عن مرض اعتلال أو ضعف عضلة القلب إنه هناك ثلاثة أنواع رئيسية لها يتم تمييزها بحسب الخلل أو المشكلة التي تصيب القلب وتؤدي إلى اعتلاله وهذه الأنواع

  • تمدد عضلة القلب وهو الأكثر شيوعًا من بين الأنواع الأخرى، فيه يحصل ضعف في نشاط عمل القلب وتتوسع على أثره الحجرات القلبية، أما نتائج ذلك تكون بعجز القلب عن ضخ الكميات اللازمة من الدم إلى أعضاء الجسم.
  • النوع الثاني ويسمى بضعف القلب التضخمي وفي في هذه الحالة بالإضافة لضعف عضلة القلب تغدو العضلة أكثر سمكًا، مما يؤدي إلى صعوبة ضخ الدم إلى خارج القلب وفي كثير من الأحيان تكون الأسباب وراثية لهذا النوع.
  • ضعف العضلة المقيد وفي هذه الحالة بسبب تيبس العضلة لا يمكن لحجرات القلب الامتلاء بالدم كما يجب.
  • ضعف العضلة المرتبط بالولادة ويحصل هذا للنساء خلال فترة الحمل وفي الشهر الأول بعد الولادة.
  • النوع الأخير من ضعف عضلة القلب والذي يحصل بسبب ضيق الشرايين التي تمد القلب بالدم مما ينتج عنه ضعف القدرة للقلب على ضخ الدم.

أسباب ضعف عضلة القلب

لا يوجد أسباب محددة وواضحة يمكن الجزم بأنها هي المسؤولة عن ضعف عضلة القلب واعتلالها، ولكن يمكن القول إن هناك أسباب يمكن أن تزيد من فرص حصول ضعف لعضلة القلب، إضافة إن لكل نوع من أنواع ضعف العضلة يمكن إرجاعه لأسباب تختلف عن الأسباب التي تكون للأنواع الأخرى، وعلى الرغم من ذلك كما ذكرنا لا تعتبر هذه الأسباب مسؤولة بشكل مباشر عن الضعف الذي يصيب العضلة، وإنما يمكن أن تساهم بزيادة فرص حصول الضعف وهذه الأسباب هي

  • الأسباب الوراثية هي أول ما يعتقد الطبيب بمسؤوليتها عن ضعف العضلة لذا دائمًا ما يسأل المرضى في حال تواجد حالات مشابهة في العائلة.
  • مرض السكري يؤدي إلى ضعف في الكثير من العضلات وأجزاء الجسم بما في ذلك عضلة القلب.
  • الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع لضغط الدم لفترات طويلة أيضًا تزيد لديهم احتمال حدوث ضعف للعضلة.
  • سوء التغذية ونقص العناصر الغذائية الضرورية للجسم مثل الفيتامينات والمعادن يؤدي إلى ضعف في عضلة القلب.
  • مضاعفات فترات الحمل وعمليات الولادة قد تؤدي إلى أحد ضعف عضلة القلب.
  • مدمني الكحول وأنواع المخدرات المختلفة والمدخنين أكثر عرضة لضعف عضلة القلب من غيرهم.
  • الأشخاص ذو السمنة المفرطة وغيرهم من ذوي المشاكل الأيضية في الجسم من المحتمل أن تظهر لديهم مشكلة اعتلال عضلة القلب.
  • أمراض الأنسجة الضامة وأنواع الالتهابات التي تؤثر على عمل القلب من الممكن أن تسبب هذه المشكلة.
  • الأشخاص الذين سبق وتعرضوا لذبحة أو ذبحات قلبية سابقة.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أخرى مثل خلل في صمامات القلب أو تسارع النبضات أو خلل في الأنسجة الضامة قد تكون أحد الأسباب.
  • من أسباب صعف عضلة القلب قد تكون الأمراض التي تؤثر على عملية تركيب البروتينات في الجسم.

ضعف عضلة القلب ليس بالضرورة يؤدي إلى الموت المفاجئ

كيف يتم تشخيص اعتلال عضلة القلب؟

يتم تشخيص ضعف عضلة القلب طبيًا من خلال مجموعة من الفحوصات تشمل قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وعمل الرئتين، إضافة إلى مراجعة التاريخ الطبي للمريض وملاحظة أي أمراض أو مشاكل صحية قد عانى منها مسبقًا وأي تغييرات طرأت على المريض. كذلك يمكن إجراء تصوير إشعاعي وفحص الدم ومراجعة التاريخ الطبي لباقي أفراد العائلة كون الأسباب الوراثية قد يكون لها دور في ذلك.

أعراض ضعف عضلة القلب

ليس من الضروري أن يظهر على المريض أعراض أو علامات لضعف عضلة القلب لديه وبالتالي من المحتمل أن يكون المريض يعاني من ضعف العضلة ولكن لا يشعر بذلك وخاصة في بداية المرض، أما في الحالات الأكثر تقدمًا يبدأ يظهر على المربض بعض الأعراض مثل ضيق أو صعوبة في التنفس على الرغم من عدم بذله لأي جهد. وهذا يحصل بسبب تجمع للسوائل في الرئة نتيجة ارتفاع الضغط الوريدي وبالتالي حصول ضيق التنفس.

النوم المتقطع أيضًا من الأعراض على مرضى ضعف عضلة القلب، قد يستيقظ المريض ليلًا بسبب حصول صعوبة وضيق مفاجئ في التنفس أو بسبب السعال الشديد. إضافة إلى آلام الصدر التي قد يشعر بها المريض من المحتمل أن تظهر انتفاخات في القدمين إضافة إلى التعب والإرهاق العام الذي ينتاب المريض.

وكذلك من الأعراض عدم انتظام ضربات القلب وضغط الدم والشعور بحالة من الخفقان في القلب مثل تسرع نبضاته بين فترة وأخرى وحتى دون بذل أي جهد من المريض.

ما هي مضاعفات ومخاطر ضعف عضلة القلب؟

أولى مخاطر ومضاعفات ضعف عضلة القلب هو الموت المفاجئ، بالتأكيد هذا لا يعني إن أي حالة موت مفاجئ هي نتيجة ضعف عضلة القلب ولا يعني إن كل من لديهم ضعف في العضلة سيموتون بشكل مفاجئ. ولكن الأشخاص الذين لديهم ضعف في القلب من المحتمل أن يتعرضوا للموت المفاجئ أكثر من غيرهم.

خلل صمامات القلب التي تتحكم بتوزيع الدم على أقسام القلب المختلفة (الحجرات) وبالتالي يؤدي هذا الخلل إلى الكثير من المشاكل الصحية منها ضيق التنفس والذبحة الصدرية وعدم انتظام ضغط الدم وغير ذلك.

لأن ضعف عضلة القلب يؤدي إلى نقص كمية الدم الواصلة إلى أعضاء الجسم الأخرى، فأن من المحتمل ذلك يؤدي إلى خلل في الكلى وفي أسوء الأحوال الفشل الكلوي التام نتيجة نقص كمية الدم من القلب إلى الكلى.

عدم انتظام ضربات القلب كذلك من مخاطر ضعف عضلة القلب وهذا يتسبب بالدوخة والدوار، التعب والأعياء العام، السكتة القلبية أو الدماغية وبالتالي الموت المفاجئ. هذا عدا عن زيادة الضغط على البطين الأيمن من القلب نتيجة ضعف العضلة والذي يؤدي بدوره إلى تراكم المزيد من السوائل في الرئة وبالتالي صعوبة التنفس والاحتقان وانتفاخ في القدمين وأسفل البطن. بالإضافة لذلك، من نتائج تراكم السوائل على الرئة آلام صدرية وسعال مدمى أحيانًا وصداع وتعب وضعف عام، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى حصول احتقان في الكبد.

قد يحصل فقر دم لدى المريض نتيجة ضعف في قدرة القلب على ضخ الدم المحمل بالأوكسجين والعناصر المغذية الأخرى إلى أعضاء الجسم المختلفة فتحصل الأنيميا مترافقة مع ضعف القدرة على التركيز وشحوب البشرة والأرق.

معالجة ضعف عضلة القلب

ضعف عضلة القلب ليس بالضرورة يؤدي إلى الموت المفاجئ

علاج ضعف عضلة القلب يعتمد على نوع الاعتلال الحاصل في القلب، إضافة إلى إن بعض الحالات لا تحتاج إلى علاج في حال كان المريض لا تظهر عليه علامات وأعراض ضعف العضلة أو أي من النتائج، وبالتالي يعيش حياته بصورة طبيعية ففي هذه الحالة لا حاجة للعلاج وإنما يقتصر دور الطب هنا بالمحافظة على الحالة الصحية الراهنة للمريض وعدم السماح بتفاقم الوضع أو تقدم الحالة المرضية إلى مستوى حرج، وتشمل الإجراءات لذلك متابعة الحالة للمريض بصورة دورية وقد تشمل بعض العلاجات والأدوية البسيطة.

في الحالات الأخرى قد يشمل العلاج عدة إجراءات مثل تغيير نمط الحياة للمريض، كأن ينصح المرضى بتناول الأطعمة الصحية وتجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو تأثير على وظائف القلب، وكذلك تجنب التدخين والحد من مصادر الكافيين كالشاي والقهوة وممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي لا تؤدي إلى إجهاد القلب.

وقد يشمل العلاج أيضًا بعض الأدوية والعقاقير الطبية التي تساعد على استمرار عمل القلب وباقي أجهزة الجسم كما يجب. مثل الأدوية التي تحافظ على عمليات تركيب البروتينات في الجسم وكذلك مستوى السوائل والأملاح الحمضية في الجسم، وكذلك الأدوية المنظمة لضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومضادات التخثر التي تمنع حصول الجلطات ومدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة في الجسم.

العلاج قد يشمل في بعض الحالات العمليات الجراحية وخاصة في اعتلال عضلة القلب التضحمي، حيث يتم استئصال جزء من عضلة القلب المتضخمة وبالتالي يحسن ذلك من وظيفة القلب في ضخ الدم إلى الجسم. تجرى مثل هذه العمليات للأشخاص صغار السن والذين لم تنفع معهم الأدوية والعقاقير الطبية.

وأخيرًا قد يشمل العلاج زراعة الأجهزة المساعدة للقلب، وتختلف الأجهزة التي يمكن أن تستخدم لذلك بحسب المشكلة التي يعاني منها قلب المريض، فهناك أجهزة تساعد على تنظيم ضربات القلب وأخرى تساعد في ضخ الدم إلى الجسم، وأجهزة وظيفتها التنسيق بين انقباضات البطينين الأيمن والأيسر للقلب، وأجهزة تمنع التوقف المفاجئ للقلب.

كلمة أخيرة

كما قلنا فأن شكل العلاج يعتمد على نوع ضعف عضلة القلب لدى المريض ومدى خطورة الحالة من عدمه، إضافة إلى الأعراض والمضاعفات التي تظهر على المريض وليس بالضرورة تظهر على كل المرضى. وبالتالي يقرر الطبيب شكل العلاج المناسب بالنظر إلى كل هذه الأمور مع مراقبة الحالة الصحية للمريض والتاريخ الطبي له.

وأخيرًا لا مبرر للخوف والقلق في حال العلم بوجود ضعف في عضلة القلب، كما أشرنا فأنه هناك حالات يصاب فيها الشخص باعتلال في عضلة القلب ويشفى منه دون علمه، وحالات أخرى قد تحتاج لبعض العلاج البسيط مثل تغيير روتين الحياة وبعض العادات الصحية، وبالتالي ضعف عضلة القلب واعتلالها ليس بهذا الأمر الخطير بالضرورة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله