تلوث الماء مشكلة بيئية خطيرة … تعرّف عليه في 15 دقيقة

يقتل تلوث الماء سنويًا ما يفوق ما تقتله الحروب وجميع أشكال العنف الأخرى مجتمعة، كما يسبب أمراضًا مثل الكوليرا وحمى التيفوئيد، ويضر بالحياة المائية، الأمر الذي ينعكس سلبًا على النظام البيئي ويحد من توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب.

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2017 م، فإن 2.1 مليار شخص لا يحصلون على المياه النظيفة الصالحة للشرب، حيث أن أقل من 1 % من المياه العذبة على الأرض متاحة لنا بالفعل. وبالتالي إذا لم نعمل على تجفيف مصادر تلوث الماء فإن هذه التحديات سوف تتزايد بحلول عام 2050 م.

ما هو تلوث الماء؟

تلوث الماء

تلوث الماء هو أي تغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بمواد ضارة تؤثر سلباً على جودتها وبالتالي إمكانية استخداماتها. تأتي هذه المواد عادًة من مصادر مختلفة، مثل النفايات الصناعية، مياه الصرف الصحي، الانسكابات النفطية وغيرها، إلى جانب تلوث المياه بفعل البكتيريا، الفيروسات، الأوليات، الديدان الطفيلية والسموم الناتجة عن تحلل المواد العضوية في الماء.

يسبب تلوث المياه العديد من المشاكل، مثل تدهور النظم البيئية المائية أو انتشار الأمراض المنقولة بالمياه عندما يستخدم الناس هذه المياه الملوثة من أجل الشرب أو الري. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80 % من مياه الصرف الصحي في العالم تعود إلى البيئة دون معالجتها أو إعادة تدويرها.

تصنيف تلوث الماء حسب المصدر

يعرف الماء عالميًا باسم (المذيب العالمي)، فهو قادر على إذابة موادًا أكثر من أي سائل آخر على وجه الأرض، لذا تكون المياه عمومًا معرضة بشكل فريد للتلوث، حيث نسهم جميعًا في إحداث التلوث عندما نستخدم أو نتخلص بشكل غير صحيح من الأسمدة، المبيدات الحشرية، الزيوت والشحوم، مخلفات الحيوانات الأليفة والقمامة. إلا أن مصادر تلوث المياه تصنف تبعًا لـ:

1 – تلوث محدد المصدر (نقطي)

تُعرّف وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) التلوث النقطي بأنه التلوث الذي ينشأ من مصدر محدد، ويشمل أي ملوث يدخل البيئة من مكان يسهل تحديده وحصره، كالتلوث الناتج عن تسرب مياه الصرف الصحي، الانسكابات الكيميائية والنفطية، التخلص غير القانوني من النفايات من قبل الشركات المصنعة، أو مصافي النفط، أو منشآت معالجة مياه الصرف الصحي.

على الرغم من أن التلوث النقطي ينشأ من مكان محدد، إلا أنه يمكن أن يؤثر على بعد أميال من الممرات المائية والمحيطات. لذا تعمل وكالات حماية البيئة على الحد من تلوث المصدر النقطي من خلال وضع حدود لما يمكن تصريفه مباشرة في المسطحات المائية من قبل المنشآت الصناعية.

2 – تلوث غير محدد المصدر (اللانقطي)

هو التلوث الذي يأتي من أماكن عديدة، في وقت واحد، كالتلوث الناتج عن جريان المياه الزراعية، أو الجريان السطحي الناتج عن هطول الأمطار وذوبان الثلوج، حيث يحمل الملوثات إلى المجاري المائية مثل الأنهار والجداول، البحيرات والأراضي الرطبة، وحتى المياه الجوفية. يصعب تحديد مصدر هذا النوع من التلوث ومعالجته مقارنة بالتلوث من مصدر ثابت.

3 – تلوث الماء العابر للحدود

هو التلوث الناتج عن تسرب المياه الملوثة من مياه دولة ما إلى مياه دولة أخرى، ويحدث نتيجة كارثة مثل تسرب النفط أو الزحف البطيء للتصريف الصناعي أو الزراعي إلى أسفل النهر.

مصادر تلوث الماء حسب نوع الملوثات

مصادر تلوث الماء حسب نوع الملوثات

تشمل المصادر الأكثر شيوعاً لتلوث الماء:

1 – مياه الصرف الصحي

وفقًا للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80 % من مياه الصرف الصحي في العالم تتدفق عائدة إلى البيئة دون معالجتها أو تدويرها. تحمل هذه المياه المواد الكيميائية والبكتيريا الضارة إلى المحيط، وتختلط بالمياه العذبة مؤثرًة على جودة المياه والحياة البحرية، حيث تسبب هذه البكتيريا الأمراض ومشاكل صحية للإنسان والحيوان.

2 – انسكابات النفط

تنتج عن عمليات التنقيب عن النفط في المحيط، وتعد من أهم أسباب تلوث الماء، إلا أن ما يقرب من نصف مليون طن من النفط الذي يتسرب إلى البيئات البحرية كل عام يأتي من مصادر برية مثل المصانع، المزارع والمدن، وليس من ناقلات النفط مما يسبب تدمير الحياة البحرية والنظم البيئية التي تدعمها.

3 – النفايات الصناعية

تعد النفايات الصناعية من أكبر مصادر تلوث الماء، وهي عبارة عن نفايات على شكل مواد كيميائية سامة وملوثات تنتج من المواقع الصناعية، التي تفتقر إلى أنظمة مناسبة لإدارة النفايات، حيث يتم التخلص من هذه النفايات في أنظمة المياه العذبة القريبة في بعض الأحيان.

تجعل النفايات الصناعية المياه غير آمنة للاستهلاك البشري، كما تؤثر أيضًا على تغير درجة الحرارة في أنظمة المياه العذبة التي تصب في البحار والمحيطات، مما يجعلها خطيرة على الحياة البحرية. كما تسبب النفايات الصناعية ما يُعرف بـ “المناطق الميتة”، وهي مناطق مائية تحتوي على القليل من الأوكسجين بحيث لا تستطيع الحياة البحرية الإستمرار فيها.

4 – المبيدات الحشرية والأسمدة

يستخدم المزارعون مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية، لحماية المحاصيل من الآفات، إلى جانب استخدام الأسمدة لدعم نمو النبات، إلا أن تسرب هذه المواد إلى المياه الجوفية، يمكن أن يضر بالحيوانات، النباتات والبشر. حيث تختلط هذه المواد الكيميائية بمياه الأمطار، التي تتدفق إلى المجاري المائية وتخلق المزيد من التلوث.

5 – التلوث البلاستيكي في البحار والمحيطات

تعمد بعض الدول إلى جمع الكثير من النفايات البلاستيكية وغيرها من المواد، غير القابلة للتحلل، ورميها في البحار والمحيطات. تستغرق هذه المواد ما بين عامين إلى 200 عام حتى تتحلل تمامًا. حيث تبلغ كمية نفايات البلاستيك ما يعادل 11 مليون طن متري كل عام.

وجدت الأبحاث أنه إذا استمر معدل التلوث هذا، فإن كمية المواد البلاستيكية في المحيطات سوف تنمو إلى 29 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2040 م، مسببة أضرارًا جسيمة للحياة البحرية.

6 – النفايات المشعة

النفايات المشعة، وهي النفايات المنبعثة من المنشآت النووية التي تنتج الطاقة الكهربائية، ويعد التخلص منها تحديًا كبيرًا، حيث يمكن أن تستمر أضرارها في البيئة لآلاف السنين، لذا يجب التخلص منها بشكل صحيح وآمن.

7 – الأمطار الحامضية

هي الأمطار التي تتشكل في الغلاف الجوي عندما يتحد ثنائي أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين مع الماء نتيجة الملوثات المحمولة جواً، وتتساقط على الأرض مسببةً تلوث الماء في المسطحات المائية كالبحيرات والبحار والأنهار والمحيطات.

8 – التلوث الزراعي

يعد التلوث الزراعي المصدر الرئيس لتلوث الماء في الأنهار والجداول، وثاني أكبر مصدر للتلوث في الأراضي الرطبة، والمصدر الرئيس الثالث في البحيرات. كما أنه مساهم رئيس في تلوث مصبات الأنهار والمياه الجوفية. في كل مرة يهطل فيها المطر، تقوم الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية والنفايات الحيوانية الناتجة عن المزارع وعمليات تربية الماشية بغسل العناصر الغذائية ومسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات، وضخها إلى مجارينا المائية.

يعد تلوث المغذيات، الناجم عن زيادة النيتروجين والفوسفور في الماء أو الهواء، التهديد الأول لجودة المياه في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يسبب تكاثر الطحالب، التي يمكن أن تكون ضارة للناس والحياة البرية.

9 – أسباب أخرى

الرواسب الناتجة عن مواقع البناء، والتي تتم إدارتها بشكل غير صحيح، تآكل ضفاف الأنهار، الملح الناتج عن ممارسات الري المجهدة والصرف الحمضي من المناجم المهجورة.

أنواع تلوث المياه

يتم تصنيف تلوث المياه على أساس المصدر أو طبيعة الجسم المائي الذي يؤثر عليه. بعض أنواع التلوث الأكثر شيوعًا هي:

1 – تلوث المياه الجوفية

تتلوث المياه الجوفية عندما تتسرب الملوثات الناتجة من استخدام المبيدات الحشرية، الأسمدة، مدافن النفايات وأنظمة الصرف الصحي إلى طبقة المياه الجوفية، مما يجعلها غير آمنة للاستخدام البشري وغير صالحة للاستعمال لعقود، أو حتى آلاف السنين.

يمكن للمياه الجوفية أن تنشر التلوث بعيدًا عن مصدر التلوث الأصلي، حيث تتسرب إلى الجداول والبحيرات والمحيطات. ويعد تخليص المياه الجوفية من الملوثات أمرًا صعبًا أو مستحيلًا، كما أنه مكلف.

2 – تلوث المياه السطحية

هو تلوث المسطحات المائية مثل الأنهار والبحيرات والمحيطات بمواد ضارة. يحدث هذا النوع من التلوث من مصادر مختلفة كالتخلص العشوائي من النفايات البشرية، تسرب الأسمدة من الأراضي الزراعية بفعل مياه الأمطار، مخلفات المنشآت الصناعية، أنظمة معالجة النفايات سيئة الصيانة والفيضانات. ينتشر هذا النوع من التلوث على نطاق واسع ويكون سببًا لأمراض خطيرة لدى البشر.

يعد التعكر أكثر شيوعًا في المياه السطحية لأنه يفتقر إلى الترشيح الطبيعي الموجود في المياه الجوفية. على الرغم من أن المياه قد تبدو صافية أحيانًا، إلا أنها قد لا تكون نظيفة.

3 – تلوث مياه المحيطات

يعد تلوث المحيطات والبحار أكثر أنواع التلوث شيوعاً، وتشكل الملوثات التي مصدرها الأرض 80 % من الملوثات المسببة للتلوث البحري، سواء على طول الساحل أو بعيدًا في الداخل، حيث يتم نقل الملوثات مثل المواد الكيميائية والمواد المغذية والمعادن الثقيلة من المزارع والمصانع والمدن، عن طريق الجداول والأنهار، إلى خلجاننا ومصبات الأنهار.

كما تجرف العواصف والرياح البلاستيك عبر المصارف، وتعمل الانسكابات والتسربات النفطية الناتجة من ناقلات النفط على تلويث المحيطات، حيث تمتص هذه المياه باستمرار ما يصل إلى ربع انبعاثات الكربون التي يتسبب فيها الإنسان.

4 – التلوث الكيميائي

تعد المواد الكيميائية هي النوع الأكثر شيوعًا من ملوثات المياه، حيث تؤثر على المياه الجوفية والمسطحات المائية والتربة أيضًا. تشكل الصناعات والأنشطة الزراعية المصدر الأساس لها، وذلك بسبب استخدام المذيبات والمعادن في الصناعات. كما أن مكافحة الحشائش والحشرات والفطريات في المزارع باستخدام المبيدات الحشرية هو سببًا آخر لتلوث التربة. وينتج التلوث الكيميائي أيضًا عن الانسكابات النفطية.

5 – التلوث بالمغذيات

تشمل مصادر التلوث بالمغذيات، التلوث الناجم عن الجريان السطحي من الحقول الزراعية والمراعي، والتصريفات من خزانات الصرف الصحي وأحواض التغذية، والانبعاثات الناتجة عن الاحتراق. حيث تحتوي مياه الصرف الصحي والأسمدة على نسبة عالية من العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطحالب، لذا عندما تصل هذه المياه إلى البحار والمحيطات وحتى مجاري الأنهار، تسبب نموًا سريعًا وغير منضبطًا للنباتات والطحالب على سطح الماء، بسبب احتوائها على النيتروجين والفوسفور. على الرغم من أن العناصر الغذائية ضرورية للحياة النباتية والمائية، إلا أن الإفراط فيها أمر خطير، إذ أنها تمنع ضوء الشمس من دخول الماء ويستنزف الأكسجين مسببة نفوق الأسماك.

6 – التلوث باستنزاف الأكسجين

تعيش الكائنات الحية الدقيقة المائية على المواد القابلة للتحلل ويزدهر تكاثرها بوجودها، لذا عندما تصل هذه المواد إلى الماء، يزداد عدد الكائنات الحية الدقيقة التي تعمل على استهلاك الأكسجين الموجود في الماء وبالتالي موت الكائنات الحية الدقيقة الهوائية. إلا أنه في المقابل تتكاثر الكائنات الحية الدقيقة اللاهوائية التي تلوث المياه عن طريق إنتاج سموم مثل الكبريتيدات والأمونيا. الضارة بصحة الإنسان والحياة المائية.

كما وتعلق بعض الملوثات غير القابلة للذوبان في الماء على سطح البحيرات والأنهار والبحار وتشمل العلب والقش والأشياء الكبيرة الأخرى مشكلة طبقة على سطح الماء، مما يمنع تغلغل الأكسجين مما يؤدي إلى تلوث استنزاف الأكسجين. قد تستقر بعض هذه الأجسام في قاع البحيرة أو المحيط أو النهر، مما يؤثر على الحياة في قاع النهر أو البحيرة أو المحيط.

7 – التلوث الميكروبيولوجي

تنتشر آثار التلوث الميكروبيولوجي في المناطق التي يشرب فيها الناس المياه غير المعالجة. ينتج هذا النوع من التلوث عن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الطبيعة مثل الأوليات والفيروسات والبكتيريا. حيث تحتوي المياه أحيانًا على بعض هذه الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب الأمراض مثل الكوليرا والبلهارسيا.

8 – التلوث بالمذيبات المكلورة

وهي مذيبات تغوص في الماء كونها أكثر كثافة منه وتكون شديدة السمية، ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة على عكس المنتجات البترولية التي يمكن رؤيتها بسهولة على شكل لمعان فوق سطح الماء وتشمل (TCE، PCE، 1،1،1TCA، رابع كلوريد الكربون، الفريون)

9 – التلوث الحراري

التلوث الحراري، هو تدهور جودة المياه في المسطحات المائية الطبيعية والناتجة عن تغيير درجة حرارتها بسبب التأثير البشري. ويؤدي التلوث الحراري إلى تغير في الخواص الفيزيائية للمياه مسببًا قتل الأسماك بسبب نقص الأكسجين المنحل في الماء وتغير تكوين السلسلة الغذائية.

أحد الأسباب الشائعة للتلوث الحراري هو استخدام الماء كمبرد في محطات توليد الطاقة، الجريان السطحي في المناطق الحضرية، مياه الأمطار التي يتم تصريفها إلى المياه السطحية من أسطح المنازل والطرق ومواقف السيارات.

كيف تؤثر المياه الملوثة على صحة الإنسان؟

قد نتعرض للمياه الملوثة بطرق مختلفة مسببة لنا الأمراض من خلال:

  • شرب المياه الملوثة.
  • الاستحمام بالمياه الملوثة.
  • السباحة في المياه الملوثة.
  • الجلوس بجوار مصدر مياه ملوثة واستنشاق أبخرتها.
  • استهلاك الأغذية المتضررة من المياه الملوثة.
  • استهلاك لحوم الحيوانات التي تتغذى بأغذية متأثرة بالمياه الملوثة أو تشرب من مصادر مياه ملوثة مثل الخضروات المروية بمياه ملوثة أو المزروعة في منطقة بها مياه جوفية ملوثة.

آثار تلوث المياه على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به

آثار تلوث المياه على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به

تسبب المياه الملوثة الكثير من الأضرار لصحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى، إضافة إلى التأثير السلبي على البيئة المحيطة.

1 – آثار تلوث الماء على صحة الإنسان

وفقا لدراسة نشرت في مجلة لانسيت البريطانية، والتي تعد من أقدم وأشهر المجلات الدورية الطبية في العالم، تسببت المياه الملوثة في وفاة 1.8 مليون شخص في عام 2015 م، حيث تؤدي المياه غير الآمنة إلى إصابة حوالي مليار شخص بالأمراض حول العالم كل عام. كما أدت مأساة فوكوشيما، على سبيل المثال، إلى زيادة معدل انتشار سرطان الغدة الدرقية بين الرضع المعرضين للخطر بنسبة 70 %. إضافة إلى بعض الأمراض الأخرى يسببها استخدام المياه غير الآمنة:

  • الكوليرا، الجيارديا والتيفوئيد.
  • مرض الفيالقة، وهو شكل حاد من الالتهاب الرئوي، الذي ينتقل عن طريق المياه الملوثة.
  • السرطان.
  • اضطراب الهرمونات وتغير وظائف المخ.
  • الطفح الجلدي، والوردي.
  • التهاب الكبد.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • خلل المناعة، واختلال عمل الغدد الصماء.

2 – آثار تلوث الماء على البيئة

يؤثر تلوث المياه على كل من الإنسان والحياة المائية، وتتلوث معظم مصادر المياه القريبة من المدن والمراكز الحضرية ومكبات النفايات بالمواد الكيميائية، بشكل قانوني أو غير قانوني. فيما يلي بعض الآثار الشائعة والضارة لتلوث الماء على البيئة:

  • تدمير النظم البيئية، حيث يؤدي تكاثر الطحالب والنباتات إلى تقليل مستويات الأكسجين في الماء، وبالتالي اختناق النباتات والحيوانات ويمكن أن يخلق “مناطق ميتة”، حيث تكون المياه خالية من الحياة بشكل أساس. يمكن أن تنتج هذه الطحالب الضارة أيضًا سمومًا عصبية تؤثر على الحياة البرية، من الحيتان إلى السلاحف البحرية.
  • تلوث الممرات المائية بالمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، الناتجة عن مياه الصرف الصحي الصناعية والبلدية، وهي ملوثات سامة تؤثر على الحياة المائية وتشق طريقها إلى أعلى السلسلة الغذائية، حيث تنعكس سلبًا على عمر الكائن وخصوبته وقدرته على التكاثر.
  • يسبب الحطام البحري الصلب والأكياس البلاستيكية وعلب الصودا اختناق الحيوانات، كما تعد معدات الصيد المهملة وغيرها من أنواع الحطام مسؤولة عن إيذاء أكثر من 200 نوع مختلف من الحياة البحرية.
  • تحول المحيطات إلى بيئات أكثر حمضية، بسبب امتصاص نسبة من التلوث الكربوني، الناتج كل عام عن حرق الوقود الأحفوري مما يجعل من الصعب على المحار والشعاب المرجانية البقاء على قيد الحياة. كما تؤثر على الجهاز العصبي لأسماك القرش وسمك المهرج والحياة البحرية الأخرى.
  • التأثيرات الاقتصادية، يعد إدارة واستعادة المياه الملوثة، وخاصة في المسطحات المائية، إجراءًا مكلفًا، فقد أعلنت اليابان في عام 2019 م أنه لم تعد لديها مساحة كافية لاحتواء المياه الملوثة بعد كارثة فوكوشيما، وتظهر الأبحاث أن إزالة آثار الكارثة ستكلف ما لا يقل عن 660 مليار دولار.
  • موت الحياة المائية، حيث تشير الإحصائيات الصادرة عن مركز التنوع البيولوجي حول تأثيرات تسرب منصة ديب هورايزن، في كوريا الجنوبية، الخاصة بحفر آبار النفط البحرية في المياه العميقة على الحياة المائية، حيث جاء في التقرير، أن التسرب في خليج المكسيك عام 2010 م أدى إلى إلحاق الضرر بأكثر من 82 ألف طائر، و25900 حيوان بحري، و6165 سلحفاة بحرية، وعدد غير معروف من الأسماك واللافقاريات.
  • اضطراب السلسلة الغذائية، يؤثر التلوث سلبًا على السلسلة الغذائية عن طريق نقل السموم من مستوى واحد في السلسلة إلى مستويات أعلى.

الإجراءات اللازم اتباعها لحل مشكلة تلوث الماء

  • الإلتزام بالقوانين والاتفاقيات المختلفة لمكافحة التلوث المعمول بها في العالم. مثل قانون المياه النظيفة في الولايات المتحدة، وتوجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن مياه الاستحمام، واتفاقية ماربول الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن.
  • التخلص من النفايات بشكل صحيح والعمل على فرزها وإعادة تدوير كل ما يمكن إعادة تدويره.
  • التخلص من المواد الكيميائية والوقود بشكل صحيح، من خلال تجنب سكب زيت المحرك المستعمل أو المواد الكيميائية الأخرى في المجاري المائية وبدلًا من ذلك التخلص منها في منشأة النفايات الخطرة.
  • تقليل استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والأسمدة، مع الحرص على التخلص منها بشكل صحيح.
  • استخدام المنتجات الصديقة للبيئة والقابلة للتحلل مثل الصابون والمنظفات القابلة للتحلل.
  • تجنب تلوث مصادر المياه الخارجية، حيث ينصح بعدم صب الزيت أو المواد الكيميائية الأخرى في نظام الصرف الصحي في الشارع.
  • معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام محطات معالجة صديقة للبيئة.
  • ترشيد استخدام المياه، حيث يمكن أن يساعد الحفاظ على المياه في تقليل كمية مياه الصرف الصحي التي تحتاج إلى معالجة، مما يمكن أن يساعد في تقليل تلوث المياه.
  • دعم الجمعيات الخيرية البيئية، التي تعمل على حماية مصادر المياه، يمكن أن يساعد في تقليل تلوث المياه.
  • التقليل من استهلاك اللحوم، حيث يتطلب إنتاج اللحوم كميات كبيرة من المياه ويساهم في تلوث المياه من خلال جريان النفايات الحيوانية.
  • زراعة المزيد من الأشجار، حيث تمتص الأشجار ثنائي أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتساعد على منع تآكل التربة، مما يمكن أن يقلل من تلوث المياه.
  • تجنب شراء المواد البلاستيكية، تساهم المواد البلاستيكية مثل الأكياس والزجاجات والقش في تلوث المياه، عندما لا يتم التخلص منها بشكل صحيح.
  • التقاط القمامة من الطرق والحقول والأرصفة والتخلص منها بشكل صحيح وآمن، مما يسهم في منعها من التدفق إلى المصارف والجداول القريبة عند هطول الأمطار.
  • زيادة الوعي العام بأسباب وآثار التلوث، وتشجيع العمل المجتمعي لمعالجة التلوث، مثل التنظيف الطوعي للأنهار والشواطئ.
  • سن القوانين والأنظمة التي تعالج التلوث بشكل فعّال.
  • استخدام التكنولوجيا الحديثة من خلال التحول من السيارات التي تعمل بالبنزين إلى السيارات الكهربائية للحد من اعتمادنا على النفط والتلوث الناتج عنه.
  • التخلص من المواد الكيميائية والوقود بشكل صحيح.
  • بناء المصانع في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية ومصادر المياه السطحية والجوفية.
  • التخلص من النفايات الطبية بشكل سليم، وتجنب رميها في المرحاض مثلًا، حيث يمكن أن تتراكم هذه الأدوية في الماء وتستهلكها الأسماك وغيرها من الحيوانات البحرية.
  • العمل على حماية الهواء من التلوث وذلك للحد من الأمطار الحامضية المحمّلة بملوثات الهواء.
  • فحص المياه للتأكد من خلوها من الرصاص، حيث تحتوي العديد من المنازل على أنابيب رصاص تنقل المياه إلى منازلهم.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله