يحتاج الإنسان إلى الفيتامينات بكميات قليلة وذلك للحفاظ على صحة الجسم وأعضائه، والفيتامينات هي مركبات كيميائية عضوية، وكلمة فيتامين تتألف من مقطعين الأول هو (فيتا) ومعناها الحياة، والثاني (امين) ومعناها مركب عضوي.
ولكي نتعرف على الفرق بين فيتامين د3 فيتامين د2 سنتعرف على كل واحد على حدة ثم نقارن بينهما من حيث الفائدة والجرعة المطلوبة.
فيتامين د2
إن الفيتامين D2 (اركوكالسيفيرول) هو أحد أنواع مكملات فيتامين د (الكالسيفيرول) الذي نحتاجه للمحافظة على صحة العظام وتقويتها، وهو بنفس الوقت فيتامين وهرمون يعمل على امتصاص الكالسيوم في الجسم بشك صحيح ويمكن الحصول عليه من تعرض الجسم لأشعة الشمس ولكن بصورة فيتامين D3 وهذا الفيتامين يصنعه الجسم ذاتيًا بعد التعرض للشمس، ولا يمكن للجسم أن يصنع الفيتامين D2 الذي يجب تناوله مع المكملات المزودة بالفيتامينات كالحليب.
فوائد الفيتامين D2
- يقوم الفيتامين D2 بتنظيم البروتينات التي تقضي على الجراثيم والبكتيريا، ويساهم في نمو الخلايا البيضاء في الدم.
- كما يساهم الفيتامين D2 في الحفاظ واستقرار طاقة الجسم، ويحسن المزاج والإدراك العام لأنه يمكن اعتبار المزاج السيء وتقلباته وضعف التركيز أعراض لنقص فيتامين D2.
- يساهم في الوقاية من الإصابة بالسرطان ومن الداء السكري والارتفاع في ضغط الدم.
- كما تساهم المكملات الغذائية (اركوكالسيفيرول) الذي هو الفيتامين D2 في علاج القصور (الجار درقي) ومرض الكساح.
- يساهم فيتامين د2 بمنع وعلاج هشاشة العظام.
سميّة فيتامين د2
إن تراكم فيتامين D2 في الجسم يشكل خطرًا كبيرًا مما يسبب ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم وقد تؤدي إلى الموت إذا زادت الجرعة اليومية من الفيتامين عن خمسة أضعاف الجرعة اليومية الطبيعية التي يحتاجها الجسم، والجرعة القصوى الآمنة من الفيتامين لا تتجاوز الـ 4000 وحدة دولية للبالغين.
وأعراض السمية الناتجة عن زيادة الجرعة هي:
- الاحساس بطعم المعدن في الفم.
- الدوار والغثيان والقيء.
- حصول الإمساك الشديد.
- الإحساس بالضعف والنعاس والإغماء.
- تغير معدل دقات القلب.
- الوجع والوهن العام وآلام العظام والعضلات.
- الإحساس بجفاف الفم.
الأشخاص الأكثر تعرض للمخاطر:
وهناك احتمال مخاطر أخرى التي من الممكن أن تحدث من جرّاء تناول فيتامين D2 وذلك عند البعض:
- عند الأشخاص الذين لديهم متلازمة سوء الامتصاص.
- عند الأشخاص الذين لديهم فرط كالسيوم وفيتامين في الدم.
- المصابين بفرط (الساركويد) أو الدرق.
- للمصابين باضطرابات في جهاز المناعة الذاتية التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتزمي والمصابين بداء السكري النوع الأول.
لذا يجب استشارة الطبيب المعالج قبل تناول فيتامين D2 وأي نوع آخر من المكملات للفيتامين D.
التفاعلات الدوائية الجانبية
إن فيتامين د2 يمكن أن يمنع تأثير الأدوية حاصرات الكالسيوم، كما ويمكن أن يتفاعل بشكل سلبي مع الأدوية المدرة للبول، مما يسبب إفراط مستوى الكالسيوم في الدم، كما يمكن أن تحدث تفاعلات سلبية إذا تم تناول فيتامين D2 إلى جانب بعض المنشطات مثل البريدنيزون Prednisone أو سوكرالفات Sucralfate أو الديجوكسين Digoxin أو الديجيتال Digitalis.
فيتامين د3
فيتامين د3 (كوليكالسيفيرول) هو فيتامين يمكن للجسم أن يصنّعه وذلك عند التعرض إلى الأشعة الشمسية الفوق بنفسجية، وذلك عندما يتحول (7-هيدروكوليسترول) إلى (ثاني هيدروكسي (D3 ولهذا الفيتامين مساهمة أساسية في صحة الجسم عامة وبالأخص صحة العظام، ويمكنه العمل كهرمون في المحافظة على مستويات الفوسفور والكالسيوم في الجسم.
مصادر فيتامين د3
إن المصدر الأساسي له من الشمس عند التعرض لأشعتها الفوق بنفسجية، ولكن الأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس ولمدة ربع الساعة بشكل يومي لا يمكنهم الحصول على الكمية اللازمة لهم من الفيتامين فعليهم تعويض النقص في كمية الفيتامين المطلوبة.
- من الأدوية والمكملات الغذائية التي تؤخذ تحت إشراف الطبيب، وذلك تجنبًا لحدوث تفاعلات دوائية جانبية.
- من بعض الأغذية التي تحتوي على فيتامين د (البيض – الجبن – الخبز – لحم البقر – الحليب المدعوم – وأسماك السلمون والسردين _ وزيت كبد السمك) والكمية المطلوب تناولها يوميًا تتراوح بين 5000 إلى 2000 وحدة دولية.
فوائد فيتامين د3
- يساهم في نمو خلايا الجسم ويقوم بتنشيطها.
- يخفف من آثار الأمراض المزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، وضغط الدم المرتفع وبعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون.
- يساعد على تقوية الأسنان والعظام.
- يمكن أن يخفف من الإصابة بمرض الزهايمر.
- والمحافظة على مستوى ثابت من فيتامين د3 يؤدي إلى تخفيف خطر التسمم الحملي.
- يخفف من احتمال الإصابة بالتصلب المتعدد.
- يخفف التوتر النفسي ويساهم في تحسين المزاج العام، ويساعد في التوازن العاطفي.
- كما يساهم في تحسين صحة الشعر والبشرة.
نقص فيتامين د3
إن الفيتامين D3 يعتبر من أهم الفيتامينات التي يجب علينا تناولها وعدم الاستهانة بها مما لها من فوائد جليلة على الصحة، والجرعة العظمى التي يجب تناوله هي 10000 وحدة دولية، ولكن معظم الناس لا يصلون لهذه الكمية وذلك نتيجة عدم اعتمادهم على النظام الغذائي الغني فيتامين د وقلة التعرض لأشعة الشمس، وإن خطورة نقص الفيتامين يكون تأثيره على البعض أكثر من البعض الآخر:
- النساء الحوامل والمرضعات وبشكل خاص ذوات الأعمار الشابة.
- الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمسة أعوام.
- الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس أبدًا أو الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس لفترة كافية.
أعراض النقص في فيتامين D3
إن إجراء الفحص المخبري هو الذي يؤكد النقص في فيتامين د أو لا وأعراض نقص الفيتامين هي:
- الجلد الجاف والمشاكل التي تظهر على البشرة كالتجاعيد والخطوط التي تظهر على الوجه.
- يحصل اضطراب في وظائف الغدة الدرقية.
- يحدث ارتفاع في ضغط الدم والتشنج والانقباض في الأوعية الدموية.
- آلام ووجع الرأس والصداع والشقيقة.
- الاكتئاب والاضطرابات النفسية والقلق والأرق في الليل، وفي حالات النقص الشديدة يحدث انفصام في الشخصية.
- ضعف مستو القدرة على التركيز وضعف الذاكرة.
- آلام أسفل الظهر المزمنة، وعند النساء خاصة.
- تفشي أمراض العظام مثل الكساح وترقق وهشاشة العظام.
- ظهور آلام في الركب والتهاب المفاصل الروماتزمي.
- الاضطراب في نمو الأطفال وتشوه الهيكل العظمي.
- الوهن والتعب العام والاجهاد.
أسباب نقص الفيتامين D3
1 – التقدم في العمر
مع التقدم في مراحل العمر تقل قدرة الجسم على صنع الكمية المطلوبة من فيتامين د التي يحتاجها الشخص، وتراجع أداء الكبد على القيام بوظائفه بسبب التقدم في العمر مما يزيد من كمية الفيتامين D3 التي يحتاجها الجسم.
2 – قلة وعدم كفاية المصادر الغذائية
أثبتت الدراسات أنه الفيتامين موجود ببعض الأغذية مثل الأسماك ومنتجاته الغذائية كزيت كبد السمك أما مصادره النباتي فهي قليلة والأشخاص النباتيون هم أكثر تعرضًا لنقص الفيتامين.
3 – الإكثار من استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس
الخوف من اشعة الشمس يدفع الناس لاستخدام الواقيات الشمسية مما يقلل من فائدة التعرض للشمس ويمنع إنتاج كمية الفيتامين المطلوبة للجسم.
طريق زيادة الفاعلية في امتصاص فيتامين د3
بما أن الفيتامين D3 من أهم العناصر الغذائية التي ينصح بها لما يتمتع به من دور في السيطرة على مستويات الفوسفور والكالسيوم في الجسم ويتم تصنيعه داخل الجسم من خلال التعرض لأشعة الشمس المباشرة، والذي يبدأ تصنيعه في الجسم بعد حالي من 5 إلى 30 دقيقة وهذا خاص بكل شخص.
والذين يقبعون في منازلهم ولا يتعرضون لأشعة الشمس يكونون عرضة لنقص هذا الفيتامين في أجسامهم، كذلك ذوو البشرة الداكنة فهم يجب أن يتعرضوا لفترة تزيد عن المدة التي يتعرض لها أصحاب البشرة الفاتحة بخمسة إلى عشرة أضعاف، وقد لا يحصلون على الكميات المطلوبة من الفيتامين لذا يجب تناول المكملات الغذائية التي تحوي على هذا الفيتامين ولكن قبل ذلك يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المطلوب تناولها والتي يحتاجها الجسم يوميًا.
أولًا: تحديد الكمية من فيتامين د3 التي يحتاج إليها الجسم يوميًا
ويتم ذلك كما يلي:
- إجراء اختبار فيتامين D (هيدروكسي 25 25 Hydroxyl D) وهذا الاختبار ضروري للذين يكونوا عرضة للإصابة بترقق العظام، وذوي البشرة الداكنة، ويوصى بتناول الأشخاص البالغين بين 400 وحدة دولية إلى 1000 وحدة يوميًا.
- الحذر من الأمراض التي تمنع من امتصاص الفيتامين فتجعلك بحاجة إلى كمية أكثر من الفيتامين، وبالتالي تناول المكملات الغذائية الحاوية على هذا الفيتامين، ومن هذه الأمراض (أمراض الكليتين المختلفة – أمراض الاضطرابات الجهاز الهضمي – والتليف الكيسي).
- محاولة الحصول على الفيتامين عن طرق الغذاء وذلك قدر المستطاع ولا تتناول المكملات الغذائية إلا عندما لا تستطيع تأمين الحاجة من الفيتامين د عن طريق الغذاء:
- أن تناول 85 غرام من سمك السلمون يؤمن 100% من حاجة الجسم اليومية من الفيتامين.
- وتناول البيض والكبد والحبوب المدعمة يؤمن 10% من الحاجة اليومية من الفيتامين.
- والكوب الواحد من الحليب المدعم يؤمن 30% من الحاجة اليومية من الفيتامين.
- وتناول 85 غرام من التونة يمكن أن يؤمن 40% من الحاجة اليومية من الفيتامين.
- الحرص على شراء المنتجات المدعمة بالفيتامين D3إن الحصول على كمية الفيتامين المطلوبة يوميًا عن طريق الأغذية المدعمة أفضل من غيرها من الطرق.
- عدم تناول كميات كبيرة من الفيتامين D3 لأنها تساعد على تركيز أملاح الكالسيوم بشكل كبير وسريع في الجسم مما يؤدي إلى تسمم الجسم.
- واظب على التعرض لأشعة الشمس لفترة زمنية كافية للحصول على الحاجة اللازمة من الفيتامين يوميًا، وبشكل مباشر لأن التعرض من وراء الزجاج يمنع وصول الأشعة الفوق بنفسجية اللازمة لصنع الفيتامين.
- تأكد بأنك لست مصابًا بأمراض تصلب الشرايين وأمراض الكليتين لأن تناول المكملات الغذائية تشكل خطرًا جسيمًا على أصحاب هذه المراض.
ثانيًا: تقديم المساعدة للجسم على امتصاص الفيتامين D3
ويتم ذلك عن طريق:
- العمل مع الطبيب على علاج المشاكل الصحية التي تمنع امتصاص الفيتامين في الجسم.
- العمل على تخفيف الوزن الزائد لأن الذين يمتلكون وزنًا زائدًا يكونوا عرضة لنقص في الفيتامين لأن الدهون في أجسامهم تخلص الدم من فيتامين د وتمنعه من الوصول إلى الدورة الدموية.
- العمل على تناول العناصر الغذائية التي تساعد في امتصاص فيتامين د3 مثل:
- الماغنيسيوم الذي يوجد في التفاح والأفوكاتو والبندق.
- فيتامين K الذي يوجد في السبانخ والكرنب والبروكلي.
- الأغذية الغنية بمعدن الزنك Zn مثل الكابوريا والمحار.
- الأغذية الغنية بفيتامين A مثل الجزر والبطاطا والمشمش المجفف.
- احرص على اختبار الدواء وعدم التفاعلات العكسية مع الفيتامين مثل الأدوية (مضادات الحموضة – الديلاكور – تيازاك – السيتوكروم P450 3a4 (سيب (3a4– فيراباميل).
- الحرص على تناول المكمل الغذائي مع وجبات الطعام لأن الطعام يساعد على امتصاص الفيتامين.
مقارنة بين فيتامين د3 وفيتامين د2
إن أغلب الدراسات والأبحاث التي أجرين للمقارنة بين الفيتامين D2 والفيتامين D3 تشير إلى أن الفيتامين D3 هو الأكثر فاعلية وامتصاصًا في الجسم من الفيتامين D2:
- إن فاعلية D3 أكبر من فاعلية D2 بحوالي 300 ضعف.
- إن الجسم يستطيع تحويل D3 إلى شكل أكثر نشاطًا وبكفاءة أعلى من D2.
- إن فيتامين D3 يساهم وبشكل ملحوظ بانخفاض معدل الوفيات أكثر بكثير من الفيتامين D2.
- يستطيع الفيتامين D3 المحافظة على مستوى فيتامين د لفترة أطول في الجسم خاصةً في فصل الشتاء حيث الشمس مغطاة بالغيوم.
هكذا نكون قد تعرفنا على الفيتامين D2 والفيتامين D3 والفرق بينهما وفوائدهما وأضرار نقص كل منهما وكيفية الاستفادة منهما لعلاج بعض الأمراض وتخفيف أعراض الخطرة لبعض من تلك الأمراض، والطريقة المثلى لتناولهما، نعم إنهما نوعين من أنواع الفيتامين D الغني عن التعريف والمفيدة جدًا للأجسام وصحتها.
