متى يجب زيارة الطبيب النفسي

من الآراء الشائعة أن الطبيب النفسي هو طبيب مهمته تشخيص وعلاج الاضطرابات العقلية الخطيرة والتي تحتاج إلى علاج دوائي معقد، لكن الحقيقة هي أن الطبيب النفسي لا يتعامل فقط مع الحالات الخطيرة التي تتطلب علاجات دوائية، فهو أيضا معالج نفسي، ويمكنه علاج الأمراض والاضطرابات النفسية بعدة طرق، وأحيانًا لا تكون هناك حاجة للأدوية في علاج بعض الحالات.

لكن متى يجب زيارة الطبيب النفسي لتشخيص حالتك؟ للأسف، معظم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية لا يلجؤون للطبيب إلا عندما تتطور حالتهم وتصبح سيئة للغاية، وهذا يجعل الاضطرابات أكثر حدة وعلاجها يكون أصعب.

الغرض من هذه المقالة ليس فقط أن نوضح لقرائنا الظروف التي يجب فيها استشارة طبيب نفسي، ولكن أيضًا لحث أي شخص يدرك أنه يمر بلحظة من الانزعاج وعدم الراحة والمعاناة والضيق على القيام بذلك. فالصحة النفسية مهمة تمامًا بقدر الصحة الجسدية.

لماذا يتأخر المرضى في زيارة الطبيب النفسي؟

لا يعلم الجميع أن الطبيب النفسي لا يصف الأدوية إلا عند الضرورة القصوى. ويمكن للمريض أن يقرر ما إذا كان سيقبل العلاج الموصوف أم لا من خلال مناقشة كل الأمور مع الطبيب.

معظم مرضى الاكتئاب الشديد يذهبون إلى الطبيب النفسي بعد عدة أشهر من معاناتهم، وبعضهم يستمرون في المعاناة لسنوات قبل زيارة الطبيب، الحجة تكون دائمًا نفسها، فهم أرادوا أن يخرجوا من حالة الاكتئاب بنفسهم ويعتقدون أن حالتهم ستتحسن بدون علاج، أيضًا، يعتقد معظم مرضى الاكتئاب أنهم أشخاص ضعفاء لأنهم غير قادرين على الخروج من حالة الاكتئاب والحزن واليأس التي يعانون منها، ولا يدركون أن الاكتئاب هو مرض حقيقي، الاكتئاب الشديد يعتبر من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكلٍ كبير على حياة المريض ويجب علاجه مبكرًا لمنع تكراره أو تطوره.

وفقًا لدراسة حديثة، فإن المرضى الذين يعانون من الفصام يقررون الذهاب إلى طبيب نفسي فقط عندما يعانون من اضطرابات معرفية (مثل نقص الانتباه أو التركيز)، في حين أن الأوهام أو الهلوسة على الرغم من أنها تكون مزعجة للمرضى، لا تبدو حاسمة لطلب العلاج. الفصام هو مرض مزمن يبدأ عادةً في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ. المرضى لا يدركون أنهم مرضى وينسحبون اجتماعيًا، وقد يعانون من صعوبة في التواصل مع الأخرين، لذلك من المهم التدخل مبكرًا لتقليل الأعراض.

بناءً على ما ذكرته أود التأكيد على أن عامل الوقت في معظم الحالات لا يؤخذ في الاعتبار مع أنه مهم جدًا وأساسي لعلاج الأمراض والاضطرابات النفسية.

كيف تعرف ما إذا كنت بحاجة إلى زيارة طبيب نفسي؟

إن الذهاب إلى عيادة الطب النفسي لا يعني مطلقًا أنك مجنون أو مختلف، بل على العكس، أنت فقط تهتم بالصحة العقلية، والتي بدورها سوف تحسن من صحتك الجسدية.

فيما يلي بعض الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب النفسي:

  • إذا كنت لا تشعر بالراحة أو السعادة.
  • إذا كنت تشعر بالضيق طوال الوقت.
  • إذا كنت تواجه مشاكل في بعض الأمور الحياتية (الأسرة – العلاقات الاجتماعية – العمل – المدرسة).
  • إذا كنت تشعر بأعراض مثل القلق أو الاكتئاب أو التوتر والتي تزداد مع الوقت وتؤثر سلبا على حياتك.
  • إذا كنت تعاني من صدمة أو فاجعة أو واجهت أحداث مؤلمة.
  • للتخلص من الأفكار والمخاوف والمشاعر السلبية (الحزن والأفكار الانتحارية وإيذاء النفس أو الأخرين والخوف غير المبرر).
  • عندما تلاحظ تغيرات في سلوكك (مثل التقلبات المزاجية والانعزال والانسحاب الاجتماعي).
  • عندما تشعر أن حالتك النفسية تزداد سوءًا وتؤثر في جميع مجالات الحياة.
  • عندما لا تشعر بالثقة واحترام الذات.
  • للمساعدة في التغلب على الإدمان (المخدراتالكحولالتبغ – المواد الغذائية – الجنس).

كيف يمكن للطبيب النفسي أن يساعدك؟

الطبيب النفسي يمكن أن يساعدك من خلال إيضاح ما تعاني منه وطريقة تغيير تفكيرك. كما يساعدك على فهم وإعادة تنشيط وتقوية طاقاتك وقدراتك وحلولك ودوافعك الداخلية، مما يساهم في التغلب على العوائق والعقبات النفسية. كما يمكنه تقديم المعلومات اللازمة عن المشكلة التي تعاني منها وتحديد طرق العلاج المناسبة لك.

عوامل نجاح العلاج النفسي

يقوم كل من الدعم النفسي والعلاج النفسي على التعاون النشط المتبادل بين الطبيب والمريض، وعلى علاقة محددة من الثقة المتبادلة والتعاطف والترحيب.

علاقة المريض والطبيب تؤثر بشكلٍ حاسم على نجاح العلاج، يشمل ذلك المكان الذي يشعر فيه المريض بالراحة في التحدث عن نفسه والتعبير عن عدم ارتياحه وأفكاره، وتقبل تقييم الطبيب النفسي لحالته.

كيف تشرح لعائلتك أنك بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي؟

لسوء الحظ، غالبًا ما نجد أنفسنا في عائلات بالكاد تفهم الحاجة إلى زيارة الطبيب النفسي والعلاج النفسي، قد تكون أراء أفراد العائلة عبارة عن صور النمطية مثل (علم النفس هو مجرد دجل – لماذا عليك أن تذهب وتخبر شخصًا غريبًا عن حياتك – شمر عن سواعدك واخرج من حالتك بمفردك – يمكنك فعل ذلك في الماضي فلماذا لا تفعل ذلك الآن؟….).

في أحيان أخرى، ننغمس نحن أنفسنا في هذه الصور النمطية والمعتقدات الخاطئة، وبالتالي نخشى حكم الآخرين ونحرم أنفسنا من البوح بما نعاني منه.

عليك أن تدرك حقيقة أن الطبيب النفسي يمكن أن يساعدك في إيجاد التوازن والوصول إلى الراحة النفسية، لذلك، حاول توضيح ما تشعر به لأفراد عائلتك، وإذا لم يتفهموا وضعك، فلا تيأس، أذهب إلى عيادة الطبيب النفسي بمفردك أو مع صديق أو قريب تثق به.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله