الزائدة الدودية … ما هي وما هو العلاج المناسب

الزائدة الدودية (Vermiform appendix) عبارة عن نسيج لمفاوي يأخذ شكل أنبوبة أسطوانية ضيقة تشبه الدودة تمامًا ذات نهاية مسدودة وصغيرة الحجم توجد في نهاية المصران الأعور (الذي يأخذ شكل الحقيبة) في منطقة اتصال الأمعاء الغليظة بالأمعاء الدقيقة، يتراوح طول الزائدة الدودية ما بين 2 – 20 سم وقطره ما بين 7 – 8 ملم.

الزائدة الدودية عبر التاريخ

على الرغم من أنه كان يعتقد في البداية أن الزائدة الدودية ليس لها أي وظيفة أو دور في جسم الإنسان، لكن النظريات التطورية تشير إلى أن الزائدة الدودية لعبت دورًا هامًا في هضم المواد الغذائية، وهناك الكثير من الأدلة تشير إلى أن الزائدة ما هي إلا بقايا أثرية أو تطورية هذا يعني أنه كان للزائدة وظيفة محددة في العصور القديمة.

الزادة الدودية 2

كما ذكر تشارلز داروين في العديد من كتبه عن أصل الأنواع ونسب الإنسان، حيث أنه ذكر بعض الإشارات عن الأعضاء الأثرية في جسم الإنسان التي أصبحت غير مستخدمة مع تطور الأنواع البشرية، ووفقًا لداروين هذه البقايا التطورية لعبت دورًا حاسمًا لاستمرار الحياة في الماضي لكنها أصبحت غير موجودة على مر الأزمان.

كما يدعم العديد من علماء البيولوجيا النظرية القائلة بأن الزائدة الدودية هي جهاز أثري، سابقًا كان يستخدمه أسلافنا لتناول الأعشاب. وقد وجد أنه في الحيوانات الفقارية العاشبة حجم الزائدة الدودية أكبر نسبيًا وذلك من أجل المساعدة في هضم الأغذية القاسية مثل لحاء الشجر.

تشير بعض الدراسات إلى أن البشر القدامى كانوا في الغالب من آكلي الأعشاب فقد كانوا يستخدمون الزائدة من أجل هضم الأعشاب، ومع تطور البشرية بدأوا في إدراج الأغذية التي يسهل هضمها إلى نظامهم الغذائي، وفي النهاية فقدت الزائدة الدودية لوظيفتها الأساسية.

هناك علماء يعتقدون أنه مع مرور الوقت ستختفي الزائدة الدودية نهائيًا من جسم الإنسان.

ما هي وظيفة النسيج اللمفاوي؟

بينت الدراسات أن الزائدة الدودية غنية بالخلايا اللمفاوية الأمر الذي يساعد الجسم على مكافحة العدوى، كما أن وظيفتها الأساسية هي منع البكتيريا والفيروسات من الدخول، كما أنها تلعب دورًا كموقع هام لتخزين نواتج الهضم إلى حين استخدامها بالإضافة إلى أهميتها في المناعة المخاطية وذلك بسبب احتوائها على أجربة لمفاوية بشكل غزير تتشارك مع الجهاز المناعي بإفراز المواد المناعية مثل (الغلوبولينات).

مكان توضع الزائدة الدودية؟

تختلف الزائدة الدودية من حيث مكان توضعها من شخص إلى آخر.

  • إما أن تقع خلف الأعور (يعرف أيضًا خلف القولوني).
  • قد تتدلى على طول الجدار الأيمن للحوض وتعرف بالموضع الحوضي.
  • قد توجد تحت الأعور.
  • قد توجد أمام أو خلف الجزء الإنتهائي للفائفي (تعرف أيضًا بالموضع أمام أو خلف اللفائفي).

كيف يحدث التهاب الزائدة الدودية؟

التهاب الزائدة الدودية

يمر الطعام الغير قابل للهضم من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة مرورًا بالزائدة الدودية، تبدأ الجدران العضلية للزائدة الدودية بالتقلص من أجل طرد هذا الطعام، ولكن عندما يكون هناك انسداد عند النقطة التي تلتقي فيها الزائدة بالأمعاء الغليظة يمكن أن يسبب التهاب في الزائدة الأمر الذي يسبب ألم شديد في منطقة البطن والغثيان والحمى والقيء، كما أن أعراض التهاب الزائدة الدودية يمكن أن تختلف من شخص إلى أخر، ولكن إذا تركت من دون علاج يمكن أن يؤدي إلى انسداد الزائدة وإطلاق البكتيريا الضارة في البطن وهذا يؤدي في النهاية إلى التهاب الصفاق.

كيفية علاج التهاب الزائدة الدودية

يمكن علاج التهاب الزائدة الدودية المعتدل باستخدام المضادات الحيوية. أما إذا كان لديك التهاب في الزائدة الدودية حاد فغالبًا أنت تحتاج إلى إزالتها في أقرب وقت ممكن، وتعرف هذه العملية بأنها “عملية استئصال الزائدة الدودية”، وعادة ما ينصح بإجراء الجراحة إذا كان هناك احتمال حدوث التهاب في الزائدة الدودية، ويرجع ذلك إلى أن عملية استئصال الزائدة الدودية أكثر أمانًا من الإبقاء عليها أو انفجارها، هذه العملية لا تسبب أي مشاكل على المدى الطويل وذلك لأنها ليست من الأعضاء الهامة في الجسم.

في كثير من الأحيان يلجأ الأطباء إلى إزالة الزائدة الدودية أثناء إجراء عمليات جراحية أخرى في البطن مثل استئصال الرحم وذلك لتجنب التهاب الزائدة الدودية في المستقبل أو حدوث عدوى بكتيرية.

كيف تتم عملية إزالة أو استئصال الزائدة؟

الزائدة الدودية المزالة

يتم استئصال الزائدة الدودية تحت مخدر عام باستخدام إما الجراحة بالمنظار أو كما تعرف (بجراحة ثقب المفتاح) أو تقنية الجراحة المفتوحة.

جراحة ثقب المفتاح

 جراحة ثقب المفتاح أو كما تعرف بـ (عملية التنظير أو الجراحة بالمنظار) عادة ما تكون هذه الطريقة المفضلة عند الجراحين وذلك لإمكانية إزالة الزائدة بسهولة بالإضافة إلى أن التعافي والشفاء يكون أسرع من الجراحة المفتوحة، تشمل هذه العملية إجراء ثلاثة أو أربعة شقوق صغيرة في البطن.

أما الأدوات الخاصة لهذه العملية هي

أنبوب الغاز: يتم ضخ الغاز عبر أنبوب يوصل بالبطن لرفعه (نفخه وتضخيمه) هذه الطريقة تساعد الجراح على رؤية الزائدة الدودية بشكل أكثر وضوحًا ويعطيهم مجالًا أكبر للعمل.

منظار البطن: عبارة عن أنبوب صغير يحتوي على مصدر للضوء وكاميرا، مهمته نقل الصورة التي يلتقطها من داخل البطن إلى شاشة التلفزيون.

الأدوات الجراحية الملحقة: عبارة عن أدوات صغيرة يستخدمها الجراح لإزالة الزائدة الدودية.

بمجرد إزالة الزائدة الدودية يتم تأطير الشقوق بعدة غرزات قابلة للذوبان مع الوقت، أحيانًا يتم صنع غرز غير منتظمة تحتاج إلى إزالة من قبل الطبيب بعد حوالي 7 – 10 أيام من إجراء العملية.

تقنية الجراحة المفتوحة

في بعض الحالات لا ينصح بإجراء جراحة ثقب المفتاح بل يطلب إجراء جراحة مفتوحة وذلك بسبب.

  • انفجار الزائدة وتشكل كتلة تسمى كتلة الزائدة.
  • في حال كان الجراح ليس لديه خبرة في استعمال المنظار.
  • في حال كان المريض لديه جراحة بطن سابقة.

كل هذه الأسباب تؤدي إلى الحاجة لعمل جراحي عبر إجراء شق واحد كبير في الجانب الأيمن السفلي من البطن لإزالة الزائدة، بعد ذلك يتم إغلاق الشق كما هو الحال بجراحة ثقب المفتاح إما عبر غرز قابلة للذوبان أو الغرز العادية التي تحتاج إلى وقت لإزالتها. بعد القيام بالجراحة لكلا النوعين يتم إرسال الزائدة إلى المختبر للتحقق من عدم وجود علامات على السرطان.

التعافي بعد الجراحة

  • واحدة من المزايا الرئيسية لعملية جراحة ثقب المفتاح هو وقت التعافي الذي غالبًا ما يكون قصيرًا، كما يمكنك مغادرة المستشفى بعد أيام قليلة من العملية.
  • ولكن في حال الجراحة المفتوحة فقد تحتاج إلى حوالي 24 ساعة لمغادرة المستشفى، وفي حال الشك بوجود التهاب الصفاق فقد تحتاج إلى البقاء في المستشفى لمدة أسبوع تقريبًا.
  • بعد الأيام الأولى من إجراء العملية من المحتمل أن تواجه بعض الآلام ولكن سرعان ما يزول الألم مع الوقت ويمكن تخفيفه بتناول بعض أنواع المسكنات إذا لزم الأمر.
  • إن كنت قد قمت بجراحة ثقب المفتاح فمن المحتمل أن تواجه الألم في طرف كتفك لمدة أسبوع تقريبًا، ويرجع سبب هذا الألم إلى الغاز الذي تم ضخه في البطن أثناء العملية.
  • قد تواجه أيضًا نتيجة لإجراء العملية مشكلة الإمساك على المدى القصير ولكن يمكنك التخلص منها عن طريق تناول الكثير من الألياف والتقليل من تناول مسكنات الكوديين، وإن كنت لا تشعر بتحسن استشر طبيبك المختص ليقوم بوصف الدواء المناسب.
  • قبل مغادرتك المستشفى سيتم إعلامك بكيفية العناية بالجرح وما هي الأنشطة التي يجب تجنب القيام بها، في معظم الحالات يمكنك القيام بالأنشطة المفضلة لديك بعد عدة أسابيع ولكن قد يطول الأمر في حال الجراحة المفتوحة فقد يحتاج إلى حوالي 4 – 6 أسابيع.

إن لاحظت بعض علامات العدوى بمرض معين اتصل بطبيبك فورًا لاستشارته، ومن هذه العلامات:

  • زيادة الألم وحدوث تورم.
  • إن أصبحت تعاني من مشكلة التقيؤ مرارًا وتكرارًا.
  • ارتفاع درجة حرارة جسمك.
  • ظهور إفرازات من مكان الجرح.
  • مكان الجرح ساخن الملمس.

ما هي المخاطر التي يمكن أن تحدث عند استئصال الزائدة؟

تعتبر عملية استئصال الزائدة الدودية واحدة من أكثر العمليات شيوعًا وأقلها خطرًا على الجسم، ولكن ومع ذلك وكما هو حال كل أنواع الجراحة قد يوجد بعض المخاطر والتي يمكن تجاوزها بطرق معينة، ومن هذه المخاطر:

  • احتمال تعرض الجرح لعدوى على الرغم من أن المضادات الحيوية قد تعطى قبل أو أثناء أو بعد العملية لتقليل خطر العدوى.
  • حدوث نزيف تحت الجلد الأمر الذي يسبب تورم (ورم دموي) ولكن غالبًا ما يزول من تلقاء نفسه، ولكن إن كنت تشعر بالقلق فيمكنك استشارة الطبيب.
  • وجود آثار الندبات وهذا أمر طبيعي بعد أي عملية جراحية تحتاج إلى إجراء شقوق.
  • ظهور القيح (الخراج) ولكن في حالات نادرة كما أن العدوى التي تحدث بعد انفجار الزائدة يمكن أن تؤدي إلى ظهور خراج بعد الجراحة.
  • قد يحدث فتق في موقع الشق أو أي من الشقوق الأخرى.

قد يؤدي استخدام التخدير العام إلى بعض المخاطر مثل الخطر الذي يحدث من رد فعل تحسسي مما يؤدي إلى حدوث التهاب رئوي، ومع ذلك فإن احتمال حدوث مضاعفات خطيرة من هذا القبيل نادر جدًا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله