الرجفان البطيني – الأسباب والأعراض والمخاطر وطرق التشخيص والعلاج

ملاحظة هامة: هذه المقالة تم كتابتها لأغراض إعلامية فقط، ولا ينبغي استخدام المعلومات المذكورة فيها لتشخيص أي حالة مرضية أو علاجها أو اعتبارها بديلًا للتشخيص الطبي المهني. الشخص الوحيد القادر على تشخيص الحالات المرضية وتحديد طرق العلاج المناسبة هو الطبيب المختص فقط. لذلك، إذا كنت تشعر أنك تعاني من أي خلل أو مشكلة صحية، فإن عليك استشارة الطبيب المختص على الفور لتجنب تطور الأعراض.

الرجفان البطيني هو خلل في دقات القلب يؤدي إلى تقلص سريع في هذه العضلة كما يؤدي إلى عدم انتظام فيها، يمكن أن يؤدي الرجفان البطيني إلى ضعف في التروية الدموية داخل الجسم، ويشير الأطباء إلى أن هذه الحالة هي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى توقف عمل القلب أو الوفاة المفاجئة.

القلب - الرجفان البطيني

هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تسبب الرجفان البطيني، بما في ذلك مرض القلب الإقفاري، وهناك عوامل أخرى تؤثر على معدل وانتظام دقات القلب مثل الخلل في الشوارد مثل نقص الكالسيوم في الدم أو نقص المغنيسيوم في الدم أو نقص البوتاسيوم في الدم، كم أن الصدمات النفسية بالإضافة إلى الحوادث أو العمليات الجراحية أو استنشاق الغازات السامة أو التعرض للشحنات الكهربائية أو تعاطي المخدرات وبعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب يمكن أن تسبب الرجفان البطيني.

يتميز الرجفان البطيني بمجموعة من الأعراض الرئيسية مثل خفقان غير طبيعي في القلب والشعور بضيق في الصدر والزرقة في لون البشرة بالإضافة إلى ضيق التنفس، ويمكن أن يؤدي في الحالات المتقدمة إلى فقدان الوعي، هذه الأعراض هذا ما تظهر على جميع المصابين بهذا المرض، لكن من خلال التشخيص المبكر وتحديد خيارات العلاج مبكرا، يمكن أن يكون العلاج أكثر فعالية ويؤدي إلى إنقاذ حياة الكثير من المرضى.

يتركز العلاج بشكل رئيسي في حالات الطوارئ على إزالة الرجفان، كما أن هناك العديد من العلاجات الإسعافية التي يمكن القيام بها في حالات الخطر، مثل الإنعاش القلبي الرئوي وتدليك القلب واستخدام بعض أنواع الأدوية، أما بالنسبة للتشخيص، فإن أفضل طريقة هي تخطيط القلب الكهربائي أو تخطيط صدى القلب أو تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية.

ما هو الرجفان البطيني؟

الرجفان البطيني هو خلل في عمل القلب يؤدي إلى دقات سريعة وبشكل غير منضبط، ويمكن أن يلاحظ المريض الذي يعاني من الرجفان البطيني بعض الحالات مثل:

  • زيادة معدل نبضات القلب وسرعتها.
  • عدم انتظام دقات القلب وعدم تناسقها.
  • تغير شديد في عمل القلب.
  • عدم فعالية القلب في أداء مهامه ووظائفه.

في الحالة الأخيرة، يحدث خلل وتداخل في دقات القلب خلال التقلص، وهذا يؤدي إلى استجابة غير فعالة. فعندما يحدث التقلص العضلي في القلب، لا تحدث عملية الاسترخاء خلال الفترة الزمنية المناسبة، بمعنى أن عضلة القلب ستحتاج إلى فترة زمنية معينة لتتقلص وتسترخي، وهذه الفترة تختلف عن الفترة الزمنية الطبيعية.

إن عدم الانتظام والتنسيق بين تقلصات الخلايا والألياف العضلية في عضلة القلب يؤدي إلى ضغط على البطين يؤثر على عملية فتح الصمامات الأبهري والرئوي وظائف الدم في الجسم بشكل عام.

كل هذه التغيرات والاختلالات التي تحدث في عمل القلب تؤدي إلى خلل في عمليه ضخ الدم إلى الجسم، يحدث نتيجة لذلك خلل في كمية الأكسجين التي يتم إرسالها عبر الدورة الدموية باتجاه أعضاء الجسم والأنسجة المختلفة، وإذا كانت هناك مشكلة في عملية ضخ الدم، فأن الشخص سيعاني على الأغلب من نقص الأكسجين، وبالتالي ستصبح أعضاء الجسم المختلفة غير قادرة على القيام بوظائفها بشكل فعال. أكثر الأعضاء تأثرا بهذه المشكلة هي عضلة القلب نفسها، فنتيجة نقص الأكسجين الحاد، يمكن أن يتوقف القلب نهائيا عن العمل ما يؤدي حتما إلى وفاة الشخص نتيجة توقف الدورة الدموية، لهذا، يعتبر الرجفان البطيني حالة مرضية خطيرة ينبغي التعامل معها بسرعة وعلاجها في بدايتها.

باختصار، الرجفان البطيني هو خلل في إيقاع ضربات القلب، هذا الخلل يعتبر من أكثر أنواع الاضطرابات التي تصيب القلب والتي تؤدي إلى الوفاة أو السكتة القلبية.

تشير التقديرات إلى أن حوالي 80 – 85 بالمئة من الأشخاص الذين يموتون نتيجة السكتة القلبية، يعانون من الرجفان البطيني، وأن هذه الحالة تصيب شخصا واحدا من كل ألف شخص في العالم، ويكون الرجال أكثر تأثرا من النساء، بحيث تكون النسبة ثلاث رجال يعانون من هذا الخلل مقابل كل امرأة واحدة.

عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بالرجفان البطيني

هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالرجفان البطيني، ومنها التقدم في العمر، خاصة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 – 70 سنة. بالإضافة إلى أولئك الأشخاص الذين يعانون من نقص التروية القلبية، نقص التروية هذا يمكن أن يكون بسبب مشكلات صحية يعاني منها الشخص أو نتيجة خلل خلقي.

ما هي أسباب الرجفان البطيني؟

هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى الرجفان البطيني، ومن أهم هذه الأسباب نذكر:

نقص الأكسجة

يمكن أن تحدث حالة نقص الأكسجة نتيجة عدد من العوامل منها:

  • مرض الشريان التاجي.
  • نقص التروية القلبية.
  • التهاب عضلة القلب.
  • الحماض الأيضي.
  • نقص البوتاسيوم في الدم.
  • زيادة البوتاسيوم في الدم.
  • نقص المغنيسيوم في الدم.
  • الحوادث العرضية.
  • العمليات الجراحية التي تجرى على القلب.

التعرض للشحنات الكهربائية

  • التيار المتناوب ما بين 20 – 150 ملي أمبير.
  • التيار المستمر بين 80 – 600 ملي أمبير.

العلاجات والأدوية

علاج بعض الحالات الصحية أو استخدام بعض أنواع الأدوية يمكن أن يؤدي إلى الرجفان البطيني. بما في ذلك:

التسمم بالغازات

مثل التسمم بغاز أول أوكسيد الكربون CO.

التسمم بالمخدرات

قد يحدث ذلك نتيجة تعاطي المخدرات مثل الكوكايين.

كما لاحظنا، أسباب الرجفان البطيني عديدة ومتنوعة ولكل منها خصائص معينة، لذلك فإن التعامل مع هذه الأسباب لا يمكن شرحها في مقالة واحدة، وسوف نقتصر على شرح وتوضيح طرق تشخيص وعلاج بعض هذه الأسباب مثل نقص الأكسجة وخلل الشوارد وتعاطي بعض أنواع العقاقير والتعرض للشحنات الكهربائية.

جميع هذه الأسباب تؤدي إلى حدوث خلل كهربائي في الأغشية التي تتكون منها عضلة القلب، ففي الحالة الطبيعية، يكون هناك توازن في الأيونات داخل أغشية خلايا القلب مثل أيونات الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم وغيرها، وهذا التوازن يجعل عملية الانكماش طبيعية، وبالتالي يعمل القلب بشكلٍ فعال، لكن في حال حدوث خلل فيها، فإن معظم خلايا القلب لن تكون قادرة على العمل بشكلٍ طبيعي وبالتالي ستعاني من تقلص غير متوازن وغير منتظم.

أخيرًا يجب أن ننوه إلى موضوع هام جدًا، وهو أن بعض الأشخاص السليمين يمكن أن يعانوا من الرجفان البطيني رغم عدم وجود أسباب لذلك، تعرف هذه الحالة باسم “الرجفان البطيني مجهول السبب”، وتكون معظم الحالات هذه مفاجئة ولا تسبقها أي أعراض تشير إليها.

أعراض الرجفان البطيني

يكون عادةً الرجفان البطيني مصحوب بمجموعة من الأعراض التي ترتبط بشكلٍ عام مع بعضها البعض، من بين هذه الأعراض الأكثر شيوعًا عند معظم المرضى:

  • ضيق التنفس.
  • فقدان الوعي.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • عدم انتظام دقات القلب.
  • خلل في الدورة الدموية.
  • الشعور العام بالتعب والإرهاق.
  • زرقة في لون البشرة.

لأن حالة الرجفان البطيني هي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى عواقب سيئة جدًا، ينبغي على جميع الأشخاص فهم الأعراض المميزة لها وتحديدها في الوقت المناسب، هذا يعتبر أهم عامل يساعد على إنقاذ حياة الأشخاص الذين يصابون بالرجفان البطيني.

طرق التشخيص

في أغلب الحالات، يأتي المرضى إلى غرف الطوارئ في المشافي وهم يعانون من حالات خطيرة تشمل عدم انتظام ضربات القلب أو خلل شديد في الدورة الدموية، لذلك، لا يكون لدى الأطباء والمسعفين الوقت الكافي لإجراء التشخيص الكامل، لكن يمكن للأطباء أن يقوموا بإجراء تشخيص سريري وإدراك إصابة المريض بالرجفان البطيني نتيجة إصابته باحتشاء عضلة القلب في وقت مبكر.

فيما يلي بعض الاختبارات التشخيصية التي يمكن القيام بها:

  • تخطيط القلب الكهربائي.
  • تخطيط صدى القلب.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.
  • تصوير الأوعية التاجية.

في معظم الحالات يكون تصوير القلب الكهربائي هو طريقة التشخيص الأكثر فعالية والتي يطلبها الأطباء لتقييم النشاط الكهربائي للقلب، وفي حالة إصابة المريض بالرجفان البطيني، فإن تخطيط القلب الكهربائي سيظهر خلل وتذبذب غير منتظم، وهذا يعني أن الشخص قد يعاني يوما ما من توقف في عمل القلب.

تخطيط صدى القلب يساعد في دراسة وتقييم الموجات فوق الصوتية الصادر عن القلب، هذا التشخيص يسمح بتقييم عمل كل أقسام القلب بما في ذلك الأذينين والبطينين والصمامات، ويسمح بتحديد ما إذا كان هناك أي تشوهات قلبية يعاني منها الشخص أو تشوهات في شكل الصمامات أو عملها.

التصوير بالأشعة السينية يكون مفيد للغاية من أجل تقييم ودراسة وفهم عمل القلب والرئتين وتحديد ما إذا كان الشخص سيكون معرضا للإصابة بالجلطة التي تحدث نتيجة الرجفان البطيني.

تصوير الأوعية التاجية هو إجراء جراحي يتم عن طريق القسطرة، وخلالها يتم إدخال أنبوب مزود بكاميرا من اجل رؤية داخل الشرايين التاجية وتحديد ما إذا كانت تعاني من أي انسداد فيها والتدخل لعلاج هذه المشكلة في الوقت المناسب، هذه القسطرة يمكن أن تساعد في فتح الشرايين التاجية المسدودة وبالتالي منع حدوث الرجفان البطيني، وهي إجراء جراحي روتيني يمكن القيام به في عيادة الطبيب أو المستشفى تحت التخدير الموضعي وليس هناك أي خطر يذكر على المريض نتيجة هذا الإجراء، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل فورا بعد ساعات من إجراء القسطرة.

علاج الرجفان البطيني

من المهم جدا أن يتم التدخل بسرعة وفي الوقت المناسب من أجل علاج الرجفان البطيني وتجنب أي مشكلة أو أثار يمكن أن تنجم عن ذلك، وفي حال معاناة الشخص من السكتة القلبية فإنه لن يكون أمام المسعفين والشخص نفسه أكثر من بضع دقائق لإنقاذ حياته.

طرق العلاج عديده ومتنوعة، وفيما يلي أهم العلاجات المتاحة:

تقويم عمل القلب أو إزالة الرجفان

في هذا الإجراء العلاجي، يقوم الطبيب باستخدام أدوات طبية خاصة لتفرغ الشحنات الكهربائية واستعادة التوازن في ضربات القلب، يمكن القيام بذلك من خلال وضع قطبين كهربائيين على صدر المريض، ويقوم عندها الجهاز بتحديد اتجاه الرجفان البطيني، مما يساعد على القيام بعملية التفريغ بشكل فعال، وبذلك، يقوم الجهاز تلقائيًا بعلاج المشكلة، ويمكن أن يتم هذا الإجراء العلاجي من قبل أشخاص غير مختصين تحت إشراف طبيب مختص.

الإنعاش القلبي الرئوي CPR

في حالات الطوارئ، وعندما لا يكون هناك إمكانية للقيام بتقويم عمل القلب أو إزالة الرجفان، سيكون هناك حاجة لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي CPR، هذا الإجراء هو من الإسعافات الأولية الضرورية لإنقاذ حياة المريض، ويمكن لأي شخص حتى من غير الأطباء القيام به، الهدف الرئيسي هو ضمان استمرار ضخ الدم إلى الرئتين والدماغ وباقي الأعضاء الحيوية في الجسم، ويتم من خلال إدخال الأوكسجين عن طريق فم المريض وتدليك وضغط منطقة الصدر بهدف تحفيز عضلة القلب على الضخ والعمل.

الأدوية المضادة لاضطراب النظم القلبية

تستخدم هذه لأدوية عادةً بالتزامن مع العلاجات السابقة التي ذكرناها أعلاه، وهي تساعد في تنظيم عمل القلب ومعدل تقلص الألياف العضلية فيه مما يجعله يعمل بشكلٍ طبيعي، وهذا يسمح للمريض بأن يعيش حياة طبيعية دون الشعور بالأعراض، أنواع الأدوية المضادة الأميودارون واليدوكائين.

في معظم الحالات، تكون الأسباب التي تودي إلى حدوث الرجفان الأذيني من العوامل الهامة هي تحديد إمكانية نجاح العلاج، فمثلًا، إذا كان الشخص المصاب بالرجفان الأذيني يعاني من مشاكل أو أمراض قلبية أخرى، فهذا الأمر قد يعقد الحالة ويجعل عملية العلاج أصعب ويتطلب وقتًا أطول بكثير.

تحذير هام

كما قلنا عدة مرات في هذه المقالة، يعتبر التشخيص المبكر والتدخل الطبي في الوقت المناسب من أفضل الطرق التي تساعد في إنقاذ الأرواح ومنع أي تلف يمكن أن يلحق بأعضاء الجسم نتيجة نقص إمدادات الأكسجين إليها، كما أن التدخل المبكر يقلل من فرص حدوث السكتة القلبية بشكلٍ فعال.

المصدر

https://www.my-personaltrainer.it

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله