مدينة البندقية المدينة العائمة

تقع مدينة البندقية في إيطاليا وهي عاصمة منطقة فينيتو وعاصمة مقاطعة فينيسيا، يبلغ عدد سكانها أكثر من 270000 نسمة وفقًا لآخر تعداد (عام 2004). وهي تقع في شمال شرق إيطاليا على العديد من الجزر الصغيرة في بحيرة البندقية وتطل المدينة على البحر الأدرياتيكي. ومن المعروف انه أطلق عليها من قبل عدة أسماء، واحدة منها هي المدينة العائمة ومدينة الجسور كما يطلق عليها عادة، وتمتد على طول نهر بو ونهر بياف.

من بين 270000 نسمة يعيش حوالي 62000 منهم في المركز التاريخي أو مدينة البندقية وحوالي 176000 منهم يعيشون في البر الرئيسي أو “تيرافيرما” وراء البحيرة في مواقع مثل ميستري ومارغيرا، والبقية الآخرين يعيشون على الجزر في جميع أنحاء البحيرة.

مدينة البندقية

قصة بناء مدينة البندقية

تتألف البندقية من حوالي 100 جزيرة حول البندقية ويرجع ذلك إلى حقيقة أن مدينة البندقية تتكون من 118 جزيرة صغيرة متصلة عن طريق العديد من القنوات والجسور ومع ذلك لم تبنى المباني في البندقية مباشرة على الجزر وبدلا من ذلك تم بناؤها على منصات خشبية مدعومة بأعمدة خشبية مدفوعة إلى الأرض.

قصة بناء مدينة البندقية تبدأ في القرن الخامس الميلادي بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، حيث كان البرابرة من الشمال يهاجمون الأراضي الرومانية السابقة. ومن أجل الهرب من هذه الغارات هرب سكان البندقية في البر الرئيسي إلى الأهوار القريبة، ووجدوا ملجأ على الجزر الرملية في تورسيلو، إيسولو ومالاموكو.

وعلى الرغم من أن المستوطنات كانت في البداية مؤقتة في طبيعتها، فإن سكان البندقية صاروا يسكنون تدريجيًا الجزر على أساس دائم.

من أجل بناء المباني على أساس متين قام البناؤون في البندقية بوضع أعمدة خشبية في الأرض الرملية. ثم تم بناء منصات خشبية على رأس هذه الأعمدة وأخيرا تم تشييد المباني على هذه المنصات.

كتاب القرن السابع عشر الميلادي الذي يفسرون بالتفصيل إجراءات البناء في البندقية يخبرون عن كميات الخشب الهائلة المطلوبة والتي استخدمت لبناء المدينة. ووفقًا لهؤلاء الكتاب عندما بنيت كنيسة سانتا ماريا ديلا سالوت، احتاجت الى 1،106،657 عمود خشبي كل منها قياس 4 أمتار تحت الماء واستغرقت هذه العملية سنتين وشهرين وعلاوة على ذلك كان لا بد من الحصول على الخشب من غابات سلوفينيا وكرواتيا والجبل الأسود ونقلها إلى البندقية عن طريق المياه وهكذا يمكن للمرء أن يتصور حجم هذا التعهد وحجم كميات الأخشاب التي استعملت في بناء المدينة.

بنيت مدينة البندقية على أسس خشبية

قد يبدو استخدام الخشب كهيكل داعم مفاجأة حيث أن الخشب أقل متانة نسبيًا من الحجر أو المعدن والسر في طول عمر أساسات البندقية هو حقيقة أنها مغمورة تحت الماء.

من حيث أنه فعليًا تتسبب الكائنات الحية الدقيقة في اضمحلال الخشب مثل الفطريات والبكتيريا وحيث أن الدعم الخشبي في البندقية مغمور تحت الماء فهو لا يتعرض للأكسجين أحد العناصر المهمة التي تحتاجها الكائنات الحية الدقيقة من أجل البقاء وبالإضافة إلى ذلك فإن التدفق المستمر من المياه المالحة حول ومن خلال الخشب أدى إلى تحجر الخشب مع مرور الوقت وتحول الخشب إلى هيكل يشبه الحجر المتصلب.

مدينة البندقية عبر التاريخ

بوصفها مدينةً محاطة بالماء، كانت البندقية تتمتع بميزة واضحة على جيرانها من اليابسة ففي البداية كانت البندقية آمنة من غزوات العدو على سبيل المثال حاول بيبين ابن شارلمان غزو البندقية لكنه فشل لأنه لم يتمكن من الوصول إلى الجزر التي بنيت عليها المدينة. وأصبحت البندقية في نهاية المطاف قوة بحرية كبيرة في البحر الأبيض المتوسط وعلى سبيل المثال في العام 1204 تحالفت البندقية مع الصليبيين ونجحت في الاستيلاء على العاصمة البيزنطية القسطنطينية.

ومع ذلك بدأت البندقية كقوة تتراجع في القرن الخامس عشر، وتم الاستيلاء عليها في نهاية المطاف من قبل نابليون في 1797 عندما غزا إيطاليا.

اليوم اصبحت البحيرة التي حمت البندقية من عدد لا يحصى من الغزاة الأجانب أكبر تهديد لبقائها وبالنسبة إلى مدينة البندقية المحلية يبدو أن فيضانات المدينة ظاهرة طبيعية، حيث يرتفع مستوى المياه نحو عشر مرات في السنة وتعرف هذه الفيضانات باسم أكوا ألتا (المياه المرتفعة)، وتعود عادة إلى ظاهرة ارتفاع المد بشكل غير عادي بسبب الرياح القوية والعواصف القوية والأمطار الداخلية الشديدة. ومع ذلك فإن هذا يحدث على نحو أكثر تواترا في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ الامر الذي بدأ في التنبيه الى وضع المدينة.

بعد العديد من الدراسات تم اقتراح عدد من الحلول لإنقاذ البندقية من الغرق واحدة من هذه التدابير هو Mo.S.E (مودولو سبيريمنتال إيتروميكانيكو، أو مشروع الوحدة التجريبية الكهروميكانيكية). وهذا ينطوي على بناء 79 وحدة من البوابات المتنقلة لأجل الفيضانات والتي سوف تفصل البحيرة عن البحر الأدرياتيكي عندما يتجاوز المد متر واحد فوق علامة المياه المعتادة. ومع ذلك يشك بعض المراقبين المتشائمين في أن هذه التدابير ستكون كافية للحفاظ على البندقية إلى الأبد، وأن المدينة سوف تغرق في نهاية المطاف، تماما مثل مدينة أتلانتيس الأسطورية.

نظرة على بعض معالم المدينة

البندقية هي مدينة ساحرة وتمتد عبر العديد من الجزر الصغيرة وكثيرًا ما يشار إلى البندقية بمدينة الجندول Gondole التي هي وسائل النقل المستخدمة لعبور العديد من القنوات التي تمر عبر المدينة. فجسر بونتي دي ريالتو أو جسر ريالتو المعروف أيضًا من معالمها المشهورة ويعرف باسم مكان الأحبة والعشاق والفنانين والشعراء.

في البندقية ستجد العديد من المباني التاريخية سواء مع المباني الداخلية الحديثة وأيضًا مع المباني ذات التصاميم التقليدية التي هي شائعة في جميع أنحاء المدينة.

استئجار شقة لقضاء العطلة في البندقية يعني انه يمكنك تجربة جوٍ جميل رومانسي وبأسعار معقولة وإذا كنت تفضل أماكن الإقامة التقليدية أكثر فهناك العديد من الفنادق الرخيصة في البندقية.

الجندول هو رمز لمدينة البندقية الذي جعلها مشهورة في جميع أنحاء العالم وفي الواقع هي وسائل النقل الرئيسية الأكثر شهرة ورومانسية للتنزه والتعرف على المدينة ومعالمها.

والمدينة هي أيضًا سهلة للزيارة سيرًا على الأقدام والطريق السريع الذي بني في القرن الـ 19 يسمح للقطارات بالوصول من البر الرئيسي إلى داخل البندقية.

وبفضل الطريق السريع يمكنك ركن سيارتك في مدخل المدينة ومن هذه النقطة يمكنك الوصول إلى المركز التاريخي سيرًا على الأقدام أو بالقارب. وهناك أيضا نوع آخر من القوارب التي هي رمز للبندقية فابوريتي Vaporetti، وتسمى أيضًا باصات الماء أو سيارات التاكسي وتماما مثل أي حافلة أرضية هذه الحافلات المائية لديها خطوط محددة تسير عليها وحسب وجهتكم في المدينة ويتم إنزالكم في النقطة التي ترغبون فيها وهنالك نقاط مختلفة في المدينة.

ميزة أخرى هامة في مدينة البندقية هو شهرتها بتصنيع الزجاج بمختلف أنواعه على جزيرة مورانو، وهو نشاط الحرفيين الذي جعل المدينة واحدة من أكبر منتجي الزجاج في أوروبا. والمواد الفريدة العالية الجودة التي يستخدمونها مع مهنية وحرفية لا مثيل لها.

اقرأ أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله