أنواع فيروس الهربس البسيط المرض الخبيث شديد العدوى

يمكن أن يكون سبب الإصابة بفيروس الهربس البسيط والذي يطلق عليه عادة الهربس إما عدوى فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) أو فيروس الهربس البسيط من النوع الثاني (HSV-2).

فما هو فيروس الهربس البسيط وما هي أنواعه وخطورته وأسبابه مع أعراضه وطرق علاجه؟

فيروس الهربس البسيط

فيروس الهربس البسيط المعروف منذ العصور القديمة في اليونان يصيب الناس هو عبارة عن التهابات تصيب الجلد والأغشية المخاطية والأعضاء التناسلية وقد تصل لتصبح التهابات قاتلة.

تنتمي فيروسات الهربس البسيط إلى عائلة فيروس الهربس وهي HSV-1 وHSV-2 والفيروسان شائعان ومعديان وعندما تصيب هذه الفيروسات الإنسان فإنها تنتشر على الجلد وكل الكائنات الحية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن ينتقل بسبب ملامسة سوائل الجسم مثل اللعاب ونتيجة للإصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط تظهر فقاعات مائية في الجلد أو عدوى في طبقة الفم أو الشفة أو الأعضاء التناسلية الخارجية.

وفيروس الهربس البسيط 1 و2 هما نوعان من فيروسات عائلة الفيروسات الهربسية التي تصيب البشر حيث تعتبر من الفيروسات الموجهة للأعصاب والتي تدخل الجسم وتختبئ في خلايا الجهاز العصبي مما يضمن لها استمراريتها في الجسم البشري.

كما تتميز عدوى فيروس الهربس البسيط بأن الآفات تتماثل للشفاء إلا أن الفيروس نفسه يبقى مختبئًا في خلايا الجهاز العصبي ويسبب نوبات متكررة في أماكن قريبة من مكان العدوى الرئيسية، حيث تنتقل الفيروسات من جسم الخلية العصبية إلى الجلد مسببة تكرار حدوث الآفة.

إن مرض الهربس البسيط شديد العدوى عندما يكون الفيروس نشطًا في الجسم حيث أنه يتكاثر بسرعة ويتم طرحه من قبل حامل الفيروس جاعلاً الأشخاص المتصلين مع المصاب عرضة للعدوى.

أنواع الهربس البسيط

هناك نوعان رئيسيان وهما:

  • فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1).
  • وفيروس الهربس البسيط من النوع الثاني (HSV-2).

كلا النوعين HSV-1 وHSV-2 يسببان عدوى مدى الحياة حيث يُقدر أن 3.7 مليار شخص دون سن الخمسين مصابون به في جميع أنحاء العالم (بمعدل 67٪ من السكان).

وتشير التقديرات إلى إصابة حوالي 417 مليون شخص بفيروس HSV-2 (11٪) في جميع أنحاء العالم تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا.

وتزيد الإصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط (HSV-2) من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وانتقاله.

فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)

هو عدوى شديدة منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وتحدث معظم الإصابات بالفيروس HSV-1 في الطفولة ثم تستمر العدوى طوال الحياة.

في الغالبية العظمى من الحالات يصاب الشخص بعدوى HSV-1 بالهربس الفموي (العدوى داخل الفم أو حوله والتي تسمى أحيانًا الهربس الفموي) ولكن في بعض الحالات يسبب الفيروس أيضًا الهربس التناسلي (العدوى في منطقة الأعضاء التناسلية أو الشرجية).

مدى المشكلة:

أنه من سنة إلى أخرى تزداد عدد الإصابات بهذا الفيروس بمعدل (40-50 ٪).

وقدر عدد المصابين بعدوى الجهاز التناسلي لفيروس HSV-1 في عام 2012 بحوالي 140 مليون شخص في العالم تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا، لكن انتشاره تباين بشكل كبير حسب المنطقة.

علاماته وأعراضه:

عدوى الهربس عن طريق الفم عادة ما تكون بدون أعراض ومعظم الأشخاص المصابين بفيروس HSV-1 لا يدركون أنهم مصابون به أصلًا.

من بين أعراض الهربس الفموي يمكن تمييز بثور مؤلمة أو آفات مفتوحة (تسمى تقرحات) داخل أو حول الفم.

وغالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بالوخز أو الحكة أو الاحتراق في منطقة الفم قبل ظهور الآفات.

وبعد الإصابة الأولية قد تتكرر الحويصلات أو القرح بشكل دوري، ويختلف تواتر حدوثها باختلاف الأشخاص.

أما قوباء الأعضاء التناسلية التي سببها فيروس الهربس من النوع HSV-1 قد تكون بدون أعراض أو مع أعراض خفيفة لا يلاحظها أحد حيث يمكن ملاحظة ظهور حويصلة أو قرحة أو أكثر في منطقة الأعضاء التناسلية، وبعد الظهور الأولي للهربس التناسلي، قد تتكرر الأعراض ومع ذلك فإن وتيرة ظهورها عادة ما تكون منخفضة.

كيفية انتقال عدوى فيروس الهربس البسيط من النوع 1:

ينتقل فيروس HSV-1 بشكل رئيسي بالاتصال عن طريق الفم وفي نزلات البرد وعن طريق اللعاب وعلى الأسطح داخل الفم أو حوله، ومع ذلك بسبب ملامسة الأعضاء التناسلية الفموية يمكن لـفيروس HSV-1 أيضًا الدخول إلى المنطقة التناسلية وتسبب الهربس التناسلي.

ويمكن أن ينتقل فيروس HSV-1 عبر سطح الجلد والذي يبدو طبيعيًا وليس له أي أعراض.

في حالات نادرة يمكن أن تنتقل العدوى التي تسببها HSV-1 من الأم المصابة بهذا الفيروس إلى الطفل أثناء عملية الولادة.

المضاعفات المحتملة:

في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي يمكن أن يسبب فيروس الهربس من النوع HSV-1 أعراض أكثر حدة وانتكاسات أكثر تكرارًا.

وفي حالات نادرة يمكن أن تسبب عدوى فيروس HSV-1 أيضًا مضاعفات أكثر خطورة مثل التهاب الدماغ أو التهاب القرنية (التهاب العين).

خطر فيروس الهربس من النوع 1 على حديثي الولادة:

يمكن أن يحدث تطور الهربس الوليدي عند ملامسة طفل حديث الولادة مع فيروس الهربس البسيط في الجهاز التناسلي أثناء المخاض.

هذا المرض نادر الحدوث حيث يصل إلى حوالي 10 حالات لكل 100000 ولادة في العالم، ولكن يمكن أن يؤدي إلى عجز عصبي طويل أو وفاة.

وإن خطر الإصابة بمرض الهربس الوليدي مرتفع بشكل خاص إذا كانت العدوى الأولية للأم المصابة بفيروس الهربس البسيط قد حدثت في أواخر الحمل.

وفي النساء اللواتي أصبن بالهربس التناسلي قبل الحمل يكون خطر انتقال فيروس الهربس البسيط إلى الأطفال منخفضًا للغاية.

الآثار النفسية والاجتماعية للشخص المصاب بهذا الفيروس:

انتكاس أعراض الهربس الفموي يمكن أن يسبب عدم الراحة ويؤدي إلى وصمة عار اجتماعية واضطرابات نفسية والشعور بالخجل والقلق.

وفي القوباء التناسلية يمكن أن يكون لهذه العوامل تأثير سلبي خطير على نوعية الحياة والعلاقات الجنسية.

ومع ذلك بمرور الوقت يتكيف معظم الأشخاص مع المرض.

فيروس الهربس البسيط من النوع الثاني (HSV-2)

تنتشر العدوى بفيروس الهربس البسيط من النوع (HSV-2) الذي يسبب القوباء التناسلية على نطاق واسع في العالم وينتقل بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي.

فيروس الهربس HSV-2 هو السبب الرئيسي للهربس التناسلي والذي يمكن أن يحدث أيضًا بسبب فيروس الهربس البسيط من النوع الأول حيث تستمر الإصابة بعدوى فيروس HSV-2 مدى الحياة ولا يمكن علاجها.

مدى المشكلة:

تعد القوباء التناسلية التي يسببها فيروس الهربس HSV-2 مشكلة عالمية حيث وفقًا للحسابات في عام 2012 كان ما يقرب من 417 مليون شخص في العالم حاملين للعدوى، وقد ثبت أيضًا أن معدل انتشار العدوى يزداد مع تقدم العمر على الرغم من أن أكبر عدد من الأفراد المصابين حديثًا هم من المراهقين.

وتصاب النساء بعدوى فيروس الهربس HSV-2 أكثر من الرجال ويفسر ذلك بأن فيروس الهربس المنقول جنسيًا ينتقل بشكل أكثر فعالية من رجل إلى امرأة أكثر منه من امرأة إلى رجل.

علاماته وأعراضه:

عدوى الهربس التناسلية غالبًا ما تكون بدون أعراض أو مع أعراض خفيفة لا يلاحظها أحد، ومعظم الناس المصابين غير مدركين أو عالمين بالإصابة، وكقاعدة عامة فإن حوالي 10-20 ٪ من الأشخاص المصابين بفيروس الهربس البسيط (HSV-2) يبلغون عن قوباء تناسلية سبق تشخيصها.

في الحالات التي تحدث فيها الأعراض تتميز القوباء التناسلية بوجود حويصلة واحدة أو أكثر في منطقة الأعضاء التناسلية أو الشرجية، أو آفات مفتوحة (تسمى القرحة).

وغالبًا ما تكون أعراض العدوى الأولية بالهربس التناسلي قشعريرة وأوجاع في الجسم والتهاب الغدد الليمفاوية.

وبعد نوبة مبدئية من الهربس التناسلي الناجم عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط -2 تتكرر الأعراض لكنها أقل شدة من الهجوم الأول للمرض، ووتيرة الهجمات تنخفض مع مرور الوقت.

وقد يتعرض الأشخاص المصابون بفيروس الهربس HSV-2 لألم ووخز طفيف في الساقين والفخذين والأرداف قبل ظهور تقرحات الأعضاء التناسلية.

انتقال العدوى لفيروس الهربس HSV-2:

ينتقل فيروس HSV-2 عادة عن طريق الاتصال الجنسي من خلال ملامسة أسطح الأعضاء التناسلية عن طريق الجلد من خلال المناطق المصابة أو السوائل البشرية المصابة بهذا الفيروس.

ويمكن أن ينتقل فيروس HSV-2 عبر الجلد في المناطق التناسلية أو الشرجية التي تبدو صحية وغالبًا ما ينتقل حتى في حالة عدم وجود أعراض.

في حالات نادرة يمكن أن تنتقل العدوى من الأم المصابة إلى الرضيع أثناء الولادة.

المضاعفات المحتملة:

ثبت أن فيروس HSV-2 وفيروس نقص المناعة البشرية يؤثران على بعضهما البعض حيث تزيد الإصابة بعدوى فيروس الهربس HSV-2 من خطر الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري بنحو ثلاث مرات.

وغالبًا ما تحدث العدوى بفيروس الهربس البسيط (HSV-2) لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (وغيرهم من الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة) في شكل أكثر حدة مع حدوث انتكاسات أكثر تكرارًا.

في المرحلة المتأخرة من فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس الهربس البسيط -2 إلى مضاعفات أكثر خطورة وإن كانت نادرة مثل التهاب السحايا والدماغ والتهاب المريء والتهاب الكبد والتهاب الرئة ونخر الشبكية.

هربس حديثي الولادة

قوباء الأطفال حديثي الولادة أمر نادر الحدوث ولكن في بعض الحالات يمكن أن يحدث مرض قاتل إذا اتصل حديث الولادة بفيروس الهربس البسيط في قناة الولادة أثناء الولادة.

إن خطر الإصابة بمرض الهربس الوليدي مرتفع بشكل خاص إذا كانت العدوى الأولية للأم المصابة بفيروس الهربس البسيط تحدث في أواخر الحمل.

الآثار النفسية والاجتماعية

تكرار أعراض الهربس التناسلي يمكن أن يسبب الألم ويؤدي إلى وصمة عار اجتماعية واضطرابات نفسية، هذه العوامل يمكن أن يكون لها تأثير سلبي خطير على نوعية الحياة والجنس، ومع ذلك بمرور الوقت يتكيف معظم المصابين بفيروس القوباء مع هذه العدوى.

طرق العلاج من فيروس الهربس البسيط

لا يوجد حاليًا علاج شافٍ يقضي على فيروس الهربس البسيط والعلاجات الموجودة تعمل على الحد من تكاثر وطرح الفيروس من المصاب إلى الآخرين كما تعمل على تخفيف حدة الأعراض المصاحبة للإصابة.

الأدوية الأكثر فعالية للأشخاص المصابين بفيروس الهربس البسيط هي الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير، فامسيكلوفير والفالسيكلوفير لأنها تساعد في تقليل شدة وتكرار الأعراض، لكن لا يمكنها علاج العدوى.

الوقاية من عدوى فيروس الهربس البسيط

إن فيروس الهربس البسيط بنوعيه شديد العدوى ويمكن أن ينتقل في الحالات التي لا تكون فيها الأعراض محسوسة ولا يتم ملاحظتها.

  • النظافة الشخصية ضرورية جدًا وخاصة بغسل اليدين بالماء والصابون.
  • عدم لمس أو حك التقرحات في حال الإصابة حتى لا تنتقل العدوى إلى أماكن سليمة في الجسم.
  • يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض الهربس تجنب مشاركة الآخرين بالأدوات الشخصية والعناصر التي تتصل باللعاب حتى لا تنتقل العدوى للأخرين.
  • الامتناع عن الاتصال الجنسي في فترة المرض لمنع انتقال الهربس لشركائهم.
  • لا يمكن للأشخاص المصابين بالفعل بـفيروس الهربس HSV-1 أن يصابوا به مرة أخرى لكن يمكن أن يصابوا بفيروس الهربس البسيط من النوع الثاني (HSV-2) والذي يصيب المنطقة التناسلية.
  • الاستخدام المنتظم والسليم للواقي الذكري يمكن أن يساعد في منع انتشار الهربس التناسلي.
  • يجب على النساء الحوامل المصابات بأعراض الهربس التناسلي إبلاغ الطبيب المختص بهذا الشأن.
  • إن الوقاية من العدوى الأولية بفيروس القوباء التناسلية مهمة بشكل خاص في أواخر الحمل لأنه في مثل هذه الحالات يكون هناك خطر كبير للإصابة بمرض الهربس الوليدي.

أخيرًا…

تجرى دراسات إضافية لتحديد طرق أكثر فاعلية للوقاية من الإصابة بفيروس الهربس البسيط مثل اللقاحات أو الجراثيم الموضعية (أدوية للحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا والتي يمكن استخدامها داخل المهبل أو داخل الرحم).

وتعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها على تسريع البحوث لتطوير استراتيجيات جديدة للوقاية والسيطرة على العدوى التناسلية الوليدية والتناسلية التي يسببها نوعي فيروس الهربس HSV-1 وHSV-2.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله