نظرة على تطعيم الدرن (لقاح السل)

يستخدم تطعيم الدرن في هذه الأيام رغم أن مرض السل او الدرن تمت السيطرة عليه وقليل جدًا من الناس يعانون منه، في الولايات المتحدة الأمريكية، يوصى بتطعيم الدرن للأطفال الذين يعيشون مع أشخاصٍ مصابين بمرض السل أو يشتبه في أنهم خالطوا أشخاصا مصابين. لكن في كثير من الدول، يكون تطعيم الدرن ضروريا لكل الأطفال وهو جرء من برنامج التلقيح الوطني.

يمكن أن تكون المضادات الحيوية بديلا لتطعيم الدرن، لكن إذا كان المصاب يواجه سلالة قوية تقام المضادات الحيوية، فإن التطعيم يصبح ضرورة.

يتم اتخاذ القرار بأخذ تطعيم الدرن من قبل مقدم الرعاية الصحية، ويتم إعطاء اللقاح على شكل حقنة واحدة.

في معظم البلدان، يتم استخدام لقاح السل المعروف باسم لقاح BCG بشكل أكثر شيوعًا بسبب انتشار مرض السل.

تأثير مرض السل

يتسبب السل في وفاة أشخاص أكثر من أي عدوى أخرى. يصاب كل عام بالسل حوالي 10 ملايين شخص ويموت حوالي 1.8 مليون شخص منهم. تسجل حالات إصابة بمرض السل في الولايات المتحدة كل عام، ولكن يتم تشخيص معظمها عند الأشخاص الذين لم يولدوا في الولايات المتحدة، في عام 2018، تم تشخيص أقل من 10000 حالة إصابة بمرض السل وأقل من 500 حالة وفاة بسبب هذا المرض.

ما هو مرض السل؟

يصاب الناس بمرض السل (TB) نتيجة جرثومة  المتفطرة السلية Mycobacterium tuberculosis. هذه العدوى تهاجم الرئتين في المقام الأول. البكتيريا تكون مدمرة لدرجة أن الشخص يمكن أن يسعل المخاط والدم. الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات معرضون للإصابة بشكل خطير ومميت من العدوى، وفي بعض الحالات، تحدث حالة من السل تسمى السل “الدخني” الذي ينتشر في أجزاء كثيرة من الجسم، بما في ذلك بطانة الدماغ (السحايا).

مرض السل شديد العدوى وينتشر عن طريق العطاس والكلام والسعال. كثير من الناس المصابين لا يظهرون أي أعراض على الفور، حيث تبقى البكتيريا كامنة، وقد تبقى كامنة لسنوات وحتى عقود، بعد ذلك.تظهر الأعراض على الرئة وتتميز بالسعال.

يعد اختبار الجلد لمرض السل والتصوير بتقنية الأشعة السينية للصدر من أفضل الطرق لمعرفة ما إذا كان شخص ما مصابًا بالسل أم لا. يمكن إجراء اختبار الدم للأطفال الأكبر سنًا والبالغين.

هل الإصابة بالسل في ازدياد؟

كان معدل الإصابة بمرض السل يتزايد باطراد في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات بالتزامن مع وباء فيروس نقص المناعة البشرية. ولكن منذ عام 1993، حدث انخفاض بطيء في عدد الحالات على الأرجح بسبب تحسين السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. لسوء الحظ، فإن معدل الانخفاض بطيء جدًا لدرجة أن التنبؤات تشير إلى أن مرض السل لن يتم القضاء عليه في الولايات المتحدة خلال هذا القرن.

كيف يصنع لقاح السل؟

لقاح السل المعروف باسم BCG موجود منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي. يتم تصنيعه عن طريق إضعاف سلالة من البكتيريا تشبه السل تم عزلها لأول مرة في الأبقار. هذه السلالة من البكتيريا، تسمى  Mycobacterium bovis، تشبه بدرجة كبيرة السلالة البشرية (Mycobacterium tuberculosis) من بكتيريا السل، يحمينا التطعيم بسلالة الأبقار من الأمراض التي تسببها السلالة البشرية.

هل للقاح السل آثار جانبية؟

الألم في موقع الحقن شائع. يعاني حوالي 3 من كل 10000 شخص تم تحصينهم بلقاح السل من تورم مؤلم تحت الذراع. هذه فقط، لا يوجد أي شيء آخر يدعو إلى القلق.

من الذي يجب أن يحصل على تطعيم الدرن؟

يوصى بتطعيم الدرن فقط للأطفال الذين يعيشون مع شخص مصاب بالسل ولا يستطيع تناول المضادات الحيوية اللازمة لعلاج العدوى أو المصابين بسلالة شديدة المقاومة لجميع المضادات الحيوية. بشكلٍ عام، يقع عدد قليل فقط من الأشخاص في العالم ضمن هذه الفئات.

بما أن مرض السل يتزايد في الولايات المتحدة، فلماذا لا يوصى باللقاح لجميع الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض؟

لقاح السل جيد في الحماية من الشكل الحاد للمرض الذي يعاني منه الأطفال الصغار (يسمى السل “الدخني”)، ولكنه ليس جيدًا في الحماية من عدوى الرئة الشائعة لدى المراهقين والبالغين. نظرًا لأن السل الدخني غير شائع جدًا في العالم، لا نستخدم لقاح السل بشكل روتيني. الولايات المتحدة هي واحدة من دولتين فقط لم تستخدم لقاح السل بشكل روتيني (هولندا هي الأخرى).

إذا لم نكن نستخدم لقاح السل بشكل روتيني، فماذا نفعل لوقف انتشار المرض؟

يمكن القيام بأمرين لوقف انتشار مرض السل. أولاً، يتم التعرف على الأشخاص المصابين بالسل بشكله النشط أو الصامت عن طريق إجراء اختبارات جلدية منتظمة (يشار إليها باسم TST أو PPD). ثانيًا، بمجرد التعرف على المصابين بالسل، يتم علاجهم بواحد أو أكثر من المضادات الحيوية الفعالة ضد البكتيريا، على وجه التحديد، يتم استخدام أيزونيازيد أو ريفامبين أو إيثامبوتال أو بيرازيناميد.

هل تفوق فوائد لقاح السل مخاطره؟

لقاح السل ليس فعالاً للغاية في الوقاية من التهابات الرئة التي تسببها بكتيريا السل. لهذا السبب، يوصى باللقاح فقط لمجموعة فرعية صغيرة من أولئك الذين هم على اتصال بشخص مصاب بالسل، على وجه التحديد شخص على اتصال دائم بشخص مصاب بالسل والذي إما يرفض تناول المضادات الحيوية أو مصاب بسلالة مقاومة لكل المضادات الحيوية. من ناحية أخرى، فإن لقاح السل ليس له آثار جانبية خطيرة. لذلك، في مجموعة فرعية صغيرة من الأشخاص الذين يجب أن يستخدموا اللقاح، من الواضح أن الفوائد تفوق المخاطر.

ما هي مخاطر مرض السل؟

يمكن أن يؤدي انتشار السل الدخني، وخاصة عند الأطفال، إلى إصابة أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك السحايا ويمكن أن يكون المرض قاتلاً.

ما هي مخاطر اللقاح؟

لقاح السل ليس له آثار جانبية كثيرة أو مخاطر، قد يعاني البعض من تورم مؤلم في الذراع (3 حالات من كل 10000 حالة)، وقد لا يساعد اللقاح في الوقاية من النوع الأكثر شيوعًا من مرض السل.

المصدر

https://www.chop.edu/centers-programs/vaccine-education-center/vaccine-details/tuberculosis-vaccine

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله