دليلك الشامل عن مرض السل

السل (TB) والذي سمي ذات مرة الاستهلاك هو مرض قوي العدوى يصيب الرئتين بشكل رئيسي وفقًا لمصدر منظمة الصحة العالمية (WHO) فهو سبب من 10 أسباب للوفاة في جميع أنحاء العالم حيث توفي 1.7 مليون شخص في عام 2016.

يعتبر السل أكثر انتشار في البلدان الفقيرة، ولكن وفقًا لمصدر المراكز المسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تم توثيق أكثر من 9000 حالة في الولايات المتحدة في عام 2016. ولكن يمكن الحماية من السل والشفاء منه بشكل تام في ظل ظروف صحية معينة.

ما هي أعراض مرض السل؟

قد يعاني بعض الأفراد من مرض السل ولكن قد لا تبدو عليهم الأعراض. وتُعرف هذه المرحلة بمرض السل الكامن. كما يمكن أن يبقى مرض السل كامنًا لسنوات متعددة قبل أن يتقدم إلى مرض السل من النوع النشط.

وعادة ما يعطي مرض السل النشط الكثير من الأعراض الأكثر انتشارا والتي تكون مرتبطة بجهاز التنفس منها السعال الدموي أو البلغم وقد يشكو المصاب من سعال يظل لأكثر من أربعة أسابيع والوجع عند التنفس الطبيعي أو السعال.

تشمل الأعراض الأخرى:

  • التعب غير المبرر
  • حمى
  • تعرق ليلي
  • فقدان الشهية
  • فقدان الوزن

حيث ان مرض السل يؤثر مباشرة على الرئتين، فإنه يمكن أن يؤذي أيضًا اجزاء أخرى مثل الكلى والعمود الفقري ونخاع العظام والدماغ.

 تتغير الأعراض حسب الجزء المصاب. مثلا، يمكن أن يؤدي مرض السل في الكلى الى تبول الدم.

من هو المعرض لخطر الإصابة بالسل؟

حسب مصدر WHOTrusted Source يوجد أكثر من 95 في المائة من حالات الوفيات المتعلقة بحالات السل في البلدان قليلة ومتوسطة الدخل.

الأشخاص الذين يستهلكون التبغ أو يستخدمون العقاقير أو الكحول على المدى الطويل بشكل غلط هم أكثر تعرض للإصابة بالسل النشط، كما هو الوضع بالنسبة للأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ومشاكل الجهاز المناعي الأخرى. السل هو القاتل الاساسي للأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، حسب مصدر WHOTrusted.كما وتضم عوامل الخطر المتبقية للإصابة بداء السل من النوع النشط ما يلي:

  • داء السكري
  • مرض الكلى في نهاية المرحلة
  • سوء التغذية
  • بعض أنواع السرطان

تقوم الأدوية التي توقف الجهاز المناعي أيضًا بتعريض الأشخاص لخطر الإصابة بداء السل النشط، وخصوصا الأدوية التي تساهم في منع رفض أجزاء الجسم. كما وقد تضم الأدوية الأخرى التي ترفع من خطر الإصابة بداء السل تلك التي يتم استهلاكها للعلاج من الأمراض التالية:

  • سرطان
  • التهاب المفصل الروماتويدي
  • مرض كرون
  • صدفية
  • الذئبة

الانتقال إلى المناطق التي تزيد فيها معدلات السل يزيد أيضًا من احتمال الإصابة بالعدوى. تضم هذه المناطق:

  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
  • الهند
  • المكسيك ودول أمريكا اللاتينية الأخرى
  • الصين والعديد من الدول الآسيوية الأخرى
  • أجزاء من روسيا الاتحادية ودول أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق
  • جزر جنوب شرق آسيا
  • ميكرونيزيا

حسب مايو كلينيك فإن الكثير من الفئات المجتمعية ذات الدخل القليل في الولايات المتحدة لديها وصول مقيد بشكل كبير إلى الموارد الاساسية لتشخيص ومعالجة داء السل مما قد يرفع من خطر إصابتك بداء السل من النوع النشط. والأفراد الذين هم أو كانوا بلا مسكن أو في السجن هم الأكثر احتمال للإصابة بمرض السل.

ما الذي يسبب مرض السل؟

تؤدي بكتيريا تسمى Mycobacterium tuberculosis الى الإصابة بمرض السل. هناك قائمة متنوعة من سلالات السل، ومنها أصبح مقاومًا للأدوية.

قد تعدي بكتيريا مرض السل من خلال الرذاذ الملوث في الهواء وبمجرد أن تنتشر في الهواء يمكن لفرد آخر قريب أن يصاب بها. ويمكن للفرد المصاب بمرض السل أن ينقل البكتيريا عن طريق ما يلي:

  • العطس
  • يسعل
  • تكلم
  • الغناء

قد لا يشكو الأشخاص الذين يملكون جهاز مناعي يعمل بشكل قوي من أعراض السل، على الرغم من أنهم يحملون البكتيريا. يُطلق على هذا اسم عدوى السل الكامنة أو غير النشطة. وفقًا لـ WHOTrusted Source، فإن حوالي ربع سكان العالم لديهم السل الكامن.

السل الكامن لا يعدي، ولكن يمكن أن يتحول الى مرض نشط مع مرور الوقت. وكما يعد مرض السل النشط معدي مما يمكن أن يعرضك أنت والآخرين للمرض.

كيف يتم تشخيص مرض السل؟

اختبار الجلد

قد يستخدم طبيبك فحص الجلد المشتق من البروتين المنقى (PPD) لمعرفة ما إذا كنت مصابًا ببكتيريا السل.

في هذا التحليل، سيحقن الطبيب 0.2 ملليلتر من PPD تحت الطبقة العليا من جلدك وبعد ثلاثة أيام يجب عليك مراجعة الطبيب لقراءة النتائج فإذا كان هناك جرح على الجلد يرتفع حجمه عن 5 ملليمترات (مم) حيث تم حقنPPD فستكون مصابًا بداء السل.

 سيعلمك هذا الاختبار ما إذا كنت مصابًا بداء السل؛ لا يعلمك ما إذا كنت مصابًا بداء السل النشط.

ويمكن اعتماد ردود الفعل التي يتراوح حجمها بين 5 إلى 16 ملم إيجابية حسب عوامل الخطر والصحة والتاريخ الطبي للمريض كما وتعتمد كل التفاعلات التي تزيد عن 16 ملم إيجابية مهما كانت عوامل الخطر المشكلة للمرض.

بالرغم من ذلك فإن الاختبار الطبي ليس مقياسا ومعيارا ولا يتقبله بعض الأشخاص للاختبار حتى لو كانوا مصابين بالسل ويمكن أن يتقبله آخرون للاختبار ولا يشكون من السل فالأشخاص الذين اخذوا لقاح السل مؤخرًا قد تكون نتيجة فحصهم إيجابية ولكن ليس لديهم عدوى السل حقيقية.

فحص الدم

قد يقوم الطبيب المختص باستخدام فحص الدم لمراقبة نتائج مرض السل الجلدي. وقد يُرجح طبيبك فحص الدم أيضًا على فحص الجلد وذلك في بعض الظروف الصحية أو لأفراد معينين.

 إن تحاليل دم السل المتفق عليها حاليًا في الولايات المتحدة هما (Quantiferon و T-Spot) حيث يتم اعطاء نتائج تحاليل الدم على أنها إيجابية أو سلبية أو غير واضحة مثل تحليل الجلد ولا يمكن أن يعطي تحليل الدم إلى ما إذا كنت مصابًا بداء السل من النمط النشط أم لا.

الأشعة السينية الصدرية

إذا كان جواب اختبار الجلد أو الدم إيجابية، فمن المتوقع أن يتم طلبك لعمل أشعة سينية على الصدر والتي تدل على نقاط صغيرة معينة في رئتيك. وهذه النقاط على رئتيك هي دليل على إصابتك بمرض بالسل وتدل إلى أن جسمك يقوم بعزل بكتيريا السل. إذا كانت الأشعة السينية على صدرك سلبية، فعلى الاغلب أنك مصاب بالسل الكامن. وقد تكون نتائج هذه التحاليل غير صحيحة وقد يطر الأمر إجراء تحاليل أخرى للتأكد.

إذا اعطى الاختبار أنك مصاب بداء السل النشط، فستباشر في علاج السل النشط. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تطر إلى علاج داء السل الكامن لإيقاف البكتيريا من إعادة انتشارها وجعلك أنت والآخرين مصابين في المستقبل.

اختبارات أخرى

قد يحتاج طبيبك أيضًا تحليل البلغم أو المخاط، يتم اخذه من داخل رئتيك للتأكد من وجود بكتيريا السل. إذا كان جواب فحص البلغم عندك إيجابية، فهذا يؤكد أنه يمكنك عدوى الآخرين ببكتيريا السل ويجب عليك لبس قناع شخصي إلى أن تباشر العلاج وتكون أجوبة اختبارات البلغم لديك سلبية لداء السل.

ومن الممكن وجود ضرورة لأجراء تحاليل أخرى مثل اختبار الأشعة المقطعية للصدر أو تنظير القصبات أو خزعات الرئة الموضعية وذلك عندما تكون نتائج الاختبارات الأخرى غير دقيقة.

كيف يتم علاج مرض السل؟

قد يتم علاج العديد من الالتهابات البكتيرية بمضادات حيوية لمدة أسبوع أو أسبوعين على الأكثر لكن مرض السل مختلف. يجب أن يتناول الأشخاص المصابون بمرض السل النشط مجموعة من الأدوية لمدة ستة إلى تسعة أشهر. يجب إكمال دورة العلاج الكاملة. خلاف ذلك، على الاغلب جدًا أن تتكرر عدوى السل مرة ثانية إذا عاد مرض السل، فقد يكون معند ضد الأدوية السابقة ويكون علاجه أكثر تعقيد.

قد يعطيك طبيبك عدة أدوية لأن بعض انواع السل مقاومة ضد نوع معين من الأدوية. أكثر مجموعات الأدوية انتشارا لداء السل النشط تشمل:

  • أيزونيازيد
  • إيثامبوتول (ميامبوتول)
  • بيرازيناميد
  • ريفامبين (ريفادين ، ريماكتان)
  • ريفابنتين (بريفتين)

يمكن أن تؤذي هذه الأدوية الكبد، لذلك يجب أن يعرف الأشخاص الذين يستهلكون أدوية السل على معرفة بأعراض إصابة الكبد، مثل:

  • فقدان الشهية
  • البول الداكن
  • حمى تدوم أكثر من ثلاثة أيام
  • الغثيان أو القيء غير المبرر
  • اليرقان أو اصفرار الجلد
  • وجع بطن

أستشر طبيبك فورا إذا تعرضت لأيًا من هذه الأعراض حيث يجب عليك أيضًا اختبار وظائف الكبد من خلال تحاليل الدم المتكررة أثناء استخدام هذه الأدوية الموصوفة.

ما هي النظرة المستقبلية لمرض السل؟

يمكن أن يكون الشفاء من مرض السل ناجحًا، ذلك لأن الشخص يستخدم كل الأدوية حسب التعليمات ولديه إمكانية الحصول على الرعاية الطبية السليمة

إذا كان المصاب لديه أمراض أخرى، فقد يكون من المعقد الشفاء من مرض السل النشط. على سبيل المثال، يؤذي فيروس نقص المناعة البشرية جهاز المناعة ويقلل قدرة الجسم على مقاومة السل والأمراض المعدية الأخرى.

يمكن أن ينتج عن العدوى والأمراض والحالات الصحية الأخرى إلى جعل عدوى السل أكثر صعوبة، وكذلك عدم اخذ الرعاية الطبية الكافية. بالعموم، يؤمن التشخيص والعلاج بوقت باكر، والتكامل مع المضادات الحيوية، أفضل طريقة لعلاج السل.

كيف يمكن الوقاية من مرض السل؟

يأخذ معظم الأناس في المناطق مرتفعة الخطورة حول انحاء العالم لقاحات السل وهم أطفال بشكل رئيسي. ويسمى اللقاح اسم (Bacillus Calmette-Guerin أو BCG) وهو يقي فقط من بعض سلالات السل. ولا ينتشر إعطاء اللقاح بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية.

لا يؤدي وجود بكتيريا السل الى أنك ستشكو من أعراض داء السل النشط. إذا كنت قد اصبت بالعدوى ولم تبدو عليك الأعراض، فغالبا أنك مصاب بالسل الكامن. كما وقد ينصح طبيبك بفترة أقصر من مضادات حيوية لتقييدها من التطور إلى مرض السل من النوع النشط. تضم الأدوية المنتشرة لمرض السل الكامن أيزونيازيد، وريفامبين، وريفابنتين، والتي قد تطر إلى استخدام لفترة ثلاثة إلى تسعة أشهر، حسب الأدوية والتركيبات المستعملة.

كما ويجب على الافراد الذين تم معرفة إصابتهم بالسل النشط الابتعاد عن الازدحام حتى لا تنتشر العدوى. ووفقًا لـ WHOTrusted Source، يمكن للناس المصابين بالسل النشط نقل العدوى من 12 إلى 15 شخصًا من خلال التماس الوثيق سنويًا إذا لم يقوموا بالاحتياطات اللازمة.

كما عليهم أن يلبسوا الأشخاص المصابون بالسل من النوع النشط أيضًا قناعًا وقائيا، يُسمى باسم جهاز التنفس الصناعي، لوقف جزيئات السل من الانتشار عبر الهواء.

كما ومن الأحسن أن يبتعد الشخص المصاب بمرض السل من النوع النشط الاحتكاك بالآخرين والاستمرار في ارتداء القناع او الكمامة إلى أن يقول الطبيب بخلاف ذلك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله