علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال

التهاب اللوزتين هو عبارةٌ عن التهابٍ في غدد ليمفاوية حلقية وأنسجةً تقع على جانبي الجزء الخلفي للحلق.

إن للوزتين دورٌ وعملٌ في دعم جهازنا المناعية الذي يحمي جسمنا من الأمراض ومسببات العدوى التي تدخل إلى جسمنا عن طريق الغذاء الملوث عن طريق الفم، ويتم الدفاع عن جسمنا من خلال إنتاج أعدادٍ كبيرةٍ من الخلايا الدموية البيضاء التي تهاجم الأجسام الغريبة والجراثيم المسببة للعدوى والالتهابات والفيروسات المسببة للأمراض.

التهاب اللوزتين هو من الأمراض التي تسبب أعلى معدلٍ لزيارات الأطفال إلى عيادات الطبيب، وذلك لأن جهاز الأطفال المناعي لا يزال ضعيفًا وغير قادرٍ بعد على التكيف والقضاء على الأنواع المختلفة من البكتريا والفيروسات الممرضة، وتكون اللوزتين أولى أعضاء الجسم التي تصاب بالالتهاب عند الأطفال نظرًا لقربهما من الفم الذي تدخل من خلاله المواد الغريبة الضارة عن طريق الطعام.

راجع أيضًا الالتهاب الرئوي عند الأطفال والبالغين

هل التهاب اللوزتين عند الأطفال خطير؟

في أغلب الحالات، يعتبر التهاب اللوزتين عند الأطفال من الأمراض البسيطة وغير الخطيرة والتي تشفى من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى زيارة العيادات الطبية أو أخذا الأدوية لمكافحة الالتهاب. حيث تختفي الأعراض خلال الأيام الثلاثة الأولى بنسبة أربعين في المئة وتصل نسبة اختفاء المرض في اليوم السابع بعد الإصابة حوالي خمسة وثمانون في المئة.

لكن ينبغي أن يكون الأهل متيقظين إلى أن الالتهابات التي تصيب الحلق عند الأطفال الذين تجاوزوا العامين من العمر والناتجة عن البكتريا العقدية يمكن أن تتطور وتزداد تعقيدًا مما قد يسبب إصابة الطفل بما يعرف بالحمى الروماتيزمية. لكن لا تقلقوا كثيرًا فهذه الحالة لا تتطور وتصيب الأطفال الصغار إلى عند ترك التهاب الحلق بدون علاج لفترةٍ طويلة، وهذا يؤكد أهمية علاج المشكلة المبكر بسرعة عند ملاحظة الأعراض التي تشير إلى هذه الحالة وعدم الانتظار كي تشفى من تلقاء نفسها.

أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال

أسباب التهاب اللوزتين كثيرة على عكس اعتقاد البعض بأنها تنتج عن أسبابٍ بكتيرية فقط وهذه الأسباب نلخصها كما يلي:

عدوى بكتيرية

وتشكل نسبة ثلاثين في المئة من حالات الإصابة، ومن أشهرها بكتيريا المجموعة ألف بيتا العقدية الحالة للدم.

الفيروسات

ويشكل نسبة أربعين في المئة من الحالات وأشهره فيروس هيموفيلس إنفلونزا.

وهناك بعض الأسباب الأخرى التي تشكل مجتمعةً حوالي الثلاثين في المئة من الحالات وهذه الأسباب هي:

  • الفطريات
  • المهيجات مثل دخان السجائر والسيارات والمواد الكيميائية
  • الأورام التي قد تتشكل في اللوزتين والحلق
  • التهاب الجيوب الأنفية
  • الحساسية
  • الارتداد المريئي: وهي حالة يرتد فيها الطعام من المعدة باتجاه المريء.

أعراض التهاب اللوزتين عند الأطفال

تعتبر الأعراض المميزة لالتهاب اللوزتين واضحةً ومعروفة، وإن معرفة هذه الأعراض وتشخيصها في وقتٍ مبكر تساعد الأهل على تقييم حالة طفلهم والذهاب إلى عيادة الطبيب لعلاجه فور تشخيص الأعراض، وهذا يمكن أن يساعد في تسريع الشفاء وتلافي تطور الأعراض وتعقيداتها التي قد تؤدي إلى الحمى الروماتيزمية والتي يكون علاجها أكثر تعقيدًا وصعوبةً.

وعلينا أن نعرف قبل التعرف على الأعراض أن مرض التهاب اللوزتين عند الأطفال هو من الأمراض المعدية بسهولة، فالمسببات لهذا المرض يمكن أن تنتقل من شخصٍ لأخر ببساطة عن طريق الفم والمخاط وأو حتى العطاس والسعال، لذا ينبغي أن نبعد الطفل المصاب عن أقرانه الصغار تجنبًا لنقل العدوى إليهم، كما علينا تجنب تقبيل الطفل من فمه حتى يشفى ورمي المناديل التي تحتوي على سوائل العطاس والسعال بعيدًا لمنع خطر العدوى.

ويتميز مرض التهاب اللوزتين عند الأطفال بالعديد من الأعراض الواضحة والمعروفة وهي:

  • الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الطفل المصاب
  • تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة نتيجة التهابها
  • الشعور بالألم والصعوبة في بلع الطعام أو شرب السوائل أو حتى بلع اللعاب
  • خروج رائحة كريهة من الفم ناتجة عن الالتهابات
  • القشعريرة
  • الشعور بالألم في أذن واحدة أو في كلتا الأذنين
  • الصداع أو ألم في الرأس
  • تصلب الرقبة
  • الإعياء والتقيؤ
  • صعوبة في التنفس والشخير
  • تظهر اللوزتين منتفختين باللون الأحمر كما قد تظهر بقع بيضاء أو صفراء عليها
  • تغير في الصوت وبحة
  • فقدان الشهية إلى الطعام (غالبًا بسبب الألم خلال البلع)

لا تقلقوا، فعند ملاحظة هذه الأعراض يجب على الأهل فورًا أن يزوروا عيادة طبيب الأطفال لعلاج الحالة أو استبعاد أية أسباب أخرى قد تسبب هذه الأعراض.

تشخيص وعلاج التهاب اللوزتين عند الأطفال

التشخيص

عندما يتم تشخيص إصابة الطفل بالتهاب اللوزتين (وذلك من خلال الاختبارات التي يرى فيها الطبيب حلق الطفل) يبدأ الطبيب في البداية بتحديد السبب الكامن الذي أدى إلى حدوث هذا الالتهاب، فيمكن أن يكون السبب بكتيريا أو فيروس أو فطريات أو حتى مواد كيميائية أو أبخرة (راجع أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال في الأعلى).

واعتمادًا على السبب الذي أدى إلى الإصابة بالتهاب اللوزتين يتم تقديم العلاج الذي يقضي على هذا السبب.

كيف يتم الكشف عن سبب التهاب اللوزتين عند الأطفال؟

يتم ذلك من خلال عدة طرق منها إجراء اختباراتٍ للكشف عن البكتريا أو أخذ مسحة لأنسجة الحلق وتحليلها بحثًا عن السبب.

العلاج

يعتمد العلاج اعتمادًا كليًا على السبب الذي أدى إلى حدوث هذا الالتهاب. فبعد تحديد السبب يقوم الطبيب بعلاج الحالة كما يلي:

في حالة كان الالتهاب ناتجًا عند عدوى فيروسية، فإن الجسم سيكون على الأغلب قادرًا على مقاومة المرض والتخلص من الفيروسات خلال عدة أيام، لذلك فإن الطبيب هنا قد لا يعطي الطفل أي دواء للعلاج، لكن في بعض الحالات يمكن إعطاء الطفل بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض ريثما يزول المرض، ومن هذه الأدوية مضادات السعال وخافضات الحرارة وفي بعض الأحيان مسكنات الألم.

في حالة كان الالتهاب ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فإن الطبيب سيصف على الأغلب نوعًا من المضادات الحيوية التي تساعد الجسم في القضاء على البكتريا، وفي أغلب الأحيان يمكن أن يستمر الطفل في أخذ الدواء لمدةٍ تصل إلى عشرة أيام. ويمكن في بعض الحالات يمكن إعطاء الطفل بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض ريثما يزول المرض، ومن هذه الأدوية مضادات السعال وخافضات الحرارة وفي بعض الأحيان مسكنات الألم.

استئصال اللوزتين

متى يحتاج الطفل إلى إجراء عملية استئصال اللوزتين؟

في أغلب الحالات، لا يقوم الطبيب بإجراء عمل جراحي لاستئصال اللوزتين، ويعمل الطبيب على كافة العلاجات التي يمكن أن تنقذ هاتين اللوزتين، في تساعد الجهاز المناعي في حماية الجسم من الأمراض. لكن في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى العمل الجراحي لاستئصال اللوزتين في حال:

  • استمرار الالتهاب أو تكراره عدة مرات خلال عام واحد
  • زيادة حجم اللوزتين وتضخمها مما يصعب عملية التنفس
  • دخول اللوزتين إلى مجرى الطعام
  • تأثير التهاب اللوزتين على قدرة الطفل على النطق والكلام أو تغيير صوته
  • تضخم الغدد اللمفاوية في أسفل الذقن

علاجات طبيعية تكمل علاج التهاب اللوزتين

نود التنبيه إلى ضرورة أخذ الطفل المصاب إلى الطبيب فور ملاحظة الأعراض وعدم الانتظار أبدًا، فبعض الآباء يسعون إلى علاج أبنائهم بطرق طبيعية قد يجدونها على الإنترنت، وهذا خطأ كبير، فما من علاجاتٍ طبيعية لهذه الحالة، لكن هناك بعض الطرق التي يمكنها أن تكمل وتساند العلاج الطبي وتسرع من عملية الشفاء، ومن بين هذه الطرق:

ملاحظة: لا يجب سوى استخدام طريقة واحدة من الطرق الموضحة أدناه (لا تجمع بين طريقتين أو أكثر فهذا لن يساعد في تسريع الشفاء).

الغرغرة بالماء والملح

يعتبر من أقدم العلاجات وأكثرها فاعليةً في علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال والكبار، حيث أن الملح معروفٌ بقدرته في تقليل التورم وتخفيف الألم، كما أنه يعمل كمطهرٍ للحلق،

كل ما يجب القيام به هو إذابة القليل من الملح في الماء والغرغرة بهذا المحلول الملحي يوميًا لمدة ثلاث أيام فهذا سيساعد على العلاج وتخفيف الأعراض.

خل التفاح

وهو من أكثر أنواع الخل الحامضي الذي يستخدم في قتل الميكروبات وعلاج الالتهابات ومنها التهاب اللوزتين،

فقط علينا مزج عدة قطرات من خل التفاح في كوب من الماء الدافئ وشرب المزيج مرة واحدة يوميًا.

العسل والليمون

تبين عن طريق التجربة أن الليمون لديه القدرة على مساندة علاج التهاب اللوزتين بسبب غناه بفيتامين C الذي يعمل على تقوية قدرات جهاز المناعة في الجسم، كما أنه غنيٌ بمضادات الأكسدة التي تساعد بدورها على مكافحة الالتهاب بكفاءةٍ عاليةٍ.

أم العسل، فهو يملك خصائص معروفة مضادةٍ للالتهاب، لذلك فإن مزج العسل والليمون يعتبر من أفضل مكملات علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال والكبار.

كل ما علينا فعله هو عصر ليمونةٍ كاملةٍ ومزجها بكوب من الماء الدافئ ونضيف إليها ملعقة من العسل، ونجعل الطفل يشرب المزيج مرة واحدة يوميًا حتى يشفى من الالتهاب.

الحلبة

تعتبر الحلبة من المضادات الحيوية الطبيعية الممتازة ويمكن استخدامها لعلاج التهاب اللوزتين.

تغلى بذور الحلبة في الماء ثم يصفى السائل المغلي ويستخدم الغرغرة مرة واحدة يوميًا حتى يتحسن الطفل.

الكركم والحليب

الحليب هو من العلاجات الفعالة للكثير من الأمراض، فهو يقوي دفاعات الجسم ويعمل كمضاد للالتهابات، كما أنه غني بالعناصر المغذية للأطفال، فيما يعتبر الكركم مضادًا حيويًا طبيعيًا ومضاد اكسده، لذا فإن مزج المكونين معًا يفيد في التخلص من الالتهاب.

قم بمزج مقدار ملعقة صغيرة من الكركم في كوب من الحليب الدافئ وأجعل الطفل يشربه يوميًا مرة واحدة حتى يشفى من الالتهاب.

الزنجبيل

يعتبر الزنجبيل أفضل علاجٍ لالتهاب اللوزتين، فهو يحوي على خصائص مضادة للالتهاب بصورة فعالةٍ جدًا، وهناك الكثير من الطرق لاستخدام الزنجبيل كعلاج، ولكن أفضلها هو استخدام جذور الزنجبيل من خلال غليها في الماء وشرب السائل المغلي كالشاي.

الجزر

يعتبر الجذر من المضادات القوية للسموم في الجسم، وفي حالة التهاب اللوزتين فإن السموم تنتشر في الجسم، وعندها يكون الجزر مثاليا لعلاج الالتهاب.

ببساطة أجعل الطفل يتناول الجزر كما يشاء ويمكن تحضير عصير الجزر مع البرتقال فهو مغذٍ ولذيذ.

راجع أيضًا فوائد عصير التفاح والجزر والشوندر المشروب المعجزة!

البنجر

ثمرة البنجر غنية جدًا بالمعادن كالفسفور والحديد والكبريت والبوتاسيوم والنحاس واليود والمنغنيز، وتحتوي أيضًا على كميات كبيرة من حمض الفوليك، وهي فعالة في طرد السموم ومكافحة الالتهاب كونها تحفز الجهاز المناعي، يمكن أن تؤخذ كعصير أو يتم تناولها ضمن النظام الغذائي.

التين

للتين المجفف قدرة على علاج التهاب اللوزتين فهو يخفف من الألم ويساعد في التخلص من الالتهاب،

الملح والفلفل

نضيف القليل من الملح والفلفل الى كوب من الماء الدافئ مع عدة قطرات من عصير الليمون. حيث يساعد شرب هذا المزيج على تقديم راحة فورية من ألم الالتهاب.

يمكن استخدام هذه المكونات لتحضير حساء يحتوي على الليمون والفلفل الأسود والملح وشربه دافئًا.

شاي البابونج

يعرف شاي البابونج بفوائده في علاج مشاكل الجهاز التنفسي ومنها التهاب اللوزتين فهو مضاد التهاب ممتاز ويستحسن شربه يوميًا.

نصائح عند الإصابة بالتهاب اللوزتين

جميع الأطفال الذين يصابون بمرض التهاب اللوزتين هم ي حاجةٍ إلى الرعاية، وأفضل طرق الرعاية هذه هي جعل الطفل يرتاح ودعوته إلى تناول طعامٍ صحي ومغذٍ النقاط التالية:

  • يجب توفير السوائل والأطعمة اللينة إذا كان الطفل يشعر بصعوبة بالبلع مثل الحساء والحليب والعصائر وغيرها.
  • يجب الانتباه من أن الطفل يشرب ما يكفي من السوائل.
  • التأكد من أن الطفل يحصل على قسطٍ كلفٍ من النوم والراحة.
  • ترطيب الهواء المحيط بالطفل باستخدام مرطبات الجو الطبيعية (اسأل الطبيب أو الصيدلي عن أفضلها).
  • تجنب تناول وشرب المشروبات الساخنة جدًا والمشروبات الغازية.
  • الابتعاد عن الأطعمة الحمضية جدًا أو الحارة مثل الصلصات الحارة واللبن والقشدة الحامضة والأطعمة المقلية، لأنها تزيد من تهيج اللوزتين ويمكن أن تسبب المزيد من الألم والالتهاب.
  • تسجيل ومراقبة درجة حرارة الطفل بشكلٍ دوري.
  • عدم إعطاء الأسبرين أو أي منتج يحتوي على الأسبرين.
  • تجنبا لعدم انتقال العدوى للأخرين يفضل فصل أدوات ومعدات الطفل المصاب عن أدوات الأخرين.
  • الانتباه لنظافة الطفل وغسل يديه بالماء والصابون منعًا لانتقال العدوى.
  • ننصح بالغرغرة بالماء والملح لعدة مراتٍ يوميًا.

وصفات منزلية تساعد في تخفيف أعراض التهاب اللوزتين

توجد عدة وصفات بسيطة من الممكن أن تساعد الطفل على تخفيف ألم التهاب اللوزتين ومن هذه الوصفات: (جرب وصفة واحدة فقط)

  • نقوم بغلي الحليب مع قليل من الفلفل الكركم ثم نجعل الطفل يشرب الحليب قبل النوم ونكرر ذلك لثلاث ليالٍ متتالية.
  • يجب شرب عصير الجزر أو الشمندر أو الخيار يوميًا لأن هذه العصائر مهمة لتقوية الجهاز المناعي في الجسم ومحاربة العدوى.
  • الحلبة المغلية لمدة نصف ساعة في الماء واستعمال الماء للغرغرة لاحتوائها على خصائص مضادة للجراثيم.
  • شاي البابونج والعسل والليمون حيث تعمل هذه الوصفة على الارتخاء وتقلل من التوتر والقلق بسبب الالتهاب بالإضافة الى علاج الأعراض الظاهرة.

طرق الوقاية من التهاب اللوزتين عند الأطفال

كيف يمكن أن أمنع إصابة طفلي بالتهاب اللوزتين؟

بشكلٍ عام يمكن منع الإصابة بالتهاب اللوزتين عند الصغار والكبار من خلال المحافظة على قوة الجهاز المناعي وذلك بتناول الطعام الصحي والمغذي والمحافظة على نظافة الجسم بشكلٍ عام والمواظبة على غسل اليدين خاصةً قبل تناول الطعام.

أيضًا يجب أن يكون الطفل بعيدًا عن أي شخصٍ مصاب وعدم استخدام أدواته والحرص على الالتزام بقواعد النظافة في المدرسة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله