علاج الاكتئاب بدون أدوية

على الرغم من معاناة أكثر الملايين من الناس حول العالم من الاكتئاب كل عام، إلا أن القليلين فقط هم من يشخصونه جيدًا ويتلقون العلاج الضروري، وتكمن أهمية العلاج في أنه يمكن أن يشكل حلًا في حال كان الاكتئاب شديدًا.

فإذا كنت تعاني من الاكتئاب الشديد فإن هذه المقالة لن تفيدك إطلاقًا لأن حالتك تتطلب إدارتها من قبل الطبيب النفسي، لكن في حالة كنت تعاني من اكتئابٍ خفيف أو معتدل ولا تراودك أفكارٌ بإيذاء نفسك أو الأخرين أو حتى الانتحار، فلا بأس من تجربة بعض العلاجات الطبيعية وإجراء تغييراتٍ في نمط حياتك من أجل تخفيف العلاج، لكننا ننصح في جميع الحالات باستشارة الطبيب النفسي أولًا.

علاج الاكتئاب بدون أدوية

ما هو سبب الاكتئاب؟

السبب راء حدوث الاكتئاب يفسر غالبًا بنظرية السيروتونين (التي تنص على أن الاكتئاب ناجمٌ عن عدم توازن السيروتونين وغيرها من الناقلات العصبية في الدماغ) وهو السبب الأكثر شيوعًا لاستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن لم يثبت ذلك حتى الأن.

وقد خلصت الأبحاث إلى أن هناك القليل من الأدلة أن اس اس اراي (مجموعة من مضادات الاكتئاب التي تشمل بروزاك وباكسيل وزولوفت وغيرها) ليس لها أي فائدة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف أو المعتدل.

بعض مضادات الاكتئاب في الواقع تزيد من خطر الأفكار العنيفة والسلوك بما في ذلك الانتحار. كم ترتبط الأدوية المضادة للاكتئاب أيضًا بالآثار الجانبية مثل السكري واختلال وظائف جهاز المناعة وهشاشة العظام والسكتة الدماغية والموت.

الاكتئاب الطبيعي (الخفيف والمعتدل بدون سلوكيات عنيفة أو أفكار انتحارية) ينطوي علاجه على تدابير لمعالجة المشاعر السلبية وتحسين نمط التغذية (بما في ذلك التأكد من أن استهلاك مصادر جيدة لأحماض أوميجا 3 الدهنية) وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتحسين مستويات فيتامين D الخاص بك.

الأدوية لعلاج الاكتئاب

كل عام، يتم إصدار 230 وصفة طبية لمضادات الاكتئاب، مما يجعلها الأدوية الأكثر التي توصف في الولايات المتحدة فقط. إن صناعة الأدوية النفسية بحد ذاتها صناعة تقدر بـ 330 مليار دولار أمريكي، وهي ليست سيئة لشركة لا تقدم الكثير من حيث العلاج.

وعلى الرغم من كل هذه الوصفات، فإن أكثر من شخص واحد من كل 20 شخصًا في الولايات المتحدة يعانون من الاكتئاب، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

يقول 80٪ من هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب إنهم يعانون من ضعف وظيفي، ويقول 27٪ إن حالتهم تجعل من الصعب للغاية عليهم أداء مهامهم اليومية مثل العمل وأنشطة الحياة اليومية والتوافق مع الآخرين.

وتضاعف استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب – استجابة الدواء للاكتئاب – في عقد واحد فقط ، من 13.3 مليون في عام 1996 إلى 27 مليون في عام 2005.

والسؤال هنا: إذا تم وصف كل هذه الأدوية على نطاق واسع، فلماذا كثير من الناس يعانون من الاكتئاب؟

الإجابة بكل تأكيد، لأنها لا تعالج السبب الرئيسي.

للأسف، أكدت الأبحاث أن الأدوية المضادة للاكتئاب ليست أكثر فعالية من حبوب السكر. وقد وجدت بعض الدراسات حتى أن حبوب السكر يمكن أن تنتج نتائج أفضل من مضادات الاكتئاب!

شخصيًا، أعتقد أن سبب هذا الاستنتاج المدهش هو أن كلا الحبتين تعملان من خلال تأثير الدواء الوهمي، لكن حبوب السكر تولد آثارًا سلبية أقل.

كثير من الناس ينسون أن مضادات الاكتئاب مصحوبة بسلسلة من الآثار الجانبية، وبعضها مميت. في الولايات المتحدة، يحاول حوالي 750،000 شخص الانتحار كل عام ونجح حوالي 30،000 منهم في النجاح.

إن تناول دواء من غير المرجح أن يخفف من أعراضك ويمكن أن يزيد من خطر الانتحار بشكلٍ واضح لا يبدو أنه خيار جيد.

أيضًا، نظرا لأن معظم تركيز العلاج على الأدوية، يتم تجاهل العديد من خيارات العلاج الآمنة والطبيعية التي تعمل بشكلٍ كامل. فلا عجب لماذا مازال كثير من الناس يعانون من هذا المرض.

يجب تشخيص الاكتئاب بشكلٍ صحيح

للأسف، لا يتم تشخيص حوالي ثلثي حالات الاكتئاب. الاكتئاب غير المعالج هو السبب الرئيسي للانتحار، وهو دليل محزن على عدم دراية وخبرة معظم الأطباء.

الأدلة التشخيصية المنصوص عليها هي مؤشرات أنك أو أحد أفراد أسرتك قد يعاني من هذا المرض.

الاكتئاب هو أكثر بكثير من الشعور بالحزن العرضي

تُعرف سلسلة من المعايير التشخيصية المستخدمة لتقييم الاكتئاب باسم “SIGECAPS”، والتي تعني النوم والشعور بالذنب وانخفاض الطاقة والتركيز والشهية والسيكولوجية النفسية والرغبة في الانتحار. إذا كان هناك أربعة أو أكثر من هذه الحالات مصدر قلق، فأنت بالتأكيد تعاني من الاكتئاب الحاد.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة الأعراض بالإضافة إلى تقلبات المزاج وكذلك النظر في المعلومات ذات الصلة من العائلة والأصدقاء.

إذا شعرت بالاكتئاب لمدة أسبوعين أو أكثر وفقدت الاهتمام بالأنشطة التي استمتعت بها في وقت ما، أدعوك إلى التفكير في خيارات العلاج لعلاج الاكتئاب الذي سأذكره لاحقًا في هذه المقالة، بدلاً من اللجوء الفوري إلى الأدوية التي يحتمل أن تكون خطرة.

أدلة حول الانتحار، متى يجب أن تقلق

معظم محاولات الانتحار هي تعبير عن الألم الشديد وليس حاجة إلى الاهتمام. يحتاج الشخص الذي لديه أفكار انتحارية على الفور إلى مساعدة مهنية.

إذا كنت تعرف شخصًا لديه أفكار انتحارية، فلا تتركه بمفرده.

ساعد الشخص على طلب المساعدة الفورية من الطبيب أو أقرب غرفة طوارئ في المستشفى. وامنعه من الوصول إلى الأسلحة النارية أو غيرها من الأشياء المساعدة في الانتحار، بما في ذلك الوصول إلى الأدوية.

علامات الرغبة في الانتحار

بالإضافة إلى الإدلاء بتعليقات مباشرة أو غير مباشرة حول عدم الرغبة في العيش لفترة أطول، فإن بعض العلامات التي تشير إلى احتمال تعرض شخص ما لخطر إيذاء النفس:

  • الحصول على سلاح
  • تجميع الأدوية
  • الظهور بدون خطط للمستقبل
  • اتخاذ الاستعدادات النهائية
  • التخلي عن المتعلقات الشخصية
  • التحقق من وثائق التأمين
  • عزل النفس من الناس

يكون خطر الانتحار أكبر إذا كنت قد تعرضت مؤخرًا لأي من حالات الحياة المجهدة للغاية (هذه بالتأكيد ليست قائمة شاملة):

  • فقدان علاقة مهمة أو وفاة أحد أفراد الأسرة
  • تشخيص مرض عضال
  • فقدان الأمن المالي أو مصدر الدخل
  • فقدان المنزل أو العمل
  • الإساءة أو الاغتصاب أو أي صدمة نفسية خطيرة أخرى

في بعض الأحيان يطور لدى الناس أفكارًا انتحارية مع زيادة مستويات الاكتئاب، وهذا هو السبب في أن الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تزيد من خطر الانتحار.

أحد أسباب ذلك هو أنه مع زيادة الخمول (وهو أمر شائع في حالة الاكتئاب)، قد يجد المريض المزيد من أسباب الانتحار. سبب آخر محتمل هو أنك قد تشعر بمزيد من التحكم، وبالتالي، في سلام مع وضعك بمجرد اتخاذ قرار لإنهاء حياتك الخاصة.

من المهم أن تضع في اعتبارك أن المريض قد يبدو بخير، ولكنه الواقع أكثر عرضة للخطر.

تذكر أن هذه مجرد إرشادات عامة، والحدس الخاص بك هو عادة أفضل مؤشر على أن شخصًا تحبه حقًا في خطر.

إذا كنت تشعر باليأس أو لديك أفكار انتحارية، فأخبر أصدقائك والعائلة وأذهب معهم الطبيب النفسي أو أقرب مستشفى للطب النفسي وأذكر كل ما يحصل معك، وتذكر أن هذه الأفكار هي حالة يعاني منها ملايين الأشخاص وأنها يمكن أن تعالج وتعود إلى حياتك الطبيعية.

لماذا الأدوية المضادة للاكتئاب لا تعمل

في كل مرة تصل فيها دراسة جديدة عن فعالية مضادات الاكتئاب إلى وسائل الإعلام، نرى أن مضادات الاكتئاب تغرق في عمق الهاوية.

خلصت دراسةٌ أجريت مؤخرًا يناير 2010 أن هناك القليل من الأدلة أن اس اس اراي (مجموعة من مضادات الاكتئاب التي تشمل بروزاك وباكسيل وزولوفت وغيرها) لا تقدم فائدة تذكر للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف أو المعتدل، وهي لا تعمل بشكلٍ أفضل من العلاج الوهمي.

ويذكر باحثون من مدرسة فاينبيرج ميكسينا في جامعة نورث وسترن استنتاجين رئيسيين:

  1. الأدوية المضادة للاكتئاب لم تخترع للاكتئاب. واستخدمها الباحثون في الماضي لمعالجة سلوك الحيوانات الشديد، ثم خلص أن الأدوية ستكون “مضادات الاكتئاب جيدة”.

لكن التوتر المزمن لا يولد نفس التغيرات الجزيئية مثل الاكتئاب، لذا فإن الفرضية غير صحيحة.

لذا تم تصميم مضادات الاكتئاب لعلاج التوتر بدلًا من الاكتئاب، وهو أحد أسباب عدم فعاليتها.

  1. قد لا يؤدي عدم توازن الناقلات العصبية في الدماغ إلى ظهور أعراض اكتئابية بالطريقة التي كانت معروفة بها دائمًا. بدلًا من ذلك، يبدو أن الأحداث البيوكيميائية التي تسبب الاكتئاب تبدأ في تطوير وعمل الخلايا العصبية.

وهذا يعني أن مضادات الاكتئاب تركز على تأثير الاكتئاب وتغفل السبب تمامًا … وهذا سبب آخر لعدم كفاءتها عند معظم الناس.

للأسف، يأمل الباحثين في فتح طرق جديدة لتطوير مضادات الاكتئاب الجديدة.

طريقة علاج الاكتئاب بدون أدوية

هناك 6 استراتيجيات مهمة يجب مراعاتها إذا كنت تعاني من الاكتئاب. هذه الاستراتيجيات لها آثار إيجابية وهي رخيصة بشكل عام للتنفيذ.

1. التطهير العاطفي

من المناسب أن تفكر في الاكتئاب كعلامة على أن جسمك وحياتك غير متوازنة، بدلًا من كونه مرضًا. ما عليك القيام به هو استعادة حياتك.

واحدة من الطرق الرئيسية للقيام بذلك تشمل مكافحة المشاعر السلبية التي قد تكون محاصرة تحت مستوى الوعي الخاص بك. طريقتي المفضلة للتطهير العاطفي هي تقنية الحرية النفسية (EFT)، وهو شكل من أشكال العلاج بالضغط النفسي.

إذا كنت تعاني من الاكتئاب الحاد، فمن الأفضل استشارة طبيب مختص في الصحة العقلية.

هناك أيضًا طرق أخرى فعالة لإدارة التوتر التي يمكنك تجربتها، مثل التأمل أو الكتابة أو تمارين التنفس أو اليوغا أو مشاركة مشاعرك مع صديق مقرب.

جرّب مجموعة من الأساليب ثم اختر الأساليب الأكثر إفادة لك.

2. ممارسة الرياضة بانتظام

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي واحدة من “الأسلحة السرية” للتغلب على الكآبة. وهو يعمل من خلال مساعدتك على تطبيع مستويات الإنسولين مع زيادة الهرمونات في دماغك التي تجعلك تشعر “بالراحة”.

وكما يقول الدكتور جيمس س جوردون، الحاصل على الدكتوراه في الطب، وهو خبير ذو شهرة عالمية في علاج الاكتئاب:

“ما نجده في البحث عن فائدة ممارسة الرياضة البدنية هو أن التمارين الرياضية على الأقل جيدة مثل مضادات الاكتئاب من حيث مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب … ممارسة الرياضة البدنية تغير مستوى السيروتونين في الدماغ. وتزيد من مستويات الاندورفين وهو من الهرمونات التي تجعلك تشعر بالراحة”.

وأيضًا يمكن أن تزيد التمارين من عدد الخلايا في دماغك في منطقة الدماغ المسماة الحصين hippocampus.

يمكنك في الواقع تغيير دماغك من خلال ممارسة الرياضة. لذلك يجب أن تكون جزءًا من علاج كل الناس، وخطة الجميع بشكلٍ عام.

3. تحسين نظامك الغذائي

عامل آخر لا ينبغي تجاهله هو التغذية. للأغذية تأثير كبير على جسمك ودماغك، كما أن تناول أطعمة كاملة سوف يدعم صحتك العقلية والجسدية أكثر من تتوقع بكثير.

تجنب السكر (خاصة الفركتوز)، وهو جانب آخر مهم في الاكتئاب. السكر يسبب التهابًا مزمنًا، وهو الشيء الذي يغير وظائف المناعة الطبيعية في جسمك ويمكن أن يدمر الدماغ.

كما يحد السكر من هرمون النمو الأساسي الذي يطلق عليه BDNF (العامل العصبي المشتق من الدماغ)، والذي يشجع الخلايا العصبية السليمة في الدماغ ويلعب دورًا حيويًا في الذاكرة.

4. تناول مكملات أحماض أوميجا 3 الدهنية

أنا أوصي بأخذ كمية عالية الجودة من أوميجا 3 من مصادر حيوانية، مثل زيت الكريل. قد تكون هذه هي المغذيات الأكثر أهمية لوظائف الدماغ المثلى، والتي تمنع الاكتئاب.

DHA هو أحد الأحماض الدهنية أوميجا 3 الموجودة في الأسماك وزيت الكريل، ويعتمد عقلك بشكل كبير عليه. وقد تم ربط انخفاض مستويات DHA بالاكتئاب وفقدان الذاكرة والشيزوفرينيا ومرض الزهايمر.

5. دع الشمس تعطيك فيتامين D

هل سبق لك أن لاحظت كيف تبدو حالتك المزاجية جيدة عند الخروج تحت أشعة الشمس؟ حسنًا، تبين أن التعرض لأشعة الشمس بطريقة آمنة، لدرجة أن جسمك ينتج فيتامين د يعتبر مثاليًا لمزاجك.

حتى أن إحدى الدراسات وجدت أن الأشخاص الذين لديهم مستويات متدنية من فيتامين د كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل 11 مرة من أولئك الذين حصلوا على فيتامين د كافٍ. يمكنك تحسين مستويات فيتامين د لديك، إما من خلال التعرض لأشعة الشمس أو عن طريق تناول مكملات فيتامين D3 عالية الجودة.

6. فكر مرتين قبل طلب الدواء

كما يقترح ديفيس في مقالته، “فكر مرتين، كن متشككًا وطرح أسئلة حول تشخيص مبسط قدمه لك طبيبك بعد إخبارك لفترة وجيزة لحالتك وبسرعة.

في الواقع، هذه نصيحة جيدة.

من السهل أن تقنع نفسك بأن الحبة قد تخفف من آلامك، خاصة عندما يوصي الطبيب بذلك. الشعور بالاكتئاب ليس لطيفًا، وسيكون مثاليًا التخلص منه في أقرب وقت ممكن. ولكن يجب أن تكون الأدوية دائمًا الخيار الأخير وأن مضادات الاكتئاب ليست استثناء.

هناك طريقة أفضل! لا أنصحك بتعريض نفسك للمخاطر الهائلة التي تسببها هذه العقاقير، خاصةً فيما يتعلق بالفوائد القليلة. كن صبورًا، إذا قمت بتطبيق الاستراتيجيات الصحية المذكورة أعلاه، فأنا أؤكد لك أنه في أقرب وقت ستبدأ بالشعور بالتحسن.

قد يعجبك أيضًا أطعمة تحارب الاكتئاب دليلك الشامل والمفصل

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله