وصفات لعلاج بلغم الأطفال وأسبابه وطرق الوقاية من البلغم

اشكر البلغم المزعج؛ فالبلغم ليس مرضًا، بل وسيلة الجسم للدفاع ضد الأمراض وعوامل الخطر.

من المؤلم شعور الطفل بالاختناق، بسبب وجود كميات كبيرة من البلغم ترافق بعض حالات التهاب الجهاز التنفسي، والزكام، والسعال، كما أن الأمر يكون أكثر ألمًا بالنسبة للأهل، أن يشاهدوا طفلهم يعاني بسبب البلغم الذي يسد طريق تنفسه، مع كل نزلة برد أو سعال تصيبه.

علاج بلغم الأطفال وطرق الوقاية من البلغم

ودائمًا ما يتم السؤال عن كيفية التعامل وعلاج البلغم لدى الأطفال، وكيف يمكن للأهل أن يعملوا على حماية الأطفال من هذا البلغم اللعين، فالأطفال لا يمكن لهم إخراجه كما يمكن للكبار، لذا يكون التنفس أصعب لديهم مع وجود البلغم.

في هذا المقال سوف تجد كل ما تحتاج معرفته فيما يخص البلغم لدى الأطفال وعلاجه، بالإضافة إلى الوقاية منه.

البلغم

هو المخاط الذي ينتج عن الجهاز التنفسي، والخلايا الفم والحلق، ويكون بلون متدرج من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر وفي بعض الحالات قد يحتوي البلغم على دماء فيكون لونه بني أو أحمر، كما يختلف قوامه أيضًا، وهذا الاختلاف يكون بسبب اختلاف قوة الجهاز المناعي.

إن البلغم يعمل على منع وصول الجراثيم والبكتيرية والغبار إلى الجهاز التنفسي، فتعلق مثل هذه الأشياء به، وبذلك يحمي الجسم من عوامل الخطر والمرض.

إن إفراز البلغم يتم عند جميع الأشخاص وفي مختلف الأعمار، ويزداد بشكل كبير عند إصابتهم بنزلات البرد أو التهاب الحلق أو القصبات الهوائية، فمن خلال هذا البلغم ذو الكميات الكبيرة، يدافع الجسم عن نفسه.

الأسباب التي تسبب البلغم لدى الأطفال

عديدة هي الأسباب التي تؤدي إلى بلغم الأطفال، وخاصة أن الجهاز التنفسي لديهم صغير، ومع عدم قدرتهم على التعامل مع البلغم، وفيما يلي قائمة بأكثر الأشياء التي قد تكون السبب في بلغم الأطفال، المزعج:

الزكام والبرد وأنفلونزا:

المخاط أو البلغم من الأعراض المرافقة لأمراض الجهاز التنفسي، من زكام ونزلات برد، وتكون زيادة كمية هذا المخاط أو البلغم بشكل ملحوظ في مثل هذه الحالات؛ لأن الجسم يعمل على الدفاع عن نفسه، فيكون البلغم بمثابة استجابة للجهاز المناعي ضد الفيروسات والبكتيرية.

يكون لون البلغم في هذه الحالة في درجات الأصفر إلى اللون الأخضر، كما يمكن أن يكون بقوام أثخن من المعتاد.

إن البلغم في هذه الحالة شائع جدًا لدى الأطفال؛ فهم بالمتوسط يتعرضون لنزلات البرد والزكام من 6 – 10 مرات في العام.

الحساسية في بعض فصول العام:

يمكن أن يعاني بعض الأطفال من الحساسية في بعض فصول العام (الموسمية)، وتكون بسبب التغيرات في الطقس، أو حبوب الطلع التي تتطاير في الجو، أو بسبب الغبار، وتنتشر هذه الحساسية وتزداد في فصلي الربيع والخريف، وتظهر أعراض هذه الحساسية بما يلي:

  • العطاس.
  • السعال.
  • احمرار في العيون.
  • حكة في الأنف والعيون.
  • مخاط في الحلق.

بعض الأطعمة:

بعض الأطعمة تعمل على زيادة كمية المخاط التي يتم إفرازها، فأغلب هذه الأنواع التي تؤدي إلى مثل تلك المشكلة تحتوي على نوع من جزيئات البروتين (بروتين كازين)، والذي يؤدي إلى مخاط زائد، وهذه قائمة ببعض تلك الأطعمة:

  • الحليب.
  • منتجات الألبان والأجبان والزبدة.
  • الكافيين.
  • السكر.
  • الملح.
  • الشاي؛ وخاصًا الشاي الأسود.
  • فول الصويا.

التعرض لدخان السجائر:

إن تعرض الأطفال إلى دخان السجائر له آثار خطيرة على جسمهم وجهازهم التنفسي، فقد يؤدي ذلك لإصابتهم بالربو، أو قد يستجيب الجهاز المناعي لدخان السجائر بشكل إفراز متزايد من المخاط والبلغم، ما يسبب إزعاج وألم للأطفال.

بعض الأمراض:

يمكن لبعض الأمراض أن تسبب زيادة في كمية البلغم في الحلق، لذا من الممكن أن يترافق البلغم المزعج معها، وفيما يلي أمثلة عن تلك الأمراض:

  • السعال الديكي الشديد.
  • اضطرابات في الحلق.
  • التهاب اللوز.
  • الإصابة بجدري الماء.

الأشياء المهيجة للجهاز التنفسي:

يمكن أن تسبب مهيجات الجهاز التنفسي، استجابة الجسم، وزيادة إفراز البلغم ومن الأمثلة عن تلك المهيجات ما يلي:

  • الغبار.
  • وبر الحيوانات كالقطط والفأران.
  • العطورات القوية.
  • استنشاق البهارات والتوابل القوية والحادة.
  • رائحة العطور المركزة.
  • بعض مواد التنظيف لها القدرة على تهيج الجهاز التنفسي مثل: كلور التنظيف.

علاج بلغم الأطفال

لأن الأطفال غير قادرين على إخراج البلغم، يكون من الواجب علينا البحث عن حل طبيعي يخلصهم من البلغم الذي يسد طريق تنفسهم، وفيما يلي مجموعة من العلاجات الطبيعية الفعالة لتخليص طفلك من البلغم.

العسل:

وفقًا لدراسات علمية بالإضافة إلى تقرير الطبيب المتخصص في علاج الأطفال “ويليام سيزر” وجد أن العسل من أكثر المواد التي تعطي نتائج مذهلة فيما يخص علاج البلغم لدى الجميع وليس الأطفال فحسب، وخاصة العسل ذو اللون الداكن، فهو الأغنى بالمواد المضادة للأكسدة.

لا يجب أن يعطى العسل للأطفال تحت عمر العامين، أو الأطفال الذين يعانون من الحساسية اتجاه العسل، فقد يسبب العسل في مثل هذه الحالة، مشاكل في صحة الطفل، كاستجابة للكائنات الدقيقة الموجودة في العسل.

كما يجب الانتباه إلى كمية العسل التي يتم إعطائها للأطفال حتى لا تسبب زيادة في وزنهم، لذا وكأفضل خيار أن يتم إعطاء الطفل مقدار نصف ملعقة مرة أو مرتين في اليوم.

الحليب مع العسل:

الحليب مع العسل

يعتبر الحليب غني جدًا بالمواد الغذائية الضرورية مثل: فيتامين (دال)، والزنك بالإضافة إلى البروتينات، والعسل يحد من مشاكل الحلق.

  • إلى كوب من الحليب الدافئ تتم إضافة كل مما يلي: العسل، وكمية قليلة من الكركم الناعم المسحوق.
  • خلط المكونات السابقة بشكل جيد.
  • يمكن أن يتناوله الطفل بشكل يومي.
  • في حال كان البلغم كثيف يمكن استبدال الحليب بالماء.

الماء:

لا شيء يمكن أن يضاهي الماء في فوائده وضرورته للجسم، وأما فيما يخص البلغم فإن الماء يعتبر من أفضل المواد التي تساعد في تخليص الحلق من البلغم والمخاط المزعج، كما أن شرب الماء بانتظام يعمل على تخفيف مشاكل الحلق والأنف والمشاكل الناتجة عن الجفاف.

لذا يجب أن تتحدث مع طفلك وتخبره عن أهمية شرب الماء للجسم، يجب أن يعتاد الطفل من عمر صغير على شرب الماء.

كما يجب الابتعاد عن العصائر الغنية بالسكر والمشروبات الغازية التي يحبها الأطفال؛ فلها دور واضح في زيادة البلغم والإزعاج المرافق له.

الفلفل الحار:

الفلفل الحار

على مدى أجيال كان يتم علاج البلغم واحتقان الحلق، بتناول الفلفل الحار، فهو فعال في التخلص من المخاط المزعج.

ويتم ذلك بوضع القليل من الفلفل في ملعقة الطفل، وجعله يتناوله في حال كان من الأطفال المحبين للتوابل، أو بإضافته إلى ملعقة من العسل للحصول على كل الفوائد دفعة واحدة.

لكن هذا العلاج ليس بعلاج مناسب للأطفال الصغار جدًا أو الرضع، كما أنه لا يناسب الأطفال الذين لا يحبون تناول التوابل أو الفلفل الحار.

عصير الليمون:

يعتبر عصير الليمون من أكثر العلاجات شعبية وانتشار، كما أنه من بين العلاجات التي تعطي نتيجة سريعة فيما يخص الحلق والأنف، ويتم ذلك كما يلي:

  • إعطاء الطفل ملعقة من عصير الليمون المركز، ومن دون إضافة السكر إليها كل عدة ساعات، وتناول الماء بعدها، يمكن لذلك أن يساعد في جعل البلغم يختفي ويخف بسرعة.

الليمون الدافئ:

الليمون الدافئ

الليمون الدافئ من أفضل العلاجات الطبيعية للبلغم والزكام والحلق؛ فهو يعتبر من أغنى المواد بفيتامين (سي)، هذا الفيتامين الذي يزيد من قوة الجهاز المناعي، وقدرته على محاربة الأمراض.

ويمكن الحصول على أكبر فائدة ممكنة وفقًا لما يلي:

  • في زجاجة الرضع يتم وضع كمية من الماء الدافئ.
  • إضافة 1 – 2 ملعقة من عصير الليمون.
  • يمكن تحليته طبيعيًا.
  • يجب أن يتناوله الطفل وهو دافئ، وذلك للحصول على أفضل النتائج وأسرعها.

الزنجبيل الدافئ:

إن الزنجبيل يعتبر من المواد التي تزيد من إفراز اللعاب، ما يؤدي إلى مساعدة الطفل فيما يخص البلغم، فيصبح أقل سماكة والتصاق.

  • نحتاج إلى قطعة بحجم صغير من الزنجبيل.
  • يتم طحن الزنجبيل، وإضافته إلى كوب من الماء الذي تم غليه.
  • ترك الزنجبيل في الماء مدة من الزمن حتى ينحل.
  • تصفية الماء من الزنجبيل الناعم.
  • يمكن للطفل أن يتناوله مرتين أو ثلاث مرات يوميًا.

الزيوت العطرية:

يمكن أن يساعد استنشاق الزيوت العطرية في التخلص من الاحتقان ومن إزعاج البلغم، لكن يجب الانتباه إلى اختيار الزيوت العطرية التي لا تسبب الحساسية للأطفال.

يمكن استخدام هذا العلاج من خلال إضافة بضع قطرات من الزيت العطري في قدر البخار الذي يعمل على ترطيب جو الغرفة.

هذا العلاج غير مناسب للأطفال الذين يعانون من الربو.

الرطوبة:

إن لجعل من جو الغرفة التي يوجد الطفل فيها أكثر رطوبة، دور فعال في مساعدته على التخلص من البلغم عن طريق السعال أو العطاس، لذا يجب الانتباه إلى جو الغرفة، وفي حال كان جو الغرفة جاف، يجب وضع قدر من الماء المغلي الذي يتصاعد منه البخار في الغرفة، فيساعد ذلك في تأمين الرطوبة اللازمة.

استنشاق البخار:

استنشاق البخار

إن استنشاق البخار وخاصة بخار الأعشاب المخصصة لعلاج الحلق كالبابونج، له أثر فعال في تخليص طفلك من البلغم الذي يزعجه، وبأسرع وقت ممكن، وذلك كما يلي:

  • في قدر مناسب، يتم غلي كمية من الماء.
  • إضافة أوراق الأعشاب المخصصة لعلاج الزكام والتهاب الحلق إلى الماء المغلي.
  • تعليم طفلك كيف أنه يجب أن يستنشق البخار بعمق.

يجب أخذ الحذر، وعدم ترك طفلك يستنشق البخار وحده، فذلك قد يعرضه لخطر الاحتراق.

زيت الكافور:

يمكن استخدام زيت الكافور في علاج الزكام والتهابات الشعب الهوائية، بالإضافة إلى معظم اضطرابات الجهاز التنفسي، وذلك كما يلي:

  • إضافة بضع قطرات من زيت الكافور إلى كمية قليلة من زيت الزيتون.
  • خلط زيت الكافور مع زيت الزيتون بشكل جيد.
  • تدليك صدر وظهر الطفل بهذا الخليط.

محلول ملحي:

يعتبر محلول الملح في الماء فعال جدًا في التخلص من البلغم، وذلك باستخدامه كما يلي:

  • تتم إضافة ملعقة واحدة من الملح، إلى كوب من الماء.
  • يخلط جيدًا.
  • يجب جعل الطفل يتمضمض بهذا المحلول الملحي.

هذه الوصفة قد لا تناسب الأطفال تحت الـ 3 أعوام من العمر.

طرق الوقاية من بلغم الأطفال:

  • الاهتمام بكمية الماء التي يقوم الطفل بتناولها، فلشرب الماء أثر كبير في تخفيف الاحتقان والوقاية منه، بالإضافة إلى كل الفوائد التي يضمنها الماء للجسم، لذا من المهم تعويد الطفل على شرب الماء بكميات مناسبة.
  • تنظيف أنف الطفل بشكل منتظم ومستمر لمنع تجمع المخاط في الأنف أو الحلق، ما قد يحمي الطفل من إزعاج البلغم الشديد، ويفضل أن يقوم بذلك شخص كبير فالأطفال في الأعمار الصغيرة غير قادرة على تنظيف أنفها بالشكل الصحيح.
  • تناول المشروبات الساخنة والمهدئة للجهاز التنفسي، فهي تتميز بأثر فعال في القضاء على البلغم بشكل شبه نهائي، وسريع.
  • اللعب؛ رغم أن الراحة مهمة جدًا، إلا أن الحركة والنشاط واللعب تعزز قدرة الجسم على محاربة الأمراض.
  • عدم التدخين بالقرب من الطفل، وطلب الابتعاد عن الطفل ممن يدخنون.

الأن يمكنك أن تقول وداعًا للبلغم الذي يزعج طفلك الصغير، ويمكن لطفلك اللعب والنوم والراحة بعيدًا عن الألم الذي كان يعاني منه جراء ابتلاع البلغم.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله