التأثيرات النفسية لعقار الترامادول ذلك القاتل الصامت

يُعتبر مُخدر الترامادول من أخطر العقاقير التي تم تداولها لدى كثير من الدول مُؤخرًا، مما دفع بعضًا من تلك الدول لتجريم تناوله أو بيعه أو التجارة فيه، وبالطبع ستجد في بلدتك أو حتى في الشارع الذي تقطن فيه أحدًا يتناول الترامادول على أقل تقدير، مما دفعني لكتابة تلك المقالة.

السر وراء انتشار ذلك العقار المُخدر بين مثيلاته من العقاقير، هو رخص ثمنه وإمكانية شراء قرص واحد فقط، وأيضًا كثير من المدمنين على ذلك العقار تحولوا مؤخرًا لتجار لبيع نفس العقار، فهو يُدر مكسب كبير وسريع في نفس الوقت وبالطبع في ظل غياب الرقابة القانونية وغياب الضمير أيضًا.

ما هو عقار الترامادول

الترامادول في الأساس هو دواء مسكن يستخدم قبل بعض العمليات الجراحية البسيطة أو بعدها، وبالطبع تحت إشراف طبيب، ويكثر استخدامه لدى مرضى السرطان والأمراض الخبيثة عمومًا، عافانا الله وإياكم من تلك الأمراض، ولكن المشكلة ظهرت بعد أن خرج الترامادول من حيز العيادة إلى حيز الاستخدام الشخصي.

والترامادول له مفعول مقارب جدًا لمخدر الكودايين، فهو يؤثر على نفس مستقبلات المورفين، مما يخفف من الألم كثيرًا، والأطباء يعلمون جيدًا طبيعة الترامادول، فهو يُحظر تناوله لمن يعاني من مشكلات في الكبد، وهو بالفعل قاتل جدًا ولكن ببطيء شديد، مما دفع بعض المتخصصون لتسميته القاتل الصامت.

وهناك أنواع مختلفة من الترامادول لكنها تدور كلها حول نفس المادة الفعالة المسماة الترامادول، فالبعض يسميه الفراولة، والبعض الآخر يسميه التامون، والبعض يسميه بِلونه، فهناك الحبة الحمراء والحبة الخضراء وهكذا، وكل هذه الأنواع بالطبع رخيصة جدًا وتدور في نفس الفلك، ومنتشرة بشكل جنوني.

بالإضافة لبعض الأصناف الأخرى التي تحتوي أيضًا على نفس المادة الفعالة للترامادول ومنها، الرامادول، الكونترمال، التراماكس، التامول، التيدول، الترادول، الترامايدين، بالإضافة إلى الترامال، الزامادول، الكوسدول، الأمادول، وكلها تُعطي نفس التأثير وتؤدي حتمًا للإدمان بالطبع.

ولعل السر الأكبر وراء انتشار عقار الترامادول بين الرجال، هي تلك الأكاذيب والإشاعات حول علاقته الشديدة بالقوة الجنسية، وبالطبع فهذا الموضوع من الشهوات المهمة جدًا لدى الجنسين، ولكن الحقيقة إن تلك العلاقة كاذبة جدًا، وهي للأسف محض وهم، كما سنبين في هذه المقالة.

والبعض يرتكب ما هو أكبر من تناول عقار الترامادول، فبعضهم يقوم بمزجه بالخمور طمعًا في المزيد من القوة الجنسية، مما يزيد الطين بِله ويؤدي لأمراض فتاكة، وتأثيرات عدة على الكُلى والكبد والجهاز التنفسي، والبعض الآخر يدمجه مع الفياجرا قبل اللقاء الجنسي بزوجته، وهذا أيضًا مدمر للجهاز العصبي.

أصناف من يتناولون عقار الترامادول

المُقلد لصديقه وللإعلام

بالطبع التقليد له دور كبير في تعاطي عقار الترامادول، فصديق لك ليس لديه ذمة ولا ضمير يجلس بجانبك ويهول من فوائد وحسنات تلك الحبة المسماة الترامادول، وأنها هي سر سعادته الزوجية وأنها تسوي كذا وتسوي كذا، ولكن الحقيقة أنه يريد أن تصبح مدمن ترامادول مثله.

والإعلام أيضًا مجسدًا في الأفلام الشعبية والمسلسلات، يروج لمثل تلك الأوهام الخاصة بعقار الترامادول، ثم يدعي مخرج العمل أنه كان ينوي الإصلاح بذلك العمل، ويقول انتظروا الحلقة الثلاثين من المسلسل الفلاني بها عقاب لبائع الترامادول، ولكن للأسف هذا يحدث بعد أن تعلم المشاهدين أن الترامادول يؤدي لمزيد من القوة.

الطامح جنسيًا

وهذا هو الأكثر شيوعًا بين الرجال، فالبعض يظن أن الترامادول يزيد من قدرته الجنسية ولكن الحقيقة أن الترامادول لا يؤدي لأي نوع من القوة الجنسية ولكنه يؤدي للأسف لقلة الإحساس وذلك لأنه يَشِل مستقبلات المورفين في المخ، فيُهيأ للمتعاطي أنه ذا فحولة جنسية ولكن الحقيقة عكس ذلك.

الهارب من الواقع

وهذا معلوم للجميع، فالبعض يتخذ من الترامادول وسيلة للهروب من كافة مشكلاته الاقتصادية والصحية والاجتماعية والأسرية، ظنًا منه أن ذلك يحل تلك المشاكل ولكنه للأسف يفيق من غفلته، فيجد نفسه في مشاكل أكثر بكثير من الأول، فيضطر لأن يتناول ذلك العقار مرة أخرى لذلك إدمان الترامادول دائرة مفرغة.

الطمع في القوة العضلية لدى أصحاب المهن التي تحتاج لقوة بدنية

كثير من أصحاب المهن الحرة يظنون، أنهم بفضل الترامادول قد تكون قدرتهم العضلية أفضل وسوف يؤدون عملهم على أكمل وجه، وهنا لدينا مشكلتين، الأولى أنه لو قدر الواحد منهم على العمل بشكل متواصل لمدة عشرون ساعة، ففي المقابل سينام بعدها من يوم إلى يومين من فرط التعب.

والثانية أنه ليس من صميم الرضا أن تعمل بمعدل أعلى من قدراتك، أنت تستطيع العمل بكفاءة لمدة 10 ساعات متواصلة فهذا جيد جدًا، أما أن ترغب في المزيد على حساب صحتك فهذا أمر سيئ للغاية، وستفصل من عملك فورًا، فمن يرضى تعيين شخص يتعاطى المخدرات في مؤسسته.

البعيد عن الله عز وجل

وبالطبع كل الفئات السابقة التي ذكرناها بعيدة عن الله عز وجل بدرجات مختلفة، ولكن هناك فئة من الساخطون دومًا على كل شيء، ومن ضمن ما يسخطون على حُكم ربهم، فتجدهم يلعنون الظروف ويقولون كلامًا مخالفًا، ثم يهرولون لتعاطي عقار الترامادول فورًا كي يهربون من واقعهم المرير.

هل الترامادول يؤدي للإدمان

بالطبع عقار الترامادول من العقاقير المُخدرة المدرجة في بعض الدول على أنه من المخدرات الممنوع تداولها وبيعها إلا داخل منافذ بيع الدواء وبمشورة طبيب، والسر هنا في هرمون السيراتونين أو كما يسمونه هرمون السعادة والذي يؤدي لأن يألف الشخص تعاطي تلك الحبة مرة أخرى، حتى يصير عبدًا لها في النهاية.

ولكن للأسف كثير من الدول لا يُعتبر الترامادول ممنوع فيها، مثل الدول التي تُصنعه وتبيعه بشكل عادي جدًا في الشوارع، ولكن في مصر والمملكة العربية السعودية فالأمر مختلف فقد تم مؤخرًا إدراج الترامادول كمادة مُخدرة لا تُصرف إلا للمرضى بمكاتبة من طبيب ثقة.

الأعراض التي لو ظهرت عليك فأنت مدمن لعقار الترامادول

هناك الكثير من الأعراض التي لو ظهرت على شخص ما فهو بالتأكيد مدمن للترامادول بدرجة ما، ومنها احمرار العينين الشديد، وعدم الاتزان في المشية وشدة النهم للطعام والماء، والتأتأة وثقل اللسان أثناء الكلام، الضحك والبكاء دون سبب واضح، ودائمًا يطلب المزيد من المال لشراء حاجته من الترامادول بالطبع.

ماذا يحدث لك إذا تناولت عقار الترامادول

نزع البركة من الرزق

بالطبع هناك نزع للبركة من الرزق، لمن يتاجر في الترامادول سواء ببيعه أو بنقله أو بتخزينه، ولكن هل من يتعاطى الترامادول فقط أيضًا يؤثر هذا على رزقه، بالطبع فالفكرة هنا أن مجهودك الذي بذلته بصورة مبالغ فيها مرجعه الأساسي لحبة الترامادول، والتي هي بالطبع حرام شرعًا.

الإصابة ببعض الأمراض الجنسية مثل ضعف الانتصاب

والفكرة أن الترامادول يخدع المخ، ويصور للرجل أثناء علاقته الجنسية أنه على ما يرام، وأنه لديه من الفحولة الكثير، والحقيقة أن مراكز الإحساس لديه معطلة، فقد يستمر في علاقته الجنسية لمدة أربع إلى ست ساعات، والذي يؤدي إلى تليف جزء من القضيب مما يؤدي لضعف الانتصاب على أقل تقدير.

التأثير على الحالة البدنية عمومًا

والترامادول يجعل الشخص يصحوا لفترات طويلة دون نوم، حتى يَصِل لشدة التعب ويذهب مفعول العقار، فيحدث خمول وكسل ونوم لفترات طويلة جدًا قد تصل لأيام مما قد يؤدي لحدوث الجلطات الدماغية والقلبية بالطبع، ويؤدي بالطبع للعصبية الزائدة والسلوك العدواني والرعشة اللاإرادية، وعسر الهضم وفقدان الشهية والكثير من الأعراض.

الهروب من الواقع

بالطبع فتلك المادة التي تقتل الإحساس لدى من يتعاطاها، تجعل الشخص يدخل قوقعته المغلقة بعيدًا عن هموم الحياة وبعيدًا عن غلاء المعيشة، فهو لا يعنيه شيئًا في هذه الدنيا سوى الأموال التي سيشتري بها حبات الترامادول، والتي أصبحت أهم من أبناءه ومن زوجته مهما ادعى وقال غير ذلك.

انتشار الجرائم والفوضى في المجتمع

بالطبع، مجتمع جزء كبير من أفراده غير موجود، وغير مُستعد لأي عملية بناء بل هو نفسه مهدوم، ومنهم من تحول لأخصائي هدم للبشر عن طريق بيعه تلك الحبوب، التي تُذهب العقل والتركيز والشعور، فتجعل متعاطيها مهيئ للقيام بأبشع الجرائم التي نسمع عنها يوميًا، من قتل وسرقة وتعذيب واغتصاب … إلخ.

تدمير الأبناء بالقدوة السيئة

من يتعاطى تلك الحبوب في الغالب يتعاطها أمام أبنائه وبالطبع هو بالنسبة لهم في سنهم الصغير قدوة، فيقلدونه بالطبع، وأنا علمت من أحد المتعاطين أنه في مرة ما، ترك تلك الحبوب أمام زوجته وهي لا تعلم طبيعتها، فظنت أنها مسكن الأسنان الخاص بها، فتناولتها مما أثر عليها سلبيًا لفترة طويلة.

كيفية الإقلاع عن إدمان عقار الترامادول

التوكل على الله بصدق

أن تأخذ بالأسباب وتعلم حجم الجرم الذي ترتكبه في حق نفسك وفي حق من حولك سواء المجتمع أو أسرتك، وأن تَعزم على عدم العودة مرة أخرى لذلك المخدر حتى ولو بشكل تدريجي، وأن تَرضى بالنصيب الذي أعطاك الله عز وجل إياه من القوة العضلية.

البُعد عن الصحبة السيئة

بالطبع هذا سيعينك كثيرًا وسيجنبك العودة مرة أخرى للتعاطي لو أقلعت عنه، وهنا الفكرة ليست في ترك الأصدقاء السيئين فقط لكن لا بد من استبدالهم بآخرين ناجحين أو متعافين جدد من نفس العقار، عقار الترامادول، وهذا سيعينك كثيرًا.

علاج المشكلات الجنسية لدى طبيب مختص

أن تبادر بالذهاب لطبيب متخصص في أمراض الذكورة، هذا سيعينك كثيرًا، وسوف تتلقى العلاج الصحيح لحل مشكلتك والتي بالطبع ليس من حلولها تلك الحبة اللعينة المسماة الترامادول.

مواجهة مشكلات الواقع بقوة وعدم الهروب منها

لا تهرب من مشكلاتك وواجها، وأعلم أنها سنة الحياة فالحياة ليست دار للمتعة والسعادة فقط، ولكنها دار للشقاء والكَبد والمعاناة كما تعلمون، هذا سيعينك كثيرًا، وستقوى لديك عَضلة مواجهة تحديات الحياة بدلًا من الهروب منها.

اللجوء لطبيب مختص في علاج الإدمان إذا لزم الأمر

لا تتردد في الذهاب لمتخصص إذا أحسست أنك غير قادر على الإقلاع عن الترامادول بنفسك، فالطبيب المتخصص في علاج الإدمان لديه من العلم والأدوات المجربة التي ستعينك بفضل الله على الخروج من تلك الأزمة ولكن اختر الطبيب الثقة المختص ويفضل من لديه مركز خاص به لعلاج الإدمان ولديه خبرة بالمجال.

ممارسة الرياضة وكثرة شرب الماء

بالطبع الرياضة عمومًا تؤدي لطرد السموم من الجسم وتساعد في تسريع عملية التعافي لكن هذا بالنسبة لمن هم في بداية الإدمان، والرياضة هنا كحد أدنى المشي يوميًا ولو ساعة، بشكل بطيء نسبيًا، مع المحافظة على شرب الماء، والذي يؤدي للتعرق كثيرًا مما يخرج السموم أيضًا من الجسم.