أضرار الترامادول وأعراضه وعلاج إدمان الترامادول

إن الانتشار الكبير للترامادول بين الشباب يعد كارثة بما تحمله الكلمة من معنى، فلم تعد الصيدليات فحسب تحتوي على الترامادول، بل أصبحت بعض المحلات التجارية والأكشاك تبيع ذلك العقار، وسنحاول أن نوضح بقدر الاستطاعة أضرار الترامادول ومدى تأثيره على حياة الإنسان.

يظن العديد من متعاطي الترامادول أنه من المستحيل توقفهم عن تعاطيه؛ حيث يرون صعوبة بالغة في ذلك، ونحن نؤكد لكم وفق دراسات علمية وطبية أن علاج إدمان الترامادول ليس مستحيل كما تظنون، فمع إتباع الطرق السليمة يتم التخلص منه نهائيا.

أضرار الترامادول وعلاج إدمان الترامادول

ما هو الترامادول وكيف يعمل؟

الترامادول هو عقار مخدر ومسكن قوي جدا للآلام؛ لذا يتم استخدامه في علاج السرطان والأورام الخبيثة؛ لقدرته على تسكين آلام السرطان والعلاج الكيميائي والإشعاعي.

بدأ الشباب في تداول عقار الترامادول خارج إطار المستشفيات، ليس فقط لتسكين الآلام، بل لاكتشافهم أنه يساعدهم في الحياة الجنسية حيث يؤخر القذف وهم لا يدركون للأسف الأضرار التي تعود عليهم من استخدامه.

علميًا الترامادول يشبه المورفين، ولكنه أقل تأثيرًا منه في تسكين الألم وفي الإدمان، كما أن الترامادول له نفس المستقبلات العصبية للمورفين.

ما هو الترامادول وكيف يعمل

ما هي أشكال الترامادول الموجودة في الأسواق الطبية؟

لا يوجد الترامادول فحسب، بل هناك العديد من المستحضرات الطبية والعقاقير التي يدخل الترامادول في تصنيعها، مما يكسبها نفس خصائص الترامادول منها:

  • مستحضر امادولAmadol ذو اللون الأصفر.
  • مستحضر كونترامال Contramal سواء في شكل كبسولات أو أقراص.
  • مستحضر تامول Tamol ذو اللون الأبيض.
  • مستحضر تراما اس ار Tamol S R.
  • مستحضر ترامال Tramal.
  • مستحضر تراماكس Tramax.
  • مستحضر ترامودينTramoden .
  • مستحضر ترادول Tradol.

 وكل تلك المستحضرات والأدوية من الأفيونات، وتختلف من حيث قوة تسكين الألم والإدمان والتخدير.

أعراض إدمان الترامادول

أعراض الانسحاب عن الترامادول

المشكلة الرئيسية في تعاطي المخدرات بشكل عام والترامادول بشكل خاص هي الإدمان، حيث يصبح الشخص مدمنَا على تعاطيها، ولا يستطيع التوقف عنها وإلا سيصاب بحالة من أعراض الانسحاب القاتلة.

هناك عدة أعراض يمكنك من خلالها معرفة أن الشخص الذي أمامك مدمن للترامادول أو غيره من الأفيونات، ومن تلك الأعراض:

  1. تشتت الانتباه ونقص التركيز، فتجد المدمن لا يستطيع إدراك الحديث بصورة سليمة، كما أن كلامه يكون متلعثم غير مرتب؛ نظرا لتأثير الترامادول على الجهاز العصبي.
  2. اضطراب في معدل ضربات القلب.
  3. يكون الشخص المدمن مائلا للعزلة والانفراد بنفسه، وينفر من التجمعات، وقد يتطور الأمر ليصبح الشخص في مرحلة الاكتئاب التي قد تؤدي إلى الانتحار في النهاية.
  4. نتيجة تعاطي الترامادول أو الأفيونات في صور حقن قد يصاب المدمن بأمراض كالإيدز، الذي ينتشر في فئة كبيرة من المدمنين نتيجة الانتقال والعدى عبر الإبر الملوثة.
  5. تواجد آثار للجروح نتيجة كثرة الحقن الترامادول
  6. يكون الشخص المدمن كسولا وخاملا، ويحب النوم بشدة نتيجة خمول الجهاز العصبي تأثرا بالترامادول.
  7. يصاب المدمن بحالة من الهلوسة، ورؤية أشياء وسماع أصوات غير موجودة بالواقع، مما قد يصل به في النهاية إلى الجنون.
  8. يكون المدمن غير مستقر عاطفيًا حيث يصاب بالتوتر الشديد والعصبية المفرطة عند منع الجرعة المخدرة من الترامادول عنه.
  9. يصاب المدمن بالتهاب في العين فتصبح عينيه محمرة، كما يصاب بالتهابات جلدية.
  10. يعاني الشخص المدمن من الرعشة المستمرة، والتعرق وصعوبة في النوم أحيانا، والعدوانية تجاه عائلته وأصدقائه.

أعراض الانسحاب عن الترامادول

أعراض الانسحاب عن الترامادول

إذا حاول الإنسان المدمن التوقف المفاجئ عن الترامادول، أوفي حالة لم يجد النقود اللازمة لشراء الجرعة مما جعله يوقف تعاطي الترامادول؛ سوف يصاب بأعراض انسحابية شديدة وهي:

  • الأرق الشديد وعدم قدرة الشخص على النوم.
  • الرعشة، والعرق الغزير.
  • ازدياد في معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع في ضغط الدم لدي الشخص المدمن.
  • التوتر والقلق والخوف.
  • ضعف التركيز والقدرة على الإدراك.
  • إصابة الشخص بالعدوان تجاه من حوله.
  • صعوبة التذكر وفقدان الذاكرة.

علاج إدمان الترامادول

علاج إدمان الترامادول

من الخطأ محاولة الشخص أو الأهل التوقف المفاجئ عن تعاطي الترامادول؛ حتى لا يصاب المدمن بأعراض الانسحاب.

للعلاج الصحيح للإدمان يتم التوجه إلى المصحة النفسية العلاجية، فهناك سيتم التعامل الصحيح مع المريض، وإتباع أسلوب معين في العلاج، يتكون من ثلاث مراحل للتخلص من الإدمان بأقل الأضرار:

المرحلة الأولى من العلاج:

  • مرحلة انسحاب لمخدر من الجسم، ومحاولة السيطرة على أعراض الانسحاب، حيث يتم وقف الترامادول لمدة تسعة أيام متواصلة، مع إعطاء المريض المنومات للسيطرة على القلق.
  • كذلك يتم إعطاء المريض مسكنات أخرى، أقل تأثيرًا من الترامادول، وأقل تأثيرًا في الإدمان حتى لا يعاني المدمن من أعراض انسحاب شديدة.

المرحلة الثانية من العلاج:

  • بعد انتهاء المرحلة الأولى من العلاج، والذي تم من خلالها تطهير جسم المدمن من سموم الترامادول، يتم تأهيله نفسيًا بواسطة الطبيب النفسي المعالج.
  • يقوم الطبيب النفسي بتشجيع الشخص المدمن، وإعطائه طاقة إيجابية في أنه قادر على تخطي تلك المرحلة، كما يكون أصدقاء وعائلة الشخص المدمن بجواره ليساندوه ويشجعوه.

المرحلة الثالثة من العلاج:

  • تأتي المرحلة الأخيرة من العلاج لتعالج أي مشاكل نفسية لدى المدمن، سواء اكتئاب أو خوف أو نقص الثقة بالنفس، وتجعله قادرًا على التعامل مع الناس والمجتمع.
  • كما تتجه أهداف تلك المرحلة في تغيير نظرة المدمن في المخدرات، وتوضيح كم الأخطار التي تعود على جسده منها، ليس هذا فحسب بل تشجع المدمن على كيفية العلاج والتعامل المدمنين، باعتباره مدمن متعافي.
  • تكون مراحل العلاج ذي كفاءة وفاعلية أكبر، إذا كانت باجتماع عدد كبير من المدمنين والمتعافين من الإدمان، حتى يستفيدوا من خبرات بعضهم البعض ويشجعوا بعضهم البعض.

هناك عدة أمور مهمة يجب الانتباه إليها أثناء علاج إدمان الترامادول وهي:

  • الاهتمام بتناول الماء بكثرة، وكذلك العصائر الطبيعية الطازجة لتطهير الجسم من السموم.
  • تناول كوب من القهوة يوميًا، لزيادة الانتباه والتركيز.
  • الانتظام في ممارسة الرياضة والمشي، فالرياضة تعمل على إفراز مواد عصبية طبيعية بالمخ، تعمل كالأفيونات فتجعل الشخص يشعر بالراحة.
  • متابعة وظائف الأعضاء وخاصة الكبد، عن طريق التحاليل والفحوصات للتأكد من سلامتها

علاقة الترامادول بالحياة الجنسية

إن سبب إقبال الشباب على الترامادول، هو أنه يعمل على إطالة فترة ما قبل القذف أثناء اللقاء الجنسي.

السبب في ذلك أن مادة السيروتونين الموجودة بالمخ هي المسئولة عن سرعة القذف؛ لذا تعمل أدوية الاكتئاب على تأخير القذف، حيث تعمل على زيادة مدة نقل السيروتونين في المخ، وبنفس الطريقة يعمل الترامادول على تأخير القذف.

من الناحية الأخرى يؤدي طول مدة استخدام الترامادول إلى العجز الجنسي، وضعف الانتصاب؛ مما يؤدي إلى فشل العلاقة الجنسية بالكامل.

ماذا بعد العلاج من الإدمان؟

هناك العديد من المشاكل التي تواجه الشخص المتعافي من الإدمان حديثًا؛ يجب محاولة التصدي لها حتى تتم مرحلة العلاج على أكمل وجه، ومن تلك المشاكل:

  • الرغبة باستمرار في العودة للإدمان، وخاصة بعد الخروج من المستشفى، والالتقاء بالأصدقاء، والذهاب إلى الأماكن التي كانوا يذهبون إليها.
  • ضعف قدرة الشخص المتعافي على مواجهة مشاكل الحياة والاستسلام لها؛ لذا يجب التحلي بالإرادة والعزيمة؛ للتأقلم مع أسلوب الناس والمجتمع ومشاكل الناس.
  • قلة ثقة المتعافي في نفسه واعتماده على الآخرين بصورة كبيرة؛ لذا يجب تدريبه على الاستقلال بذاته والاعتماد على نفسه، لمواجهة أية تحديات.

الأسباب وراء إدمان الشباب

الأسباب وراء إدمان الشباب على الترامادول

هناك العديد من الظروف والأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى وقوع الشباب في فخ الإدمان منها:

  • عدم اهتمام الآباء والأمهات برعاية الأبناء، ومشاركة مشاكلهم، والتحدث المستمر معهم.
  • المشاكل الأسرية، وكثرة الخلافات بين الوالدين والأبناء.
  • أصدقاء السوء الذين يسحبون بعضهم البعض إلى إدمان الترامادول والمخدرات.
  • عدم تنشئة الأبناء بطريقة سليمة، ونقص التربية الدينية لديهم.
  • نقص فرص العمل وانتشار البطالة بشكل كبير، وانتشار أوقات الفراغ لدى الشباب.
  • عدم وجود وسائل توعية للشباب عن الأضرار الجسيمة لإدمان الترامادول، وما يترتب عليه من أعراض انسحاب قاتلة.

كيف تقي نفسك وأبناءك من الإدمان؟

كيف تقي نفسك وابناءك من الإدمان

  • يفضل الابتعاد عن تناول أي مواد مخدرة أو عقاقير قد تسبب الإدمان، وفي حالة وصفها لتسكين الآلام من قبل الطبيب، يجب الالتزام بالجرعة التي وصفها الطبيب.
  • في حالة ازدياد الآلام وحاجة المريض إلى جرعات مسكنة أكبر، يجب استشارة الطبيب أولا.
  • يجب على الآباء التحدث مع أبنائهم حول مخاطر الإدمان، وكيف يصل بالإنسان إلى مشاكل صحية كبيرة تنتهي بالموت.
  • يجب على الوالدين أن يكونوا نموذجًا يحتذي به أبنائهم، فإذا رأى الابن أبيه يتناول المخدرات أو الترامادول، سوف يفعل مثله لذا يجب الانتباه لتلك النقطة.
  • تقوية العلاقات الأسرية، وأن تكون العلاقة بين الوالدين والأبناء كعلاقة أصدقاء، فيخبر الأبناء آبائهم بأي مشاكل يقعون بها، فذلك يجنبهم خطر الوقوع في الإدمان.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله